بدء المفاوضات في مصر .. هل تنهي حرب الإبادة؟ وكيف تمنع الضمانات نتنياهو من الخيانة مجدداً؟
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
#سواليف
عشية الذكرى الثانية لعملية “ #طوفان_الأقصى ” واندلاع #الحرب، وتزامنًا مع الذكرى الثانية والخمسين لحرب 1973، يصل إلى مصر وفدا إسرائيل و”حماس” للتداول في تفاصيل #الصفقة_الأمريكية المقترحة. وفي التزامن، يتوقف مراقبون إسرائيليون عند حقيقة حظوظها، وعند سؤال آخر: هل تنتهي الحرب أم يخون رئيس حكومتهم #نتنياهو وينتهك الاتفاق، كما فعل في الماضي، ليجدد #الحرب على #غزة؟
دروكر: يبني نتنياهو على أن #ترامب إما يفقد القدرة على الضغط على الأطراف، والأهم على أنه سيفقد الاهتمام بالقضية برمتها
وفيما زعم رئيس الولايات المتحدة ترامب أن #المفاوضات متسارعة وناجحة، وأنه قد قيل له إن المرحلة الأولى من الصفقة من شأنها أن تنتهي هذا الأسبوع، وقال وزير خارجيته روبيو إن 90% من التفاصيل تمّ التوافق عليها، يعود ترامب إلى التهديد والوعيد ويبدو- كعادته- نزقًا متقلبًا وعلى عجلة من أمره، فإن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو، المشكوك في نواياه إسرائيليًا أيضًا، يرش ماءً باردًا على التفاؤل الذي شارك هو بنفسه في إشاعته في شريط الفيديو الأخير، ليلة السبت الماضي، بقوله: “لست واثقًا أنهم سيفرجون عن #المخطوفين”.
صعوبات موضوعية ونوايا خبيثة
ورغم تصريحات روبيو، على الأرض تبدو المفاوضات صعبة حتى في مرحلتها الأولى، ولا تنحصر بالناحية التقنية بعكس ما يرد في مزاعم مختلفة، والمصاعب في الطريق كثيرة، وإن بدت المحاولة هذه المرة لوقف النزيف والمذبحة جدية وحقيقية أكثر من مساعٍ سابقة. وهناك تقديرات إسرائيلية أيضًا تنبّه إلى وجود تحديات وعقبات ومفاوضات صعبة، كما ينعكس في عنوان صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الإثنين: “العقبات كثيرة، لكن بعد زمن طويل، احتمال وقف الحرب يبدو هذه المرة حقيقيًا”.
يُشار إلى أن هناك بعض النقاط في المرحلة الأولى ما زالت خلافية، منها هوية الأسرى الفلسطينيين الذين من المفترض أن يُفرج عنهم مقابل الإفراج عن المحتجزين ووقف الحرب، فحكومة الاحتلال توافق على إطلاق سراح 250 من الأسرى المحكومين بالمؤبد، لكنها تتحفظ على رؤساء وقادة الفصائل، أمثال مروان البرغوثي وعبد الله البرغوثي وأحمد سعدات وغيرهم، زاعمة- لغاية في نفس يعقوب- أن هؤلاء “خط أحمر”. في المقابل، تطالب “حماس” باعتماد مفتاح واضح للتبادلية يقوم على أقدمية كل أسير وعمره.
وهذا يضاف إلى نقطة الانسحاب الأول للاحتلال من القطاع. وعلاوة على هذه المصاعب، هناك عقبة أخرى تتعلق بحقيقة نوايا حكومة الاحتلال ورئيسها نتنياهو، الذي سبق أن عطّل المساعي أكثر من مرة في السابق. وحتى في إسرائيل هناك من يقول إن نواياها هنا خبيثة، كما يقول المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل. في مقاله اليوم، يضيف هارئيل: “للمرة الأولى يبدو أن ترامب يضع كل ثقل وزنه من أجل الاتفاق، ونتنياهو يستعد لانتخابات عامة وهو يخبئ الكثير، لكن من غير المستبعد أن ينجح في تعطيل الصفقة حتى وإن تقدّمت للوهلة الأولى”.
السؤال الثاني: هل تنتهي؟
وعشية الذكرى السنوية الثانية للحرب، وبعد أسبوع من الكشف عن #خطة_ترامب، وعلاوة على السؤال حول احتمالات المرحلة الأولى من الصفقة، فإن السؤال الثاني: هل تنتهي الحرب أم يستأنفها نتنياهو بعد انتزاع ورقة الضغط من يد “حماس”- المحتجزين- وهل هناك ضمانات حقيقية تحول دون ذلك؟ سؤال مهم، لا سيّما أن هناك تحديات وخلافات جوهرية، منها مستقبل غزة (“حماس” ترفض القوات الأجنبية) ومستقبل سلاح “حماس”، الذي تريد الخوض فيه تحت سقف فلسطيني، وهي ترفض التنازل- على الأقل- عن سلاحها الدفاعي.
ولا يقل أهمية أن #انتهاء_الحرب منوط بنتنياهو غير الراغب بانتهائها على هذه الصورة بعيدًا عن “النصر المطلق”، وأنه في طبعه يخون العهود ويعتمد الكذب والمناورة نهجًا سياسيًا، فقد سبق وتهرب من المرحلة الثانية من صفقة بايدن، في مايو/أيار 2024، (المرحلة السياسية)، رغم أنها في الأصل خطة إسرائيلية.
#ضمانات_أمريكية_وعربية؟
في إسرائيل أيضًا، هناك من لا يستبعد هذه الإمكانية، متقاطعًا بذلك مع مخاوف “حماس” من غدر نتنياهو، كما يتجلى في مقال المحلل السياسي البارز في القناة 13 العبرية رافيف دروكر، الذي يعتبر الاتفاق مكسبًا لنتنياهو ويتساءل: من سيوقف إسرائيل بحال وجد نتنياهو ذريعة لتجديد النار بعد استعادة المخطوفين؟ ترامب؟ قطر؟
دروكر، المثابر على القول إن خطة ترامب خطة إسرائيلية في جوهرها، يقول، في مقال تنشره “هآرتس” اليوم الإثنين، إنه على خلفية الخوف من فقدان ورقة “الجوكر” طالما رغبت “حماس” بتبادل أسرى على فترة طويلة لا دفعة واحدة، كي يعود الغزيون إلى بيوتهم وإدخال كمية كبيرة من الغذاء والدواء، ما يصعّب الأمر على الجيش الإسرائيلي خاصة بعد انسحاب شبه كامل.
هارئيل: للمرة الأولى يبدو أن ترامب يضع كل ثقله من أجل الاتفاق.. ونتنياهو يستعد لانتخابات عامة وهو يخبئ الكثير، لكن من غير المستبعد أن ينجح في تعطيل الصفقة
ويحذّر دروكر من النوايا الخبيثة لنتنياهو: “يبني نتنياهو على أن ترامب إما يفقد القدرة على الضغط على الأطراف، والأهم على أنه سيفقد الاهتمام بالقضية برمتها”.
ويتقاطع معه محلل الشؤون الأمريكية، المحامي والمعلق الإسرائيلي عيدو دمبين، بتساؤله، ضمن حديث لـ “راديو الناس” في الناصرة داخل أراضي 48: لماذا تقبل “حماس” التقدم في إنجاز الصفقة بدون كفالة أمريكية؟ ويقول إن ترامب لا يستطيع منح “حماس” ضمانة مباشرة لاعتباره إياها “تنظيمًا إرهابيًا”، ولكن ربما يكون ذلك خيارًا أقل سوءًا لـ”حماس”… التي ستطالب بضمانات من خلال دول عربية وإسلامية، وبدون هذه الضمانات ستصبح الصفقة عالقة.
بين مختلف الترجيحات والتقديرات في إسرائيل حيال هذين السؤالين- حول مستقبل الصفقة ومستقبل إنهائها للحرب فعلاً- هناك محاولات كثيرة من قبل مراقبين فيها لتلخيص الموجود والمفقود عشية الذكرى الثانية للحرب غدًا، ويجمع كثيرون منهم على أن “طوفان الأقصى” هو الإخفاق الأكبر في تاريخ إسرائيل، وأن حكومة نتنياهو هي الأسوأ في مسيرتها، وأنه رغم مرور عامين على الحرب الأطول والأكثر كلفة، ما زالت حكومة نتنياهو باقية، فيما بقي 48 محتجزًا في غزة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف طوفان الأقصى الحرب الصفقة الأمريكية نتنياهو الحرب غزة ترامب المفاوضات المخطوفين خطة ترامب انتهاء الحرب على أن
إقرأ أيضاً:
بدء المفاوضات بين حماس وإسرائيل في مصر بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار
عواصم - الوكالات
يستعد وفد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الموجود في مصر حاليا لمحادثات مع إسرائيل تأمل الولايات المتحدة أن تؤدي إلى وقف القتال وإطلاق سراح الرهائن في غزة، على الرغم من وجود قضايا خلافية مثل نزع سلاح الحركة بموجب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن المقرر أيضا أن يتوجه مفاوضون إسرائيليون إلى منتجع شرم الشيخ المصري المطل على البحر الأحمر في وقت لاحق من اليوم لإجراء محادثات حول إطلاق سراح الرهائن، في إطار خطة ترامب المكونة من 20 بندا لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين.
ويضم الوفد الإسرائيلي مسؤولين من جهازي المخابرات (الموساد) والأمن الداخلي (شين بيت)، ومستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسياسة الخارجية أوفير فالك والمنسق المعني بشؤون الرهائن جال هيرش.
ومع ذلك، توقع ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن ينضم كبير المفاوضين الإسرائيليين ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى المحادثات في وقت لاحق من هذا الأسبوع، على حسب تطورات المفاوضات. ولم يُعلق متحدثون باسم ديرمر ولا رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد.
ويرأس وفد حماس خليل الحية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة وكبير مفاوضي الحركة، والزيارة هي الأولى بالنسبة للحية إلى مصر منذ نجاته من غارة إسرائيلية في العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي.
ووفقا لبيان أصدرته حماس في وقت متأخر من أمس الأحد سيسعى، مفاوضو الحركة إلى الحصول على توضيح بشأن آلية تنفيذ عملية مبادلة الرهائن المتبقين لدى حماس -أحياء وأموات- بفلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل، بالإضافة إلى انسحاب عسكري إسرائيلي من غزة ووقف إطلاق النار، .
وقال مصدر في حماس لرويترز إن من المرجح أن تكون القضية الشائكة هي المطلب الإسرائيلي الذي ورد في خطة ترامب بأن تنزع حماس سلاحها، وهو أمر تصر الحركة على أنه لا يمكن أن يحدث ما لم تنهي إسرائيل احتلالها وتقام دولة فلسطينية.
ويقول نتنياهو إن قيام دولة فلسطينية لن يحدث أبدا، متحديا بذلك الدول الغربية التي اعترفت مؤخرا بدولة فلسطينية.
وصارت إسرائيل معزولة دوليا بسبب الدمار الذي لحق بغزة.
وقال مسؤول مطلع على المحادثات لرويترز إنه يتوقع ألا تكون جولة المحادثات التي تبدأ اليوم الاثنين سريعة.
وأضاف "ستستمر المفاوضات بضعة أيام على الأقل إن لم يكن أكثر. ومن غير المرجح إبرام الاتفاق سريعا لأن الهدف هو التوصل إلى اتفاق شامل مع تحديد جميع التفاصيل قبل بدء تنفيذ وقف إطلاق النار".
وتابع قائلا "اتفقت حماس وإسرائيل على أساسيات خطة ترامب المؤلفة من 20 نقطة. ومن المقرر أن تركز المرحلة أو المراحل التالية من المحادثات على معالجة التفاصيل المحددة، وهي عملية كانت طويلة في الماضي".
وكان الوسطاء في السابق يتوصلون إلى اتفاق على مرحلة أولى، ويتركون المرحلة التالية للتفاوض عليها لاحقا، لتنهار العملية برمتها في وقت قصير.
وأضاف المسؤول أن لدى الوسطاء قائمة طويلة من القضايا الصعبة التي يتعين عليهم اقناع إسرائيل وحماس بالتوصل إلى اتفاق بشأنها، بدءا من الجوانب المتعلقة بالوضع على الأرض مثل تفاصيل انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة والجدول الزمني لذلك، وصولا إلى التفاصيل الدقيقة لنقل إدارة غزة من حماس وتشكيل قوة دولية لتثبيت الاستقرار، وفقا لما شملته خطة ترامب.
وعبر ترامب عن تفاؤله قائلا في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي "جرى إبلاغي بأن من المقرر إتمام المرحلة الأولى هذا الأسبوع، وأدعو الجميع إلى التحرك بسرعة".
وتتعلق المرحلة الأولى بالإفراج عن رهائن مقابل إطلاق سراح فلسطينيين محتجزين في سجون إسرائيل. وتبقى في غزة 48 رهينة، 20 منهم على قيد الحياة.
وتُعد خطة ترامب أكثر الجهود تقدما حتى الآن لوقف الحرب الأطول والأكثر تدميرا على الإطلاق في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين الممتد عبر أجيال.
ووافقت حماس يوم الجمعة على إطلاق سراح الرهائن وعدد من البنود الأخرى في خطة ترامب لكن ردها تجنب نقاطا أخرى مثيرة للجدل مثل الدعوة لنزع سلاحها والتخلي عن السلطة السياسية في غزة.
ورحب ترامب برد حماس ودعا إسرائيل إلى وقف قصفها لغزة.
* تجنب النهج التدريجي
أعادت الخطة إحياء آمال السلام بين الفلسطينيين رغم عدم توقف الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وفي إسرائيل وجد نتنياهو نفسه عالقا بين ضغوط متزايدة لإنهاء الحرب، من عائلات الرهائن وغيرهم ممن أنهكتهم الحرب، ومطالب من أحزاب قومية متطرفة في الائتلاف الحاكم تصر على عدم التراجع عن الحملة للقضاء على حماس.
وقال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش عبر منصة إكس إن وقف الحملة العسكرية سيكون "خطأ فادحا"، وهدد ومعه وزير الأمن الوطني إيتمار بن جفير بإسقاط حكومة نتنياهو إذا انتهت الحرب.
لكن زعيم المعارضة يائير لابيد المنتمي لحزب حزب يش عتيد (هناك مستقبل) الوسطي قال إنه سيتم توفير غطاء سياسي لإنجاح مبادرة ترامب "ولن نسمح لهم بنسف الاتفاق".
وشنت إسرائيل حربها الجوية والبرية بعد هجوم قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 والذي أسفر وفقا لإحصاءات إسرائيلية عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واقتياد 251 رهينة إلى غزة.
وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الحرب الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني في غزة حتى الآن، معظمهم من المدنيين، وألحقت الدمار بالقطاع الساحلي المكتظ بالسكان.