أكد الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، أن  هناك  ضغطًا أمريكيا كبيرا لإنهاء الحرب، في قطاع غزة، مدفوعا برغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحقيق تسوية لأسباب تتعلق بالسياسة الداخلية والضغط المتزايد من الرأي العام الأمريكي الذي يطالب بإنهاء الحرب.

وقال أشرف سنجر، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “اليوم”، عبر فضائية “دي أم سي”، ان جولة المفاوضات الحالية في القاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة تختلف بشكل كبير عن المفاوضات السابقة، مرجعًا ذلك إلى ثلاثة عوامل رئيسية قد تقود إلى نتيجة حاسمة.

وتابع أستاذ السياسات الدولية، أن موافقة حركة حماس على المقترح الأخير "أحدثت زلزالا إسرائيليا، حيث كانت استراتيجية نتنياهو مبنية على افتراض رفض حماس للمقترح.

وأشار إلى أن الوفد الإسرائيلي المشارك هذه المرة رفيع المستوى ويمتلك صلاحيات حقيقية للتفاوض، على عكس الجولات السابقة التي اتسمت بما وصفه بـ"تلاعب" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

طباعة شارك أشرف سنجر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة المفاوضات حماس

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أشرف سنجر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة المفاوضات حماس أشرف سنجر

إقرأ أيضاً:

أطول حرب وأعنفها.. كيف اختلفت حرب غزة الراهنة عن الجولات السابقة؟

تدخل الحرب في قطاع غزة عامها الثاني، لتُسجَّل كالأطول والأكثر دموية في تاريخ القطاع، ولتختلف عن سابقاتها من حيث مسار مفاوضاتها وتعقيد شروط إنهائها. اعلان

لم تشهد غزة في تاريخها نزاعًا طويلًا وعنيفًا مثل الحرب الراهنة. ففي حين اقتصر صراع 2008 على ثلاثة أسابيع، واستمرت حرب 2014 نحو خمسين يومًا، تحل اليوم، 7 أكتوبر/تشرين الأول 2025، الذكرى الثانية لاندلاع هذه الحرب، التي أصبحت الأطول والأكثر دموية في تاريخ القطاع، مسجلة مستويات غير مسبوقة من العنف والخسائر البشرية والمادية.

ولم تقتصر تداعيات الحرب على قطاع غزة، بل امتدت لتُحدث تغييرات واسعة في خريطة الشرق الأوسط، مع بروز تحولات جيوسياسية عميقة. فقد شهد لبنان تراجعاً في نفوذ حزب الله بعد الخسائر العسكرية والسياسية التي مُني بها على جبهته الجنوبية، أعقبها تصعيد ميداني أعاد ترتيب الأوضاع على الحدود الشمالية. كما أضعف النزاع موقع النظام السوري، ما فتح الباب أمام مرحلة انتقالية أنهت عقوداً من الحكم المستمر في دمشق.

وفي موازاة ذلك، ومع تمكن إسرائيل من تقليص المخاطر على جبهتها الشمالية، شنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تنفيذ حملة عسكرية ضد إيران- التي تُعد محور التوترات الإقليمية - في الثاني عشر من يونيو/حزيران 2025.

تاريخ طويل من التسويات المؤقتة

شهد تاريخ الصراع في غزة العديد من جولات التهدئة والمفاوضات، التي غالبًا ما انتهت بتسويات مؤقتة، تختلف طبيعتها من جولة إلى أخرى، لكنها كانت تتقاطع في هدف واحد وهو إيقاف العنف مؤقتًا وإعادة الاستقرار النسبي إلى المنطقة.

ففي حرب 2008، برعاية مصرية، انتهت الجولة بهدنة قصيرة استمرت ثلاثة أسابيع، ركزت على وقف إطلاق النار وتخفيف القيود على القطاع، دون تحقيق أي تقدم ملموس في معالجة القضايا الجوهرية. أما في عام 2012، بعد عملية "عمود السحاب"، فقد أسفرت الهدنة عن تبادل الأسرى وتخفيف جزئي للحصار، بينما كانت اتفاقية 2014 خلال "عملية الجرف الصامد" أكثر شمولًا، إذ تضمنت وقف إطلاق النار، إعادة الإعمار الجزئي، وتخفيف القيود المفروضة، لكنها بقيت أيضًا هدنة مؤقتة لم تؤثر على جذور الأزمة.

تحول نوعي في الصراع

الجولة الحالية، منذ 7 أكتوبر 2023، تختلف جذريًا عن كل ما سبقها. فهي الأطول من حيث المدة، والأكثر دموية، والأكثر تعقيدًا سياسيًا وعسكريًا. ولم تعد المفاوضات تدور حول هدنة قصيرة أو تبادل رمزي للأسرى، بل تحولت إلى مواجهة شاملة تتعلق بالوجود العسكري والسياسي لحركة حماس واستراتيجية إسرائيل لـ ""ضمان أمنها على المدى الطويل".

جهود دولية لوقف حرب غزة

دخلت أطراف دولية بارزة في هذه الجولة، أبرزها الولايات المتحدة بقيادة إدارة بايدن ثم دونالد ترامب حاليا، الذي يرى في إنهاء الحرب فرصة لتعزيز مكانته الدولية والترشح لنيل جائزة نوبل للسلام.

واقترح ترامب، مؤخراً، خطة شاملة تتضمن 20 بندًا لتحقيق تهدئة طويلة الأمد،.

وتُعد مصر من أبرز اللاعبين في جهود الوساطة، حيث تستضيف المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس. وتركز هذه المحادثات على تنفيذ خطة السلام الأمريكية، بما يشمل تبادل الأسرى، انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من غزة، وتسليم السلطة لحكومة دولية مؤقتة.

كما لعبت الوساطة القطرية في الدوحة دورًا مهمًا بمحاولات عديدة للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد وتخفيف الحصار.

 لكن هذه الجهود اصطدمت باتهامات متبادلة بين الطرفين. فحماس اتهمت إسرائيل بتعطيل الهدن عبر استمرار الضربات الجوية وقيود المعابر، في حين تقول إسرائيل إن الحركة الفلسطينية تمارس المماطلة وتأجيل تنفيذ الالتزامات الأمنية، ما يعقد فرص التوصل إلى اتفاق سريع.

معضلة نتنياهو الداخلية

أضافت التطورات الداخلية في إسرائيل بُعداً جديداً من التعقيد لإدارة الصراع. فمنذ عام 2020، يواجه نتنياهو سلسلة من المحاكمات بتهم فساد، وهو ما شكل ضغطاً سياسياً متصاعداً على حكومته، وعمّق الانقسامات في المشهد السياسي الإسرائيلي حول الاستراتيجية المثلى للتعامل مع حماس وقطاع غزة.

وفي ظل هذه الأجواء، يوجه منتقدو نتنياهو اتهاماتٍ له باستخدام الحرب واستمرارها كأداة لتحقيق مكاسب سياسية، تعزّز من موقعه وتُطيل أمد بقائه في السلطة. 

نتنياهو يطالب حماس بالاستسلام الكامل

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع "يورونيوز" رفضه القاطع لأي تسوية جزئية مع حركة حماس، مشددًا على أن الحركة مطالبة بالاستسلام الكامل ونزع سلاحها دون أي تحفظات.

وقال نتنياهو: "لا يمكنها قبوله جزئياً، بل عليها قبوله بالكامل.. إذا أنشأنا إدارة مدنية في غزة لا تُربي أطفالها على كراهية إسرائيل وقتل اليهود في كل مكان، فأعتقد أن المنطقة بأكملها يمكن أن تتمتع بمستقبل أكثر إيجابية وسلاماً".

وأضاف نتنياهو أن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل بشكل كامل في حال رفضت حماس قبول الاتفاق المطروح، موضحًا أن الهدف النهائي للحكومة الإسرائيلية هو إنهاء الحرب عسكريًا إذا فشل المسار الدبلوماسي. 

حماس.. بين السلاح والبقاء

على الطرف الآخر من المعادلة، تواجه حركة حماس معضلة وجودية. فالتخلي عن السلاح لا يعني فقط خسارة "أداة المقاومة" بل يخرج الحركة بالكامل من المعادلة السياسية والإدارية والعسكرية في قطاع غزة.

وترى الحركة أن موقف نتنياهو يتعامل مع الملف بمنطق النصر والهزيمة، حيث يسعى إلى انتزاعال أوراق التفاوضية المركزية ليقدّم نفسه كمن "فرض الاستسلام على الحركة بالقوة المفرطة".

وترفض حماس منح إسرائيل هذا الانتصار، مدركة أن سحب السلاح سيعني فقدان تأثيرها المباشر على غزة في اليوم التالي. لذلك تسعى الحركة إلى نقل النقاش إلى مستوى وطني فلسطيني أوسع، عبر إشراك فصائل أخرى في أي حوار حول نزع السلاح أو إدارة القطاع.

Related على وقع المفاوضات.. الحرب في غزة تدخل عامها الثالث وترامب متفائل بـ "اتفاق وشيك"غزة: تدمير واسع لدور العبادة واستهدافٌ للرموز الدينية منذ بداية الحربنشطاء دوليون يروون معاناتهم بعد اعتقالهم في إسرائيل خلال محاولة كسر حصار غزة ترامب متفائل بقرب اتفاق

أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاؤله بشأن التوصل قريبًا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تزامنًا مع مرور عامين على اندلاع الحرب المستمرة في القطاع.

وأكد ترامب أن جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات بشأن خطة وقف إطلاق النار "أبدت نية حسنة"، مضيفًا: "أعتقد أننا نقترب جدًا من التوصل إلى اتفاق.. سيكون هذا اتفاقًا مميزًا جدًا، وسيحقق السلام في الشرق الأوسط".

وأشار إلى أن الدول العربية والإسلامية تدعم هذا الاتفاق بشكل كامل.

ونقلت وسائل إعلام  في وقت سابق تهديدات ترامب تهديده لنتنياهو بالتخلي عنه في حال رفض الاتفاق.

انعكاسات الحرب الإسرائيلية في تل أبيب

تكشف المؤشرات الاقتصادية عن ثمن باهظ دفعته إسرائيل نتيجة الحرب. فقد انكمشت قطاعات أساسية وتآكلت الإيرادات الحكومية، وارتفعت النفقات العسكرية والطوارئ بشكل كبير، مع تقديرات للكلفة الإجمالية للحرب بين 250 و330 مليار شيكل (76–100 مليار دولار).

وشهد سوق العقارات تراجعًا حادًا في الصفقات، ونقصًا في اليد العاملة، بينما تأثرت قطاعات التكنولوجيا والطاقة والسياحة بشكل ملحوظ. كما ألغت عدة دول عقود أسلحة مع تل أبيب، ما أثر على الصناعات الدفاعية. ورغم ذلك، حافظت بعض الاستثمارات الاستراتيجية، خاصة في الأمن السيبراني والطاقة، على مستوى محدود من النشاط، في ظل استمرار الأزمة وعدم اليقين السياسي والأمني.

وعلى الصعيد الاجتماعي والسياسي، لم تهدأ الاحتجاجات في تل أبيب، بل تحولت إلى مظاهرات أسبوعية منتظمة تعكس الغضب الشعبي المستمر من تداعيات الحرب. يشارك آلاف المواطنين في هذه المظاهرات، مطالبين بصفقة لتبادل الأسرى ووقف العمليات العسكرية في قطاع غزة

وأسفرت الحرب الدائرة في قطاع غزة عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني ووإصابة أكثر من 169 ألفًا آخرين، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء. كما أدت المجاعة الناتجة عن الحصار ونقص المواد الأساسية إلى وفاة 460 فلسطينيًا إضافيًا، من بينهم 154 طفلاً، وسط أزمة إنسانية خانقة لا تزال تتفاقم يومًا بعد يوم.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • خذها أو اتركها.. الولايات المتحدة تلوح بهذه التسوية لإنهاء مفاوضات غزة
  • أطول حرب وأعنفها.. كيف اختلفت حرب غزة الراهنة عن الجولات السابقة؟
  • المفاوضات حول خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة مستمرة
  • تفاصيل المفاوضات بين حماس وإسرائيل بالتزامن مع الضغط الأمريكي لإنهاء الحرب
  • الخارجية: نحرز تقدما كبيرا لإنهاء الحرب على قطاع غزة
  • بدء المفاوضات في مصر .. هل تنهي حرب الإبادة؟ وكيف تمنع الضمانات نتنياهو من الخيانة مجدداً؟
  • تصاعد الخلافات داخل حكومة نتنياهو مع ضغط ترامب لإنهاء حرب غزة
  • شرم الشيخ تستضيف محادثات حاسمة بين حماس وإسرائيل والولايات المتحدة لإنهاء حرب غزة
  • العالم الإسلامي: استجابة حماس لخطة ترامب تمهد لإنهاء الحرب على غزة