تفاصيل فوز خالد العناني برئاسة اليونسكو كأول مصري وعربي في التاريخ
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
حصل الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام الجديد لمنظمة اليونسكو، ليصبح بذلك أول مصري وعربي يتولى رئاسة هذه المنظمة الأممية العريقة، وفق ما أعلنه السفير المصري في باريس.
وجاء انتخاب العناني بعد جلسة مطوّلة للمجلس التنفيذي في دورته الـ222 بالعاصمة الفرنسية باريس، تنافس خلالها المرشح المصري والعربي الدكتور خالد العناني مع نظيره الكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو، في سباق حسمته الكفاءة والخبرة لصالح العناني، الذي سيخلف الفرنسية أودري أزولاي في قيادة المنظمة خلال مرحلة دولية دقيقة تتطلب توازناً وخبرة واسعة.
ويُعد فوز الدكتور خالد العناني بهذا المنصب تتويجا لمسيرة أكاديمية ومهنية ثرية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، جمع خلالها بين العمل الأكاديمي والإداري والدبلوماسي الثقافي.
فيما يلي أبرز محطات مسيرة الدكتور خالد العناني شغل منصب وزير السياحة والآثار (ديسمبر 2019 – أغسطس 2022)، وكان أول وزير يجمع بين حقيبتي السياحة والآثار منذ فصلهما عام 1966.تقلد قبلها منصب وزير الآثار (مارس 2016 – ديسمبر 2019).يشغل منصب أستاذ علوم المصريات بكلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، وعضو هيئة تدريس منذ عام 1993.حاز عدة أوسمة دولية رفيعة، من بينها:وسام فارس جوقة الشرف (فرنسا – 2025)وسام الشمس المشرقة (اليابان – 2021)وسام الاستحقاق (بولندا – 2020)وسام فارس في الفنون والآداب (فرنسا – 2015)حصل على دكتوراه في علوم المصريات من جامعة پول ڤاليري مونبلييه 3 بفرنسا عام 2001.تولى الإشراف العام على المتحف المصري بالتحرير والمتحف القومي للحضارة المصرية بين عامي 2014 و2016.شغل مناصب أكاديمية عدة، منها وكيل كلية السياحة والفنادق لشؤون التعليم والطلاب، ورئيس قسم الإرشاد السياحي بجامعة حلوان.عمل خبيرًا علميًا وباحثًا مشاركًا بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة بين عامي 2002 و2016.حصل على وسام راعٍ لصندوق التراث العالمي الإفريقي (2025)، وتم اختياره سفيرًا للسياحة الثقافية لدى منظمة السياحة العالمية عام 2024.
ويأتي هذا الفوز ليعزز مكانة مصر على الساحة الثقافية الدولية، ويعيد إلى الأذهان إسهاماتها العريقة في مجالات التراث والتعليم والثقافة، فيما يُتوقع أن يشكل العناني برؤيته الأكاديمية والدبلوماسية نقلة نوعية في مسار اليونسكو خلال السنوات المقبلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خالد العناني منصب المدير العام منظمة اليونسكو باريس السفير المصري الدکتور خالد العنانی
إقرأ أيضاً:
الحضور الإماراتي لدى اليونسكو.. منجزات ثقافية وتعليمية
محمد عبدالسميع
يتأكد الحضور الإماراتي عالمياً، وهذه المرة في جانبي التعليم والأدب والثقافة والتراث، وهما عناصر مهمّة ومؤشرات قويّة على رسوخ فكر الدولة وتاريخها العريق وأصالتها، التي تبني عليها لمستقبل ريادي ومشرق. وجاء انتخاب دولة الإمارات العربية المتحدة نائباً لرئيس المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، في دورته الثالثة والأربعين، الذي عقد في مدينة سمرقند بمشاركه 194 دولة، بحضور إماراتي رسمي، ليؤكد الحفاوة والاهتمام العالمي بدولة الإمارات.
وزاد من هذا الحضور إعلان منظمة اليونسكو في هذا المؤتمر الاحتفاء بالشاعر الإماراتي الراحل أحمد بن سليم الفلاسي بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيله، وكذلك جامعة الإمارات العربية المتحدة بعد 50 عاماً على تأسيسها، حيث سيكونان ضمن قائمة الاحتفاءات الخاصة ببرنامجها للذكرى السنوية 2026 - 2027، الذي يكرّم الشخصيات والأحداث ذات التأثير البارز في مجالات الثقافة والتعليم والعلوم والسلام حول العالم.
هذا الاحتفاء يؤكّد أيضاً أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة، تحمل رسالة ثقافية وإنسانية عالمية. كما يصبّ ذلك في اهتمام الإمارات بالركائز التعليمية والثقافية لليونسكو والعالم، باعتبار اليونسكو منظمة عالمية وذات حضور كبير، مما يؤكد دور الإمارات في التعاون الدولي، وأهمية خصائصها الثقافية المرنة وفكرها الإنساني، في أكثر من مجال، ومنها مجال الثقافة والتعليم والتراث الثقافي، خصوصاً شراكة دولة الإمارات مع اليونسكو، في مبادرة إحياء روح الموصل، كنموذج يحتذى في التعاون لمرحلة ما بعدها النزاعات.
أمّا الشاعر الإماراتي أحمد بن سليم، صاحب الإبداعات الشعرية الفصيحة والشعبيّة، فتشكّل سيرة حياته وإبداعاته نموذجاً وطنياً وإنسانياً رائعاً، باعتباره شاعراً ريادياً.
المنجز التعليمي
كما أنّ الحفاوة بجامعة الإمارات العربية تؤكّد دور الجامعة، التي كانت باكورة للتعليم في الإمارات، باعتبارها أول مؤسسة للتعليم العالي في الدولة، ومن خلالها تأكد دور الدولة التعليمي في الدراسات العليا، وما يشتمل عليه التعليم من ثقافة وفكر والتزام بالنواحي الإنسانية والمواثيق الدولية في التعليم، كما أن هذا الاحتفاء المزدوج يمثل تقديراً لدورهما البارز في ترسيخ القيم الثقافية والتعليمية، التي تتماشى مع مبادئ المنظمة الدولية.
وقد أحسنت «اليونسكو» في اختيار الجانب التعليمي الثقافي والجانب الأدبي الثقافي، ليكونا نموذجين بارزين في أعمال المنظمة في مؤتمر عالمي كبير، علاوةً على أنّ اختيار الإمارات نائباً للرئيس في المؤتمر، يؤكد جهود الدولة في بثّ روح الإنجاز والعطاء والتنوع الثقافي والتميّز الأكاديمي في المجال التعليمي.
وحين نعود إلى البدايات ونعتز بظروفها كأساس للبناء عليها والانطلاق منها لعالم الريادة والنجاح، سواء بالنسبة لجامعة الإمارات العربية المتحدة أو حضور الشاعر أحمد بن سليم الفلاسي، فإنّ الاحتفال متواصل فيما يخص الإمارات ومنجزاتها الثقافية والتعليمية، ونشير في هذا المجال إلى احتفاء منظمة اليونسكو عام 2025 بالذكرى المئوية لميلاد الشاعر الإماراتي سلطان بن علي العويس، تقديراً لعطائه الشعري وإسهاماته الثقافية الثرية.
التراث الشعري
ومن يقرأ للشاعر الإماراتي أحمد بن سلطان بن سليم الفلاسي، سينتابه الحنين والإحساس الكبير بروعة الحضور، كون هذا الشاعر يجمع بين الشعر والأدب والتاريخ، وكيف كان أولئك الروّاد يكتبون القصيدة النبطية والفصيحة، في ظلّ ظروفهم الصعبة وسعيهم الدؤوب والجاد للتعليم وتلقي العلم، خصوصاً وأنه ولد في فترة زمنية بعيدة، إذ تقول الروايات إنه ولد عام 1899م وبعضهم يقول عام 1905م أو عام 1906م، والثلاث روايات تؤكد أنّ هذا الشاعر له حضوره في زمن ريادي ظروفه ليست كظروف اليوم، التي نمتح فيها من كلّ هذه المؤسسات الأدبية والشعرية، ونستفيد خلالها من الثورة التكنولوجية والمعلوماتية، لكنه درس في المدرسة الأحمدية، على يد علماء وأدباء كبار، مثل محمد عباس البغدادي، والشيخ عبدالله موسى، ومبارك الغفلي، وتعلّم اللغة والشعر والحساب، بل وبرع في الشعر الذي كتبه في مجلات عربية، كما كانت لديه رغبة بالسفر والعلم.
ويتميّز الشاعر أحمد بن سليم بكمية كبيرة من الصدق الشعري والعاطفي، كما أنّ له ذوقاً في القصيدة وامتاز شعره بالرصانة وحسن السبك والألفاظ الجيدة والمعاني السامية، بل لقد كان شعره معجماً لغوياً رائعاً للهجة الإماراتية في ذلك الوقت، إضافةً إلى وهج الشعر الذي اكتسبه هذا الشاعر، ويظل يضيء كلما عدنا إلى جيل الرواد في دولة الإمارات العربية المتحدة وكتابتهم الشعر مبكراً.
والحقيقة أنّ الشاعر الإماراتي دائمًا منفتح على محيطه الإنساني، كما في سَفَر الشاعر أحمد بن سليم إلى الهند واشتغاله هناك في العمل الإذاعي، وتعرّفه إلى محيطه التعليمي وما إلى ذلك، وحين توفّي سنة 1976م ترك إرثاً شعرياً كبيراً. فالشاعر أحمد بن سليم الفلاسي شخصية مؤثرة لمن يريد أن يعود إلى تراث الآباء والأجداد، وينظر كيف استطاعوا أن يتدفقوا بالشعر والأدب، وكيف كانوا متصالحين مع أنفسهم وينتقلون إلى محيطهم الإنساني بحكم السفر، كما تُقرأ مرحلة الشعر الإماراتي من خلالهم، إذ إنّ له قصائد رائعة في استحضار المشهد المكاني والطقوس البدوية ومشهد السحب والأرض والدوح، وما إلى ذلك، بلهجة أصيلة عبّرت عن الحنين والشوق إلى المكان، كما كانت نداءات هذا الشاعر الغزلية وموسيقى قصائده الرائعة تقدم لنا جزالة ألفاظه ووصفه السماء والأرض والطير بقلب دافئ متدفق بالحب والقصائد.
مصدر مهم
كعادة شعراء الإمارات الرواد الذين يزيدهم الشعر الفصيح والنبطي قيمة رومانسية عالية، عبّر الشاعر أحمد بن سليم عن البعد والهجران أجمل تعبير، وما دمنا نتحدث عن الجانب التراثي لليونسكو، فإنّ اللهجة نُقلت إلينا بالشعر أيضاً، كمصدر مهم لحفظ هذه اللهجة، حيث أدرج الكثير من المفردات الإماراتية في القائمة التراثية العالمية لليونسكو، فعرفنا عن طريق الشعر البيئة، ووقفنا على معرفة ثقافية تراثية استمدت من قصائد الشعراء الذين كانوا يقولون قصائدهم تلقائيّاً لتعبّر عن مواضيع الحياة آنذاك، كما في تجربة الشاعر أحمد بن سليم وشعر الوصف والشكوى والوقوف على الأطلال والغزل، والحبّ الموشى بالغزل، والقلق والأمل.
معايير أكاديمية
وبالنسبة لجامعة الإمارات العربية المتحدة يتمّ الاحتفاء بها باعتبارها أول جامعة أو مؤسسة أكاديمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد تأسست على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 1976، وخرّجت الكثير من الكفاءات الوطنية ودعمت اقتصاد المعرفة ومسيرة التنمية المستدامة في الدولة، كما كانت لديها خطط وبرامج ومعايير أكاديمية التزمت بها، وتعيدنا إلى ذلك الزمن ورؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية بأن تكون هناك جامعة، حيث يجتمع العلم والثقافة كمؤثِّرَين في الجانب النفسي للإنسان وتأكيد حضوره، إضافةً إلى ما تسهم به الجامعة من مشاريع بحثية ومبادرات مجتمعية واقتصاد وشراكات محلية ودولية مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية، تدعم ذلك المساحة الكبيرة لهذه الجامعة، وتجهيزاتها المتكاملة بالمستلزمات وتخصصاتها النوعية والمهمة في الإدارة والاقتصاد والعلوم الإنسانية والاجتماعية وتقنية المعلومات والهندسة وأيضاً العلوم والزراعة والطب البيطري والطب والعلوم الصحية والدراسات العليا.
كما أنّ لدى جامعة الإمارات العربية المتحدة مؤشرات مهمة، إذ تمّ تصنيفها بمراكز عالية في التصنيف التعليمي العالمي ومؤشراته، وصنفت بالمركز الأول حسب التصنيف العربي للجامعات على مستوى الدولة، كما أنّ فيها مراكز بحثية بحدود 13 مركزاً بحثيّاً، إضافةً إلى منحها براءات اختراع في الهندسة والعلوم والطب والعلوم الصحية وتقنية المعلومات، ولها معاييرها في مواكبة العالم.
كما أنها مهتمة بالتراث الإماراتي والحلول المبتكرة والتميز الأكاديمي، وهو ما يؤكد حضور دولة الإمارات العربية المتواصل في المحافل والمؤسسات العلمية والثقافية العربية والعالمية على الدوام.