فاروق حسني: فوز خالد العناني برئاسة اليونسكو انتصار لمصر وثقافتها وحضارتها أمام العالم
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
قال الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، إن فوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو يعد إنجازًا كبيرًا لمصر والعالم العربي، وتجسيدًا لمكانة الدولة المصرية بتاريخها الحضاري العريق ودورها الريادي في دعم الثقافة والفكر والتراث الإنساني.
وأضاف حسني أن اختيار الدكتور العناني لهذا المنصب الرفيع هو تتويج لمسيرة علمية ومهنية متميزة، ونتاج لتضافر الجهود العربية التي دعمت مصر في هذا الاستحقاق الدولي المهم، مؤكدًا أن هذا الفوز يعكس الثقة التي تحظى بها مصر على الساحة الثقافية العالمية، وقدرتها على تقديم كوادر قادرة على الإسهام في قيادة مؤسسات دولية كبرى بحكمة وكفاءة.
وأكد وزير الثقافة الأسبق أنه يثق في خبرة الدكتور خالد العناني ورؤيته المستنيرة، وقدرته على الإسهام في تعزيز دور منظمة اليونسكو في خدمة الثقافة العالمية وصون التراث الإنساني، وترسيخ قيم الحوار والسلام والتسامح بين الشعوب، مضيفًا أن العناني يمتلك تجربة ثرية تجمع بين العمل الأكاديمي والإدارة الثقافية والحفاظ على التراث، ما يجعله جديرًا بهذا المنصب العالمي.
واختتم فاروق حسني تصريحه متمنيًا للدكتور خالد العناني كل التوفيق والنجاح في قيادة المنظمة نحو مزيد من الإسهام في خدمة الإنسانية وصون التراث العالمي المشترك، مشيرًا إلى أن فوزه يعد رسالة فخر واعتزاز لكل مصري وعربي.
ويُعد الدكتور خالد العناني أحد أبرز الأسماء في مجالات الآثار والثقافة وإدارة التراث، إذ شغل مناصب مهمة، من بينها وزير السياحة والآثار المصري، وكان أول من جمع بين الوزارتين في وزارة واحدة، ما أسهم في تحقيق تكامل حقيقي بين السياحة والحفاظ على المواقع الأثرية.
كما تولى وزارة الآثار خلال فترات صعبة شهدت تحديات كبرى في مجال حماية التراث، ونجح في استعادة مئات القطع الأثرية المهربة إلى الخارج، وافتتح العديد من المشروعات الثقافية الكبرى مثل المتحف القومي للحضارة المصرية ومتحف الغردقة ومتحف شرم الشيخ.
ويمتاز العناني بخلفية أكاديمية قوية، فهو أستاذ متخصص في علم المصريات، وله عشرات الأبحاث العلمية المنشورة باللغات الأجنبية، إلى جانب مشاركته في مؤتمرات دولية عديدة، ما أكسبه خبرة واسعة في العمل الدولي والتواصل الثقافي بين الشعوب.
ويُتوقع أن يسهم توليه قيادة منظمة اليونسكو في تعزيز حضور القضايا الثقافية العربية والإفريقية على الأجندة العالمية، ودعم جهود حماية التراث الإنساني في مواجهة الصراعات والتغيرات المناخية والتحديات الرقمية المعاصرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفنان فاروق حسني الدكتور خالد العناني اليونسكو الدولة المصرية الدکتور خالد العنانی فاروق حسنی
إقرأ أيضاً:
«١٠ دلالات» لفوز خالد العناني بمنصب مدير عام اليونسكو
فوز الدكتور خالد العناني بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو كأول مصري-عربي يتولى هذا المنصب، يمثل حدثًا تاريخيًا يتجاوز البعد الفردي إلى الرمزية الحضارية، تتويج لمسار ثقافي مصري طويل في خدمة التراث الإنساني، وإشارة إلى أن العالم يعيد الاعتراف بدور مصر والعرب كمصدر إشعاع معرفي وإنساني، لا كمجرد متلقٍ لثقافة الآخرين.
يأتي هذا الفوز في لحظة دولية دقيقة، تتقاطع فيها الأزمات الثقافية والتعليمية مع التوتر السياسي والتكنولوجي، لذلك، فإن اختيار شخصية وازنة ذات خلفية أثرية وسياحية، يؤكد أن حماية التراث والهوية من شروط التنمية والاستقرار وبناء المستقبل المشترك بين الشعوب.
هذا الانتصار الدبلوماسي لمصر والعالم العربي يؤكد قدرة المنطقة على المنافسة في مؤسسات القرار الدولي، بعد عقود من التمثيل المحدود، كما أنه ثمرة تحرك عربي إفريقي منسق دعم المرشح المصري، في إشارة إلى أن الكتلة الجنوبية بدأت تستعيد ثقتها بنفسها وتسعى إلى تصحيح اختلال التوازن في النظام الدولي.
شخصية العناني تضيف بُعدًا خاصًا لهذا الحدث، بحكم خبراته المتراكمة، ما يجعله قريبًا من ركائز رسالة اليونسكو، كما أن خبرته التنفيذية كوزير سابق للسياحة والآثار تمنحه قدرة على الربط بين التراث والتنمية المستدامة، وبين الأصالة والحداثة، وهي معادلة تحتاجها المنظمة في هذه المرحلة.
تواجه اليونسكو منذ سنوات تحديات تمويلية وسياسية معقدة، بعد انسحاب بعض الدول وتقليص المساهمات، ويُنتظر من العناني أن يطرح رؤية جديدة لإدارة الموارد وتنويع مصادر التمويل، بما يضمن استقلال القرار الثقافي عن الضغوط السياسية، ويحافظ على حيادية المنظمة كمظلة دولية لحماية التعليم والعلوم والثقافة.
سيكون من أهم مهامه أيضًا إعادة تعريف أولويات المنظمة لتواكب التحولات الكبرى: الذكاء الاصطناعي، التحول الرقمي، التغير المناخي، وتحديات الهوية في عصر العولمة. فاليونسكو لم تعد فقط حارسة للآثار أو المناهج التعليمية، بل لاعبًا محوريًا في صياغة أخلاقيات التكنولوجيا وحماية الذاكرة الإنسانية من التزييف والنسيان.
من المتوقع أن يمنح فوز العناني دفعة قوية للمشروعات الثقافية في الشرق الأوسط وإفريقيا، خاصة في مجالات التعليم الأساسي وحماية التراث في مناطق النزاع، كما قد يفتح الباب أمام تعاون أعمق بين الدول العربية في مجال الثقافة الرقمية، وتوثيق التراث غير المادي، بما يعيد للمنطقة حضورها الإيجابي في المنصات الأممية.
على المستوى الرمزي، يعيد هذا الحدث الاعتبار لفكرة «العالمية من بوابة المحلية»، فاختيار شخصية مصرية لتقود مؤسسة أممية يعني أن الهوية الوطنية لا تتناقض مع الانفتاح الكوني، بل تشكّل رافعة له. إنها لحظة تأكيد أن الثقافة العربية قادرة على تقديم رؤية إنسانية جامعة، تتجاوز الصور النمطية والخطابات المتوترة.
لكن النجاح في هذه المهمة لن يكون سهلاً، فالعناني سيواجه شبكة مصالح متشابكة داخل المنظمة وخارجها، وضغوطًا من القوى الكبرى التي ترى في اليونسكو ساحة نفوذ ناعمة. التحدي الحقيقي سيكون الحفاظ على التوازن بين الاستقلال المؤسسي ومتطلبات التعاون الدولي، دون الانزلاق إلى منطق الاصطفاف السياسي أو الإملاء المالي.
من وجهة نظري، فوز خالد العناني، بهذا المنصب المهم، محطة مفصلية في علاقة العرب بالمؤسسات الدولية، اختبار لقدرتنا على الانتقال من موقع المتفرج إلى صانع القرار، ومن الدفاع عن التراث إلى صياغة مستقبل الثقافة والمعرفة، وقد يكون نجاحه بداية لعصر جديد، تُسمع فيه اللغة العربية في قلب القرارات الأممية.