ناقش مؤتمر المجلس الاستشاري لقانون البحار التابع للمنظمة الهيدروغرافية الدولية، في دورته الثانية عشرة التي انطلقت أعمالها اليوم، الإشكالية المتعلقة بمدى قدرة اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار على تلبية المتطلبات الراهنة، وذلك خلال جلسته الأولى التي جاءت تحت عنوان: "هل تفي الاتفاقية بالغرض في ظل الأوضاع المعاصرة؟".

وأجمع المتحدثون في الجلسة، التي ترأستها السيدة فيونا بلور رئيسة المجلس الاستشاري لقانون البحار (ABLOS)، على أهمية تعزيز مرونة الاتفاقية وتطوير آليات تنفيذها بما يواكب التحديات الجديدة التي تواجه البحار والمحيطات، خصوصا في مجالات حماية البيئة البحرية، وتعزيز الاقتصاد الأزرق، وحوكمة المحيطات المتكاملة.

وقدّم عدد من الخبراء والمتخصصين أوراقا بحثية تناولت أبعادا مختلفة للموضوع، حيث استعرض الدكتور الفاتح الرشيد النور، من اللجنة الدائمة لاتفاقية قانون البحار، قدرة الاتفاقية على مواجهة التحديات المعاصرة، مشيرا إلى ضرورة تحديث بعض بنودها لتواكب التطورات التكنولوجية والبيئية.

وقال الدكتور النور، إن اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار حققت إنجازات مهمة، أبرزها إحلال النظام محل الفوضى واستقرار المطالبات البحرية، كما وفرت إطارا قانونيا مستقرا رغم بعض حالات عدم الامتثال، وأسهمت في وضع نظام متكامل لاستغلال الثروات الحية في أعماق البحار، مع تركيزها على مبدأ التوافق بين المصالح.

وأكد أن الاتفاقية ما زالت تفي بالغرض، كونها قابلة للتطوير من خلال إبرام اتفاقيات تنفيذية جديدة، أو عبر اللجوء إلى المحاكم الدولية لتفسير بعض الغموض في نصوصها، إضافة إلى دور مؤتمر الدول الأطراف في تطويرها.

من جانبه، ركّز البروفيسور أندرو سيري من جامعة ساوثهامبتون، على مفهوم المرونة في الاتفاقية، مشددا على أن نصوصها ما تزال تشكل أساسا قانونيا متينا يمكن البناء عليه دون الحاجة إلى إعادة التفاوض بشأنها.

وأوضح أن ثمة مواد يصعب تنفيذها أو تعديلها، إذ تسعى أغلب الدول إلى الحفاظ على توازن دقيق بين الحقوق والواجبات، ما يستدعي مقاربة أكثر مرونة في تفسير بعض البنود.

أما الدكتور عدنان العزيزي، من وزارة الخارجية بسلطنة عمان، فتناول نجاحات وإخفاقات الاتفاقية في مجال حماية البيئة البحرية، لافتا إلى ضرورة تفعيل أدوات المراقبة والتعاون الدولي للحد من التلوث البحري.

وبيّن أن المفوضية التابعة للمجلس الإستشاري لقانون البحار، هدفها حوكمة البحار وتسهيل تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، غير أن التحديات لا تزال قائمة، خاصة ما يتعلق بالظروف المحيطة بتطبيق القواعد وتهيئة بيئة مؤسسية وصحية لتنفيذها.

من جهته، عرض العميد أبو أولوغودي، من الوكالة الهيدروغرافية الوطنية في نيجيريا، تجربة بلاده في تعزيز الاقتصاد الأزرق من خلال حوكمة متكاملة للمحيطات، موضحا أن تطبيق مبادئ الاتفاقية يساهم في تحقيق التنمية المستدامة للدول الساحلية.

ولفت إلى أن اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، جاءت لتحقيق التوازن بين متطلبات تنظيم البحار ومصالح الدول، وهي اتفاقية إطارية تحدد الالتزامات والحقوق، وتُكملها اتفاقيات تفصيلية في مجالات النقل البحري، ومصائد الأسماك، والحفاظ على التنوع البيولوجي.

وتُعقد الدورة الثانية عشرة للمجلس الاستشاري لقانون البحار في الدوحة، بمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين والمتخصصين في القانون والبيئة البحرية، لمناقشة سبل تطوير الإطار القانوني العالمي للبحار والمحيطات وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال الحيوي.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة

إقرأ أيضاً:

بوغالي يثمن التحولات العميقة التي تشهدها الجزائر

ثمن رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغاليـ، التحولات العميقة التي تشهدها الجزائر على شتى المستويات، وأكد التزام المجلس بمواكبة الإصلاحات.

وجاء ذلك، خلال ترأس بوغالي، لإجتماع لمكتب المجلس، اليوم الإثنين، حيث افتتحه بكلمة أبرز فيها أهمية استغلال ما تبقّى من الدورة البرلمانية لإنجاز أكبر قدر من الأعمال التشريعية.

كما أشار، إلى التحولات العميقة التي تشهدها الجزائر على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. في إطار تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية، لبناء الجزائر الجديدة المنتصرة.

وثمّن رئيس المجلس ما جاء في الخطاب الأخير لرئيس الجمهورية أمام المتعاملين الاقتصاديين. خاصة تأكيده على أن قوة الدولة تُقاس باقتصادها وجيشها. وعلى ضرورة مركزية الصناعة، وتشجيع المبادرة والاستثمار المنتج. ودعم المؤسسات الوطنية دون اللجوء إلى المديونية، مع الحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة ومجانية التعليم.

كما أعرب بوغالي عن الاعتزاز بنجاح الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية الذي احتضنته الجزائر. باعتباره دليلاً على تصاعد مكانة البلاد في القارة وتجسيدًا لالتزامها بالتكامل الاقتصادي الإفريقي.

واختتم بالتأكيد على التزام المجلس الشعبي الوطني بمواصلة العمل لتكييف المنظومة التشريعية مع الإصلاحات الوطنية. ودعم الاستثمار، وحماية المنتوج الوطني. وترسيخ العدالة الاجتماعية والحكم الراشد ودولة القانون

وعلى صعيد الأشغال، خُصص الاجتماع لدراسة برامج نشاطات اللجان الدائمة خلال الدورة البرلمانية العادية لسنة 2025- 2026.

كما تناول دراسة الأسئلة الشفوية والكتابية المودعة لدى مكتب المجلس. حيث تم التحقق من مدى استيفائها للشروط القانونية، قبل أن ترسل إلى الحكومة.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • ولي عهد الشارقة يفتتح غداً دور الانعقاد العادي الثالث لـ«الاستشاري»
  • “اليد التي حركت العالم من أجل غزة.. كيف أعاد اليمن كتابة قواعد الحرب البحرية بعد الطوفان؟”
  • رغم اعتراض حكومة الخرطوم .. الأمم المتحدة تمدد ولاية بعثة تقصي الحقائق في السودان
  • انطلاق أعمال المؤتمر الثاني عشر للمجلس الاستشاري لقانون البحار بالدوحة
  • فوز ساحق للمصري خالد العناني بإدارة اليونسكو
  • المملكة تستضيف المجلس الاستشاري الإقليمي للأولمبياد الخاص في المدينة المنورة
  • مجلس الدولة يعتمد خارطة طريق الأمم المتحدة وسط ملاحظات انتخابية
  • بوغالي يثمن التحولات العميقة التي تشهدها الجزائر
  • وزير الخارجية يلقى كلمة مصر فى المجلس التنفيذي لليونسكو.. ويدعو جميع الدول لانتخاب الدكتور خالد العناني لمنصب المدير العام