صراحة نيوز – أكد وزير الشباب الدكتور رائد سامي العدوان، اليوم الثلاثاء، أن الأندية تلعب دورًا ثقافيًا واجتماعيًا إلى جانب الرياضي، وتسهم في خدمة المجتمعات المحلية، بالإضافة إلى توفير مساحات داعمة لتمكين الشباب وتنمية مهاراتهم.
جاء ذلك خلال لقاء العدوان مع رئيسة نادي المرأة الرياضي د. نهاد البطيخي، بحضور مدير الأندية والهيئات الشبابية في الوزارة.
حيث شدد الوزير على حرص الوزارة على تمكين الشابات وتعزيز مشاركتهن في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية.
من جانبها، استعرضت البطيخي البرامج والفعاليات التي ينفذها النادي، معربة عن تطلعها لتنفيذ أنشطة الرياضة النسوية في المراكز الشبابية لتعزيز المشاركة الفاعلة للشابات.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن
إقرأ أيضاً:
أمامة اللواتي ليست وحدها
شاركت أمامة اللواتي في أسطول الصمود العالمي بهدف كسر الحصار عن غزة، وكنتُ قد تحدثتُ سابقًا عن الأسطول في مقال منشور (جريدة عمان، 9 سبتمبر 2025) فهذا ليس حديثا عن الأسطول، لكنه حديث عن أمامة التي واجهت المخاطر في سبيل قضية إنسانية عادلة، لكن بعد أن تم أخذها مع آخرين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، اختلفت ردات الفعل بين مؤيد ومناصر وبين معارض لاعتبارات الواقعية السياسية و«المحرمات الدينية»، لكن المهم في ذلك، هو أن أمامة اللواتي التي غامرت بنفسها استطاعت أن تجسد -مثل الآخرين الذين شاركوا في أسطول الصمود كذلك- صفات العارف المسؤول، وتكون وسيطًا بين المرء ونفسه ليعلم كيف يُمكن أن يكون كائنًا عارفًا (إبستيميًا) ومسؤولًا في الأزمنة الرمادية.
ناقشت ليندا زاجزيبسكي الفضائل الفكرية والتي تتحقق في العارف المسؤول، فالمعرفة تكتسب من الرغبة التي تنبع من ضمير حي للوصول إلى الحقيقة، مما يحقق لدى المرء مزايا مكتسبة منها الفضائل التي تكتسب بجهد مثل الشجاعة والرحمة والأمانة الفكرية والانفتاح الذهني، ومن هنا يمكن النظر إلى أن المعرفة ليست تلك المتعلقة بحيازة أكبر قدر من المعلومات، بل المعرفة باعتبارها فعلًا أخلاقيًا ومسؤولًا اتجاه المعرفة ذاتها أولا، واتجاه ما يُفعل بها ثانيا، وهذا يتطلب في العموم صدقًا وشجاعةً للوصول إليه، ودربة نفسية مستمرة. وهكذا يُمكن القول إن معرفة أمامة اللواتي وحسها الأدبي والأخلاقي دفعها لأن تخاطر بكل ما عندها، وبأغلى شيء يملكه الإنسان- حياته- من أجل قضية عادلة تؤمن بها، فحولت هذه الفضائل الفكرية إلى واقع، وجعلت من نفسها في موقع المسؤولية عن كسر الحصار.
وفي محاولة تحليل للمقطع الأخير الذي ظهرت فيه أمامة بعد أن تم اختطافها من قبل إسرائيل مع آخرين في أسطول الصمود، يمكن تلمس أنها قد استخدمت جمل مثل «محاولتي للقيام بمهمة إنسانية ملتزمة بالقانون الدولي وذلك لكسر الحصار عن غزة» والضمائر في هذه الجملة تدل على الفاعلية في إنتاج الفعل، ما يشير إلى مسألة الوعي بخطورة المهمة والمخاطرة فيها، مع الوعي بالدافع الإنساني والقانون الدولي وأهمية كسر الحصار عن غزة، وهو تحدٍّ واضح لسردية عدم القدرة على القيام بأي شيء سوى الأفعال الناعمة، بل يتعدى الأمر ذلك إلى الفعل الحقيقي وقدرة هذه التحركات على كسر الحصار، فضلا عن ذلك تبدو النبرة في المقطع هادئة دالة عن المعرفة المسؤولة لا الانفعال العاطفي فقط. وفي العموم، تتضح الصورة الإطارية الأكبر أن امرأة عربية من عمان تواجه جميع السلطات الكولونيالية والتعسف الإسرائيلي، وأهمية موقعها في المشاركة في كسر هذا الحصار، متحدية بذلك القوى الكبرى في العالم.
إن المنتقدين لها بعد ظهور المقطع في مواقع التواصل الاجتماعي ينطلقون من منطلقين هما الواقعية السياسية و«التحريم الديني»، والمنطلق الأول يفترض أن هذه المهمة فاشلة من البداية لذا لا يجب الذهاب فيها، وهذا منطلق تبريري لا معنى له، لأنه يفترض أنه يجب حساب موازين القوى في أي تحرك، إضافة لإلقاء المسؤولية على صنّاع القرار فقط دون الفاعل الاجتماعي، فكيف يكون كذلك والمهمة تقع على الجميع من حيث هي مسؤولية تاريخية وإنسانية وأخلاقية لا يُمكن التملص منها، فهي واقعة على كل كائن عارف، ويدرك مقدار ما يحدث من ظلم وإبادة جماعية في غزة. وكذلك تنطلق هذه الفرضية من أن الواقع لابد أن يبقى كما هو دون القدرة على تغييره، مما يصنع أشخاصًا يلغون وجودهم تمامًا وقدرتهم على الاختيار الحر، مع تفويض آخرين للاختيار بدلا منهم، ليتماهوا بذلك في وسط هلامي يحسبونه موجودًا في الواقع، وليس له وجود إلا في الخيال.
أقول إن أمامة ليست وحدها لسببين، الأول أنها ليست وحدها من شاركت في هذا الأسطول، بل عشرات الأشخاص الذين آمنوا بأهمية دورهم في كسر الحصار عن غزة وقدرتهم على التأثير في العالم الذي بقي في حالة المتفرج دون أن يقوم بأي شيء، فهؤلاء آمنوا بمعرفتهم وإنسانيتهم وأخلاقياتهم وانطلقوا منها. أما الثاني فهو أن حالة أمامة الحالية في السجون الإسرائيلية يجعلنا أمام مسؤوليتنا في الحيلولة دون تمادي الاحتلال الصهيوني أن يتمادى أكثر، فكل منطلق يُمكن أن يعرف المرء به نفسه من خلاله يحتم عليه هذه المسؤولية، فالعماني ينطلق من عمانيته للمطالبة بتحرير المختطفين الذين من بينهم عمانية، والإنسان ينطلق من إنسانيته في هذا التحرك كذلك، والمتدين، بل وحتى الذي لا يجعل هويته إلا منطلقة من حيث هو كائن عقلاني، عليه أن يتحمل مسؤوليته العقلانية. أمامة ليست وحدها المسؤولة، وليست وحدها في قبضة الاحتلال، وفي الوقت نفسه ليس عليها أن تبقى وحدها، بل ألقت الصوت وعلينا أن نكون الوسيط بين هذا الصوت وبين التحرك لتحريرها ومن معها للعودة إلى أوطانهم سالمين، ولا يجب أن تكون هذه المبادرة هي الأخيرة لكسر الحصار على غزة، لأن المسؤولية الفردية والجماعية ليس لأحد أن يعتذر منها، بل هي واجب على الجميع حتى تزول إسرائيل.