731 يوم من المقتلة، عامان على الإبادة،732 يومًا.17568 ساعة.1054080 دقيقة.تك تك.. تك تك.الوقت من دم!
قبل عامين، اخترق صمت الهزائم صوت البندقيةِ من غزة، فكان «طوفان الأقصى» نداء للكرامة، وزلزالا هز عروش الغطرسة.
لم يكن مجرد عملية... بل كان وعدَ عودة وصرخةَ أحرارٍ رفضوا أن يُنسَوا، وشهادة ممهورة بدم الشهداء بأن فلسطين لن تموت مادام فى قلوب أبنائها نبض حى.
مر عامان والإبادة مستمرة والحصار ما زال، والدم ما زال يسفك، والعالم يغض بصره عن الإبادة الصهيوينة العالمية للشعب الفلسطينى صاحب الأرض لكن غزة ما زالت تقف، كأنها جذوة لا تنطفئ فهى الأرض التى تنبت المقاومين من تحت الركام.
فلسطين قضية حياة أو موت... وليست خبرا عابرا فى نشرات الأخبار ولا يزال تراب غزة يجدل بالدم وبساتينها تغرس الشهداء فغزة ليست مجرد مدينة تقصف، كما قال الصحفى الفلسطينى «تامر قشطة» بل سؤال أخلاقى يحرج التاريخ والبشرى، ويتساءل «قشطة» هل أنتم بشر حقا إذا تركتم مدينة كاملة تتحول إلى غبار بلا ذاكرة؟ كل شهيد فيها جرح فى جسد الإنسانية، وكل ركام شاهد «قبر» لضمير العالم.
ويحدثنا الفلسطينى تيسير أبوعميرة النازح من شمال القطاع لجنوبه عن الليلة الأخيرة فيقول مساء السادس من أكتوبر 2023 كان كل شىء يبدو عاديا فى غزة الوجع موجود لكن الحياة ما زالت تحاول أن تبتسم. لم يكن أحد يدرى أن تلك الليلة ستكون الفاصل بين عالمين بين ما قبل الحرب وما بعدها.
ويضيف «أبوعميرة» كانت آخر ليلة تنام فيها غزة على أحلام بسيطة وآخر مرة ينام فيها الناس دون أن يودعوا بعضهم خشية ألا يأتى الغد. ومنذ فجر السابع من أكتوبر لم تعرف غزة سوى صوت الموت.
عامان مرا منذ طوفان الأقصى، عامان والدم يتفجر مثل نهر مالح لا ينقطع ولا يجف. عامان تحولت فيهما غزة إلى كتاب مفتوح على فصول الموت، يقرأه العالم ببرود ثم يغلق صفحاته كأن شيئا لم يكن.
أصبح الجوع سلاحا يوميًا، نصف مليون طفل مهددون بالموت بسبب نقص الغذاء، عشرات آلاف الرضع بلا حليب يكفيهم، والمرضى بلا دواء أو علاج معرضون للموت البطىء، المستشفيات والمدارس ومراكز الرعاية الصحية دمرت ملايين الأطفال حرموا من التعليم، وآلاف المعلمين والطلاب استشهدوا أو جرحوا والقطاع الصحى فقد كوادره الأساسية.
فرمت حكومة الاحتلال الصهيونى تحت عجلات آلياتها العسكرية القوانين الدولية، وحقوق الإنسان والمواثيق كل ذلك فى غزة، لم يعد ثمة حاجة للخطابة فالركام يتكلم، والطفل الذى يخرج من بين الدخان يتكلم، والمرأة التى دفنت أبناءها بيديها تتكلم. كل هؤلاء يقولون الحقيقة التى لم يعد ممكنا إخفاؤها أن هذا العالم مصنوع من ورق، وأن إنسانيته كانت كذبة كبيرة، وأن العدالة المزعومة قد سقطت ميتة فى شوارع غزة قبل أن تولد.
مر عامان على طوفان الأقصى، ولم يشهد الصراع العربى الصهيونى قسوة وعنفا واضطرابا كما يشهده الآن تأصل الفشل فى محاولات وقف القتال، وتشكل خطة الرئيس الأمريكى ترامب المحاولة الأخيرة فى هذا السياق، وهى خطة تحوطها شكوك وعقبات لا حصر لها.
احتلت القسوة غير المسبوقة أعلى معدلات قتل المدنيين بالسلاح أو الجوع أو انتشار الأمراض أو الحصار توامنا مع قدرة المقاومة على الصمود بقدر فاق كل التوقعات الفلسطينية والإسرائيلية والعربية والغربية. تم تدمير بنية تحتية لم تشهدها حتى المدن التى كانت مسرحا للحروب العالمية مع خذلان عربى بلغ درجة لم يتوقعها أكثر المتشائمين إلا من مصر الوحيدة الصامدة فى وجه العاصفة يوازيه شلل تام فى دور سلطة التنسيق الأمني الفلسطينية.
وعلى الصعيد الإسرائيلى فقد منيت تل أبيب بفشل استخباراتى فى توقع الضربة الأولى وفى توقع استمرار المقاومة كل هذه الفترة. مع ارتباك فى الجبهة الداخلية الإسرائيلية على المستويين الشعبى والرسمى وعزلة دولية واضحة المعالم توضحه نتائج التصويت فى المنظمات الدولية والإقليمية.
اهتزت صورة إسرائيل لدى الرأى العام العالمى بما فيها بين أنصار إسرائيل وبين قطاعات يهودية مع اتساع دائرة الهجرة اليهودية من إسرائيل وتلكؤ غير هامشى فى الانتاج.
واحتل الإسناد القانونى لإدانة الموقف الإسرائيلى كافة الأصعدة من خلال قرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وعشرات القرارات من منظمات دولية غير حكومية اغلبها يعمل فى نطاق حقوق الإنسان مع خلق الارتباكات للإدارة الإسرائيلية من خلال محاولات إرسال أساطيل بحرية يقودها مدنيون لنجدة المحاصرين فى غزة.
كل الأرواح التى ارتقت كانت لها أحلام وحياة وكانت لها ذاكرة سجلت الابادة منذ بدايتها استشهاد 76,639 شخصًا، بينهم 67,139 شهيدًا وصلوا إلى المستشفيات و9٫500 مفقود تحت الأنقاض أو مصيرهم مجهول، فيما شكل الأطفال والنساء والمسنون 55% من الضحايا، حيث استشهد أكثر من 20,000 طفل و12٫500 امرأة، وبلغ عدد الأمهات الشهيدات نحو 9٫000 والآباء 22٫426.
واستهدف الاحتلال أيضا الطواقم الطبية والصحفيين وموظفى البلديات، ما أدى إلى فقدان آلاف الكوادر الحيوية فى القطاع المدنى، كما فقد أكثر من 2٫000 رضيع حياتهم، إلى جانب 1٫015 طفلًا دون عام واحد، فيما أدت الظروف الإنسانية القاسية إلى وفاة 460 شخصًا بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 154 طفلاً.
وأدى نقص الرعاية الصحية وانتشار الأمراض إلى وفاة نسبة 42% من مرضى الكلى، كما سُجّلت أكثر من 12٫000 حالة إجهاض بين الحوامل نتيجة الظروف القاسية.
الإصابات والاعتقالات
تعرض 169٫583 شخصًا للإصابة منذ بداية الحرب، منهم أكثر من 19٫000 بحاجة لتأهيل طويل الأمد، وشمل ذلك 4,800 حالة بتر، و1٫200 حالة شلل و1٫200 حالة فقدان بصر، بالإضافة إلى إصابة 433 صحفيًا.
وشهدت الاعتقالات استهداف أكثر من 6٫700 مدنى، منهم 362 من الكوادر الطبية و48 صحفيًا و26 من الدفاع المدنى.
وأدت الحرب إلى تشريد أعداد هائلة من الأطفال والأرامل، حيث بلغ عدد الأطفال الأيتام 56٫348 وعدد الأرامل 21٫193، فيما أصيب أكثر من مليونى شخص بأمراض معدية نتيجة النزوح القسرى.
القطاع الصحى تحت القصف..
لم ينج القطاع الصحى من استهداف الاحتلال، فقد دمرت 38 مستشفى و96 مركزًا للرعاية الصحية، واستهدفت 197 سيارة إسعاف و61 مركبة دفاع مدنى، بينما شهدت الخدمات الصحية أكثر من 788 هجومًا على مرافقها ومركباتها وسلاسل الإمداد، هذا الاستهداف المتواصل حال دون تقديم الرعاية الطبية الكافية للسكان، وعرض آلاف المرضى المزمنين والحوامل والرضع للخطر المباشر.
دور العبادة والمقابر..
تعرضت دور العبادة لدمار واسع، حيث دُمّرت 835 مسجداً كليًا و180 جزئيًا، واستهدفت ثلاث كنائس بشكل متكرر، بينما دُمّرت 40 مقبرة من أصل 60، كما سرق الاحتلال أكثر من 2٫450 جثمانًا، وأقيمت سبع مقابر جماعية داخل المستشفيات، انتُشل منها 529 شهيدًا، ما يعكس حجم الانتهاكات الجسيمة للحقوق الدينية والمدنية.
السكن والنزوح القسرى..
بلغ عدد الوحدات السكنية المدمرة بالكامل حوالى 268٫000، فيما دُمّرت 148٫000 بشكل بليغ وغير صالحة للسكن، و153٫000 جزئيًا. وفقدت أكثر من 288٫000 أسرة منازلها، ونزح نحو 2 مليون مدنى بسبب التهجير القسرى، بينما أصبحت مراكز الإيواء المستهدفة 293 مركزًا، ما جعل آلاف المدنيين ينامون فى العراء دون مأوى.
التجويع ومنع المساعدات..
أغلق الاحتلال المعابر لفترات تجاوزت 220 يومًا، ومنع دخول أكثر من 120٫000 شاحنة مساعدات ووقود، كما استهدف 47 تكية طعام و61 مركز توزيع مساعدات، وقتل 540 عاملًا فى المجال الإغاثى.
ما يزيد الوضع مأساوية هو معاناة 650٫000 طفل من سوء التغذية و40٫000 رضيع مهدد بالموت بسبب نقص الحليب، كما منع الاحتلال آلاف المرضى من السفر لتلقى العلاج، بينهم 12٫500 مريض سرطان و350٫000 مريض مزمن، إضافة إلى 107٫000 امرأة حامل ومرضعة فى خطر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: على الإبادة طوفان الأقصى أکثر من
إقرأ أيضاً:
تموين الشرقية يضبط أكثر من 4 آلاف بطاقة تموينية و107 شيكارة دقيق مدعم
في إطار الجهود المكثفة التي تبذلها مديرية التموين والتجارة الداخلية بالشرقية لتعزيز الرقابة على المخابز والأسواق وضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، تواصل المديرية تنفيذ حملاتها التموينية الموسعة في مختلف مراكز المحافظة، تنفيذًا لتوجيهات المهندس السيد حرز الله، وكيل وزارة التموين بالشرقية، بضرورة التصدي الحاسم لأي مخالفات تمس منظومة الخبز والدقيق المدعم.
وقد أسفرت الحملات التي نفذتها الإدارة العامة للرقابة التموينية برئاسة محمد سعد، مدير عام الرقابة التموينية بالشرقية، عن تحقيق نتائج بارزة في مراكز أبو حماد وكفر صقر، بعد متابعة دقيقة لحركة الإنتاج والتوزيع داخل المخابز ومستودعات الدقيق، في إطار خطة عمل تهدف إلى مواجهة أي ممارسات احتكارية أو محاولات للتلاعب بالدعم المقدم للمواطنين.
ففي مركز ومدينة أبو حماد، تمكنت الحملة من ضبط 53 شيكارة دقيق بلدي مدعم تم تجميعها بطرق غير قانونية، إضافة إلى ضبط 2060 بطاقة تموينية كانت بحوزة بعض المخابز، في محاولة لاستغلالها في صرف الخبز المدعم دون وجه حق، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين، مع تحرير محاضر رسمية وتحويلها إلى جهات التحقيق المختصة لاتخاذ ما يلزم من قرارات.
وفي مركز ومدينة كفر صقر، واصلت فرق الرقابة جهودها الميدانية، حيث أسفرت الحملات عن ضبط 32 شيكارة دقيق بلدي مدعم جرى تجميعها بالمخالفة للقانون، بالإضافة إلى ضبط 1508 بطاقة تموينية تم تجميعها واستخدامها بطرق غير مشروعة.
كما تم تنفيذ حملة أخرى داخل نطاق المركز ذاته، أسفرت عن ضبط 22 شيكارة دقيق و531 بطاقة تموينية تم تجميعها بطريقة غير قانونية، وتم اتخاذ الإجراءات الفورية ضد المتورطين.
وأكد وكيل وزارة التموين بالشرقية أن هذه الحملات تأتي في إطار خطة متكاملة تهدف إلى حماية المال العام وضمان العدالة في توزيع الدعم، مشيرًا إلى أن المديرية لن تتهاون مع أي محاولة للتلاعب بمنظومة التموين، سواء من قبل أصحاب المخابز أو الوسطاء أو المتعاملين بطرق غير مشروعة.
وشدد على استمرار الحملات اليومية بمشاركة مفتشي الإدارات التموينية في جميع المراكز، لضمان الانضباط الكامل داخل المخابز وتحقيق أعلى مستويات الرقابة على جودة الخبز المدعم وتداول الدقيق.
وتسعى مديرية تموين الشرقية من خلال هذه الحملات إلى ترسيخ مبادئ الشفافية والالتزام في التعامل مع السلع المدعمة، وحماية حقوق المواطنين المستحقين للدعم، فضلًا عن إحكام السيطرة على الأسواق ومواجهة كل صور الغش التجاري أو إهدار المال العام.
وتؤكد المديرية أن التعاون بين الأجهزة التنفيذية والرقابية مستمر لتحقيق أقصى درجات الانضباط في منظومة التموين بالمحافظة، بما يضمن وصول الدعم إلى مستحقيه الفعليين دون تلاعب أو تجاوز.