كيف بنت المقاومة منظومة قاتلت لعامين دون أن تنكسر؟
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
#سواليف
تُكمل #الحرب على قطاع #غزة عامين كاملين، وسط مشهد غير مسبوق من #الدمار واختلال #موازين_القوة، فالمعركة التي استخدم فيها الاحتلال الإسرائيلي كل أشكال القوة الغاشمة، تحولت إلى نموذج صارخ لانعدام التناسب بين المعتدي والمعتدى عليه، وبين الجغرافيا الصغيرة المحاصرة والآلة العسكرية المتوحشة التي صبّت حممها على البشر والحجر بلا تمييز.
منذ الأيام الأولى، فُرض على غزة #حصار_خانق بدا وكأنه يسعى إلى خنق أنفاس الحياة ذاتها، ومع مرور الأشهر، اتخذت #الإبادة شكلها الكامل: #تجويع متعمد، وانقطاع في الموارد الحيوية، و #دمار_شامل للبنية التحتية، في ظل تواطؤ دولي مثقل بالتبريرات والتأخير في الاعتراف بحجم #الجريمة الجارية أمام أعين العالم.
ورغم هذا الواقع الكارثي، استطاع #المقاوم_الفلسطيني أن يقلب المعادلة، وأن يخلق واقعًا ميدانيًا يناقض كل منطق القوة المجردة، فالمقاتل الذي يُفترض أنه محاصر ومقطوع الإمداد، وُجد في موقع المبادرة، والمقاومة كمنظومة أظهرت قدرة تنظيمية وعسكرية استثنائية في مواجهة حرب الإبادة.
مقالات ذات صلةعلى مدار عامين، لم تتوقف المقاومة الفلسطينية عن توجيه ضرباتها لجيش الاحتلال في مختلف مناطق القطاع، مستخدمةً في معظمها أسلحة مصنعة محليًا، ضمن منظومة عملياتية منسقة تعتمد على وحدات صغيرة مترابطة تُشغّل مئات العقد القتالية المنتشرة في #غزة.
هذا #الصمود، الذي تخطى كل تقديرات المنطق العسكري، شكّل مشهدًا مدهشًا يستحق الوقوف عنده طويلًا لفهم كيف نجحت المقاومة في تحويل معادلة “النجاة المستحيلة” إلى واقع قائم.
مراكمة القوة… من الحصار إلى التصنيع الذاتي
منذ سنوات، اتبعت المقاومة استراتيجية واضحة تقوم على مراكمة القوة كخيار استراتيجي مدروس، إذ قررت أن الواقع المحاط بالحصار والمراقبة الإسرائيلية المشددة، والذي يتكرر فيه تصاعد إلى حملات عسكرية مركزة تهدف إلى تدمير قدراتها واستنزافها، لا يمكن تجاوزه بالاعتماد على قنوات التهريب وحدها أو على مفردات العمليات المعزولة.
مع تراكم الخبرات والقراءات الميدانية، نمت قناعة داخل بنى المقاومة بضرورة بناء قدرات محلية مستدامة؛ أي تأسيس منظومة تصنيع وطنية قادرة على تزويد الكتائب بأسلحة ومعدات متواصلة حتى في أقسى ظروف الحصار.
لم يكن هذا المسار طارئًا، بل له جذور تاريخية، إذ شهدت السنوات اللاحقة لعدوان 2008–2009 بدايات مأسسة التصنيع المحلي بدأت ملامح في السنوات الأولى لانتفاضة الأقصى مراكمًا على تجربة يحيى عياش، وتبلور أثرها في 2012 عندما وصلت صواريخ محلية الصنع إلى عمق الأراضي المحتلة لأول مرة.
خلال أعوام متواصلة من العمل المضني، جرى استثمار العقول والمهارات ونقل الدروس بين جولات القتال، وتحول التعلم الميداني إلى بناء صناعي متدرج: من العبوات الناسفة والتطوير الصاروخي المبكر، إلى تصنيع منظومة متكاملة شملت طائرات مسيّرة قتالية، بنادق قنص متطورة، منظومات دفاع جوي محلية، ذخائر، ومجموعة واسعة من القذائف والهاون، وصولًا إلى إنتاج قذائف مضادة للدروع ذات مديات وقدرات تشغيلية شكلت الياسين 105 درة تاجها.
لم يكن هذا الطريق سهلاً؛ بل كان سباقًا مع الزمن في ظل استهداف إسرائيلي متواصل لبُنى الإنتاج ومخازنه وقياداته، وقد تكشّفت محاولات متكررة لتصفية حلقات مركزية في شبكات التصنيع، وكانت العملية التي استهدفت قياديين ومهندسين في مايو 2021 من الأمثلة البارزة لهذا التكثيف والتي أدت إلى إغتيال قائد لواء غزة في كتائب القسام باسم عيسى، برفقة المهندس العالم جمال الزبدة وثلة من مهندسي القسام.
ورغم فداحة الخسارة، أثبت الميدان قدرة عالية على الصمود، تؤكد أن منظومة التصنيع تحولت من تركّز في مواقع محددة أو خبرات معينة إلى شبكة مؤسسية لا تعتمد على عنصر واحد، قادرة على التعافي وتكريس ديمومة الفعل المقاوم.
خلال عامين من الحرب، كانت هذه الشبكة الصناعية المحلية أحد أبرز أعمدة استمرار المقاومة، إذ مكّنتها من الاستمرار في الضرب والرد رغم حصار خانق وظروف تشغيلية لا تُحتمل، محققة بذلك تحوّلًا في موازين الإمكانات بين فرضية الاندثار والقدرة على الاستمرار بالمواجهة، ولعل أبرز نموذج يستحق التأمل، هو إدخال القسام لعبوات “الشواظ بالعمل الفدائي” إلى الخدمة خلال الحرب وتصنيعها وتوزيعها على محاور القتال.
الاستثمار في العنصر البشري
منذ الإدراك المبكر للمواجهة حتى لحظة الاشتباك المفتوح مع الاحتلال، يبقى السلاح الأهم لدى المقاومة هو الإنسان -المقاوم الفلسطيني، فبدون عنصر بشري مُدرّب ومُلتزم عقائدياً وتكتيكياً، تظلّ الخطط والذخائر والتجهيزات مجرد أدوات بلا فعالية حقيقية.
ولذلك وضعت قيادة المقاومة استثمار العنصر البشري في صلب استراتيجيتها، وقد تجلى الاستثمار في أبعاد متعددة؛ أولها صياغة عقيدة قتالية واضحة تُشدد على التعبئة الوطنية والثورية، وتُعرف المقاوم بمهمته الوطنية وتمنحه الإطار الفكري الذي يبرّر التضحية ويُلهب الدافع القتالي.
ثانياً، رافق ذلك بناء احترافي للمقاتل عبر تحويل التدريب من نموذج تقليدي إلى نموذج تكتيكي-عملي متكامل، إذ لم يعد التدريب يدور حول المهارات الفردية فحسب، بل شمل منظومة تعليمية تضم استراتيجيات وتكتيكات، تخطيطًا عمليًا، ودراسات تاريخية للسياق الوطني.
وقد كانت إحدى تجليات هذا التوجه تأسيس كليات عسكرية متخصصة -على رأسها الكلية العسكرية التابعة لكتائب القسام- التي أصبحت حاضنة لتخريج قيادات ميدانية قادرة على الأداء في ظروف معقدة ومتحولة.
ثالثاً، تجلّت جدوى الاستثمار البشري في قدرات المقاومين على إعادة تشكيل ميدان القتال وفقاً لمتغيرات الواقع. خلال عامين من الحرب، وبرغم سياسة الأرض المحروقة والاستنزاف المكثف، نجح المقاومون في تعديل أنماط عملهم عبر ابتكار تكتيكات جديدة، توزيع المهام داخل شبكات مرنة، واستغلال معطيات الميدان لإحداث تأثير مستدام على قوات الاحتلال.
وأخيراً، لم تكن الخطط الدفاعية مجرد نصوص؛ بل كانت عملية ديناميكية قابلة للتطوير، من قدرة القيادة على تقييم الإمكانات العملياتية، واستنهاض أركان متخصصة لتمكين المبادرات القتالية التي أدت إلى ولادة خطوط قتالية جديدة تتماشى مع تغير الوقائع الميدانية.
وهذا ما يفسر كيف استطاع المقاوم الفلسطيني، في ساحات تبدو محروقة ومفقودة للأمل مثل رفح وشرق خانيونس وشمال غزة، أن يثبت تفوقه في الأداء والتكيّف على تصورات التحليل العسكري التقليدي لحروب المدن وحروب العصابات.
قدرات القيادة والسيطرة
منذ الأيام الأولى لحرب الإبادة، جعل الاحتلال من سياسة الاغتيالات هدفًا مركزيًا في مسعاه لشلّ قدرة المقاومة عبر تحييد قادتها، خلق فراغ قيادي يربك قواعدها، وفرض ردع يضعف روح المواجهة.
أمام هذا الهجوم المركّز، برزت لدى المقاومة استجابة منهجية قائمة على افتراض أن استهداف القيادة المركزية هو سيناريو محتمَل ومرجّح، فبُنيت على ذلك آليات مؤسسية تحفظ استمرارية القيادة وربطها بالقواعد الميدانية.
نجاح المقاومة في الحفاظ على ديمومة فعلها لم يكن وليد صدفة، بل نتاج استعداد تنظيمي وتخطيط مسبق، فقد خسرت كتائب القسام جزءًا كبيرًا من قياداتها، من قادة ألوية إلى قادة أركان، وحتى القائد العام الشهيد محمد الضيف، وخليفته الشهيد محمد السنوار، ومع ذلك لم يتوقف الفعل الميداني ولا تبدّل نسق المواجهة، ويوضح هذا الاستمرار أن بنية القيادة لم تكن مركزة على أفراد بعينهم، بل مؤطَّرة في شبكات متعدّدة ومستبدلة، قادرة على الحفاظ على دورة القرار والتنفيذ.
وقد أثبتت مؤشرات الميدان والإعلام والخطاب أن قنوات الاتصال بين القيادة والقواعد ظلت نشطة وفعّالة، وأن التوجيهات التخطيطية والعملياتية تُترجم إلى قرارات موحَّدة داخل العقد القتالية المنتشرة في مختلف محاور القتال.
ولعلّ أبرز تجليات ذلك كان في نمط الاستجابة الدفاعية خلال مراحل العدوان المختلفة، من مواجهة الغزو البري الأولي التي ركّزت على خطط لإعاقة التقدّم، إلى مواجهة “عربات جدعون” حيث انتقلت التكتيكات إلى رفع كلفة التقدم البري عبر استهداف الآليات والجنود بعبوات وجهود هندسية قتالية.
هناك أيضًا آلية واضحة لتبادل الدروس والتجارب بين الألوية؛ أي أن نموذجًا ناجحًا في محور معيّن لا يبقى محصورًا، بل يُنقل سريعًا ويُكيّف في محاور أخرى، إذ تكشف هذه المرونة في التعلّم والانتشار عن عمق قدرات القيادة والسيطرة، التي تتجاوز كونها مجرد مصدر لصدور الأوامر، إلى كونها منظومة أداء قادرة على التقييم الميداني السريع، تعديل الخطط، وتعميم التكتيكات الفعّالة عبر سلاسل قيادية مرنة.
بعبارة أوضح، فإن الاستهداف المستمر للقيادة لم ينجح في تعطيل منظومة القرار المقاوم لأن هذه المنظومة كانت مُصمّمة أصلاً لتجاوز السيناريو الأسوأ، عبر تفكيك التركيز، توزيع المسؤوليات، والحفاظ على قنوات اتصال سرية وبديلة تضمن استمرار توجيه المعركة وإدارة ساحاتها بكفاءة.
لماذا استمرت المقاومة؟ وما الذي يعنيه ذلك؟
بعد عامين من حرب الإبادة، يمكن القول إن استمرار المقاومة لم يكن معجزة عسكرية بقدر ما كان نتيجة تراكم واعٍ لقوة الفكرة، وعمق الإيمان، وصلابة الإنسان، فالمعادلة التي بدت في ظاهرها مختلة، بين آلة حرب تملك كل أدوات التدمير، وشعب محاصر في مساحة ضيقة من الأرض، تحوّلت بفعل التصميم والإيمان إلى معادلة جديدة قلبت الحسابات.
في جوهر الأمر، استمرت المقاومة لأنها تمتلك ما لا يُقاس بالعتاد أو بالتكنولوجيا؛ تمتلك القناعة الراسخة بأن الدفاع عن الأرض ليس خيارًا ظرفيًا، بل فعل وجودي نابع من إيمان عميق بأن الحرية حق لا يُمنح بل يُنتزع. لقد أثبت المقاتل الفلسطيني أن الفكرة حين تتجذّر، تصبح أقوى من الطائرة والصاروخ والدبابة، وأن الإيمان بعدالة القضية يمكنه أن يتفوّق على آلة القتل مهما تعاظمت.
ولعل الدرس الأعمق الذي كشفته الحرب هو أن ما لا يمكن هندسته أو تدجينه هو روح الإنسان الحر، وأن محاولات الاحتلال لطمس هذه الروح عبر الاغتيال، أو الحصار، أو التجويع، لم تؤدِّ إلا إلى صقلها وزيادة صلابتها، فكل شهيد يسقط يترك خلفه جيلًا أكثر وعيًا وصلابة، وكل قصف يضيف إلى الذاكرة الجمعية دافعًا جديدًا للاستمرار.
إن استمرار المقاومة شهادة على أن جوهر الصراع لم يعد حول السلاح فحسب، بل حول من يملك القدرة على الإيمان، ومن يستطيع أن يظلّ واقفًا حين ينهار كل شيء. وفي هذا الميدان، أثبت الفلسطيني أنه لم يخسر يومًا، لأنه لم يتخلَّ عن ذاته، ولم يفقد يقينه بأن الحق لا يُهزم، مهما طال زمن النار والدمار.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الحرب غزة الدمار موازين القوة حصار خانق الإبادة تجويع دمار شامل الجريمة المقاوم الفلسطيني غزة الصمود قادرة على لم یکن الذی ی
إقرأ أيضاً:
هل تمثّل خطة ترامب استراحة محارب لإنقاذ الكيان ؟
لم يعد السؤال اليوم: هل يملك الكيان الصهيوني القدرة على البقاء؟ بل: كم تبقى له من وقت قبل الانهيار؟ فالكيان المحتل يعيش أسوأ أزماته على الإطلاق: اقتصاد منهك بتكاليف الحرب، مجتمع ممزق ومنقسم، وجيش عاجز عن تحقيق أي إنجاز ميداني رغم كل ما يمتلكه من سلاح ودعم غربي. الحرب الأخيرة كشفت حقيقة لم يعد ممكناً إنكارها: هذا الكيان لم يعد قادرًا على الاستمرار بقوته الذاتية، بل يعتمد بشكل كامل على دعم خارجي عسكري ومالي ودبلوماسي، دون أن يملك القدرة على فرض إرادته كما كان يفعل في الماضي.
في هذا السياق، جاءت خطة ترامب في محاولة مكشوفة لإعطاء كيان الاحتلال المتهالك «استراحة محارب»، لكنها استراحة قسرية تكشف ضعفًا وعجزًا. فما يُقدَّم على أنه وقف مؤقت للقتال أو «حل إنساني» ليس إلا محاولة لإنقاذ منظومة آيلة للسقوط: لإعادة ترتيب صفوف الجيش، وإعطاء الاقتصاد فرصة لالتقاط أنفاسه، وإتاحة المجال للسياسة الأمريكية لاستعادة زمام المبادرة.
لكن هذه الاستراحة لا تغيّر من الواقع شيئًا. محور المقاومة فرض قواعد جديدة للمعركة: غزة بصمودها وعملياتها النوعية التي ضربت عمق الاحتلال ؛ لبنان من خلال حزب الله الذي وجه ضربات دقيقة للمواقع الحساسة وأجبر الاحتلال على التراجع؛ إيران بمواجهتها المباشرة التي أربكت حسابات تل أبيب وواشنطن وأدخلت الكيان في دائرة استنزاف مالي وعسكري لا يطاق.
ولم يكن الدور اليمني إلا عاملًا استراتيجيًا فارقًا. فاليمن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أثبت أن معركة فلسطين ليست قضية جغرافيا بل قضية أمة. من البحر الأحمر إلى البحر العربي، تحولت الممرات المائية إلى ساحات اشتباك مباشر مع الاحتلال. لم تعد السفن المرتبطة بالكيان أو حلفائه تمر بسلام، بل أصبحت هدفًا مشروعًا، ما أدى إلى شلل تجاري وضغط اقتصادي غير مسبوق. إلى جانب ذلك، واصلت الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة اليمنية اختراق العمق المحتل، لتضيف بعدًا جديدًا للمعركة وتؤكد أن الاحتلال لم يعد آمنًا حتى داخل حدوده المزعومة.
هذا الاستنزاف الشامل جعل من خطة ترامب عملية إنعاش يائس، أشبه بمن يحاول ضخ الدم في جسد ميت. فالكيان يعيش على أجهزة التنفس الأمريكية: تمويل عسكري متواصل، دعم سياسي ودبلوماسي، ضغط على المؤسسات الدولية، وإعلام غربي يحاول تزييف الحقائق. لكن الحقيقة الميدانية أكبر من كل ذلك: لا الطائرات الأمريكية تستطيع حماية الاقتصاد الإسرائيلي، ولا المليارات الغربية قادرة على شراء استقرار اجتماعي داخل مجتمع يزداد انقسامًا، ولا أي خطة سياسية تستطيع إخفاء أن المقاومة صارت الرقم الأصعب في المعادلة.
واشنطن، التي تروّج لنفسها كوسيط، لم تكن سوى راعٍ وحامٍ للاحتلال. سجلها مليء بالفيتو ضد أي قرار يدين الجرائم الصهيونية، وبالضغوط التي تعرقل أي مساءلة دولية، وبالإمداد العسكري الذي يغذي آلة القتل. واليوم تعود بخطة لا تحمل جديدًا سوى محاولة إعطاء الاحتلال «جرعة أوكسجين» إضافية ليكمل مسيرة قمعه. لكن هذه الجرعة لن تغيّر النتيجة، لأن الشعوب الحرة ومحور المقاومة رسموا طريقًا آخر للتاريخ.
المقاومة ليست سلاحًا فحسب، بل رؤية استراتيجية لإدارة الصراع. هي مشروع تحرر يثبت يومًا بعد يوم أن الاحتلال مهما طال زمنه، فإن نهايته محتومة. وما 7 أكتوبر إلا محطة كبرى على هذا الطريق: لحظة مفصلية كشفت هشاشة المنظومة الصهيونية، وأكدت أن الشعوب قادرة على تحطيم الأساطير العسكرية التي طالما رُوّج لها.
اليوم، كل المؤشرات تقول إن الاحتلال في حالة انحدار لا عودة منه: نزيف مالي متواصل، هروب استثمارات، شلل بحري وجوي، عزلة دبلوماسية تتسع، ومقاومة تتجدد كل يوم بإرادة لا تلين. وخطة ترامب ليست سوى محاولة لتجميل هذا المشهد القاتم، لكنها لن تمنع لحظة السقوط.
إن الإنقاذ الأمريكي للكيان المحتل لن يجدي، لأن ما يُبنى على الباطل لا يدوم، وما يُواجه بإرادة الشعوب لا يمكن أن يستمر. واليمن، وغزة، ولبنان، وإيران، ومحور المقاومة بأكمله يقدم الدليل العملي على أن الاحتلال يضعف كل يوم، بينما تتسع جبهة الرفض والمقاومة.
العدالة قادمة، وزوال الكيان مسألة وقت، والتاريخ لن يُكتب في البيت الأبيض ولا في غرف اللوبيات الصهيونية، بل سيُكتب في ميادين المقاومة وعن صمود الشعوب الحرة.