بينما تتواصل المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، جاءت العملية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية اليوم باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي “فلسطين2” متعدد الرؤوس، لتفتح فصلاً جديداً في مشهد الإسناد لغزة، هذه الضربة، التي استهدفت مواقع حساسة في القدس المحتلة، تزامنت مع مستجد بالغ الأهمية، موافقة حماس المشروطة على خطة ترامب ، بعد تعديلات تضمن وقف العدوان ورفع الحصار، في ظل تعنّت إسرائيلي ورفض واضح لأي اتفاق لا يحقق الهيمنة المطلقة له.

يمانيون / خاص

 

تأتي هذه العملية اليمنية في لحظة سياسية مفصلية تعكس فشل إسرائيل في استثمار التفوق العسكري والسياسي الذي منحته إياها “صفقة القرن”، وتُعيد الاعتبار لمحور المقاومة كفاعل متزايد التأثير في تحديد مسارات الصراع في فلسطين والمنطقة.

 

في التوقيت .. لماذا الآن؟

لأن العدوان على غزة في ذروته، جاءت العملية اليمنية في وقت تتصاعد فيه هجمات العدو الإسرائيلي على القطاع، وسط استخدام مفرط للقوة والقتل الجماعي، ما أعاد التحرك في إطار الالتزام الأخلاقي والسياسي والتمسك بمشروعية المقاومة للعدو،

موافقة حماس المشروطة على خطة ترامب بعد وساطة أطراف إقليمية  كانت فرصة للعدو الإسرائيلي لإنهاء الحرب وفق شروط معتدلة نسبيًا، إلا أن رفضه التعاطي بجدية، وخصوصًا عدم الاستعداد لرفع الحصار ووقف العدوان، فضح محدودية تلك الخطة التي بُنيت على فرضيات قوة لم تعد واقعية.

 

في مضمون العملية دلالات ورسائل استراتيجية

استهداف القدس، بصفتها الاعتبارية الدينية والسيادية، ينقل رسالة سياسية مباشرة، أن أي مكان في فلسطين المحتلة لم تعد بمنأى عن ردود أفعال إقليمية، وأن التصعيد في غزة ستكون له تبعات تتجاوز القطاع.

كما أن إطلاق صاروخ فلسطين2، يمثل دخولًا صريحًا من القوات المسلحة اليمنية في قلب معادلة الردع ضد العدو الإسرائيلي، في تجاوز واضح لما هو أبعد من الدعم السابق الذي بات أكثر تصاعداً .

 

انهيار معادلات “صفقة القرن”

الفشل الإسرائيلي في استيعاب صدمة موافقة حماس على خطة خطة ترامب إلى تحرك سياسي، والتي كانت تهدف إلى، نزع سلاح المقاومة، وتقويض نفوذ حماس، وتثبيت الوضع القائم في القدس.

لكن الواقع اليوم يُظهر عكس ذلك تمامًا، فحماس ما زالت تقود المعركة، والقدس باتت ساحة استهداف، والقوات المسلحة اليمنية وبقية قوى محور المقاومة، دخلت خط الاشتباك الفعلي.

وفي الوقت الذي كانت فيه صفقة القرن تُعوّل على اتفاقيات التطبيع لتحييد الجبهة العربية، أظهرت العملية اليمنية أن القوات المسلحة اليمنية بات يمتلك أدوات فرض معادلات جديدة، تتجاوز الطرح الأمريكي وتُعيد الاعتبار لقضية فلسطين كقضية مركزية.

 

 رسائل اليمن إلى العدو الإسرائيلي وأمريكا والدول العربية

لا حصانة لكيانكم في أي بقعة، والرد على الجرائم لن يكون محدودًا بفلسطين، وكذلك وحدة المصير بين الشعوب المظلومة ستُترجم إلى عمليات عسكرية،  وإلى واشنطن والعواصم العربية، فقد كانت رسائل القوات المسلحة واضحة وقوية، أن مشروعكم المسمى “سلامًا” لا يحصّن أحدًا، وأن من تجاهل حقوق الفلسطينيين سيكتشف أن الحرب ستطرق أبوابه، والشعوب الحرة قادرة على قلب المعادلات، ولو من خارج الحسابات التقليدية.

 

العملية تُعلن بوضوح أن اليمن، لن يكتفي بالخطابات بل بات فاعلاً في ساحة المواجهة، إلى جوار بقية دول محور المقاومة وهذا يعزز مفهوم الجبهة الممتدة، والتي تهدف إلى إنهاك العدو الإسرائيلي على أكثر من محور في آن واحد.

وكذا قد تُسرّع العملية من جهود الوسطاء الدوليين للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، خشية توسّع رقعة التصعيد.

والعدو الإسرائيلي بات في موقع يُظهره كمن أضاع فرصة تاريخية لإنهاء الحرب في لحظة قبول فلسطيني ذكية بالخطة الأمريكية.

 

عملية اليمن ليست مجرد دعم لغزة  بل إعلان وفاة لخطة ترامب

الضربة الصاروخية اليمنية على القدس المحتلة، في هذا التوقيت وهذه الظروف، ليست حدثًا معزولًا، إنها بمثابة إعلان سياسي وعسكري مفاده أن خطة ترامب قد سقطت ميدانيًا، وأن المقاومة بكل تجلياتها، هي من تعيد اليوم صياغة معادلات الردع وتوازنات القوة في المنطقة.

لقد حاول العدو الإسرائيلي أن يحسم معركته مع غزة تحت غطاء أميركي وعربي، لكنه وجد نفسه أمام جبهة إقليمية متعددة الاتجاهات، أعادت للقضية الفلسطينية مركزيتها، ولقوى المقاومة قدرتها على المبادرة.

فشل العدو الإسرائيلي في اغتنام لحظة “القبول الفلسطيني المشروط”، وتعنّتها في الانفتاح على حل سياسي، أتاح الفرصة لمحور المقاومة لفرض قواعد اشتباك جديدة، قد تكون كفيلة بإعادة صياغة الصراع الفلسطيني، مع الإسرائيلي لعقود قادمة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة العدو الإسرائیلی خطة ترامب

إقرأ أيضاً:

القبيلة اليمنية.. حصنُ الدولة وصوتُ الشعب ودرع المواجهة

 

 

في الزمن الذي تتكاثر فيه التحديات ويتسّع مدى العدوان الخارجي على اليمن أرضًا وإنسانا، تبقى القبيلة اليمنية الركن الأشد صلابة في معادلة القوة الوطنية.. ليست القبيلة مُجَـرّد مكوّن اجتماعي يملأ جغرافيا البلاد، بل هي حصن الدولة وصوت الشعب ودرع المواجهة الذي لا يتخلى عن اليمن مهما تبدّلت الظروف وتعاقبت المعارك.
منذ اللحظة الأولى للعدوان السعوديّ الأمريكي، برهنت القبيلة اليمنية أنها سندٌ قوي للقوات المسلحة، وامتداد طبيعي لخط الدفاع الأول عن السيادة.
ولأن جذورها ضاربة في عمق التاريخ الذي يتجاوز آلاف السنين، فقد حضرت في كُـلّ لحظة مواجهة؛ باعتبَارها رقمًا صعبًا لا يُمكن تجاوزه، وجبهةً قويةً تصدّ الغزاة وتمدّ الدولة بقدرة استثنائية على الصمود.
في كُـلّ قرية، وفي كُـلّ وادٍ، وفي كُـلّ قبيلة، يتردّد صدى موقفٍ واحد: “اليمن لا يُؤخذ من ظهره”.
ومن هذا الوعي العميق، صاغت القبيلة دورها التاريخي؛ باعتبَارها درع اليمن وجيشه الشعبي، الذي يقف كتفًا إلى كتف مع القوات المسلحة في بنية جهادية فريدة، أثبتت – فعلًا لا قولًا – أن اليمن لن يكون ساحةً مفتوحةً للعدوان، مهما اشتدت المؤامرات.
وإذ كان التاريخ اليمني سجلًّا عامرًا بمواجهات الغزاة، فقد حافظت القبائل على إرثها المقاوم.
هي جيشٌ مكتملٌ بعزيمته؛ لا يطلب التجنيد؛ لأَنَّ الانتماء إلى الأرض هو الهُـوية الأولى، والسلاح الأول.
وحين يستعرض المؤرخون مسيرة اليمنيين ضد الطغاة والغزاة، سيجدون القبيلة دائمًا في مقدمة الصفوف؛ من شدة بأسها تتراجع الخيول، ومن صلابتها تتهاوى جيوشٌ مدججة.
ما جرى في السنوات الماضية من صمودٍ أُسطوري لم يكن إلا امتدادا لذلك التاريخ المشرّف.
واليوم، ومع تصاعد التهديدات الإسرائيلية الأمريكية والتحَرّكات العدوانية في المنطقة، تظهر القبيلة من جديد بحضورها الميداني والعسكري والإعلامي، معلنةً جهوزيتها الكاملة للالتحام مع القوات المسلحة في أية جولة قادمة من الصراع ضد العدوّ الصهيوني وأدواته.
إنها ليست جهوزيةً شكلية، بل استعداد روحيّ، وإصرار وطنيّ، ووعيٌ استراتيجي يتجاوز مُجَـرّد الدفاع ليتجه صوب صناعة النصر.
القبيلة اليوم تتحَرّك، تحشد، تعبّئ، وتعيد تشكيل نفسها كرقمٍ استراتيجي في مشروع المواجهة الشاملة، تمامًا كما كانت طوال التاريخ اليمني الممتد.
وهكذا، يتجدّد دور القبيلة اليمنية؛ باعتبَارها صمام أمان للدولة، وركنًا راسخًا في معادلة الصمود، ودرعًا لا ينكسر مهما طال أمد العدوان.
إنها القبيلة التي لا تنتظر دعوة، ولا تتأخر عن واجب، ولا تتراجع حين يتعلق الأمر بكرامة اليمن وسيادته ومستقبله.

مقالات مشابهة

  • بعد معلومات استخباراتية.. مقتل 8 مسلحين بعملية للجيش في باكستان
  • الخارجية تدين العدوان الإسرائيلي المتصاعد على غزة
  • القبيلة اليمنية.. حصنُ الدولة وصوتُ الشعب ودرع المواجهة
  • النظام ” السعودي” وتداعيات المرحلة..!
  • مصدر بحماس: أبلغنا الوسطاء غضبنا من استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة
  • من جديد.. عودة العدوان الصهيوني على قطاع غزة وسقوط شهداء وجرحى
  • العدو الصهيوني يعتقل 65 فلسطينيا في حملة اقتحامات ومداهمات بالضفة
  • روجر ويكر ينتقد خطة ترامب لتحقيق السلام في أوكرانيا
  • القبيلة اليمنية…صوت الشعب ودرع المواجهة
  • تقرير: العدو الإسرائيلي يرتكب أكبر جريمة إبادة جماعية بحق الأطفال في يوم الطفل العالمي