كيف يخترق «الأبيض» الجدار الحديدي لـ «الأحمر»؟
تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT
معتز الشامي (أبوظبي)
أخبار ذات صلة
لا صوت يعلو على «ركلة البداية»، في افتتاح مشوار منتخبنا الوطني أمام عُمان، يوم السبت في المرحلة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
ويخوض «الأبيض» مواجهة من «العيار الثقيل» مع «الأحمر»، في لقاء تتجاوز أهميته حدود النقاط الثلاث، كونه امتحاناً حقيقياً لمرونة فكر الروماني كوزمين أولاريو أمام صلابة البرتغالي كارلوس كيروش.
وبالنظر للفكر التكتيكي الذي قدمه «الأحمر» العُماني في مباراته الأولى أمام قطر، يمكننا استنباط عدد من مواطن القوة والضعف في المستوى الذي قدمه أمام، وما يتوقع أن يقدمه أمام منتخبنا الليلة، فضلاً عن تحديد روشتة فوز «الأبيض» باللقاء المرتقب، وكيفية اختراق «الجدار الدفاعي الحديدي» وشفرات الخطوط الخلفية لمنتخب عُمان، من واقع أرقام شبكة أوبتا العالمية للإحصائيات.
في لقائه الأول أمام قطر الذي انتهى بالتعادل السلبي، قدّم منتخب عُمان عرضاً دفاعياً متماسكاً، يعكس تماماً أسلوب كيروش القائم على الانضباط والواقعية، حيث تكشف الأرقام ملامح الخطة التي يعتمدها بوضوح، حيث كانت معدل الاستحواذ 30% فقط، مقابل 70% لقطر، كما نفذ 6 تسديدات فقط «منها واحدة على المرمى»، مقابل 13 لقطر، مع صفر فرص خطيرة ومعدل أهداف متوقعة «xG» ضعيف بلغ 0.17، ومعدل تشتيت للكرات بلغ 38 تشتيت بنسبة نجاح بلغت 75% في التدخلات الدفاعية، ما يؤكد صلابة الخط الخلفي.
ورغم هذه الصلابة، نجا منتخب عُمان من الخسارة بفضل تسرع أكرم عفيف في فرصة انفراد تام بالشوط الثاني، في واحدة من اللقطات النادرة التي اخترق فيها «العنابي» للتكتل الأحمر.
وبنظرة تحليلية للأداء، نرى أن كيروش يفرض نظاماً دفاعياً متراجعاً يغلق المساحات بين الخطوط، ويعتمد على ارتداد سريع من جناحين يملكان السرعة والتسديد البعيد، لكن هناك ثغرتان واضحتان يمكن لـ «الأبيض» استغلالهما، الأولى تتمثل في «الأطراف المكشوفة»، حيث وصل منتخب قطر بفرص بخطرة حقيقية عن طريق الكرات العرضية «26 عرضية، 31% ناجحة».
بينما النقطة الثانية تتمثل في «بطء التحول الهجومي»، ويدلل على ذلك وجود 188 تمريرة صحيحة فقط مقابل 526 قطرية، ما يؤكد أن منتخب عمان يعاني عند بناء اللعب، والانتقال من الدفاع للهجوم.
لكن كيف يفوز منتخبنا في اللقاء المرتقب، وهو ما يمكن تلخيصه في الضغط عبر الأطراف والكرات العرضية المبكرة، حيث ينبغي على كوزمين توجيه الهجمات عبر الجانبين من خلال ليما والغساني ولوان بيريرا وكايو لوكاس، بمساندة الظهيرين إيريك والظنحاني، كما أن الكرات العرضية المبكرة والمتحركة قد تربك تمركز دفاع عُمان داخل المنطقة.
أما ثاني التوصيات وفق أرقام أوبتا، وما كشفته من خلل تكتيكي، تمثلت في ضرورة الاختراق من العمق بالتمرير السريع والتحرك من دون كرة، وذلك عبر تمريرات كل من خيمنيز أو ميلوني أو ماجد حسن أو عبد الله رمضان، ليمنح ذلك التوازن المطلوب في العمق، ويتيح لفابيو ليما ولوان بيريرا وكايو لوكاس بالإضافة إلى الغساني، التحرك بين خطوط الوسط العُمانية، لإيجاد التفوق العددي والتمريرات الطولية التي تفك التكتل الدفاعي.
تتمثل التوصية الثالثة في ضرورة فرض أسلوب «الضغط العالي» ومنع المرتدات، لذلك يجب على «الأبيض» أن يرفع النسق الهجومي والضغط العالي، ومنع فقد الكرة لمنع انطلاق المرتدات.
آخر الأسلحة التي يجب استغلالها في اللقاء تتمثل في التسديد من خارج المنطقة والحسم المبكر، وفي ظل قوة التمركز الدفاعي العُماني، يكون الحل من خارج المنطقة، عبر تسديدات بيريرا وليما وكايو، وخيمنيز وميلوني، والقادمين من الخلف، مع محاولة التسجيل المبكر الذي يجبر المنافس على الخروج من مناطقه.
ووفق تلك المقترحات الأربعة، يكون مفتاح كوزمين للتفوق الفني المنتظر لمنتخبنا، هو الجرأة الهجومية والانضباط التكتيكي، ويملك «الأبيض» الأدوات التي تؤهله لتجاوز اختبار عُمان الصعب، لكن الفوز يتطلب ذكاءً تكتيكياً وصبراً هجومياً.
وهو ما يعني أيضاً أن كوزمين سيكون في اختبار حقيقي بين الواقعية والجرأة، وهدف مبكر يفتح الطريق نحو انطلاقة مثالية في تصفيات حلم التأهل إلى «مونديال 2026»، بينما الانتظار يعني الوقوع في «فخ» كيروش الدفاعي مجدداً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تصفيات كأس العالم الإمارات عمان الدوحة قطر منتخب ع
إقرأ أيضاً:
كأس أمم أفريقيا 2025.. منتخب جزر القمر يتطلع لمخالفة التوقعات خلال مشاركته الثانية
يعد منتخب جزر القمر لكرة القدم، واحدًا من الفرق الصاعدة في القارة الأفريقية، حيث نجح في حجز مكانه بين المنتخبات المشاركة في كأس أمم أفريقيا للمرة الثانية في تاريخه بعد مسيرة طويلة مليئة بالتحديات.
وتأسس منتخب جزر القمر في عام 1979، وتابع نموه وتطوره على مدار العقود التالية، حتى أصبح اليوم قوة متنامية في تصفيات البطولات الكبرى مثل كأس الأمم الأفريقية وتصفيات كأس العالم.
بدأ منتخب جزر القمر أولى مبارياته الرسمية خلال دورة الألعاب الهندية للمحيط الهندي عام 1979، حيث واجه منتخب موريشيوس وخسر بثلاثية نظيفة، كانت هذه المباراة نقطة الانطلاق الفعلية للفريق، لكنه ظل يفتقد للخبرة الدولية الحقيقية حتى منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حين انضم إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) في 2003، وتبع ذلك بالانضمام إلى الاتحاد الدولي (فيفا) في 2005.
شهدت بداية مشوار منتخب جزر القمر خطوات متواضعة في التصفيات القارية، حيث خسر في أولى محاولاته للتأهل لكأس العالم 2010 وكأس الأمم الأفريقية 2010 أمام مدغشقر بنتيجة 2 /10 بمجموع المباراتين، لكنه لم يستسلم، واستمر في العمل على بناء قدراته الفنية والبدنية، مع التركيز على تطوير لاعبين محليين وقادرين على المنافسة في البطولات الدولية.
شكل عام 2021 نقطة تحول تاريخية لمنتخب جزر القمر، بعد أن تأهل للمرة الأولى إلى كأس الأمم الأفريقية.، جاء هذا الإنجاز بعد مباراة حاسمة ضد توجو انتهت بالتعادل السلبي، ليضمن الفريق مكانه في البطولة القارية، وأتبع ذلك بتحقيق واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ البطولة بفوزه 3 /2 على منتخب غانا، حيث سجل أحمد موجني ثنائية تاريخية، لكنه ودع البطولة من دور المجموعات، إذ كان قد خسر أمام المغرب والجابون قبلها.
هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج سنوات من التطوير المستمر للمنتخب، بما في ذلك تحسين البنية التحتية للكرة المحلية، وتطوير برامج تدريبية للاعبين، واستقطاب مدربين ذوي خبرة دولية مثل الفرنسي أمير عبدو الذي قاد الفريق بين 2014 و2022، ثم الإيطالي ستيفانو كوزين الذي تولى المهمة في 2023.
شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في أداء جزر القمر على المستويين الإقليمي والقاري، ففي تصفيات كأس العالم 2026، بدأ مشواره بقوة في المجموعة الأولى بفوزه 4 /2 على جمهورية أفريقيا الوسطى و1 /صفر على غانا في مباراتين على أرضه، كما تغلب على تشاد 2 /صفر قبل ان يخسر 1 /2 أمام مدغشقر، ليغادر التصفيات.
على الصعيد الإقليمي، شارك منتخب جزر القمر في كأس كوسافا لجنوب أفريقيا، وحقق نتائج تاريخية، حيث وصل لأول مرة إلى الدور قبل النهائي في 2024 وخسر 1 /2 أمام أنجولا، قبل أن يحصد المركز الرابع بعد الخسارة بركلات الترجيح أمام موزمبيق، وفي نسخة 2025، نجح في تحقيق المركز الثالث بعد الفوز على مدغشقر 1 /صفر، ما يعكس تطور الأداء والمنافسة على الألقاب.
يضم منتخب جزر القمر مجموعة من اللاعبين المميزين الذين أسهموا في تطور الفريق، أبرزهم يوسوفا ماتشانجاما صاحب الرقم القياسي في المباريات الدولية بـ71 مباراة، وبن نابوهاني هداف المنتخب بـ19 هدفًا، ويتميز الفريق أيضًا بتوازن الأعمار بين اللاعبين حيث يضم مجموعة من الشباب الواعدين، بجانب لاعبين ذوي الخبرة، يلعبون في أندية أوروبية ومحلية.
رغم الإنجازات الأخيرة، يواجه منتخب جزر القمر عدة تحديات، أهمها محدودية الموارد مقارنة بالدول الأفريقية الكبرى، وقلة عدد اللاعبين المحترفين في الدوريات العالمية. كما أن التوازن بين الخبرة واللاعبين الشباب يحتاج إلى إدارة دقيقة للحفاظ على مستوى الأداء.
ومع ذلك، يبقى الأمل كبيرًا في المستقبل، خاصة بعد النتائج المميزة في تصفيات كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية، التي تعكس قدرة الفريق على المنافسة وتقديم مستويات متميزة.
ويعتبر التأهل لكأس الأمم الأفريقية 2025 فرصة ذهبية لإثبات أن جزر القمر يمكن أن يكون لها مكانة قوية بين المنتخبات الأفريقية.
ويخوض منتخب جزر القمر مهمة شاقة في البطولة القارية، حيث أوقعته القرعة في المجموعة الأولى القوية، إلى جوار المغرب صاحبة الأرض ومالي المتمرسة وزامبيا، وسيخوض المباراة الافتتاحية أمام أسود الأطلس، لكن رغم صعوبة التحديات يؤمن منتخب جزر القمر بأن المباريات لا تحسم بالأسماء والتاريخ بل بالجهد والعرق على مدار 90 دقيقة.