بن غفير يهدد بالانسحاب من الحكومة إذا لم تُفكك حماس.. ماذا قال لويتكوف وكوشنر؟
تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT
هدد وزير الأمن القومي المتطرف في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بالانسحاب من الائتلاف الحكومي الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في حال لم يتم "تفكيك حكم حركة حماس" في قطاع غزة، مؤكداً أن حزبه "عوتسما يهوديت" (القوة اليهودية) لن يدعم أي صفقة تتضمن الإفراج عن أسرى فلسطينيين.
وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، فإن بن غفير عارض خلال جلسة الحكومة التي حضرها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ومستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في إطار اتفاق التبادل، قائلاً: "لا سلام مع حماس، فهي تريد قتلنا".
وفي منشور على منصة إكس، عبر الوزير الإسرائيلي المتطرف عن "سعادته" بالإفراج المرتقب عن المحتجزين الإسرائيليين، لكنه أضاف أن "الثمن باهظ لا يُحتمل"، في إشارة إلى إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، بينهم نحو 250 أسيراً محكوماً بتهمة تنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وفق تعبيره.
وقال بن غفير:"هؤلاء إرهابيون أثبتت التجربة أنهم يعودون إلى ممارسة الإرهاب وقتل اليهود. لذلك، لن نصوت في الحكومة لصالح صفقة تُفرج عن هؤلاء القتلة، وسنعارضها بشكل قاطع."
تهديد بالانسحاب من الحكومة
وأكد بن غفير أنه أبلغ نتنياهو خلال الأيام الأخيرة أنه "لن يكون جزءاً من حكومة تسمح باستمرار حكم حماس في غزة"، معتبراً ذلك "خطاً أحمر واضحاً"، وأضاف: "تعهد لي رئيس الوزراء بأن تفكيك حكم حماس سيكون هدفاً أساسياً للحرب. قلت له وأقول للإسرائيليين: لن أشارك في أي حالة من الخداع. إذا لم يتم تفكيك حكم حماس فعلياً، فإن حزب عوتسما يهوديت سيحلّ الحكومة."
وقبل انعقاد جلسة الحكومة، التقى نتنياهو في مكتبه بالمبعوث الأمريكي ويتكوف ومستشار البيت الأبيض كوشنر، بحضور وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش. وبعد اللقاء، انضم الوفد الأمريكي إلى جلسة الحكومة التي ناقشت اتفاق غزة.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية أن ويتكوف وكوشنر سيشاركان الجمعة في اجتماع آخر مع نتنياهو وقيادات الأجهزة الأمنية لبحث خيارات الحكم في غزة بعد الحرب.
"هل تتصالح مع هتلر؟"
وفي سياق اخر كشف مصدر إسرائيلي عن محتوى محادثة جرت بين بن غفير، ويتكوف٬ وكوشنر، خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية لمناقشة صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وفي الحوار الذي جرى بين بن غفير والمبعوثين الأمريكيين، قدم الوزير الإسرائيلي نفسه قائلاً: "لطيف جدًا، اسمي إيتامار بن غفير". ورد ويتكوف: "نحن نعرف بعضنا البعض".
ثم دخل بن غفير في صلب الموضوع معارضاً أي صفقة لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، قائلاً:
"أنا هنا بجانب قائمة الإرهابيين المُفرج عنهم، وقاتلي الأطفال، والمغتصبين. أيها الرجال الشرفاء، لن تُفرجوا عنهم أبدًا في الولايات المتحدة. أُقدّر جهودكم الجبارة ومساعدتكم لإسرائيل، ولكن لنكن واقعيين — أنتم لن تدعموا مثل هذه الصفقة. علاوة على ذلك، تحدثتم عن الاتفاقيات الاقتصادية وإحلال السلام. لا يمكن إحلال السلام مع حماس، إنهم يريدون قتلنا". وفق زعمه.
حاول المبعوث الأمريكي تخفيف التوتر بسرد تجربة شخصية، قائلاً: "كان لديّ طفل توفي بجرعة زائدة، وأردت قتل عائلة الشخص الذي أعطاه الجرعة. لكن عندما وصلت إلى المحكمة، رأيت والديه يشعران بالخجل الشديد ويطلبان العفو، فسامحتهما".
ورد بن غفير على ذلك مؤكداً موقفه الصارم: "سيد ويتكوف، لكن هذا هو الفرق: من قتلونا في السابع من أكتوبر لا يطلبون المغفرة. عائلاتهم فخورة بذلك. يريدون قتل اليهود.".
وفي لحظة وصفها مراقبون بالمثيرة للجدل، استعان بن غفير بمقارنة قوية لتأكيد موقفه: "هل تتصالح مع هتلر؟ حماس هي هتلر. يريدون قتلنا".
وتدخل كوشنر قائلاً: "لكن حماس معزولة ومحبطة في جميع أنحاء العالم". فيما أصر بن غفير على أن أي اتفاق مع الحركة لن يكون ممكناً ما لم يُفكك حكمها بالكامل.
اتفاق وقف إطلاق النار
في وقت لاحق، أعلنت حكومة الاحتلال أن وقف إطلاق النار في غزة سيبدأ خلال 24 ساعة من موافقة مجلس الوزراء على الاتفاق مساء الخميس الماضي. وأكدت المتحدثة باسم الحكومة أن "الهدنة ستدخل حيز التنفيذ خلال يوم واحد من اجتماع الحكومة".
وجاء الإعلان بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر الخميس الماضي، توصل الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس إلى اتفاق حول المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، عقب أربعة أيام من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في مدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة وفود من مصر وقطر وتركيا، وتحت إشراف الولايات المتحدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية بن غفير نتنياهو غزة صفقة اسرى غزة نتنياهو صفقة بن غفير المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بن غفیر
إقرأ أيضاً:
بين مفاخرة ترامب بإنهاء 8 حروب ونتائج وساطاته الفعلية.. ماذا تقول الوقائع الميدانية؟
رغم تكرار الرئيس الأميركي تأكيده أنه أنهى ثماني حروب حول العالم، تُظهر مراجعة الأزمات التي تدخّل فيها أن معظم هذه النزاعات لم تتوقف فعليًا، أو أن اتفاقات وقف القتال المرتبطة بها لم تصمد على أرض الواقع.
يكرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أكثر من مناسبة أنه أنهى ثماني حروب في مناطق مختلفة حول العالم، ويقدم ذلك على أنه حصيلة وساطاته وتحركاته السياسية خلال الفترة الماضية. لكن عند التدقيق في النزاعات التي يشير إليها، يتبين أن بعض هذه الحروب لم يتوقف فعليا، وأن أربع نزاعات فقط شهدت هدنا أو خفوتا للقتال خلال الأشهر الأخيرة، بينما بقيت تسويات أخرى هشة أو مؤقتة أو عادت المواجهات فيها بعد فترة قصيرة. فهل تعكس هذه الصورة فعلا ما يصفه ترامب بأنه "إنهاء ثماني حروب"؟
غزة: الهدنة الأبرز والأكثر هشاشةيمثل وقف إطلاق النار في غزة أبرز الملفات التي ارتبطت بدور ترامب. فقد اندلعت الحرب عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وبفعل ضغوط أميركية ووساطة قطرية ومصرية، دخلت الهدنة حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر، ما سمح بانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وعمليات تبادل للرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
لكن أعمال العنف لم تتوقف بالكامل. فقد أدت الضربات الإسرائيلية اللاحقة إلى مقتل أكثر من 370 فلسطينيا، فيما قُتل ثلاثة جنود إسرائيليين أيضا. ومنذ الأربعاء، لم يبق في غزة سوى جثمان رهينة إسرائيلي واحد، بينما تطالب إسرائيل بإعادته لبدء المرحلة الثانية من خطة تثبيت وقف إطلاق النار.
لا يزال النزاع في أوكرانيا مستعرا رغم تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل وصوله إلى البيت الأبيض أنه قادر على إنهائه "في يوم واحد".
وحتى الآن، لم تتمكن الجهود الأميركية من تحقيق أي تقدم تفاوضي واضح، فيما تتواصل العمليات العسكرية على مختلف الجبهات بلا تغيير يذكر. وقبل يومين، قال ترامب إنه "لا يريد إضاعة الوقت على أوكرانيا"، في وقت لم ينجح فيه حتى اليوم في وقف الحرب أو تغيير مسارها الميداني.
في 4 كانون الأول/ديسمبر، وُقّع في واشنطن اتفاق بين الكونغو الديموقراطية ورواندا قدّمه ترامب كإنجاز كبير. لكن الواقع الميداني بقي على حاله، إذ لم يُحدث الاتفاق أي تغيير في شرق الكونغو الديموقراطية، وهي المنطقة التي تشهد نزاعات مستمرة منذ أكثر من 30 عاما. ودخلت مجموعة "أم 23" المتمردة، المدعومة وفق خبراء أمميين من ستة إلى سبعة آلاف جندي رواندي، مدينة أُفيرا الاستراتيجية. واعتبرت بوروندي، التي تقع عاصمتها الاقتصادية بوجومبورا على بعد 20 كيلومترا فقط من أُفيرا، أن هذا التطور يشكل "صفعة" لواشنطن.
قدّم ترامب الاتفاق الحدودي بين كمبوديا وتايلاند الموقع في 26 تشرين الأول/أكتوبر بوصفه "اتفاقا تاريخيا" لإنهاء نزاع متجذر يعود إلى الفترة الاستعمارية الفرنسية. وسبق ذلك في تموز/يوليو وقف لإطلاق النار أسهمت فيه الولايات المتحدة والصين وماليزيا بعد خمسة أيام من القتال أودت بحياة 43 شخصا على الأقل وتسببت بإجلاء أكثر من 300 ألف مدني.
لكن الاتفاق انهار بعد أسبوعين فقط. ففي 10 تشرين الثاني/نوفمبر، علّقت تايلاند العمل به بعد انفجار لغم أرضي قرب الحدود. وفي ما بعد، اندلعت اشتباكات جديدة خلّفت ما لا يقل عن 19 قتيلا، بينهم 10 مدنيين كمبوديين وتسعة جنود تايلانديين، وفق حصيلة رسمية. وأُجبر أكثر من 500 ألف شخص على إخلاء مناطق القتال، في تصعيد وصفه سكان محليون بأنه أكثر عنفا من مواجهات تموز/يوليو.
نفذت إسرائيل في 13 حزيران/يونيو هجوما غير مسبوق على إيران، معلنة أن الهدف منه هو منع طهران من امتلاك السلاح النووي. وخلال ليلة 21–22 حزيران/يونيو، انضمت الولايات المتحدة إلى العملية عبر قصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية.
وبعد 12 يوما من القتال، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى "وقف تام لإطلاق النار". غير أن استمرار التوتر حول البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب تأكيد المرشد الايراني خامنئي أن بلاده لن تتراجع في ملف تخصيب اليورانيوم، يجعل مستقبل هذه الهدنة غير مضمون.
الهند وباكستان: ما دور ترامب؟اندلعت في أيار/مايو مواجهة عنيفة بين الهند وباكستان استمرت أربعة أيام، وأسفرت عن أكثر من 70 قتيلا في الجانبين. أعلن ترامب بشكل مفاجئ عن وقف لإطلاق النار بين البلدين، وقد شكرت باكستان واشنطن على "تسهيل ذلك". لكن الهند أكدت أنها لم تتلق أي طلب من أي قائد أجنبي لإنهاء القتال، وأن التفاوض كان مباشرا بينها وبين إسلام آباد، وفق ما قاله رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
رغم أن البلدين لا يخوضان حربا، فإن التوتر بلغ مستويات عالية بسبب السد العملاق الذي بنته إثيوبيا على نهر النيل. وتعتبر مصر السد "تهديدا وجوديا" لأنها تعتمد على النهر لتوفير 97 بالمئة من مياهها. وتم تدشين السد في 9 أيلول/سبتمبر من دون أي دور مؤثر لترامب في تخفيف التوترات. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن المفاوضات وصلت إلى "طريق مسدود تماما".
Related رغم دعوة مصر ومقترح ترامب لانضمامها إلى اتفاقات أبراهام.. إيران أبرز الغائبين عن قمة شرم الشيخإنفانتينو أمام شكوى لدى محققي أخلاقيات "الفيفا" بسبب جائزة السلام الممنوحة لترامبقمة شرم الشيخ.. قادة الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا يوقعون وثيقة بشأن الاتفاق بين إسرائيل وحماس أرمينيا وأذربيجان: مشروع اتفاق لا يزال معلقافي البيت الأبيض، وُقّع في آب/أغسطس مشروع اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان لإنهاء عقود من النزاع حول إقليم ناغورني قره باغ، الذي استعادته باكو في عام 2023. لكن التوقيع النهائي للاتفاق لا يزال غير مضمون بسبب شروط تطرحها أذربيجان وتعتبرها يريفان محرجة.
في الولاية الأولى لدونالد ترامب عام 2020، جرى في البيت الأبيض توقيع اتفاق للتطبيع الاقتصادي بين صربيا وكوسوفو، في خطوة اعتُبرت آنذاك محاولة لتهدئة التوتر بين الطرفين. غير أن الاتفاق لم يكن بمثابة اتفاق سلام، ولم يغيّر من طبيعة الخلاف القائم منذ سنوات. فصربيا ما زالت ترفض الاعتراف باستقلال كوسوفو الذي أعلنته بريشتينا عام 2008، فيما تستمر التوترات السياسية والأمنية رغم وجود قوات دولية لحفظ السلام، ورغم جولات الحوار المتكررة التي أخفقت في معالجة إرث حرب 1998–1999.