الفلسبار المصري يعزز قوة الخرسانة ويعد بمستقبل أخضر
تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT
كشفت دراسة علمية حديثة أن استخدام معدن الفلسبار، المتوفر بكثرة في الصحراء المصرية، يمكن أن يحدث نقلة نوعية في أداء الخرسانة المنشطة قلويا، وهي أحد أهم البدائل المنخفضة الانبعاثات للخرسانة التقليدية، عبر تحسين متانتها وتقليل نفاذية المياه فيها.
الدراسة التي أعدّها فريق بحثي من المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، ونشرت مؤخرا في مجلة "جورنا أوف إنجينيرنج آند أبلايد ساينس"، سعت إلى استغلال الموارد المحلية في تعزيز كفاءة الخرسانة التي تعد من أكثر المواد استهلاكا في العالم وتسهم وحدها بنحو 8% من الانبعاثات الكربونية العالمية.
الفِـلْسْبَار هو مجموعة من المعادن الصخرية، تتكون أساسا من سيليكات الألمنيوم التي تحتوي على البوتاسيوم أو الصوديوم أو الكالسيوم، وتُعدّ من أكثر المعادن انتشارا في القشرة الأرضية، إذ تشكل نحو 60% من تركيبها، وهو مكوّن رئيسي في الصخور النارية (كالغرانيت والبازلت)، وكذلك في بعض الصخور المتحولة والرسوبية.
ووفقا للبحث، جرى اختبار نسب مختلفة من الفلسبار كبديل جزئي لمادة "الخبث" في الخرسانة المنشطة قلويا، وهي مادة تستخدم عادة لتحسين خواصها الميكانيكية. وتراوحت نسب الاستبدال بين 10 و50%، مع قياس تأثير ذلك على قوة الانحناء، ومقاومة التآكل، ونفاذية المياه، والانكماش الناتج عن الجفاف.
وأظهرت النتائج أن إضافة 10% فقط من الفلسبار حققت أفضل أداء توازني للخرسانة، إذ زادت قوة الانحناء بنحو 24.5% خلال الأسبوع الأول من التصلب مقارنة بالخرسانة التقليدية، كما انخفض معدل التآكل السطحي بنسبة تجاوزت 10%، وتراجعت نفاذية المياه بنسبة 15%، وهو ما يعني أن الخرسانة أصبحت أكثر مقاومة لتسرب الماء والعوامل البيئية القاسية.
وأوضح الفريق البحثي أن الفلسبار في هذه النسبة يعمل كأنه "حشو دقيق" يملأ الفراغات في بنية الخرسانة ويجعلها أكثر تماسكا، فينعكس ذلك مباشرة على متانتها وطول عمرها، في حين يساعد أيضا على تقليل الانكماش الناتج عن الجفاف الذي يسبب عادة تشققات في المنشآت مع مرور الزمن.
لكن الدراسة حذرت من أن زيادة نسبة الفلسبار إلى أكثر من 20% تؤدي إلى نتائج عكسية، إذ تبدأ خصائص الخرسانة في التراجع تدريجيا، وتنخفض مقاومتها للانحناء، وتزداد قابليتها لتسرب المياه، وهو ما يعزى إلى انخفاض كمية المادة الرابطة الفعالة في الخلطة الإسمنتية.
إعلانويرى الباحثون أن هذا النهج لا يقدم فقط حلا بيئيا يقلل من انبعاثات صناعة الخرسانة، بل يحمل فوائد اقتصادية أيضا، إذ يقلل الاعتماد على المواد المستوردة باعتماد خامات محلية متوفرة بكثرة في مصر، مثل الفلسبار، الأمر الذي يفتح الباب أمام تطوير مواد بناء أكثر استدامة وأقل كلفة.
وتعد الخرسانة المنشطة قلويا واحدة من أكثر البدائل الواعدة في عالم البناء الأخضر، نظرا لقدرتها على خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بالخرسانة التقليدية، مما يجعل تحسين خصائصها خطوة أساسية في مساعي قطاع البناء نحو الاستدامة. وتؤكد الدراسة أن إضافة بسيطة لمعدن متوفر محليا قد تكون كفيلة بإحداث فرق كبير في مستقبل مواد البناء، في وقت تتزايد فيه الضغوط العالمية للانتقال إلى أنماط إنتاج أقل كربونا وأكثر توافقا مع أهداف المناخ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
يعزز المناعة وينقي الدم.. فوائد ورق الغار المغلي للجسم
ورق الغار من الأعشاب العطرية التي تُستخدم منذ القدم في الطهي والعلاجات الطبيعية، لكن كثيرين لا يعرفون أن غلي هذه الأوراق وتحويلها إلى مشروب يمكن أن يمد الجسم بفوائد صحية مدهشة، فالغار يحتوي على مركبات مضادة للبكتيريا والالتهابات، إضافة إلى الفيتامينات والمعادن التي تدعم وظائف الجسم الحيوية.
يُعتبر مشروب ورق الغار المغلي وسيلة فعّالة لتنقية الدم من السموم وتنشيط الكبد حيث تعمل الزيوت الطيّارة الموجودة في الورق على تحسين عملية الهضم وتخفيف الانتفاخات والغازات، كما تساعد في تهدئة تقلصات المعدة بعد تناول وجبات دسمة.
ومن الفوائد المهمة أيضًا أنه يُساهم في تنظيم مستوى السكر في الدم، خاصة لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بالسكري من النوع الثاني، إذ تُحفّز مركبات الغار خلايا الجسم على الاستفادة من الأنسولين بشكل أفضل.
كذلك يساعد شرب مغلي الغار على تقوية المناعة بفضل محتواه من فيتامين C ومضادات الأكسدة، مما يجعل الجسم أكثر قدرة على مقاومة نزلات البرد والفيروسات الموسمية كما أن رائحته العطرية المميزة تُساعد على تهدئة الأعصاب وتقليل التوتر، خصوصًا عند تناوله دافئًا قبل النوم.
أما للنساء، فيُعتبر الغار مشروبًا مفيدًا أثناء فترات الدورة الشهرية، لأنه يساعد على تخفيف التقلصات وتنظيم الهرمونات، بالإضافة إلى قدرته على تنقية الجسم من السوائل الزائدة.
ويمكن أيضًا استخدام مغلي ورق الغار خارجيًا لغسل الشعر، حيث يمنحه لمعانًا طبيعيًا ويقلل من تساقطه بفضل خصائصه المطهّرة لفروة الرأس.
ورغم فوائده العديدة، يجب عدم الإفراط في تناوله، إذ تكفي كوبان إلى ثلاثة أسبوعيًا فقط. كما يُفضّل تجنّبه أثناء الحمل دون استشارة الطبيب.
في النهاية، مشروب ورق الغار ليس مجرد مشروب عطري، بل هو علاج طبيعي متكامل يدعم الكبد، ويقوّي المناعة، ويُهدّئ الأعصاب وكوب واحد منه كفيل بأن يمنح الجسم راحة ودفئًا في أيام الخريف والشتاء.