مقدمات النشرات المسائية اليوم
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان
اليوم هو يوم الامام المغيب موسى الصدر ورفيقيه (2) فالذكرى الخامسة والأربعون على تغييبه تؤكد من جديد ان لبنان كان ولا يزال بحاجة ماسة لرجال من أمثال الامام الصدر الذي كان يضع مصلحة لبنان فوق اي مصلحة اخرى. اما الذكرى هذه السنة فقد تم احياؤها من بيروت وعلى غير عادة في مشهدية وفاء لمسيرة الامام الصدر وتميزت بكلام صريح لرئيس مجلس النواب نبيه بري توجه في خلالها لفريق الوشاة بعواصم العالم والذي يشكل وسيلة ضغط قائلا: أنتم مخطئون بالعنوان لا تعرفون من هو نبيه بري ولا من هي حركة أمل خيطوا بغير هيدي المسلة مؤكدا أن الإستحقاق لا يتم بفرض مرشح ولا يتم بتعطيل المؤسسات الدستورية وعلينا إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل فوات الأوان.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ام تي في"
من ذكرى تغييب الامام موسى الصدر انطلق الرئيس نبيه بري ليجدد دعوته الى الحوار، والى التوافق حول مرشح وطني يجمع ولا يفرق. لكن الدعوة الحوارية التوافقية لم تكن مفتوحة. فبري حدد الحوار بسبعة ايام في مجلس النواب لرؤساء الكتل ، وبعدها يدعى النواب الى جلسات متتالية متتابعة لانتخاب رئيس ، حتى يقضي الله امرا كان مفعولا. فكيف سترد المعارضة على هذه الدعوة غير المفتوحة للحوار ؟ وهل ترفضها كما رفضت قبلها الدعوة المفتوحة؟ توازيا، انهى هوكستين زيارته الى لبنان . والواضح مما قاله المسؤول الاميركي إن في وزارة الخارجية او في المطار، انه سيعمل في مرحلة مقبلة على تثبيت الحدود البرية. وكان هوكستين زار اليوم الجنوب حيث التقى قائد القوات الدولية، علما ان قرار التمديد للقوات الدولية لم يأت كما ارادت الدولة اللبنانية وحزب الله. فهو اكد حرية حركة قوات اليونيفيل بشكل علني او سري ، كما لم يعتمد تسمية الماري لقرية الغجر. اضافة الى انه استعمل لغة تشبه الى حد كبير لغة القرارات الصادرة تحت الفصل السابع. فكيف سيتلقف حزب الله الامر؟ وهل نشهد عودة لمشاهد التوتر بين الحزب والقوات الدولية من جديد؟ توازيا، وزير خارجية ايران وصل الى لبنان بعد تأخير لساعات. لذلك، فإنه لم يلتق الرئيس نبيه بري، بل تأجل الموعد الى الغد. زيارة حسين عبد اللهيان، اللافتة في توقيتها، تثبت من جديد مقدار الاهمية التي تعلقها ايران على لبنان، ولا سيما في ظل الضغوط التي تتعرض لها، وهي في معظمها اميركية. فالجمهورية الاسلامية في ايران تتابع بكثير من الريبة ما يحصل داخل سوريا، كذلك ما يحصل على الحدود السورية - العراقية، وهي تخشى من مخطط ما لضرب الخط الاستراتيجي الحيوي الذي يربط طهران ببيروت عبر بغداد ودمشق. لذا تحاول ما امكن استباق الاحداث والتطورات. على صعيد آخر قضية باخرة الفيول العالقة في البحر انتهت. اذ أعلن وزير الطاقة في مؤتمر صحافي انه تواصل مع الشركة المستوردة لالغاء العقد المتعلق بالشحنة، وانه تمكن من تحقيق ذلك من دون ترتيب اي كلفة على الخزينة اللبنانية. توازيا، اعلن الوزير فياض انه مستمر بخطته لرفع التغذية وتأمين الكهرباء بكلفة اقل من كلفة المولدات. فهل يمكن الحديث عن خطط رسمية للكهرباء في ظل عدم فتح اعتمادات؟
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "او تي في"
"وحده عناد الحق يضع حدا لوقاحة الكذب"، عبارة تصدرت في كثير من الاحيان، اعداد النشرة اللبنانية، التي كان العماد ميشال عون يصدرها من منفاه الذي دام خمسة عشر عاما. ونحن في الـOTV، منذ يومنا الاول على الهواء قبل 16 عاما… من هذه المدرسة. عناد حق لا يعرف المسايرة، ويسمو على كل اعتبار سياسي او مصلحي.
عناد حق، ادى عام 2005 الى تحرير لبنان من الوصاية، ويرفض حتى اليوم استبدالها بوصايات.
عناد حق، كانت نتيجته عامي 2016 و2017 اعادة الاعتبار للميثاق الوطني والشراكة والمناصفة، ولن يسمح بعودة عقارب الساعة الى الوراء اليوم.
عناد حق، اثمر عام 2023، وللمرة الاولى بعد مئة وثلاث سنوات على ولادة لبنان الكبير الذي يصادف عيده غدا، تقريرا اوليا لتدقيق جنائي تاريخي، سيضع بلا ادنى شك حدا لمبدأ الافلات من العقاب، مهما تعسف المتضررون، وسعوا الى حرف انظار القضاء عن الاساس. اما وقاحة الكذب، فبيننا وبينها ملف مفتوح وحساب جار، في وطن اعتاد على جلد الضحية وتبرئة الجلاد… وطن مؤسساته كرتونية، ومسؤولوه اصنام، وعدالته تسمع جيدا صراخ الدم من الارض، لكنها تبقى صماء… فكيف بنداءات استغاثة الناس الذين فقدوا جنى العمر، وما من سميع او مجيب… فكم يحتاج لبنان اليوم الى رجالات وطنيين على مثال الامام المغيب موسى الصدر، يرفعون راية الحق، ولا يساومون على الحقيقة. رجالات ينقلون المذاهب الى رحاب الوطن ويبشرون بالمبادئ الانسانية المستمدة من الدين، لتعم الفائدة على الجميع، مهما تعددت الانتماءات الطائفية وتنوعت المشارب في السياسة. قبل 45 عاما، غيب الامام ورفيقاه ليغيب معهم ما كان تبقى من وطن بعد ثلاث سنوات من حرب بدأت عام 1975، ولم تنته حتى اليوم، ولو بأشكال مختلفة… وليصبح وطن الحرية الوحيد في الشرق، اسير الاحتلالات والوصايات والميليشيات العسكرية التي قتلت، وتلك المدنية، التي نهبت شعبا بأسره، بلا حسيب او رقيب. اما اسرائيل "الشر المطلق" وفق تعبير الامام، فعلى محاولاتها التاريخية للانتقاص من سيادة لبنان. وآخر المحاولات، الكلام عن ترسيم بري جنوبي، فيما المطلوب انسحاب من اراضي لبنان، فضلا عن التفاف على قرار التمديد لليونيفيل فرضا لشروط جديدة، تخالف القرارات الدولية ذات الصلة، والاتفاقات المعروفة التي ترعى عمل القوات الدولية في لبنان.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"
تم التمديد لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب، وفي سياق النشرة تقرير مفصل عن الصيغة التي صدر فيها القرار، وكيف تمت عملية التصويت؟
يأتي هذا التمديد بين حدين ديبلوماسيين: حد وجود آموس هوكستاين في بيروت، وجولاته اللافتة: من بعلبك إلى الجنوب، وهو قال هذا المساء من مطار بيروت قبيل مغادرته لبنان: أنا دائما إيجابي في ما خص لبنان وملفاته الداخلية والتنقيب هو بداية لاستثمارات ولفرص عمل للشباب اللبناني وتفعيل العجلة الاقتصادية.
والحد الديبلوماسي الثاني زيارة وزير خارجية إيران حسين عبد اللهيان لبيروت.
كيف ستنعكس هذه الديبلوماسية النشطة على الملفات في بيروت؟ حتى الساعة ليست هناك من مؤشرات إلى كيفية "تسييل" هذا النشاط الديبلوماسي في الخانة اللبنانية، فرنسا وإيران، راعيا الملف اللبناني، على خصومة شديدة في الخارج: وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت اليوم انها استدعت القائم بأعمال السفارة الإيرانية، بعدما أغلقت ايران، بالشمع الاحمر، أبواب المعهد الفرنسي للأبحاث حول إيران في طهران.
وأوضحت الخارجية الفرنسية أن فرنسا نددت بوضع الأختام على أبواب المعهد الفرنسي للأبحاث حول ايران معتبرة أنها "امتثلت بالكامل للقرار الإيراني الأحادي بإغلاق هذا المعهد في كانون الثاني 2023". وأضاف البيان أن "هذه الاختام ترقى إلى حرمان فرنسا من الوصول إلى مجموعة من الأعمال القيمة التي جمعتها أجيال من الباحثين الفرنسيين والإيرانيين طوال أكثر من قرن".
في الملفات الداخلية، اللافت في مواقف اليوم ما أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ن في الشأن الرئاسي، يقول الرئيس بري: "أقول للمرة الأخيرة تعالوا في أيلول لحوار لسبعة أيام وبعدها نذهب لجلسات انتخاب متتالية".
=======
* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
العدل أساس الحكم ومهما "طبش ميزانه سياسيا" فثمة في الجسم القضائي من يعيد إليه توازنه سمرندا نصار اسم ناصر الحق ونطق باسم الشعب فبعد تحقيقات ومتاهات وتقارير لأطباء شرعيين وفحوص الحمض النووي ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن قاتل الطفلة لين خرج من صلة الرحم ومن لحمها الطري ودمها الذي نزف أمام أعين مغتصبيها فكان القرار الظني...
وأصدرت القاضية نصار حكما بالإعدام بحق خال لين ووالدتها وجدها وجدتها...
وأحالت أوراق المتهمين إلى عدالة الأرض أما إبنة السنوات الست، فلها عدالة السماء حيث الملائكة أرحم عليها من شياطين أولياء أمرها.
جريمة من نوع آخر اعترف باقترافها رئيس مجلس النواب نبيه بري، فكرر أفعاله بالمعجل...
فمن على منبر الذكرى الخامسة والأربعين على تغييب الإمام موسى الصدر ذكر بري بدعوته قبل عام من الان الى الحوار من مدينة صور على رئيس يجمع ولا يفرق.
وسأل: هل أصبحت الدعوة للتوافق والحوار جريمة؟
وشن بري هجوما على من سماهم بالوشاة في عواصم العالم قائلا: مخطؤون بالعنوان ولا تعرفون من هو نبيه بري و"خيطوا بغير هالمسلة".
ودعا رؤساء الكتل والأفرقاء السياسيين إلى سبعة أيام حوار في أيلول يدعو بعدها إلى جلسات متتالية ومفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية.
وإذ أكد أن الاستحقاق الرئاسي لا ينجز بفرض مرشح ولا بتعطيل مؤسسات دستورية وتنفيذية تساءل هل المطلوب لاكتمال النصاب أن يدرج رئيس المجلس تشريع الشذوذ الجنسي؟.
لم يترك بري ملفا إلا وطرقه فاستعاد مجد اتفاق الإطار وأعاد له حسبه ونسبه ورد إنجاز ترسيم الحدود البحرية وصولا إلى البدء عن التنقيب إلى سهر الليالي في عين التينة. ومن اتفاق الإطار نفسه وبعد تطبيق اتفاق ترسيم الحدود البحرية بسلاسة وجد الوسيط الأميركي آموس هوكستيين نافذة من الفرص للعمل على الترسيم البري وفي مؤتمر صحافي عقده في مطار بيروت واختتم فيه جولته السياسية والسياحية قال هوكستيين: نستطيع الآن البحث فيما تبقى من أطر، بعد الاستماع إلى الطرف الآخر.
وفي هذا الوقت، اختفت آثار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من احتفال حركة أمل في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر والموعد الذي كان محددا للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجل إلى الغد لكن نتائج زيارته إلى كل من المملكة العربية السعودية...
وإلى سوريا سبقته إلى اللقاءات فأكد وقوف إيران الى جانب لبنان جيشا وشعبا ومقاومة مع قيمة مضافة قد تشكل عنوان المرحلة المقبلة، حيث وصف عبد اللهيان مسيرة العلاقات الإيرانية السعودية بالمتقدمة واعتبرها مفيدة للبلدين والمنطقة برمتها.
ومن المشهد الداخلي المأزوم على استحقاقاته انتزع لبنان قرار التمديد لعمل اليونفيل سنة إضافية، فأجاز حرية الحركة لقوات الطوارىء وسألت مندوبة لبنان في مجلس الأمن جان مراد: لماذا اللجوء في قرار التمديد للغة تشبه إلى حد كبير القرارات المعتمدة وفقا للفصل السابع.
وقالت: لا بد من ضوابط لحركة القوات الدولية وإن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس كان واضحا في توصيف الوجود الإسرائيلي في لبنان بأنه احتلال وأكدت أن لبنان حاول جاهدا إدخال التعديلات على قانون التمديد لليونيفيل حرصا على سيادته.
وبعد معاينة المشهد السياسي مصحوبا بالسلام على الوفود القادمة والمغادرة فقد خضعت شركة إنكريبت لمعاينة ديوان المحاسبة وبقرار مبرم صادر عن الديوان ألزم الشركة المشغلة بضرورة اتخاذ الإدارة وبدون إبطاء كل الإجراءات والتدابير التي تؤدي إلى إعادة تسيير المرفق العام المتوقف بفعل المتعهد ومطالبته بالتعويضات عن كافة الخسائر اللاحقة بها كما وملاحقته جزائيا أمام النيابة العامة التمييزية وإحالة الاوراق الى كل من النيابة العامة لدى الديوان والغرفة القضائية المختصة لإجراء المقتضى.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: قرار التمدید عبد اللهیان موسى الصدر
إقرأ أيضاً:
رئيس تجمع السودانيين بالمنظمات الدولية يكشف لـ”سبوتنيك” عن المساعي الحالية لوقف الحرب وعودة التفاوض
تشهد الساحة السودانية منذ أيام تحولات في المشهد العسكري والسياسي في الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع، إذ أن الحديث عن الحسم العسكري وعدم التفاوض والإقصاء هو اللغة السائدة، كما أن رقعة الحرب وتطور أدواتها تزيد مع مرور الوقت بعد أن دخلت الحرب عامها الثالث.
حول تطورات الأوضاع السياسية والدبلوماسية والعسكرية ومبادرات الحل والعودة لطاولة التفاوض وحقيقة الوضع الراهن على الأرض، أجرت وكالة “سبوتنيك” المقابلة التالية مع السفير طارق كردي، رئيس تجمع السودانيين بالمنظمات الدولية، سفير السلام الدولي في المنظمة الهولندية لحقوق الإنسان.
إلى نص الحوار…
بداية.. كيف ترى التطورات الأخيرة في المشهد السوداني سواء العسكرية أو السياسية ومدى ارتباطها بالأطراف الدولية والإقليمية؟
لا شك أن الحرب الدائرة الآن في السودان لم تنحصر داخل حدود البلاد الجغرافية، لكن هناك تدخلات إقليمية ودولية أدت إلى التطورات الأخيرة التي شاهدناها في ساحات القتال والصدام العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تعكس التحولات الأخيرة مقدرة الدعم السريع على استجلاب طائرات مسيرة حديثه، تلك الطائرات لا يمكن أن تمتلكها مليشيا إن لم تكن تتلقى دعما إقليميا خارجيا.
ما هي أهداف بعض القوى الإقليمية أو الدولية من دعم طرفي الحرب في السودان رغم أنه لم يثبت حتى الآن بالدلائل تورط أي دولة في هذا الأمر؟
هناك إرهاصات كثيرة تدل وتثبت أن هناك تدخلات خارجية في حرب السودان، سواء من الإقليم أو غيره، لكن إثبات تلك الأمور على أرض الواقع من الصعوبة بمكان، وما جرى في محكمة العدل الدولية خير شاهد، رغم أن المحكمة لم تنظر القضية بل وشطبتها، لكنها لم تنفِ ولم تُنكر أن هناك بعض التدخلات التي أشعلت الحرب، بعد أن استطاع الجيش السوداني استرداد مواقع مهمة جدا واستراتيجية في العاصمة الخرطوم، رغم عدم وجود أدلة على أنه كانت هناك معارك قوية داخل الخرطوم أجبرت الدعم على الخروج، ما قد يدل على أنه ربما كانت هناك اتفاقات لانسحاب قوات الدعم السريع إلى خارج الخرطوم، على أي حال فإن التدخلات الخارجية موجودة وتشعل الجبهات من من وقت لآخر.
كيف تقرأ التطورات السياسية من تعيين قائم بأعمال رئيس حكومة في بورتسودان وإعلان الدعم السريع عن قرب تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرته.. هل السودان مُقبل على مرحلة التقسيم؟
بالنسبة لتوجه الدعم السريع وداعميه لإعلان حكومة موازية في المناطق التي يسيطر عليها، هي خطوة مؤسفة وغير موفقة ولم تجد قبولا لدى الغالبية العظمى من الشعب السوداني، فإذا قامت هذه الحكومة ربما تؤدي إلى بعض التشظي في السودان، لكنها لن تجد القبول الإقليمي والدولي، لأن مثل هذه الحكومات يكون الغرض منها بكل تأكيد تقسيم الوطن، علاوة على أن الاتحاد الأفريقي لا يقبل بتغيير الحدود التي ورثتها القارة من الاستعمار السابق، وما حدث في انفصال جنوب السودان عن السودان وأريتريا عن إثيوبيا، كان شيء متفق عليه، لكن غير ذلك لن يسمح الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي بهذه الطريقة التي سوف تولد دولا فاشلة وحروبا داخلية، وقد رأينا العديد من تلك الحالات والتي لم يتم الاعتراف بها إقليميا أو دوليا، هذا يدل على أن الأفارقة متفقون على أن لا يحدث تقسيم في دول القارة، كما أن العالم العربي لن يقبل بتقسيم السودان، كذلك لن يقبل السودانيون وهو الأهم بتقسيم وطنهم بهذه الطريقة.
هل سيكون الحسم العسكري هو السيناريو الذي لا مفر منه والخيار الأوحد لدى طرفي الصراع في السودان.. أما أنك ترى من خلال معايشتك للوضع الإقليمي والدولي أن هناك حلولا أخرى قادمة؟
لا يوجد حل عبر البندقية أبدا، وهذا الأمر أو هذا الرأي من خلال معايشتي للأحداث العالمية، منذ استقلال السودان في العام 1956، لا يوجد حل بالبندقية، فيما يتعلق بالنزاع الدائر في السودان، ولا أرى أبدا حلا عسكريا، إنما يكمن الحل في جلوس السودانيين مع بعضهم البعض للحوار والتفاوض من أجل وضع حل لكل مشاكل السودان السياسية التي توارثناها عبر الأجيال.
هل ترى أن الدعم الخارجي للصراع هو السبب الرئيسي في الصراع السوداني .. وما الذي قمتم به أنتم كتجمع دولي للسودانيين في المنظمات الدولية؟
أكبر مشكلة تواجه السودان الآن وتؤدي إلى استمرار الحرب هو تمويل الحرب عبر تهريب الذهب من السودان، نحن في تجمع السودانيين بالمنظمات الدولية بدأنا مشروعا لحملة عالمية نهدف من خلالها إلى حثّ العالم والمنظمات الدولية وكل المتعاملين بالذهب لوقف تعاملهم في الذهب الذي يتم تهريبه من السودان، مع عدم بيعه في أسواق الذهب العالمية، وقد بدأنا بالفعل في عمل اتصالات دولية مع الكثير أسواق الذهب العالمية، وقمنا من خلال تلك الاتصالات بالشرح للمتعاملين بالذهب بأن شرائهم وبيعهم للذهب السوداني المُهرب هو تمويل للحرب وإسالة دماء السودانيين المدنيين الأبرياء و نزوح ولجوء الملايين وتجويع وإفقار الشعب السوداني، هذه جريمة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، إذا شاركتم فيها فسوف تكونون مُدانيين أخلاقيا وقانونيا، ونحن على ثقة بأننا سوف ننجح خلال فترة وجيزة في خنق ومحاصرة تهريب الذهب السوداني، بالتالي سوف نضع لبنة أساسية في عدم تمويل الحرب وضعف قدرة الجهات المتحاربة على الاستمرار في شراء السلاح.
تحدثتم عن تهريب الذهب كأحد دعائم استمرار الحرب.. ماذا عن الدعم الخارجي لأطراف الحرب وأهدافه؟
التدخل الخارجي في الحرب إلى حد ما مرتبط بتهريب الذهب إلى هذه الدول، هذه الدول لها مصالح مرتبطة بشيئين، تهريب الصمغ العربي والذهب، حيث ينتج السودان 80 في المئة من إنتاج العالم، هذان العنصران هما أكبر أدوات الجذب لبعض الدول للتدخل في الأمر السوداني، بالتالي الخطوة الأولى هي خنق هذا التهريب للذهب وبالتالي لن تكون هناك أموال لشراء السلاح، فتلك الدول لا تعطي السلاح من أجل السلاح، إنما من أجل مصالحها المرتبطة بالذهب والصمغ العربي هي التي تحركها وبشكل خاص ما يتعلق بالدعم السريع، أما الخطوة الثانية لوقف الحرب فتتمثل في عمل سياسي مدني لجميع السودانيين دون إقصاء لأي جهة، فلا يمكن أن تنفرد جهة سياسية بحكم السودان، بل يجب على كل الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها و أيديولوجياتها أن تجتمع وتناقش الوضع الراهن وكيف يُحكم السودان مستقبلا ويتفقوا على الخط الأحمر على الأقل، بأن يبقى السودان دولة موحدة ذات سيادة.
يرى بعض المراقبين أن الفجوة بين الأحزاب والقوى السياسية في السودان تزداد مع مرور الوقت بحسب التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة.. كيف يمكن جمع هؤلاء على مائدة واحدة؟
ما رأيناه في الأيام الأخيرة من تطورات في المشهد العسكري، هي تطورات كبيرة جدا ولها أبعاد ضخمة، إن استهداف مناطق استراتيجية في العاصمة الإدارية بورتسودان، أرى أن الهدف من تلك العمليات هو الضغط على قيادة القوات المسلحة للقبول بالجلوس والتفاوض، حسب ما تم الاتفاق عليه في جدة 1،2، تلك الاستهدافات سوف تؤدي إلى تدهور الحالة الإنسانية في السودان بصورة كبيرة، قد تكون دافعا للمجتمع الدولي لكي يضغط على طرفي الصراع للقبول بالجلوس للتفاوض في جدة لمواصلة محادثات السلام، فإذا ما حدث هذا الضغط فلن يكون هناك مفر أمام الدعم السريع والحكومة السودانية سوى القبول بالتفاوض، الأمر الذي يفتح الطريق أمام القوى السياسية المدنية بأن تكون جزء من تلك المفاوضات، علاوة على أن هذا سوف يضع بندا مهما وهو عدم القبول بأي ميليشيات مسلحة خارج إطار الدولة وأن تنضم تلك الميليشيات لتكوين جيش مهني واحد بحسب قانون القوات المسلحة، بالتالي أعتقد أن تدخل المجتمع الدولي بنية قوية لإيجاد حل للمشكلة السودانية عبر منبر جدة، ربما تكون خطوة كبيرة نحو وقف الحرب في السودان.
لماذا تقاعس العالم عن التدخل لوقف الحرب السودانية طوال الفترة الماضية؟
بلا شك أن الحرب السودانية – السودانية هي الحرب المنسية دوليا إلى الآن، فقد تقاعس المجتمع الدولي عنها بصورة مزرية عن التدخل لوقف الحرب وإيجاد حل عبر التفاوض السلمي، حتى مجلس الأمن لم يكن هناك اتفاق بين الأعضاء الدائمين على بيان أو قرار من المجلس، لكن بعد التقارب الذي نشهده هذه الأيام بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، فيما يتعلق ببعض الملفات العالمية، في تقديري هذا التقارب ربما يؤدي في المستقبل القريب إلى موقف دولي موحد ومتناسق من أجل إيجاد حل للمشكلة السودانية قبل أن تتحول إلى مشكلة إقليمية، حيث أن ضرب مناطق استراتيجية في بورتسودان تمثل رسالة إلى العالم الخارجي، مفادها أنه إذا لم يتدخل مجلس الأمن بقوة لحل الأزمة فسوف تنتشر في إقليم مضطرب ويعاني مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية.
بعد مرور 10 سنوات على وكالة “سبوتنيك” الروسية ووسط تلك التحديات الإقليمية والدولية والحصار وغلق المقار في الغرب.. هل ترى أن “سبوتنيك” استطاعت تجاوز تلك التحديات وأوصلت رسالتها.. وكيف ترى معالجتها للملف السوداني قبل وأثناء الحرب؟
في تقديري وقراءتي ومتابعتي اللصيقة جدا لوكالة “سبوتنيك” الروسية، هذه الوكالة رغم عمرها القصير وأنها في بداياتها مقارنة بوكالات عمرها عقودا طويلة على الساحة الإعلامية، فاستطاعت وكالة “سبوتنيك” أن تخترق وأن تجد أو تصنع أو تخلق لنفسها مقعدا متقدما في الساحة الإعلامية الدولية، ويرجع ذلك إلى النشاط الذي يقوم به الصحفيون والإعلاميون في وكالة “سبوتنيك” الروسية وإمكاناتهم الحوارية ومؤهلاتهم العلمية، كل ما سبق جعل من “سبوتنيك” وكالة مشرقة ومضيئة وحيوية، والأهم من ذلك خطها المستقيم، فهي لا تناصر طرفا على حساب الآخر وتعمل بحرفية ومهنية غاية في الروعة، وأعتقد أن لها مستقبل باهر بفضل هذا الكادر الصحفي الإعلامي المتميز.
وحول تناول “سبوتنيك” للملف السوداني، يقول السفير طارق كردي: بكل صراحة ما دعاني إلى أن أكشف لك تحركات تجمع السودانيين في المنظمات الدولية في مسألة حصار وخنق تهريب الذهب حتى لا يمول الحرب، ما دعاني إلى أن أخصكم بهذا الأمر هو ذلك الحياد الذي تتمتع به الوكالة والذي خبرته عبر الكثير من اللقاءات مع “سبوتنيك”، وعبر كثير جدا من الأخبار التي تنشرها الوكالة وتدل على الحياد التام.
وتابع: بكل صراحة اتصلت بي العديد من الوكالات لإجراء مثل هذا الحديث ولم أوافق، لأنني أرى وأعرف أن الكثير من تلك الوكالات لا تتمتع بالحيادية اللازمة وهو ما لا يتناسب مع وضعي الدبلوماسي العالمي، الذي لا يسمح لي بأن أتعامل مع وكالات لها أغراض وأهداف واتجاهات سياسية معينة، أما وكالة “سبوتنيك” فهي وكالة حيادية، هذا ما جعلني أتعامل معها وسأظل أتعامل معها مستقبلا وفي كل زمان ومكان.
أجرى الحوار/ أحمد عبد الوهاب
وكالة سبوتنيك