ماذا كان الرسول يقرأ قبل صلاة الفجر..وهل يجوز التعبد بسورة الكهف الآن؟
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
ماذا كان الرسول يقرأ قبل صلاة الفجر؟ سؤال يكثر البحث عنه مع دخول فجر يوم الجمعة، حيث يتسابق الجميع في التأسي بسنن النبي صلى الله عليه وسلم طمعًا ورغبة في تحصيل الأجر والثواب.
ماذا كان الرسول يقرأ قبل صلاة الفجر؟وفي بيان ماذا كان الرسول يقرأ قبل صلاة الفجر؟، قالت دار الإفتاء إن قراءة القرآن والاستماع إليه قَبلَ أذان الفجر أمرٌ مشروعٌ بعُمُومِ الأدلة الشرعية التي جاءت في الحَثِّ على قراءة كتاب الله والاستماع له والإنصات إليه مُطْلَقًا؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، وقوله تعالى: ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ﴾ [الكهف: 27].
وتابعت: ولَم يأتِ ما يَمْنَعُ قراءةَ القرآن قَبلَ الأذان؛ ولذلك فإنَّ مَنْعَهُ هو المُخالِفُ للشرع، كما أنَّ الاجتماعَ لها مشروعٌ بعموم الأدلة التي جاءت في الحَثِّ على الاجتماع على الذِّكْرِ والقرآن؛ كما في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» رواه مسلمٌ مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ولَم يأتِ أيضًا ما يُخَصِّصُ الوقتَ لذلك.
وشددت الإفتاء أنه مِن المُقَرَّرِ أنَّ الأمرَ المُطْلَقَ يَقتَضِي عُمُومَ الأمكِنَةِ والأزمِنَةِ والأشخاص والأحوال، فلا يجوز تخصيصُ شيءٍ مِن ذلك إلَّا بدليلٍ، وإلَّا عُدَّ ذلك ابتِداعًا في الدِّين بِتَضْيِيقِ ما وَسَّعَهُ اللهُ ورسولُهُ صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكدة بِناءً على ذلك: فإنَّ قراءةَ القرآن قبل الأذان واجتماعَ الناس على سَمَاعِهِ هو أمرٌ مشروعٌ حَسَنٌ يَجمَعُ الناسَ على كتاب الله تعالى ويُهَيِّئُهُم لِأداءِ شعائرِ الصلاةِ والإمساك في الصيام، ولا إثم فيه ولا بدعة، وإنما البدعة في التضييق على المسلمين فيما فَسَحَ اللهُ تعالى لَهُم ورسولُهُ صلى الله عليه وآله وسلم، ويَجِبُ أنْ يُرَاعَى عند إذاعته ألَّا يَكُونَ مَصْدَرَ مُضَايَقَةٍ للمسلمين بِعُلُوِّ صوتِ مُكَبِّرِ الصوت، وأنْ يَكُونَ بِاختِيَارِ ذَوِي الأصواتِ الحَسَنَةِ مِن القُرَّاءِ كَمَا تَفعَلُ إذاعةُ القرآن الكريم.
ماذا كان الرسول يقرأ قبل صلاة الفجر؟أوضحت دار الإفتاء في تفصيل ماذا كان الرسول يقرأ قبل صلاة الفجر؟، أنه يُسنُّ قراءة سورتي السجدة والإنسان في ركعتي الفجر يوم الجمعة؛ لما ورد في السنّة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعل ذلك وواظب عليه، واقتفى أثره مِن بعده أصحابُه رضي الله عنهم وسائرُ السلف، حيث روى ابن أبي شيبة في "المصنَّف" عن الشعبي رحمه الله تعالى أنه قال: "ما شهدت ابن عباس قرأ يوم الجمعة إلا بـتنزيل وهل أتى".
وتابعت: لعل مقصود من قال ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يترك بعض المستحبات خوفًا من أن تفرض على أمته، أو يظن الناس أنها واجب، وأن العالم والمقتدى به قد يفعل ذلك لنفس الغرض، وذلك من باب سد الذرائع، كما يقوله بعض العلماء من المالكية وغيرهم.
وأضافت: التحقيق أن التوسع في باب سد الذرائع غير مَرضِيٍّ، وقد يُتَصَوَّر هذا قبل استقرار الأحكام، أما بعد استقرارها وتميز المستحب من الواجب فلا مدخل لهذه المقولة، ولا مجال للأخذ بها، فضلًا عن أنَّ هذه السنة بخصوصها ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المداومة عليها، ولا يصح أن يُجعَل سدُّ الذرائع وأمثال هذه المقولات حاجزًا بين الناس وبين المواظبة على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال أهل العلم: سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالاتباع على كل حال.
بحسب دار الإفتاء فإن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وردت آثار كثيرة بفضلها؛ ففي "الأشباه والنظائر" لابن نجيم (ص: 321، ط. دار الكتب العلمية): [مما اختص به يوم الجمعة قراءة الكهف فيه] اهـ بتصرف، وقال ابن عابدين في "حاشيته" (2/ 164، ط. دار الفكر): [أي في يومها وليلتها والأفضل في أولها مبادرة للخير وحذرًا من الإهمال] اهـ.
وفي "زاد المعاد" لابن القيم (1/ 366، ط. مؤسسة الرسالة): [من خواص يوم الجمعة قراءة سورة الكهف فيه، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ إِلَى عَنَانِ السِّمَاءِ يُضِيءُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ».
وقال: الأشبه أنه من قول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه]اهـ. وقال النووي في "المجموع" (4/ 548، ط. دار الفكر): [رواه البيهقي بإسناده عن أبي سعيد الخدري -مرفوعًا-، وروي موقوفًا عليه وعن عمر رضي الله عنه، وروي بمعناه عن ابن عمر رضي الله عنهما: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة" وفي إسنادهما ضعف، ثم قال: ويستحب قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة وليلتها] اهـ بتصرف.
وحديث أبي سعيد رضي الله عنه وإن قيل بوقفه عليه فهو مما ليس للرأي فيه مجال فيحمل على السماع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وشددت حينئذ: فالمستحب قراءة سورة الكهف في أي وقت من يوم الجمعة وليلتها لا في خصوص الوقت قبل الصلاة، فإذا قرئت في هذا الوقت في المسجد تأدى بها المستحب، وتجوز قراءتها سرًّا أو جهرًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الفجر قراءة سورة الكهف يوم الجمعة فجر يوم الجمعة يوم الجمعة النبی صلى الله علیه وآله وسلم قراءة سورة الکهف رضی الله عنه یوم الجمعة الکهف فی
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عليه السلام إمام الهُدى وقائد المسيرة العالمية في مشروع الله الإلهي .. قراءة في المعاني والدلالات الواردة في الدرس السادس للسيد القائد يحفظه الله
يمانيون / خاص
في قلب التاريخ الإنساني، وعلى مفترق طريق الإيمان، يبرز نبي الله إبراهيم عليه السلام بوصفه نموذجًا فريدًا للإيمان المطلق، والطاعة الكاملة، والدور الرسالي العالمي الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان. لم يكن مجرد نبي، بل إمامًا للناس، أسوةً وقدوةً، جعل الله له مقامًا خاصًا في منظومة الهداية الربانية.
في الدرس السادس من سلسلة قصص الأنبياء، يفتح السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) نافذة واسعة على المعاني العميقة والدلالات العظيمة في سيرة هذا النبي الجليل، فيكشف عن طبيعة الإمامة الإلهية، وشروطها، ورسالتها، ويضع أمامنا إبراهيم في موقعه الحقيقي كصانع التحول الحضاري والديني، وركنٌ أساس في مشروع الله لهداية البشرية.
رحلة الهجرة، بناء الكعبة، إحياء الشعائر، الدعاء بإمامة الذرية، المواقف الخاشعة، والتجرد الكامل لله… كلها ملامح لصورة إبراهيم الإمام، الذي لا تزال مواقفه تُلهم المؤمنين وتُرشدهم إلى الطريق المستقيم.
في هذه القراءة، نستعرض أبرز معاني الدرس، ونغوص في عمق الرؤية القرآنية، كما يشرحها السيد القائد، لنستخرج الدروس، ونستلهم من إبراهيم روح الإيمان والمسؤولية..
تناول السيد القائد يحفظه الله موقع إبراهيم عليه السلام في سُلَّم النبوة والهداية باعتباره ركنٌ في سلسلة الهُداة مؤكداً أن نبي الله إبراهيم ليس فقط أحد الأنبياء، بل هو ركنٌ محوري في سلسلة الأنبياء والرسل، ودوره يتجاوز الزمان والمكان إلى العالمية، ما يعني أنه نموذج يُحتذى به حتى من قبل الأنبياء والرسل من بعده.
الهجرة ومهامه الرسالية
هجرته من بابل إلى الشام، ثم إلى مكة، كانت جزءًا من خطة إلهية لتهيئة الأرض لدوره العالمي في الهداية وتأسيس أُسُس الدين الإلهي العالمي.
الهداية لا تورَّث
قوله تعالى: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة:124]: يشير إلى أن منصب الإمامة والهداية لا يُمنَح بالوراثة أو بالقرار الشخصي، بل هو اختصاص إلهي خالص ، هذه الآية تجسّد رفض الله أن يتولى هذا المقام من كان ظالمًا مهما كان نسبه أو قرابته، مما يؤكد على عدالة هذا المقام وسموّه.
من صفات إبراهيم عليه السلام
إتمامه للابتلاءات بنجاح: قوله تعالى {فَأَتَمَّهُنَّ} يدل على أن إبراهيم بلغ درجة الكمال في الامتحانات الإلهية، حتى استحقّ مقام الإمامة.
نفسية المؤمن الحق: رغم مكانته، كان في منتهى الخضوع والتواضع، حتى عندما يُؤمر ببناء الكعبة، يتضرّع إلى الله بطلب قبول العمل: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا}.
الإمامة الإلهية
ليست منصبًا تشريفيًا، بل تكليفًا يتطلب مؤهلات خاصة إيمانية وروحية وعملية.
هي منهج حياة في خدمة الناس وهدايتهم، والإمام الحق يُقْتدى به، لا لموقعه فقط بل لأفعاله ومواقفه ومنهجه.
الكعبة وبيت الله الحرام في رسالة إبراهيم
بناء البيت الحرام: يعكس عُمق الدور العالمي لإبراهيم، ويُجسّد انطلاق مركز الهداية الدينية من مكة، لتكون منارةً روحية للناس جميعًا.
إحياء الحج: الحج لم ينقطع، حتى مع ما علق به من شوائب في الجاهلية، وجاء الإسلام ليعيده إلى صفائه، استمرارًا لمسيرة إبراهيم.
مقام إبراهيم: يرمز لوحدة الدين الإلهي، وهو أثر ملموس يربط المسلمين بسيرة إبراهيم عمليًا وروحيًا.
شعور الإنسان المؤمن بالافتقار إلى الله
من المعاني الراقية التي أشار إليها السيد القائد حفظه الله : أن الإنسان المؤمن – حتى حين يؤدي عملًا صالحًا – لا يستشعر المِنَّة أو الفضل على الله، بل يعيش شعور التقصير، كما عاشه إبراهيم وإسماعيل وهما يبنيان الكعبة، يدعوان الله لقبول العمل.
البيت الحرام: مركز البركة والهداية والمنافع
القرآن وصفه بأنه: “مباركًا وهدى للعالمين” و”مثابةً وأمنًا” و”فيه آيات بينات”.
البركات والهداية لا تتحقق تلقائيًا، بل بقدر ما يُقبل الناس بإيمان ووعي على البيت، يستفيدون من منافعه وهداياته.
وحدة المسيرة الإلهية في الحج
الحج كما شُرع في الإسلام هو امتداد طبيعي لحج إبراهيم عليه السلام، وفيه إشارات عملية إلى وحدة الدين الإلهي، وربط بين أمة محمد عليه الصلاة والسلام والأمم السابقة.
خاتمة
نبي الله إبراهيم عليه السلام هو إمام الهُداة، ومنار الهدى العالمي، ومثاله يُحتذى في التجرّد لله، الطاعة التامة، والنفسية الخاشعة المتواضعة، وحرصه على استمرار مسيرة الهداية في ذريته.
الإمامة والهداية مقامٌ رفيع لا يُنال بالميراث أو القرابة، بل بالاصطفاء الإلهي، والتأهيل الروحي والإيماني.
الحج والكعبة هما معلمان مرتبطان بسيرة إبراهيم، يحفظان وحدة الدين، ويمثلان محورًا للهداية الروحية والبركات للناس عبر الزمان.