يمانيون/كاريكاتير

الغماري يلتقي السنوار..(فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

بعد رفض تسليم جثمانه.. هل انتهى المطاف بالسنوار في مقابر الأرقام؟

ذكرت تقارير، أن جثمان يحيى السنوار، الذي استشهد في 16 أكتوبر 2024 في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة، وبعد تشريح جثته في المركز الوطني للطب الشرعي بتل أبيب، نقل ليدفن في ما يعرف بـ "مقابر الأرقام" وهي احدة من أكثر المواقع غموضا في إسرائيل.


لم تعلن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفاصيل العملية، ولم تُسلّم الجثمان لعائلته، مكتفية بإجراءات عسكرية مغلقة أعادت إلى الواجهة الملف المعقد لاحتجاز جثامين الفلسطينيين، وهو ملف يمتد لعقود من الزمن ويثير جدلاا قانونيا وأخلاقيا واسعا.


مقابر الأرقام.. القبور التي لا تنطق بالأسماء


تعرف “مقابر الأرقام” بأنها مواقع سرية مخصصة لدفن من تعتبرهم إسرائيل “أعداءها”، حيث تستبدل أسماء المدفونين بأرقام معدنية مسجلة في ملفات عسكرية مغلقة. وتقع إحدى هذه المقابر في منطقة مجدو شمال فلسطين المحتلة، وتضم مئات الجثامين التي تعود بعضها إلى ستينيات القرن الماضي.


وتشير تقديرات فلسطينية إلى أن عدد الجثامين المحتجزة يبلغ نحو 665، بينما تؤكد منظمات حقوقية أن العدد تضاعف بعد الحرب الأخيرة على غزة، بسبب قيام القوات الإسرائيلية بانتشال جثامين من مناطق القتال ونقلها إلى أماكن غير معلنة.


تبريرات أمنية وانتقادات حقوقية


تستند إسرائيل في هذا الإجراء إلى قرار سابق للمحكمة العليا يسمح بدفن جثامين من تصفهم بـ“الأعداء”، بزعم أن ذلك يخدم الأمن القومي ويسمح بوجود “أوراق تفاوض” مستقبلية لتبادل الأسرى أو استعادة الجنود المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.


لكن منظمات حقوق الإنسان تصف هذه الممارسات بأنها عقاب جماعي ينتهك اتفاقيات جنيف، التي تنص على وجوب تسليم جثامين القتلى إلى ذويهم ودفنهم بشكل لائق. كما يرى مراقبون أن احتجاز الجثامين يُستخدم أحيانًا للضغط السياسي والنفسي، إلى جانب محاولات طمس الأدلة المتعلقة بملابسات مقتل أصحابها.


وتثير هذه السياسة أيضا شبهات متكررة بشأن انتهاكات طبية وأخلاقية، منها ما يُتداول عن سرقة أعضاء بعض الجثامين، وهي اتهامات لم تقدّم السلطات الإسرائيلية أي ردّ رسمي واضح بشأنها حتى الآن.


ملف مفتوح على الغياب


تُعيد قضية دفن يحيى السنوار إلى الأذهان ملفا إنسانيا لا يُغلق، تتداخل فيه السياسة بالأمن، والسرّ بالوجع.


فهناك، في المقابر التي لا تُعلن مواقعها، تتحول الأجساد إلى رموز صامتة لقضية لم تنتهِ بعد. وبينما ترى إسرائيل أن الأمر يدخل ضمن حساباتها الأمنية، يرى آخرون أنه جرح مفتوح في الذاكرة الفلسطينية، يتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة إلى الكرامة الإنسانية ذاتها.


 حين يصبح القبر وثيقة


في النهاية، لا يحمل قبر يحيى السنوار شاهدا ينقش عليه اسمه، لكن قصته تضاف إلى سجل طويل من الحكايات التي لم ترو بعد.


"مقابر الأرقام" ليست مجرد أرض دفن، بل وثيقة صامتة على صراع لا يزال مفتوحا بين حق الدفن واعتبارات الأمن، بين إنسان يبحث عن اسم وقانون يكتفي برقم.


ومادام هناك جثمان يدفن في الخفاء، ستبقى الأسئلة تطفو فوق التراب، من يملك حق الوداع؟ ومن يقرر متى و أين ينتهي موت إنسان؟

طباعة شارك يحيى السنوار جثمان يحيى السنوار مقابر الأرقام مجدو شمال فلسطين إسرائيل

مقالات مشابهة

  • #الذكرى_الأولى_لاستشهاد_السنوار
  • وزارة الخارجية: القائد السنوار أيقونة للمقاومة والصمود
  • بعد رفض تسليم جثمانه.. هل انتهى المطاف بالسنوار في مقابر الأرقام؟
  • السنوار حاضر .. والمسيرة مستمرة
  • يحيي السنوار… القائد الذي ترجل وظلت روحه تقود
  • عام على استشهاد السنوار.. ماذا تعرف عنه؟
  • عام على استشهاد السنوار.. اللاجئ المشتبك مع الاحتلال حتى الرمق الأخير
  • الكشف عن صورة جديدة من عملية اغتيال السنوار
  • عامٌ على استشهاد القائد يحيى السنوار: مسيرة رجل صنع من الأسر نهجاً ومن المقاومة حياة