في جريمة تقشعر لها الأبدان، استيقظت محافظة الإسماعيلية على واحدة من أبشع الحوادث التي هزت الرأي العام وأثارت موجة من الغضب والذهول في الشارع المصري. 

جريمة لم يكن بطلها مجرمًا محترفًا، بل طفل في مقتبل العمر، ارتكب فعلًا دمويًا صادمًا بحق زميله في الواقعة التي باتت تعرف إعلاميًا بـ«واقعة المنشار الكهربائي».

الضحية، وهو طفل لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، دفع حياته ثمنًا لثقة في صديقه، بعدما استدرجه الأخير إلى منزله حيث كشفت تفاصيل الجريمة المروعة. 

البداية كانت عندما عثر على أشلاء جثة طفل مجهول الهوية خلف مبنى «كارفور» بدائرة مركز الإسماعيلية.

 ومع توالي التحقيقات، بدأت خيوط الحادث تتكشف لتفضح مأساة إنسانية مركبة، تجمع بين قسوة الجريمة وحداثة عمر مرتكبها، ما أثار تساؤلات واسعة حول الأسباب والدوافع والخلل الاجتماعي الذي أدى إلى وقوع مثل هذه الفاجعة.

وليد هندي: جريمة الإسماعيلية جرس إنذار خطير يكشف تأثير المحتوى العنيف على سلوك الأطفال

قال الدكتور وليد هندي إستشاري الصحة النفسية في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن ثلث مستخدمي الإنترنت في العالم من الأطفال، موضحًا أن هذا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بما يُعرف بـ«متلازمة الشاشات الإلكترونية».

 وأكد أن دماغ الطفل يمتص ما يزيد عن 60% من الإشعاعات الصادرة عن الأجهزة الذكية، وهو ما يؤثر على تكوين الدماغ ومساراته العصبية ويولد سلوكًا عدوانيًا مفرطًا لديهم.

وأوضح أن المحتوى العنيف والعميق الذي يشاهده الأطفال عبر التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي يؤدي إلى تبلد إحساسهم تجاه مشاهد العنف والدماء، ويفقدهم الإحساس بالخطر، مشيرًا إلى أن ذلك يزيد من احتمالية تقليدهم للمشاهد العنيفة التي يرونها.

وأضاف أن الطفل يمتلك آلية نفسية تسمى «التقمص» تجعله يتوحد نفسيًا مع أبطال المشاهد العنيفة ويتقمص شخصياتهم بعد التشبع بها، وهو ما ينعكس على سلوكهم الواقعي ويحول العنف من صورة على الشاشة إلى سلوك عملي في الحياة اليومية.

وأكد أن هناك دراسات أوروبية وأمريكية أثبتت أن التعرض المستمر لمشاهد العنف على مدى سنوات طويلة يترك تأثيرًا تراكميًا خطيرًا، يؤدي إلى ارتفاع معدلات الجرائم العنيفة لدى البالغين الذين اعتادوا مشاهدة هذا النوع من المحتوى منذ الطفولة.

وشدد على أن جريمة الإسماعيلية الأخيرة تمثل مؤشرًا خطيرًا، إذ ارتكب طفل يبلغ 13 عامًا جريمة بشعة بعد تأثره بمحتوى عنيف، واستخدم أدوات خطيرة كانت متاحة له داخل المنزل، مما يعكس حجم المخاطر الناتجة عن غياب الرقابة الأسرية.

ولفت إلى أنه لا يجوز ترك الأبناء أمام المحتوى العنيف على الشاشات لمجرد أن المنصة توضح الفئة العمرية +16 أو +12، مشددًا على ضرورة وجود رقابة وتوجيه من الأسرة.

كما حذر من ترك الأدوات الخطيرة الخاصة بالمهن المختلفة في متناول الأطفال، سواء كانت أدوات حادة أو مواد يمكن استخدامها في إيذاء النفس أو الآخرين.

واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن ما حدث في الإسماعيلية ليس مجرد واقعة فردية، بل جرس إنذار يستوجب رفع الوعي الأسري، واحتواء الأبناء، وحمايتهم من التأثر بمشاهد العنف التي تشوه فطرتهم وتزرع فيهم سلوكًا عدوانيًا خطيرًا.

طباعة شارك حادثة الإسماعيلية طفل الإسماعيلية واقعة المنشار الكهربائي متلازمة الشاشات الإلكترونية المحتوى العنيف

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: طفل الإسماعيلية المحتوى العنيف المحتوى العنیف سلوک ا

إقرأ أيضاً:

لميس الحديدي عن جريمة عروس المنوفية: ثقافة تبرير العنف

علّقت الإعلامية لميس الحديدي على تفاصيل تقرير الطب الشرعي في قضية عروس المنوفية، مؤكدة أن الواقعة تتجاوز كونها جريمة فردية، وتعكس أزمة أعمق تتعلق بتبرير العنف واستساغته داخل المجتمع.

قضية عروس المنوفية

وخلال تقديمها برنامج «الصورة» على شاشة «النهار»، أوضحت الحديدي أن ما حدث يرتبط بثقافة مجتمعية تتسامح مع الإيذاء الجسدي، مشيرة إلى أن العنف ضد النساء، سواء في صورة ضرب أو تحرش، يندرج ضمن منظومة واحدة من الانتهاكات التي تحتاج إلى مواجهة حقيقية.

وأضافت أن المجني عليها كانت متزوجة منذ أربعة أشهر فقط، وتعرضت للضرب أكثر من مرة، وكانت تعود إلى أسرتها طلبًا للحماية، إلا أنها كانت تُعاد إلى منزل الزوجية تحت ذريعة أن «كل الزوجات يتعرضن للضرب»، وهو ما يمثل، بحسب وصفها، قبولًا مجتمعيًا خطيرًا للعنف.

 الاعتداء على المرأة

وأكدت الحديدي أن الضحية كانت حاملًا وتعرضت لاعتداء عنيف انتهى بوفاتها، مشددة على أن القضية تفتح ملف الوعي المجتمعي الخاطئ الذي يبرر الاعتداء على المرأة، لافتة إلى أن التحقيقات كشفت تصريحات من أسرة الزوج تعتبر ضرب الزوجة أمرًا طبيعيًا.

وشددت على أن هذه الممارسات تبدأ بتجاهل أول واقعة عنف، لتتحول لاحقًا إلى مأساة، مؤكدة ضرورة إنهاء المقولات الشعبية التي تبرر الإيذاء، وعلى رأسها مقولة «اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24 ضلع».

 ثقافة تبرير العنف

واختتمت الحديدي حديثها بالتأكيد على أن ثقافة تبرير العنف يجب أن تنتهي فورًا، سواء كان العنف صادرًا من زوج أو أب أو أخ، مشددة على أن الصمت والقبول لا يؤديان إلا إلى مزيد من الجرائم.

طباعة شارك لميس الحديدي الإعلامية لميس الحديدي الطب الشرعي تقرير الطب الشرعي عروس المنوفية قضية عروس المنوفية

مقالات مشابهة

  • لميس الحديدي عن جريمة عروس المنوفية: ثقافة تبرير العنف
  • جريمة عروس المنوفية .. خالتها تفجر مفاجآت غير محسوبة
  • استشاري نفسي: ظاهرة التحرش بالأطفال ليست جديدة
  • عمرو الليثي: المحتوى التافه على السوشيال ميديا يؤثر سلبًا على سلوك الشباب
  • جريمة طفل الإسماعيلية.. اجتماع شيطانين «خيال منحرف» و «تكنولوجيا بلا ضمير»
  • جريمة طفل المنشار.. النيابة: تركنا أبناءنا أسرى لشاشات تملأ العيون وتفرغ العقول
  • النيابة تطالب بأقصى عقوبة بجريمة طفل المنشار بالإسماعيلية: إثم يهتز له الوجدان
  • مرافعة النيابة فى جريمة المنشار: بدأت بحقد وسرقة وانتهت بتمثيل بالجثة
  • جريمة المنشار.. النيابة تذيع مرافعتها فى محاكمة المتهم بقتل طفل الإسماعيلية
  • أمل الحناوي: سلوك إسرائيل يكشف عدم نيتها إنهاء حرب غزة