"التأمين الصحي الشامل" يقر السياسة الاستثمارية الجديدة لضبط المخاطر وتنويع العوائد
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
في خطوة جديدة نحو تعزيز الحوكمة والشفافية ورفع كفاءة الأداء داخل منظومة التأمين الصحي الشامل، عقد مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل اجتماعه الاستثنائي رقم (97)، وذلك لمناقشة عدد من الموضوعات التنظيمية والإدارية التي تستهدف تطوير العمل داخل الهيئة وتحقيق استدامة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وحضر الاجتماع كلا من: الدكتور إيهاب أبو عيش نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، المستشار محمد عبيد، نائب رئيس مجلس الدولة، الدكتور أحمد مصطفى رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، المهندس محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصرية، اللواء جمال عوض رئيس الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، وليد عبد الله رئيس قطاع الموازنة العامة للدولة، الدكتور علاء عبد المجيد ممثلا عن مقدمي الخدمة بالقطاع الخاص، الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة الأسبق والخبير في مجال اقتصاديات الصحة، الأستاذ شريف سامي رئيس هيئة الرقابة المالية الأسبق والخبير في مجال التمويل والاستثمار، الدكتور أحمد محمد ناجي الخبير الإكتواري المتخصص في اكتواريات الصحة، والأستاذة شيماء محمود وكيل وزارة العمل، وذلك بحضور الأستاذة مي فريد المدير التنفيذي للهيئة وعدد من قيادات الهيئة.
وخلال الجلسة، تمت الموافقة على اعتماد محضر الاجتماع السابق رقم (96) المُنعقد بتاريخ 29/9/2025، بعد إدخال التعديلات المقترحة من الأعضاء، مع التأكيد على عدم وجود أي حالات تعارض مصالح، بما يعكس التزام المجلس بمبادئ النزاهة والحكم الرشيد في الأداء.
ووافق مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، على مشاركة الهيئة في المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية، والمقرر انعقادة في الفترة من 10–13 نوفمبر 2025، وذلك دون تحمل الهيئة أية أعباء مالية.
وعرض الأستاذ وليد عبد الله، رئيس لجنة الموارد البشرية المنبثقة عن مجلس الإدارة، الهيكل التنظيمي المقترَح للهيئة الذي أعدّته اللجنة، وتضمن المقترح نقل تبعيات بعض الإدارات إلى رئيس مجلس الإدارة، واستحداث قطاعات مثل الشؤون الفنية والدعم المؤسسي، وفصل بعض الإدارات واستحداث أخرى مثل التميز المؤسسي، مع تعديل تبعيات الإدارات المركزية وفرع الشئون الفنية وذلك لتحسين الأداء وتدفق العمل، وذلك لمراعاة التوجهات الاستراتيجية للهيئة وخططها المستقبلية لاستكمال تطبيق المنظومة في محافظات المراحل الأخرى بعد استكمال المرحلة الأولى.
وناقش مجلس الإدارة، جدول مقارنة بين الهيكل المعتمد والهيكل المقترح أمام الأعضاء، وأُقرت التعديلات المقترحة في هذا الشأن، وقرر المجلس الموافقة على اعتماد الهيكل التنظيمي المقترح، مع الأخذ بتعديلات الأعضاء التي أُدرجت خلال الجلسة.
واستعرض الأستاذ شريف سامي رئيس لجنة شئون الاستثمار والتمويل، نتائج اجتماع اللجنة رقم (5) المُنعقد بتاريخ 24/9/2025، والتي شملت اعتماد محضر الاجتماع السابق، والإحاطة بتقرير الأداء لمحفظة الاستثمار حتى 31 أغسطس 2025، ودراسة عوائد الاستثمار مقارنة بالعوائد البنكية، وإدارة استراتيجيات الاستثمار المستقبلية، وتتضمن الإحاطة بتقرير الأداء، وإعداد دراسة المقارنة بين عوائد حسابات البنك المركزى والعوائد المحتسبة من خلال الاستثمار في القنوات الاستثمارية الأخرى ذات الطبيعة المتحفظة، وتم إيضاح الاستراتيجيات التي سيتم اتباعها خلال الفترة القادمة والسيناريوهات المتوقعة، وكذلك عرض سياسات مديري المحافظ الخارجين وتحليلات أداء المحافظ.
واستعرض الأستاذ محمد قطب، رئيس الإدارة المركزية للاستثمار، ملامح السياسة الجديدة التي تستهدف تنويع الاستثمارات على آجال مختلفة، والحفاظ على السيولة الكافية لمقابلة الالتزامات قصيرة الأجل، ضمن ضبط المخاطر والامتثال الرقابي.
وأوضح الأستاذ شريف سامي رئيس لجنة شئون الاستثمار والتمويل، أن دراسة الوضع الراهن في ضوء غاية الهيئة من المحفظة الاستثمارية قد أسفرت عن أهمية تبني سياسة استثمارية مرنة تستهدف المحافظة على موارد الهيئة وتحقيق أعلى عائد ممكن على الأموال المستثمرة والعمل على تنويع الاستثمارات على آجال قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل تتناسب مع درجة المخاطر المحسوبة والمرتبطة بالأدوات المستثمر بها، مع أهمية تمتع المحفظة الاستثمارية بالقدرة على توفير السيولة الكافية لمقابلة الالتزامات المالية قصيرة الأجل، والامتثال للمتطلبات الرقابية والقانونية في ضوء الجانب التشريعي الذي تعمل الهيئة في إطاره، الأمر الذى يستلزم معه وضع دليل للسياسة الاستثمارية يتميز بالوضوح والشفافية لتحقيق ذلك الهدف.
وأشارت الأستاذة مى فريد المدير التنفيذي للهيئة، إلى أنه سبق أن قرر مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل إدراج بند في نموذج عقد اتفاق تقديم خدمة طبية، يُلزم جميع مقدمي الخدمات الصحية من القطاع الخاص المتعاقدين مع الهيئة بالعمل بالنظام المميكن، ونظرا إلى أن هذا الإلزام يشمل جميع مقدمي الخدمة المتعاقدين مع الهيئة، ولا يقتصر على "مقدمي الخدمة من القطاع الخاص"، وفي هذا السياق وافق مجلس الإدارة على تعديل نموذج عقد اتفاق تقديم خدمة طبية المعتمد من الهيئة بإضافة بند خاص بالتكامل الرقمي لجميع مقدمي الخدمة الصحية مع قواعد البيانات.
وفي ختام الاجتماع، أشار أعضاء مجلس الإدارة على أن القرارات المتخذة تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الأداء المؤسسي والحوكمة والشفافية في الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الهيئة العامة للتأمين الصحى الشامل منظومة التأمين الصحى منظومة التأمين الصحي الشامل التأمين الصحي الشامل الهيئة العامة للتأمين الصحي
إقرأ أيضاً:
فؤاد زبادى: الغناء رسالة إنسانية.. ولسنا أدوات فى صراعات السياسة
مهرجان الموسيقى العربية عنوان الوفاء للطرب
يعد فؤاد زبادى واحداً من النجوم البارزة فى فضاء الطرب العربى بالمغرب والعالم العربى، خطت تجربته مساراً فنياً امتد عقوداً، وارتبط صوته فى مصر بالأغانى التراثية الجميلة، فى كل عام يعتبر زبادى عنصراً أساسياً فى مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، وأصبحت مشاركته تقليداً متجدداً يمتد لأكثر من ربع قرن، حيث قدم على مسارح الأوبرا المصرية حفلات تركت انطباعاً لدى جمهور الطرب ومحبى التراث الموسيقى. والدورة الثالثة والثلاثون من المهرجان، التى تقام حالياً فى دار الأوبرا المصرية، ومسرح الأوبرا بالإسكندرية شملت برنامجاً موسيقياً وثقافياً مكثفاً، كانت مناسبة لتجديد هذا الانتماء الفنى وتبادل خبرات وتقدير رموز الطرب، وحول مشاركته هذا العام واهتمامه بالمهرجانوكان معه هذا الحوار:
- المشاركة فى مهرجان الموسيقى العربية تعد بالنسبة إلىَّ شهادة احترام وتقدير لمسار الفنان. المهرجان ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل منصة تجمع الأصوات والفرق من مختلف أنحاء الوطن العربى، وتتيح عرض نماذج فنية تراثية ومعاصرة فى آن واحد. حضورنا المستمر هنا يعكس رغبة حقيقية فى التواصل مع جمهور واسع يقدر الطرب الأصيل ويمنح العمل الفنى بعده القومى والثقافى. هذه الدورة حملت برنامجاً ثرياً من الحفلات والأنشطة، وكان لى الشرف بالمشاركة ضمن قائمة فنية كبيرة.
- علاقتى مع دار الأوبرا المصرية بدأت فى أواخر التسعينيات، ومنذ أول مرة شعرت بثقل المسرح وبهاء الأداء أمام جمهور القاهرة. كان ذلك بمثابة ميلاد جديد فى تجربتى الفنية؛ القاهرة تمنح الفنان مساحة ليتنفس الطرب بطريقته الأصيلة، والجمهور هنا متعلق بالتراث ويستقبل الأمواج الصوتية بإنصات حقيقى. لذا تحول الحضور إلى دار الأوبرا إلى طقس فنى متكرر لى على مدار سنوات، حتى غنيت فى أوبرا الإسكندرية وتعلق بالجمهور السكندرى ولذلك أنا سعيد بالمشاركه فى المهرجان كل عام.
- ما لفت نظرى هذا العام هو التنوع الكبير فى المشاركين وكثافة الفعاليات، إذ امتدت أيام المهرجان لتشمل عدداً أكبر من الحفلات والندوات. واختيار شخصية الدورة وتكريم رموز مثل أم كلثوم فى ذكرى رحيلها يعطى الحدث بعداً تراثياً وفكرياً، كما أن المؤتمر المرافق الذى يناقش قضايا الموسيقى بين موروثها ومستحدثاتها يثرى المشهد العام. هذا المزج بين الاحتفاء بالأسماء الكبيرة والنقاش الفكرى هو ما يجعل المهرجان فريداً فى تاريخه.
- أعتقد أن للموسيقى دوراً توحيدياً بطبيعته؛ الموسيقى تجمع القلوب وتذكر الإنسان بجمالياته. أما السياسة فطبيعتها تفاوضية وخلافية غالبًا، وقد تفرق أكثر ما توحد. لذلك أرى أن على الفنان أن يحتفظ بمكانته كمنبر للحن والكلمة، وأن يبتعد عن الخطاب الذى يوظف الفن كواجهة للصراعات. هذا لا يعنى تجاهل الامتدادات الاجتماعية أو الوطنية للغناء، بل يعنى أن يقدم الفنان عمله الفنى بصدق ونقاء دون أن يكون لاعباً فى معارك خارج إطاره الإبداعى.
- هذه حقيقة واقعة؛ الثقافة تستخدم كأداة للتقارب بين الشعوب، وهذا أمر إيجابى عندما يكون هدفه تعزيز التفاهم. أما أن تصبح الثقافة غطاءً لصراعات أو لأجندات سياسية ضيقة فذلك يحرج الفنان. دورى هو الغناء لروحى وجمهورى، وإذا أسهم ذلك فى تقريب الناس فحسب فليكن. لكن أرفض أن يطلب منى تعليق سياسى أو ترجمة موقف حزبى؛ لأن صوتى خالص للفن فقط.
- أعتقد أن أساس ذلك هو المصداقية فى الاختيار والالتزام بجوهر الطرب. الجمهور اليوم يعانى فيضاً من الموجات السطحية، ويبحث عن أصوات تعيد إليه ذاكرة السهر واللقاء الطربى. أحاول أن أختار repertoire يلتقى فيه الطرب الأصيل مع حس معاصر يتيح للشاب أن يلمس الجذور دون أن يشعر بأنها بعيدة عنه. كذلك الاحترام المتبادل بينى وبين جمهور المغرب والحضور المصرى يعيد اللقاء كل مرة.
- تربيت على سماع الطبقات الذهبية من الغناء العربى. وبالنسبة لى، الفنان محمد عبدالمطلب كان له وقع خاص فى نفسى؛ صوته وجرأته فى الأداء تركا أثراً دائماً. وبالطبع لا يمكن قص دور أم كلثوم وعبدالوهاب وشخصيات أخرى فى تأجيج ذائقة أى مطرب مهتم بقاعدة الطرب. وهؤلاء تركوا مراجع إبداعية لا تعادلها سوى خصوصية كل جيل فى تفسير المادة الغنائية.
- التقيت بمحمد عبدالمطلب مرة واحدة فى مناسبة عامة منذ زمن طويل؛ كانت لحظة مهمة بالنسبة إلى، لأنها جسدت حلماً راودنى كثيراً أن أقف أمام قدوة فنية وأعرف منهم عن قرب. اللقاءان القصيران مع هؤلاء العمالقة علماى الكثير عن الانضباط الصوتى والالتزام بتفاصيل الأداء.
- لدى مجموعة قطع أعمل على تسجيلها بشكل متدرج، ليس بضرورة طرح ألبوم كامل دفعة واحدة؛ أفضل أحياناً إصدار أغنية تلو الأخرى كى تبقى كل أغنية فى ضوء مستقل وتتيح للجمهور فرصة الاستماع والتركيز. بين هذه الأعمال قطع من تعاونات مع ملحنين وشعراء من المغرب ومصر وحتى من الوطن العربى. هناك أغنيات ذات طابع وطنى، وأخرى تلامس الحنين والرحيل، وترتيب الإطلاق سيكون متسقاً مع مواقع العرض والحفلات المقبلة.
- لا أقول إن كل ما يقدم اليوم أقل جودة، لكن هناك ملاحظة عامة تتعلق بالميل إلى التصنع وإلى الاستسهال أحياناً فى صناعة اللحن والكلمة. العمل الجيد يحتاج إلى وقت وصنعة ومجموعة من العقول المتحفزة لصقل الفكرة. نعم، تظهر بين الحين والآخر أغنيات متميزة تثبت أن روح الإبداع ما زالت حاضرة، لكن علينا أن نشجع على الاستثمار فى المستويات الموسيقية والكلماتية التى ترتقى بالذائقة.
- الشباب اليوم متصل بعوالم متعددة، ويبحث عما يمنحه قيمة وجدانية. المنصات الرقمية فتحت نافذة للعثور على تراث الطرب وإعادة اكتشافه. هذا إيجابى، لكن أيضاً يتطلب من الفنان أن يكون واعياً فى كيفية تقديم المادة وبوصلة تقلب بين الحداثة والاحترام للأصل. المنافسة قوية، لكن عندما يجد الشاب عملاً ذا عمق فإنه يلتصق به ويعيده إلى السهر الطربى.
- الرهبة صحية؛ تبقى الفنان فى حاضر الأداء، وتمنحه تركيزاً أكبر. حتى بعد سنوات طويلة، لا تختفى تلك اللحظة التى تقف فيها أمام الجمهور وتعيد تقييم كل نغمة وكل تنهيدة. هذه الرهبة تمنح الأداء روحاً وتضعه فى سياق المسئولية أمام المستمع.
- هناك أسماء كثيرة تستحق الإشارة لها، بعضها يحظى بانتشار واسع فى الخليج وبعضها يملك خصوصية محلية. لدينا فى مصر والفنانين المغاربة طاقات متجددة؛ أقدر الأصوات التى تحافظ على أصالتها وتبحث عن التجديد المدروس وليس التجديد الاستعراضى.
- التوفيق يتأتى عبر قراءة النص الموسيقى للزمن؛ أى أن التجديد يجب أن يحترم جسم اللحن والكلمة وأن يعيد عرضه فى ثوب يليق بذائقة اليوم. لا أؤمن بالتغييرات الجذرية التى تفقد العمل أصالته، لكننى أؤمن بأن إعادة التوزيع، أو الأداء بصوت جديد، أو إدخال آلة موسيقية بعينها يمكن أن يعطى العمل حياة ثانية دون أن يخونه.
- نعم، تعاونت وشاركت فى حفلات ومهرجانات بفرق عربية، والتجربة دائماً ممتعة لأنها تثرى الرؤية الفنية. الموسيقى العربية تمتلك مصفوفة ثقافية مشتركة تمكن من تقارب الأذواق رغم اختلاف اللهجات والتقاليد.
- هناك فرق بين المحتوى الوطنى الذى يعبر عن انتماء وحب للوطن، وأن يصبح الفن أداة خطابية حزبية. ما أؤيده هو أن يعبر الفن عن مشاعر مشتركة.
- الالتزام بالمصدر، والإصغاء للمعلم، واحترام الوقت فى الصقل والتدريب. كما أن التواضع أمام الجمهور والعمل الدؤوب هما طريق الاستمرارية. أخيراً، الحفاظ على نقاء الصوت والصدق فى الأداء هما ما يبقيان الفنان حياً فى ذاكرة الناس.
- أتمنى أن يستمر المهرجان فى نشر ثقافة الطرب والتراث، وأن يوفر مساحات أكبر للشباب والفرق الوطنية لاستعراض مواهبها. أيضاً أتمنى مزيداً من التعاون الثقافى بين الدول العربية، لأن لهذا التعاون أثراً مباشراً فى إشاعة روح الجمال والقرب بين الشعوب.