عادت طائرات العدوان الإسرائيلي أمس لشن هجمات عدوانية على مناطق في قطاع غزة، في إطار عملية استخباراتية مُعقّدة اتُفق عليها بين الولايات المتحدة وقيادة العدو الإسرائيلي بعد رصد عدد من قيادات المقاومة في جباليا، العملية نفذت بتتبع رقمي عبر الهواتف المحمولة، بتعاون مع جواسيس محليين، وبمعلومات وصلت عبر طائرات تجسس بريطانية بارتفاعات عالية  فيما سُخّر حادث محلي كغطاء لبدء الضربات، ثم ظهر توقف مؤقت للغارات كجزء من سيناريو دبلوماسي متفق عليه لإدارة الموقف سياسياً.

يمانيون / تقرير / خاص

 

مجريات الهجوم والنتائج المباشرة

شنت طائرات حربية للعدو الإسرائيلي سلسلة غارات مركّزة على محيط بلدة جباليا وأهداف أخرى شمال القطاع، فرق الإسعاف والمستشفيات المحلية أعلنت عن سقوط شهداء بينهم نساء وأطفال، ووثّقت حالات إصابة ونزوح محدود، الصور والمشاهد التي تم تداولها تُظهر دماراً في منازل ومبانٍ مدنية قريبة من نقاط الاستهداف، واندفاعاً لإخلاء مناطق متأثرة خوفاً من ضربات لاحقة.

 

تمهيد مسرحي .. حادث محلي استُغلّ كذريعة

وقبل يوم من القصف صدر تصريح أميركي يتحدث عن خطر هجوم وشيك من عناصر داخل غزة، التصريح استُعيد لاحقاً كغلاف سياسي للعملية، وفي الساحة المحلية، تمّ ترويج سيناريو مفاده أن عميلًا صهيونيًا، تعرّض لهجوم أو تبادل لإطلاق النار، وأُقحم هذا الحادث كحجة علنية لتبرير التحرك العسكري.

واستخدمت سلطة العدو الإسرائيلي الحادث كمبرر فوري أمام الجمهور والدبلوماسيين، فيما كان الهدف الحقيقي تنفيذ ضربات مُعدة سلفاً ضد مواقع رصدت لها قيادات.

وبحسب المعطيات التي أكدها المحللون أن عملية الاستهداف اشتملت على عناصر متكاملة، بدأت بتتبّع تحركات قيادات ميدانية عبر الهواتف المحمولة، واستغلال قنوات داخلية لتحديد المواقع، ودعم استخباراتي جوي من طائرات استطلاع بريطانية تعمل على ارتفاعات عالية تُزوّد منظومة الاستهداف بإحداثيات دقيقة، في عملية منسّقة مع أمريكا، وعدد من الدول الغربية والعربية بينها جهات استخبارية وحكومية دولية، وبعد تنفيذ مرحلتين أو أكثر من الضربات، جاء تدخل أميركي معلن لوقف العمليات مؤقتاً، وهذا التوقف لم يُقرأ كانسحاب حقيقي بل كإدارة مشهد سياسي، نحن ضغطنا وأوقفنا، بينما الهدف كان استكمال جمع المعلومات وكسب موقف دبلوماسي أمام الوسطاء.

هذا السيناريو، تم إخراجه ليظهر واشنطن كوسيط فعال يُمكّن من إعادة إدارتها للحالة السياسية بدون الإضرار بخطط الاستهداف الاستخبارية لاحقاً، وليُعرض لاحقاً كدليل على نفوذ دبلوماسي خارجي ضغط لإيقاف التصعيد لتلميع صورة أمريكا على أنها حريصة على عدم انهيار الاتفاق وإيقاف العمليات الصهيونية .

 

سياسياً واستراتيجياً 

ما جرى يتجاوز عملية عسكرية محلية إلى إطار أوسع من الحرب الاستخباراتية، المتضمنة، رصد منتظم، استغلال معلومات اتصالاتية، وتعبئة إعلامية لتبرير خطوات ميدانية، لقد تحول الوقوف على الحدث الأمني إلى أداة لإدارة المشهد السياسي، إذ تظهر واشنطن بمظهر الضاغط على وقف الضربات بينما تكون العملية قد حققت أهدافها الميدانية جزئياً، هذا النمط، وفق المصادر، مرشح للتكرار كلما توفرت معلومات عن ما يعتبره العدو صيد ثمين جديد من القيادات الميدانية .

 

البُعد الإنساني والقانوني

الآثار الإنسانية فورية وواضحة، تمثلت في خسائر بشرية، أضرار في مساكن مدنية، وإحالة مزيد من السكان إلى حالة عدم الأمان من جديد، ومن الناحية القانونية، يطرح الاستهداف المباشر لأفراد داخل بيئة مدنية أسئلة حول مدى احترام قواعد التمييز والتناسب المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني، حيث تتطلب هذه الادعاءات فتح تحقيق مستقل لتوثيق انتهاك عمليات القصف للقوانين الدولية .

 

قيادات المقاومة في غزة أمام تحدِ صعب 

ووفق المعطيات فإن الجهات الحقوقية والطبية داخل غزة، توثيق كل العمليات وتوقيت وموقع كل الضربات بدقة لتشكيل قاعدة بيانات قابلة للاعتماد، وأمام المجتمع الدولي والوسطاء المطالبة بتحقيق مستقل يكشف خلفيات عمليات الاستهداف، والرجوع إلى مصادر المعلومات الاستخباراتية، ودور أي أطراف خارجية في التخطيط أو الدعم،

 

أخيراً

ما جرى في جباليا أمس ليس قصفاً عابراً، بل عملية استخباراتية مُنظّمة استُخدمت فيها تقنيات تتبع واتصالات وطائرات استطلاع، وصيغت مَشاهد إعلامية لتغطية تنفيذها، تداعياتها الإنسانية والسياسية تتطلب توثيقاً ومساءلة عاجلة؛ والرهان الآن على قدرة المجتمع الدولي على فتح تحقيق يكشف حقيقة ما إذا كانت الضربات جزءاً من نمط ممنهج في الاستهداف الاستخباراتي أم انتهاكاً للتهدئة.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

كاتب أمريكي: تصاعد الضربات في أوكرانيا يعقّد المشهد والغرب يواجه حسابات غير واقعية

 قال بيتر روف، الكاتب بمجلة نيوزويك الأمريكية، إن التطورات العسكرية المتسارعة في أوكرانيا تجعل الأوضاع أكثر تعقيدًا، مشيرًا إلى أن الضربات المتزايدة خلال الساعات الأخيرة تعكس حجم التهديد الذي يراه الغرب لأمن أوكرانيا، وتنظر الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين إلى المشهد باعتباره خطرًا مباشرًا يستدعي القلق، إلا أن طريقة التعامل مع هذا التهديد لا تزال محل جدل واسع داخل الأوساط السياسية الغربية.

أمريكا تدرس فحص حسابات السوشيال ميديا للسياح تحالف خماسى بقيادة أمريكا لمواجهة هيمنة الصين على المعادن والذكاء الاصطناعى الإدارة الأمريكية لا تنوي الانخراط المباشر في مواجهة عسكرية

وأضاف روف، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هناك توقعات غير واقعية لدى بعض الأطراف الأوروبية بأن تخوض واشنطن الحرب نيابة عنهم، مؤكدًا أن هذا السيناريو غير مطروح على الإطلاق، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية لا تنوي الانخراط المباشر في مواجهة عسكرية مفتوحة مع روسيا.

التباين في التوقعات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين يزيد من تعقيد المشهد

وأوضح أن هذا التباين في التوقعات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين يزيد من تعقيد المشهد، خاصة في ظل غياب استراتيجية واضحة قادرة على كبح التصعيد أو فرض مسار سياسي واقعي، ما يجعل الأزمة الأوكرانية مرشحة لمزيد من الاستنزاف على المستويين العسكري والسياسي.

مقالات مشابهة

  • مصادر أمريكية تكشف تبادل معلومات استخباراتية مع إسرائيل خلال حرب غزة
  • كاتب أمريكي: تصاعد الضربات في أوكرانيا يعقّد المشهد والغرب يواجه حسابات غير واقعية
  • “المجاهدين الفلسطينية” تدين الاستهداف الصهيوني سيارة مدنية في غزة واستشهاد 7 مواطنين
  • صحة غزة تُصدر تقريرا جديدا لضحايا العدوان الإسرائيلي
  • رويترز: أميركا حجبت معلومات استخباراتية عن إسرائيل خلال حرب غزة
  • عاجل| ترامب: الضربات البرية التي تستهدف تهريب المخدرات ستبدأ قريبا
  • مركز حقوقي: ارتفاع إصابات العيون بين المدنيين في غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر
  • عاجل | الإخبارية السورية: تحليق طائرات حربية للاحتلال الإسرائيلي في أجواء محافظة القنيطرة على علو منخفض
  • زيلينسكي يكشف مقترحا أميركيا بشأن دونيتسك ويدعو لاستفتاء
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة