من بطلة إلى داعمة للإرهاب.. لماذا انقلب الإعلام الغربي ضد غريتا ثونبرغ؟
تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT
(الجزيرة)
فمع اندلاع حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، عبّرت ثونبرغ -البالغة 22 عاما- عن دعمها للفلسطينيين الذين يواجهون أبشع صور الإبادة على يد الاحتلال الإسرائيلي.
ورصدت حلقة (2025/10/20) من برنامج "المرصد" ازدواجية المعايير الغربية في مفاهيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، من خلال رصد قصة الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ.
لكن هذا الموقف الإنساني كان كفيلا بقلب صورتها في الإعلام الغربي رأسا على عقب، إذ تحولت من "صوت العدالة البيئية" إلى "رمز للتطرف" في عناوين الصحف والقنوات الكبرى.
حيث شنت وسائل إعلام بارزة مثل "فوكس نيوز" و"سكاي نيوز" و"فيلت" الألمانية، إلى جانب عدد من الصحف السويدية، حملة تشويه ممنهجة ضدها متهمة إياها بأنها تتخفى وراء شعارات بيئية لتبرير دعمها لـ"الإرهاب"، على حد وصف تلك الوسائل.
وبانضمام الناشطة السويدية لحملات أسطول الحرية في يونيو/حزيران الماضي الذي هدف لكسر الحصار القابع على غزة وإدخال المساعدات لهم، زادت حدة الهجوم الإعلامي وحملات التشوية التي أقدمت عليها وسائل الإعلام الغربي.
وانطلقت حملة إعلامية تستخدم مصطلحات ونعوتا تصف ثونبرغ بأنها "داعمة للإرهاب"، حتى وصلت لاتهامها بـ"التعاون مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله اللبناني".
تهكم واتهامات
ولكن حملات التشوية الإعلامي لم تَثن ثونبرغ عن مواقفها الشجاعة، إذ شاركت مرة أخرى في "أسطول الصمود العالمي" الذي أبحر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي الذي ضم أكثر من 40 سفينة، وقد شارك في الأسطول مئات الناشطين من دول مختلفة من العالم.
وعقب اعتراض البحرية الإسرائيلية الأسطول في المياه الدولية واحتجاز المشاركين، كشفت ثونبرغ عن تعرضها للتعذيب والإهانة من قبل جنود الاحتلال، حيث أُجبرت -وفق شهادتها- على الزحف وتقبيل علم الاحتلال الإسرائيلي.
إعلانورغم فداحة ما تعرّضت له، تجاهلت معظم وسائل الإعلام الغربية تلك الانتهاكات، بل وصلت السخرية إلى البرامج الترفيهية، فيما واصلت الصحف الإسرائيلية مثل جيروزاليم بوست اتهامها بـ"معاداة السامية".
ومن أبرز الساخرين منها كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصف ثونبرغ في أحد تصريحاته بأنها "مفتعلة للمشاكل وتحتاج لإدارة غضبها" وغير حريصة حقيقية على مشاكل البيئة أو غيرها.
وبعد أيام من الإفراج عن ثونبرغ، توقفت الحرب على غزة، فرغم فشل رحلتها مع طاقم أسطول الصمود الذي استغرق أسابيع في عرض البحر في تحقيق هدفها القصير بكسر الحصار عن غزة، إلا أن هدفها الأكبر بوقف الحرب قد تحقق.
وكانت ثونبرغ قد عُرفت عام 2018 بسبب مواقفها الجريئة بعد أن دافعت عن قضية التغير المناخي، رغم أنها لم تكن تتجاوز 15عاما آنذاك.
وتحولت الآن قصة الناشطة السويدية صغيرة السن من "رمز للعدالة البيئية"، وبطلة يحتفي بها الإعلام الغربي لدعمها لقضايا البيئة، إلى شابة تواجه كل تهم الإرهاب لكونها تدعم قضية إنسانية عادلة تنتصر فيها لشعب يباد بالكلية على مدار عامين أمام العالم.
Published On 21/10/202521/10/2025|آخر تحديث: 00:32 (توقيت مكة)آخر تحديث: 00:32 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الإعلام الغربی
إقرأ أيضاً: