العولقي يدعو للنفير وخوض معركة تحرير الجنوب المحتل
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
وأكد اللواء الركن عوض العولقي في تصريح صحفي الى أن التدخل البريطاني الامريكي في جنوب الوطن وانتشار قوات من المارينز الأمريكي في غيل باوزير ومدينة سيئون بحضرموت تطور خطير يعكس المساعي الأمريكية والبريطانية للسيطرة المباشرة على المحافظات الجنوبية لاسيما وقد اصبح التواجد الاجنبي والقواعد العسكرية في كل المحافظات الجنوبية كعدن ولحج وابين وشبوة والمهرة وسقطرى
موضحا في دعوته التي أطلقها الليلة إلى أن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي والقيادة السياسية تحاول قدر المستطاع تهدئة الأوضاع وعدم فتح معارك في المحافظات الجنوبية والشرقية تقديرا للأوضاع الإنسانية ومايعانيه أبناء الجنوب لكن هذا التدخل يحتم ويدفع بكل اليمنيين إلى مواجهة هذا الإحتلال بكل الوسائل وكل أبناء الشعب اليمني شمالا وجنوبا سيواجهون المحتل أينما وجد في أرض اليمن لا سيما بعد هذه المعطيات الجديدة والتواجد العسكري الامريكي والبريطاني المباشر.
كما أشار اللواء العولقي محافظ محافظة شبوة إلى إدراك القيادة والشعب اليمني للحسابات والخلافات على المصالح بين السعودية والإمارات مشددا على أن هذا الأمر لا يبرر أن تكون اليمن مساحة لتصفية هذه الحسابات وليس لليمنيين أي علاقة بأي خلاف حول موانئ دويلة الإمارات أو مدينة نيوم في السعودية .
داعياً أبناء المحافظات الجنوبية إلى الإنتصار لتاريخهم المشرف والوفاء لتضحيات شهداء مقاومة الإحتلال عبر التاريخ وبنفس العزيمة والإصرار لمواجهة الإحتلال الجديد الذي تناسى بأن اليمن كان وما يزال وسيبقى مقبرة للغزاة والمحتلين .
محذراً من أي تخاذل عن خوض معركة طرد الإحتلال من جنوب الوطن، مالم فإن كل أبناء الشعب اليمني في كافة المحافظات سيخوضون المعركة ضد المحتل وفي كل مكان يتواجد فيه في الأراضي اليمنية.
مختتماً تصريحه بتوجيه رسالة لدول الإستكبار العالمي وحلفائهم ومرتزقتهم بأن اليمن ستظل حرة عزيزة مستقلة وتحت قيادة سماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الجمهورية اليمنية وقائد ثورة ال21 من سبتمبر ولن تكون اليمن يوما بلداً مضيافاً لأي محتل أو أية تدخلات خارجية.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
محاولة لفهم ما يحدث في اليمن
ما يحدث اليوم في جنوب الوطن مقلق وغامض، ربما كان هناك غباء مفرط من قبل بعض القوى وذكاء مفرط من بعض القوى الأخرى، في التعاطي مع التطورات في الجنوب، فالانتقالي الذي بات يسيطر على الجغرافيا في الجنوب ينصب خيام الاعتصام للمطالبة بفك الارتباط مع الشمال في حين أصبح هو الحاكم الوحيد في الجنوب، وهو المسيطر، وهو من يملك القرار بعد مغادرة الحكومة ورئيس مجلس القيادة إلى الرياض، حتى بات الجو خاليا له كي يبيض ويفرخ كما يشاء لكنه ينصب الخيام ويطالب من نفسه الانفصال وإعلان دولة الجنوب العربي، وهذا أمر يجعل المرء في حيرة من أمره، كما أن الأمر يوحي أن الانتقالي لا يملك قراره وإنما هو أداة تتحرك بقرار وتخمد بقرار، وتتمدد بقرار وتنكمش بقرار، ومثل هذا الارتهان والخضوع المذل لن يجعل الانتقالي حاكما ولا قادرا على إعلان دولة الجنوب العربي، كما ينشدها في خطابه الإعلامي .
اشتغلت بعض القوى السياسية والثقافية في الجنوب على فكرة المزايدة بالوحدة قبل عام 2011م وظلت هذه الفكرة ثابتة في تصوراتهم الذهنية ولم تبرح خيالهم إلى اللحظة التي أصبحوا فيها يملكون قرار تحديد المصير بعد أن عملوا على تصفية الجنوب من كل ما هو شمالي وكانت آخر بطولاتهم إخراج طفلة يتيمة تنتمي إلى الشمال من كوخ متهالك ونهب محتويات ذلك الكوخ وتركها تبكي وتندب حظها في العراء دون رأفة أو شفقة من تلك القلوب التي ملأها الحقد، وهو مشهد مبك ومحزن تداولته شبكات التواصل الاجتماعي، وبرغم كل ذلك السقوط القيمي والأخلاقي وجدوا أنفسهم عاجزين عن إعلان دولتهم بل خرجوا في الساحات للمطالبة من الفاعلين الدوليين إعلان دولة الجنوب، فالعجز عن إعلان دولة الجنوب يضع سؤالا جوهريا: ثم ماذا بعد ؟ ولماذا الهروب إلى التصريحات النارية في تحرير الشمال؟ طالما، أنت لم تحرر نفسك ولا تملك قرارا، عد لنقسك وأبدأ بتحريرها قبل أن تحرر من يبسطون نفوذهم على أرضهم ووقفوا أمام التحالف الدولي وقوى الشر العالمي، وأثبتوا للعالم حريتهم وقدرتهم على مناهضة رغبات الشر ورغبة الخضوع .
لو أراد الشمال الخضوع لقوى الشر العالمي كان اليوم حاكما مطلقا على اليمن من شماله إلى جنوبه، فهو يملك الرؤية ومواهب القيادة، ويحسن صناعة الحيوات، وفرض سلطان الدولة على ربوع اليمن، لكن حركة الدور والتسليم التي حدثت في حضرموت والمهرة ربما أغرت قادة الانتقالي وهما بالقدرة التي هم لا يملكونها في الواقع، فكانت تصريحاتهم هروبا من استحقاق تاريخي يشعرون بعجزهم هن مواجهته في قابل الأيام .
أشد أنواع الهوان حين يفصح الواقع عن حقيقة مرة تقول لك بوضوح : لست سوى أجير وعميل تقتات من بيع شعبك ووطنك مقابل دراهم معدودات، وأنك عبد في سوق نخاسة السياسة الإقليمية والدولية، ولو كنت تحمل مشروعا ناهضا لوطنك وشعبك لكان ولاؤك لليمن، أما أن تنجر إلى مشروع بريطانيا القديم والذي يتجدد فيك اليوم وأقصد فكرة الجنوب العربي، فلن يكون مصير المشروع إلا ذات المصير الذي وجده في النصف الثاني من القرن العشرين وهو التلاشي والزوال، فالتاريخ حين يبدأ حركته بمأساة لن تكون نهايته سوى مهزلة وهي المهزلة التي نشهد تفاصيلها في حركة الواقع في المحافظات الجنوبية .
كرأي شخصي لا يمثل أحدا سواي، لست ضد الانفصال إذا كان خيارا جامعا لكل أبناء المحافظات الجنوبية وربما يشاركني هذا الموقف الكثير من النخب لكن الثابت من خلال حركة الواقع أن المطالبة بالانفصال لا تمثل سوى أقلية منتفعة في مثلث جغرافي هو على غير توافق تاريخي مع بقية الجغرافيا الوطنية في الجنوب، هذا المثلث نفسه سيكون وحدويا حتى النخاع إذا تجففت روافده المالية ومنافعه التي تتدفق من الخارج، لأنه سيجد نفسه وحيدا خارج سرب الوطن وهو عاجز أن يكون بنفسه لكونه وعبر التاريخ لا يتحقق وجوده إلا بغيره .
ما حدث في سوالف الأيام لن يعدو عن كونه حركة تفكيك للنسيج الاجتماعي والوطني وإن كان البعض يرى أنه حركة تموضع جديدة في الخارطة السياسية، وإعادة ترتيب خارطة الصراع بما يتسق مع مصالح التحالف ودول الشر العالمي لا بما يتسق ومصالح اليمن، فالتموضع الجديد يترك ظلالاً قاتما على المستقبل، وترك وسوف يترك ندوبا في النسيج الاجتماعي والوطني، فتعدد الولاءات والتشرذم والتفرق وتنمية الصراع البيني، والتباعد بين الثقافات، والتوحش والغابية, والتفسخ القيمي، والسلوكيات ذات البعد الجهوي والمناطقي لن يكون في مصلحة الوطن الواحد المستقر في المستقبل .
ما يزرعه اليوم فرقاء العمل السياسي في اليمن سوف تجنيه الأجيال القادمة لأنهم سوف يرثون وطنا مقسما ومشرذما وبائسا، فالهوية الكلية حين يتم تجزئتها تصبح وبالا في المستقبل على الاستقرار والنهضة والبناء، فالمأساة التاريخية بين اليمن الأسفل، واليمن الأعلى، وبين الجبلي والتهامي، وبين القعيطي والكثيري، وبين الطغمة والزمرة، ما زالت تستيقظ مع كل حالة مماثلة كي تنتهي بمهزلة، ومعالجة تلك الفروق من المستحيلات طالما وهي تتجدد في الوجدان العام مع كل حركة للتاريخ .
لا أخشى على اليمن من العدو الخارجي لأنه عصي عليه والتاريخ تحدث عن ذلك والواقع اليوم على ذات النسق، لكننا نخشى عليه من أبنائه الذين جرهم شنآنهم إلى تمزيقه .