أسرى تحت آلة التعذيب.. كيف تحولت السجون الإسرائيلية إلى مسرح للوحشية؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
عقدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا مساء الإثنين، 20 أكتوبر/تشرين الأول 2025، ندوة تحت عنوان: "جثامين المعتقلين ورسائل التعذيب: ماذا يحدث في السجون الإسرائيلية؟"، بهدف تسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، والتي تشمل التعذيب الجسدي والنفسي، العنف الجنسي، الإهمال الطبي، وممارسات طمس الأدلة، مع استمرار الإفلات من العقاب رغم وقف إطلاق النار المعلن.
شارك في الندوة خبراء وشهود دوليون من بينهم: الدكتور فرانك رومانو، الناشط في حقوق الإنسان وعضو أسطول الحرية إلى غزة، البروفيسور دان كوفاليك، أستاذ جامعي ومحامٍ أمريكي في حقوق الإنسان، المحامية التركية فيليز دير، المحامي البريطاني وقاضٍ سابق السير جيفري نايس، والدكتور أحمد المخللاتي، رئيس قسم التجميل في مستشفى الشفاء، والممرضة الفلسطينية الأمريكية لانا أبوغربية، والدكتور مارك بيرلمتر، جراح يد أمريكي وناشط في حقوق الإنسان.
الانتهاكات المنهجية والمعاناة المستمرة
استهلت الدكتورة فيليز دير عرضها بالإشارة إلى الجهود الإنسانية التركية بعد وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة نقل أكثر من نصف مليون طن مساعدات عبر معبر كرم أبو سليم، لكنها أشارت إلى استمرار إسرائيل في انتهاك الهدنة، مثل إغلاق معبر رفح، وقتل العشرات، وإعادة 120 جثة عليها آثار التعذيب والعنف، مع وصفها بأنها "أدلة على التعذيب والعقاب الجماعي".
كما أكدت دير أن نحو 11,056 فلسطينيًا لا يزالون محتجزين في السجون الإسرائيلية، منهم 3,500 رهن الاعتقال الإداري دون محاكمة، مشيرة إلى أن الرفات تحمل علامات تشير إلى احتجازهم في قاعدة سدي تيمان العسكرية، حيث تتكرر حالات سوء المعاملة والتعذيب، وهو ما يشير إلى سياسة طويلة الأمد لعزل غزة عن باقي فلسطين.
في إطار التحليل القانوني، شددت دير على أن هذه الممارسات تقع ضمن تعريف الإبادة الجماعية وفق اتفاقية 1948 وتشكل جرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي، معتبرةً أن فرض ظروف معيشية قاسية وحرمان من الغذاء والماء والمأوى يعادل تدميرًا ممنهجًا للشعب الفلسطيني.
شهادات صادمة عن التعذيب الجسدي والنفسي
روى الدكتور مارك بيرلمتر شهادات مروعة عن الجراحين والممرضين الذين احتُجزوا أثناء أداء مهامهم الطبية، وتعرضوا للتعذيب الشديد، بما في ذلك الصعق بالكهرباء، العنف الجنسي، الحرمان من الطعام، والتهديد المباشر بحياة أفراد أسرهم. وأكد أن التعذيب النفسي الممارس ضد المعتقلين تجاوز في شدته كل الإصابات الجسدية، مع وجود دلائل على دفن بعض الأشخاص أحياء في مقابر جماعية، بينهم أطفال.
من جهته، تحدث الدكتور أحمد المخللاتي عن نهب جثث الفلسطينيين من المستشفيات خلال الحصار، مؤكداً محدودية قدرة النظام الصحي في غزة على التوثيق والتحقيق الجنائي، وضرورة دعم الوزارة بمعدات الحمض النووي والموارد القانونية الدولية لتحديد هوية الضحايا وتوثيق الانتهاكات.
الممرضة لانا أبوغربية أكدت أن المعتقلين الفلسطينيين الذين أفرج عنهم كانوا ضحايا تعذيب جسدي ونفسي شديد، ووصفوا بالروائح النفسية لتجاربهم الصادمة، مثل العيون الغائرة، وفقدان الثقة في العالم، مؤكدة أن هذه الانتهاكات ليست إجراءات أمنية بل جرائم وحشية.
الإطار القانوني والاحتجاز التعسفي
ناقش الدكتور فرانك رومانو الإطار القانوني الإسرائيلي، بما في ذلك تعديل قانون المقاتلين غير الشرعيين لعام 2002، الذي يُستخدم لاحتجاز الفلسطينيين لأجل غير محدد تحت تصنيف "مقاتلين غير شرعيين"، مستثنيًا هؤلاء من الحماية القانونية للاتفاقيات الدولية، وموضحًا أن هذا يرقى إلى مستوى الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري.
أما البروفيسور دان كوفاليك، فقد وصف الوضع الفلسطيني بأنه "القضية الأخلاقية في عصرنا"، مؤكداً أن الفلسطينيين المحتجزين يعاملون كالرهائن، مع استخدام الاغتصاب والتعذيب المنهجي كأسلحة للقضاء على أي قيادة فلسطينية محتملة، محذرًا من أن الإفلات من العقاب الدولي يشجع على استمرار هذه الانتهاكات.
جدلية سرقة الأعضاء والتحديات القانونية
تطرقت الندوة أيضًا إلى ادعاءات متعلقة باستئصال أعضاء الفلسطينيين، حيث أكدت الشهادات على مشاهد جرائم حرب وحشية، دون وجود دليل قاطع على سرقة الأعضاء، مع إبراز السوابق التاريخية المثيرة للقلق في إسرائيل. وذكر السير جيفري نايس أن هذه الادعاءات تتطلب تحقيقًا دقيقًا، مع ضرورة جمع أدلة قوية قبل إصدار أي حكم.
دعوة للعمل الدولي العاجل
اختتمت الندوة بدعوة صريحة إلى المجتمع الدولي والهيئات الحقوقية لممارسة الضغط على إسرائيل، ومساندة وزارة الصحة في غزة، وضمان مساءلة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية عن جرائم الحرب والانتهاكات ضد الإنسانية. وتركزت الرسالة على ضرورة الانتقال من الانتقاد الرمزي إلى خطوات عملية ملموسة، بما في ذلك ضمان وصول الأطباء والمعدات الطبية واللجان الدولية إلى المناطق المحتلة.
الندوة لم تكن مجرد سرد للشهادات المؤلمة، بل دعوة صريحة للتفكير الأخلاقي والقانوني حول الانتهاكات المستمرة في فلسطين، وتحذيرًا من أن الوقف المؤقت لإطلاق النار لا يعني نهاية الانتهاكات، بل مجرد فرصة لتوثيق الجرائم وضمان مساءلة المسؤولين عنها. كما أبرزت كيف أن النظام الدولي غالبًا ما يفشل في حماية المدنيين، ما يجعل المبادرات الحقوقية والضغط الدولي المستمر أمرًا حتميًا للحفاظ على كرامة الإنسانية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب الذاكرة السياسية تقارير تقارير ندوة التعذيب الفلسطينيون اسرى احتلال فلسطين تعذيب ندوة تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السجون الإسرائیلیة
إقرأ أيضاً:
السودان بين العواصف الدبلوماسية وتضييق الخناق الدولي على المليشيات وتصاعد الأزمة الإنسانية
يشهد السودان خلال الساعات الأخيرة سلسلة من التطورات المتلاحقة التي تعكس تعقيدات المشهدين السياسي والعسكري، وسط ضغوط دولية متزايدة، وتحديات إنسانية متفاقمة، وتوترات دبلوماسية تمتد إلى خارج الحدود.
ويستعرض هذا التقرير أبرز المستجدات التي رصدتها منصات إعلامية محلية ودولية، والتي سجلت حضورًا لافتًا في المشهد السوداني خلال اليومين الماضيين.
القوات المسلحة السودانية تنفي “اتفاق الانسحاب” وتطالب بالتحقق من المصادر الرسمية
أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بيانًا مهمًا، نفت فيه بشكل قاطع صحة ما تردد في بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بشأن وجود اتفاق مزعوم مع الحركة الشعبية يقضي بانسحاب الجيش من مدينتي الدلنج وكادوقلي.
وأكد البيان أن القوات المسلحة ما تزال في مواقعها الميدانية وفق الخطط العملياتية المعتمدة، مشيرًا إلى أن الشائعات المتداولة تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وإرباك المواطنين.
ودعت القيادة الجميع — مواطنين وإعلامًا — إلى التحري الدقيق وعدم الانسياق وراء الأخبار غير الموثوقة، والاكتفاء بالبيانات الصادرة عبر القنوات الرسمية.
سفارة السودان بالقاهرة تعلن تأجيل انتقال قسم الجوازات
أعلنت سفارة جمهورية السودان في القاهرة عن تأجيل موعد انتقال قسم الجوازات إلى مقرها الجديد في التجمع الخامس إلى يوم الإثنين 22 ديسمبر 2025، موضحة أن التأجيل يعود لاستكمال الترتيبات الفنية.
ودعت السفارة المواطنين إلى الالتزام بالحجز المسبق عبر الموقع الإلكتروني لتجنب الازدحام وضمان انسياب العمل، مؤكدة حرصها على تقديم خدمة قنصلية حضارية لكافة السودانيين في مصر.
فيسبوك يرفع الحظر عن محتوى “الدعم السريع” ويثير جدلًا واسعًاقامت منصة فيسبوك برفع الحظر المفروض سابقًا على المحتوى المتعلق بمليشيا الدعم السريع، بما في ذلك الكلمات المفتاحية: الدعم السريع – حميدتي.
القرار فتح باب الجدل من جديد، بين من يرى أنه يتيح انتشار سرديات المليشيا على نطاق أوسع، ومن يعتبره خطوة تعزز الشفافية الرقمية وتتيح تداولًا أكبر للمعلومات المتعلقة بالحرب. ويأتي ذلك في ظل الاتهامات الواسعة الموجهة للدعم السريع بارتكاب جرائم وانتهاكات جسيمة في عدة مناطق سودانية.
توتر دبلوماسي جديد – إيران تطرد دبلوماسيًا سودانيًا وتمهله 72 ساعة
في تطور لافت، أعلنت إيران طرد أحد الدبلوماسيين السودانيين ومنحه مهلة 72 ساعة لمغادرة أراضيها.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن القرار يعكس حالة توتر سياسي متصاعد بين الخرطوم وطهران، والتي تشهد علاقاتهما تعقيدًا بسبب تباينات إقليمية وتأثيرات الحرب السودانية.
ويرجّح مراقبون أن الخطوة الإيرانية مرتبطة بمواقف حكومية سودانية اعتبرتها طهران تدخلًا أو مساسًا بمصالحها، ما قد يفتح الباب أمام تصعيد دبلوماسي خلال الأيام المقبلة.
CIA تكشف لأول مرة عن تدخلات خارجية تطيل أمد الحرب في السودان
شهد اجتماع لمجلس الدفاع والأمن القومي الأميركي إقرارًا غير مسبوق من وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بوجود تدخلات خارجية مباشرة تساهم في prolonging الحرب السودانية عبر تقديم دعم عسكري ولوجستي لأحد أطراف النزاع.
وأشارت التقييمات الاستخباراتية إلى إمكانية تحقيق تقدم ملموس خلال 3 أشهر في إنهاء الحرب إذا تمكنت الجهود الدولية من وقف التدخلات الخارجية وتوحيد الضغوط على الأطراف المتحاربة.
هذا الاعتراف يعزز ما يتردد داخليًا حول تعدد أجندات القوى الإقليمية والدولية التي تتقاطع فوق الجغرافيا السودانية.
أزمة إنسانية خانقة – برنامج الأغذية العالمي يخفض حصص الغذاءأعلن برنامج الأغذية العالمي (WFP) اضطراره إلى خفض حصص الغذاء المقدمة لمجتمعات تواجه المجاعة في السودان، بسبب نقص التمويل العالمي وتراجع الدعم الدولي.
ويعاني السودان حاليًا من واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية في العالم، حيث يشير البرنامج إلى:
18 مليون سوداني في مواجهة انعدام الأمن الغذائيمجتمعات محاصرة في دارفور والخرطوم وجنوب كردفان والنيل الأزرق
مخاوف من تفاقم نسبة سوء التغذية بين الأطفال والنساء
ودعا البرنامج المجتمع الدولي لتوفير تمويل عاجل لمنع انزلاق البلاد نحو كارثة إنسانية أكبر.
فرض عقوبات على الدعم السريع
إليك الصياغة في فقرة واحدة بأسلوب احترافي ومتوافق مع السيو كما طلبت:
أشهرت المملكة المتحدة "الكرت الأحمر" في وجه عدد من أبرز قادة قوات الدعم السريع، معلنة فرض عقوبات صارمة عليهم في خطوة تُعد الأكثر حزمًا منذ اندلاع الحرب في السودان.
وشملت العقوبات كلًا من الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع، واللواء جدو أبو شوك قائد قطاع شمال دارفور، إضافة إلى أبو لولو والفاتح قرشي الناطق الرسمي للمليشيا، وذلك على خلفية اتهامهم بارتكاب جرائم جسيمة ضد المدنيين في مدينة الفاشر، من بينها القتل الجماعي والعنف الجنسي الممنهج والهجمات المتعمدة وتدمير الأحياء السكنية.
وتتضمن الإجراءات البريطانية تجميد الأصول المالية وحظر السفر ومنع أي تعاملات اقتصادية معهم. وأثار القرار ردود فعل واسعة داخل السودان، حيث اعتبره مراقبون خطوة مهمة نحو محاسبة المتورطين في انتهاكات دارفور وإشارة واضحة إلى أن المجتمع الدولي لن يسمح بمرور الجرائم دون عقاب.