صحفية فلسطينية تصف لعنة النجاة في الغربة: أعيش أبشع أنواع الحرب نفسيًا وعقليًا
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
في شهادة قاسية عكست عمق المعاناة النفسية لأهالي غزة المتواجدين بالخارج، وصفت الصحفية الفلسطينية آمنة عمر، شعورها بالغربة داخل وطنها، وبلعنة النجاة التي تلاحقها، مؤكدة أن أكثر ما يؤلم هو العيش في أمان بينما لا تستطيع إظهار هذا الخير أو السعادة احترامًا لمشاعر أهلها وناسها المُحاصرين في الحرب.
"أنا هنا وهم هناك".. صحفية فلسطينية تصف هستيريا البحث عن أخيها تحت الركام بعد فقدان الاتصال
وكشفت الصحفية الفلسطينية آمنة عمر، خلال لقائها مع الإعلامي إيهاب حليم، ببرنامج "صدى صوت"، المذاع على قناة "الشمس"، عن أصعب مشهد لا يزال يطارد ذاكرتها، وهو فقدان الاتصال بأهلها في لحظة النزوح الأخيرة، مشيرة إلى أن عائلتها من سكان شمال غرب غزة، وتحديدًا منطقة الكرامة القريبة من السكنات العسكرية.
وروت المشهد المؤلم قائلة: "في لحظة ما علمت أن المكان الذي يتواجد فيه أهلي مستهدف، قرأت ذلك على كل مواقع التواصل وتواصلت مع كل الزملاء، حتى وصلت لجزئية أن المكان تم استهدافه"، مضيفة: "وصلت لمرحلة أنني أبحث عن أهلي ما بين الشهداء، كانت هذه أصعب نقطة ونقطة عجز بالنسبة لي: أنا هنا وهم هناك، شعور لعنة النجاة، هي لعنة بمعنى الكلمة".
وأكدت أنها تعيش الآن أبشع أنواع الحرب نفسيًا وعقليًا واجتماعيًا، وأنها باتت تخشى التواصل حتى مع الناس ردًا على ما مرت به، مشيرة إلى أنها دخلت في انهيار عصبي وفقدان للضبط النفسي بعد معرفتها باستهداف البيت الذي كان يضم أهلها في منتصف الليل، وصعوبة التواصل دوليًا أو داخليًا للاطمئنان عليهم.
وأضافت: "أنا لو كنت موجودة معهم ما كنت سأعيش هذا الخوف، لكن طالما أنا بعيدة، سأعيش الخوف بكل تفاصيله.. فكرة أن أتخيل أنني قد أرى صورة أخي بين الناس المقطعة أو تحت الركام كانت بالنسبة لي هستيريا".
وعن دور المرأة الفلسطينية، رفضت حصارها في لقب الضحية، مؤكدة أن المرأة الفلسطينية هي مزيج من الضحية والبطلة، معقبة: "هي ضحية لأنها لم تختر أن تفقد بيتها أو أولادها أو عائلتها، ولم تختر أن تعيش بين الخيام بدون ماء أو غاز طهي"، لكنها في الوقت ذاته "بطلة بقدرتها على استيعاب المشهد والوجع الذي تعيشه".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صحفية صحفية فلسطينية غزة أهالي غزة
إقرأ أيضاً:
الفصائل الفلسطينية تتفق على تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من المستقلين التكنوقراط
الثورة نت/
أعلنت عدد من الفصائل الفلسطينية، اليوم الجمعة، عن اتفاقها على عدد من النقاط بشأن المرحلة القادمة، وأبرزها تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية مؤقتة من أبناء القطاع تتشكل من المستقلين “التكنوقراط”.
وأوضحت الفصائل، في بيان تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عقب اجتماعاتها في العاصمة المصرية القاهرة، أن لجنة المستقلين “التكنوقراط” ستتولى تسيير شؤون الحياة والخدمات الأساسية في قطاع غزة “بالتعاون مع الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية، وعلى قاعدة من الشفافية والمساءلة الوطنية”
وذكرت أنها اتفقت على إنشاء لجنة دولية تشرف على تمويل وتنفيذ إعادة إعمار قطاع غزة، مع التأكيد على وحدة النظام السياسي الفلسطيني والقرار الوطني المستقل”.
وأكدت “دعم ومواصلة تنفيذ إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك انسحاب قوات العدو الإسرائيلي من قطاع غزة، ورفع الحصار المفروض عليه بشكل كامل، وفتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح، وإدخال الاحتياجات الإنسانية والصحية كافة، وبدء عملية إعمار شاملة تعيد الحياة الطبيعية للقطاع وتنهي معاناة المواطنين”.
ودعت الفصائل الفلسطينية إلى إنهاء كافة أشكال التعذيب والانتهاكات بحق الأسرى في سجون العدو، وضرورة إلزامه بالقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة، مؤكدة أن قضية الأسرى ستبقى على رأس أولوياتها حتى نيل حرية الأسرى.
وأفادت بأنها ستواصل العمل المشترك لتوحيد الرؤى والمواقف لمجابهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، بما في ذلك الدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لكافة القوى والفصائل الفلسطينية للاتفاق على استراتيجية وطنية وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بحيث تضم مكونات الشعب الفلسطيني وقواه الحية كافة.
وقالت الفصائل الفلسطينية إن “المجتمعين ختموا حوارهم بالتأكيد أن الوقت من دم، واللحظة الراهنة مصيرية، وتأكيدهم أمام الشعب الفلسطيني بجعل هذا الاجتماع نقطة تحول حقيقية نحو وحدة وطنية دفاعا عن شعبنا وحقه في الحياة والكرامة والحرية وصون أمانة القضية الفلسطينية وحقوق الأجيال القادمة وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وبما يكفل حق العودة للاجئين الفلسطينيين”.
وأشارت إلى أن اجتماعها في القاهرة جاء بدعوة من جمهورية مصر العربية، واستكمالا لجهود الوسطاء في مصر وقطر وتركيا لوقف الحرب على غزة ومعالجة تداعيتها، وآخرها نتائج قمة “شرم الشيخ للسلام” في أكتوبر الجاري.
وأوضحت أن الاجتماع بحث وناقش تطورات القضية الفلسطينية والمرحلة الثانية من خطة وقف الحرب على قطاع غزة، وذلك في إطار التمهيد لعقد حوار وطني شامل لحماية المشروع الوطني واستعادة الوحدة الوطنية.
وأكدت القوى الفلسطينية أن المرحلة الراهنة تتطلب موقفا وطنيا موحدا ورؤية سياسية وطنية تقوم على وحدة الكلمة والمصير ورفض أشكال الضم والتهجير كافة في قطاع غزة والضفة والقدس.
وأدانت مصادقة مايسمى “برلمان العدو الإسرائيلي” بالقراءة التمهيدية على قانون “تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية”، معتبرة إياه عدوانا خطيرا على الهوية والوجود الفلسطيني.
وشددت الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة على أن الوحدة الوطنية هي الرد الحاسم على هذه السياسات الصهيونية، وضرورة العمل على اتخاذ كل الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك.