بوابة الوفد:
2025-12-09@04:26:55 GMT

الجوع والانتخابات

تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT

مع بعض الفوارق، تمثل بعض دوائر انتخابات مجلس النواب التى تجرى حاليًا، جانبًا عمليًا للاختيار المستمر بين الخبز والحرية.
فمعضلة «الخبز أم الحرية»، من أقدم وأعمق الإشكاليات الفلسفية والسياسية التى تواجه المجتمعات، إذ تضع قيمة تلبية الحاجات الأساسية المادية من الخبز والأمن والمأوى فى كفة، وقيمة الحقوق والحريات المدنية والسياسية فى كفة أخرى.


مرشحون يغدقون على الخدمات العامة والخاصة والدعاية والتوكيلات وشراء الأصوات، وآخرون يطرحون أنفسهم بدائل سياسية لكنهم لا يملكون المال.
إنها منافسة غير عادلة، لكن هذا هو الواقع.
أما الناخبون فبعضهم جائع، وبعضهم يتربح، وبعضهم مقاطع، وبعضهم مثقف، وبعضهم مؤدلج، وبعضهم خلايا إخوانية نائمة، وبعضهم يفضل الجلوس فى المنزل، وبعضهم يفضل السوشيال ميديا ولاوزن له فى الشارع، وبعضهم فقد الثقة فى العملية الانتخابية برمتها منذ زمن طويل ولم يشترك فى أى انتخابات.
المشكلة دائمًا أن العملة السيئة تطرد العملة الجيدة، وتتربع مكانها، وتفرض نفسها.
لذلك، لاقت توجيهات الرئيس السيسى بـ«التدقيق التام»، حتى يأتى أعضاء مجلس النواب ممثلين فعليين عن شعب مصر تحت قبة البرلمان، ارتياحًا كبيرًا.
وليس من الإنصاف القول بأن توجيهات الرئيس لم يكن لها أثر على الأرض.. بل أحدثت تغييرًا كبيرًا، وقد شاهدناه فى نتائج إعادة الدوائر الملغاة نتائجها.
فبعض الناجحين، سقطوا بلا رجعة، وبعضهم دخل الإعادة، مما يكشف أن التغيير ليس ببعيد.. فقط يحتاج إلى إرادة من السلطة والناخبين، ومناخ يهيئ له الأفضل.
لكن الجوع يُفشل الاختيارات السياسية والاجتماعية..
فالجوع والعوز الشديد يمثلان عاملًا رئيسيًا لـ«فشل» أو «تشوه» الاختيارات السياسية والاجتماعية.
وفى حالة الجوع والأمن المفقود، يتحول دافع البقاء إلى الدافع الأسمى.
فإذا كان الناخب جائعًا وفى الوقت نفسه خائفًا من مرشح الدولة، فلا لوم عليه فى اختياراته.. بمنطق «مش حيبقى موت وخراب ديار».
ولا يمكن للإنسان الجائع أو المهدد فى أمنه أن يمارس حريته السياسية بفعالية. فالشخص الذى يقضى وقته فى البحث عن قوت يومه يفتقر إلى الوقت والجهد والطاقة للمشاركة فى الحياة السياسية أو التفكير النقدى أو المطالبة بالحقوق.
هذا هو الواقع كى لا نلوم جانبًا من الناخبين البسطاء الذين يبحثون عن 100 جنيه ثمنًا لصوتهم.. فاللوم على من يملك قوته لكنه يرفض المشاركة فى الانتخابات.
وفقًا لهرم ماسلو للحاجات، تقع الحاجات الفسيولوجية والأمان فى قاعدة الهرم.. فلا يمكن للعقل أن ينخرط بفعالية فى «تحقيق الذات» أو «المشاركة السياسية المعقدة» قبل تلبية تلك الأساسيات.
والهرم الخماسى، تبدأ قاعدته من الأساسيات الفسيولوجية، والأمان، ثم الحاجات الاجتماعية، ثم التقدير واحترام الذات، وصولًا إلى قمة الهرم وهى تحقيق الذات.
ليس جميعنا فى قمة الهرم، والمؤكد أن جميعنا لسنا فى القاع.. لكننا جميعًا سندفع ثمن كل اختيار.
فأحسنوا الاختيار.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: انتخابات مجلس النواب مجلس النواب

إقرأ أيضاً:

مباراة الاختبار.. فرصة للبدلاء لإثبات الذات في الزمالك

يستغل أحمد عبد الرؤوف، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، مواجهة فريق كهرباء الإسماعيلية المقررة يوم الثلاثاء المقبل ضمن منافسات بطولة كأس عاصمة مصر، لمنح الفرصة لعدد من اللاعبين الذين لم يشاركوا بشكل كافٍ في المباريات السابقة.

ويبرز بين هؤلاء اللاعبين ناصر منسي، الذي غاب عن قيادة هجوم الزمالك لفترة طويلة، والمهدى سليمان حارس المرمى، فى ظل غياب اللاعبين الدوليين لانضمامهم للمنتخبات الوطنية. 

وتأتي هذه المباراة كفرصة مهمة للمدير الفني لتجربة التشكيل البديل ومتابعة مستوى لاعبيه قبل العودة إلى المنافسات الرسمية للفريق.

 غيابات الزمالك

تشهدت تدريبات الزمالك غياب كل من محمد عواد ومحمود حمدي "الونش" للتواجد مع منتخب مصر المشارك في كأس العرب، والخماسي محمد صبحي وأحمد فتوح وحسام عبد المجيد ومحمد إسماعيل ومحمد شحاتة للتواجد في معسكر منتخب مصر الأول استعدادًا لبطولة كأس الأمم الأفريقية.

بالإضافة إلى محمود بنتايج المتواجد مع منتخب المغرب في كأس العرب، وعدي الدباغ المنضم لمنتخب فلسطين، وسيف الجزيري المتواجد مع منتخب تونس، بجانب الأنجولي شيكو بانزا المنضم لمعسكر منتخب أنجولا استعدادًا لأمم أفريقيا.

طباعة شارك نادي الزمالك أحمد عبد الرؤوف كأس عاصمة مصر

مقالات مشابهة

  • أنواع خبز يُنصح بتجنبها لتحسين ضبط سكر الدم
  • 28 ديسمبر| أولى جلسات محاكمة المتهم بارتكاب جريمة اللبيني فيصل
  • فتة الشاورما بالأرز.. المقادير وطريقة التحضير
  • المشروع الإسلامي وتحديات العصر الحديث: استعادة الذات والهوية
  • الشعبة العامة للمخابز تستعرض تحديات القطاع
  • إزالة تعديات المقاهي والباعة بالمريوطية ورفع 700 إشغال
  • لماذا يُعد الجاودار خيارا أفضل من الخبز الأبيض؟
  • مباراة الاختبار.. فرصة للبدلاء لإثبات الذات في الزمالك
  • النّمور في اليوم الـ٧٢٢