تحقيق لـ”هآرتس”: هكذا يتم التطهير العرقي للفلسطينيين في الضفة الغربية.. بالسلب والنهب والتهجير
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
#سواليف
تشير صحيفة “هآرتس” العبرية اليوم الجمعة، إلى أن عدد النقاط الاستيطانية العشوائية قد تضاعف منذ السابع من أكتوبر 2023، وترسم ملامح عمليات التطهير العرقي للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، منوهة إلى طرد عشرات من مجمعاتهم السكنية بواسطة المستوطنين، بدعم الجيش وتجاهل الشرطة.
وفي تحقيق جديد هو حلقة في مسلسل تحقيقات في هذا المضمار، توضح “هآرتس” أن صورة جوية للضفة الغربية تظهر أن عشرات المواقع السكنية الفلسطينية قد تمّ محوها، فيما تبرز مواقع استيطانية بجوارها.
وعن المزيد من السلب والنهب والتهجير، تضيف “هآرتس”: “بخلاف الحرب في غزة، لا أحد في إسرائيل يتحدث عن نهاية، بالعكس: كميات كبيرة من الأسلحة وضعت بأيدي المستوطنين الذين يخرجون في حملات انتقام، فيما تقف السلطات الإسرائيلية المعنية جانبا، فلا يتم وقف عنف اليهود ولا بنائهم غير القانوني، فلم يتبق من شرطة لواء “شاي” الفاعلة في الضفة الغربية سوى فتات، وواقع الحال هذا شق الطريق لتغيير دراماتيكي في الميدان”.
مقالات ذات صلة إليك أكبر 10 دول ديونا بالعالم.. وما علاقة الذهب بذلك؟ 2025/10/24ويشير تحقيق “هآرتس” إلى أن قرية خربة زنوتا هي عينة نموذجية، حيث شهد أهلها الذين يعدون 250 نسمة كيف أقام المستوطنون بجوارهم نقطة استيطانية جديدة أسموها “مزرعة ميتاريم” وما لبث السكان الجدد أن قاموا بتهديد الأهالي ومهاجمتهم وهم يعلون شرطهم لوقف الاعتداءات برحيلهم ومغادرة بيوتهم.
وطبقا لـ”هآرتس”، فقد ناضل الأهالي طيلة عامين من أجل الحفاظ على بيوتهم رغم أن الشرطة الإسرائيلية لم تساعدهم في مواجهة هذه الاعتداءات والتهديدات، مما اضطرهم للرحيل بعد السابع من أكتوبر بقليل، ولم يقووا على تحمل الأعباء مثلهم مثل أهالي قرية عنيزان المجاورة.
وتقول “هآرتس” إن المستوطنين سارعوا لهدم منازل الفلسطينيين واستولوا على أراضي أصحابها وبنوا سياجا حولها، وعندما حاول الأهالي العودة لها بعدما صدر حكم بإعادتهم من قبل المحكمة الإسرائيلية العليا، لكن السلطات الإسرائيلية منعتهم من ترميم وإعادة تأهيل منازلهم.
وتضيف الصحيفة: “الآن في أعقاب الحرب، يمتلك المستوطنون المعتدون كمية كبيرة من الجرارات والطائرات المسيرة، وهم يحظون بدعم الجنود و”الإدارة المدنية” التي تشق لهم الطرقات وتقدم لهم التسهيلات”.
ويؤكد التحقيق أن المستوطنين يهاجمون رعاة هذه المجمعات السكنية الفلسطينية الريفية ويضيقون عليهم، ثم يهاجمون المساكن مرة تلو المرة ويسلبون الأراضي وينابيع المياه، وسط ممارسة العنف والاستعانة بالجيش والشرطة، وهكذا يصبح “الاحتكاك حالة روتينية يتصرف فيها المستوطنون على طريقة “ضربني وبكى.. وسبقني وشكا” فتسارع الشرطة لاعتقال الفلسطينيين المعتدى عليهم. وخلال ذلك، يتم بناء بؤرة استيطانية جديدة على الأراضي الفلسطينية المسطو عليها بقوة السلاح”.
كما تؤكد “هآرتس” أن الاحتلال والمستوطنين قاموا منذ السابع من أكتوبر 2023 بعمليات الطرد للفلسطينيين، وتؤكد أنه في غضون ثلاثة شهور، تم طرد 50 تجمعا سكنيا ريفيا فلسطينيا بعضها عبارة عن قرى كاملة لا مزارع رعاة. وفي بعض المواقع كان آلاف الفلسطينيين يعتاشون فيها.
ومنذ بداية الحرب، تم طرد سكان فلسطينيين من 30 منطقة داخل الضفة الغربية المحتلة، وحسب إحصاءات “هآرتس” فقد بلغ عدد النقاط الاستيطانية العشوائية حتى اندلاع الحرب نحو 180 بؤرة استيطانية، ولكن تحت ظل الحرب على غزة، ودعم حكومة نتنياهو/ سموتريتش، تم بناء 120 بؤرة إضافية بعد عمليات طرد السكان الفلسطينيين الأصليين بشكل منهجي.
وتنوه “هآرتس” إلى أن سلطات الاحتلال تقدم دعما مباشرا لهذه البؤر الاستيطانية، بإرسال جنود لحماية المستوطنين. وردا على سؤال الصحيفة، يقول الناطق بلسان جيش الاحتلال إن قواته تعمل مع “الإدارة المدنية” لمنع الإرهاب وحماية النظام العام داخل الضفة الغربية وفقا للقانون وحسب توجيهات المستوى السياسي”.
كما زعم الناطق العسكري أن “الإدارة المدنية” تعمل على إخلاء أبنية غير قانونية داخل المنطقة “ج” وفقا للقانون وحسب تقييم الواقع عملياتيا، ومصادقة المستوى السياسي. وتوضح “هآرتس” أن الشرطة لم ترد على استجوابها.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: إسرائيل ستواصل العمل من أجل استكمال تحقيق أهداف الحرب
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال تصريحاته منذ قليل، إن إسرائيل ستواصل العمل من أجل استكمال تحقيق أهداف الحرب وإعادة بقية جثامين المحتجزين في غزة، وفقًا للقاهرة الإخبارية.
وعلى صعيد آخر، قال أوفير كاتس، رئيس الائتلاف الإسرائيلي الحاكم، إن هناك توجيه من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم تقديم مقترحات بشأن تطبيق السيادة على الضفة الغربية حتى إشعار آخر.
وأوضح أن القرار تم اتخاذه بعد أن "انتهك أعضاء الائتلاف قواعده وصوتوا أمس لصالح مشروع قانون تطبيق السيادة على يهودا والسامرة".
ويأتي هذا الإعلان أيضا بعد انتقادات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي صرح في مقابلة مع مجلة "تايم" الأمريكية بأنه لن يسمح لإسرائيل بضم يهودا والسامرة، وبعد أن صرح نائبه، جي دي فانس، بأن "التصويت كان غريبا. لو كان مناورة سياسية، لكان مناورة سياسية غبية، وقد أزعجني ذلك".
وكانت الهيئة العامة للكنيست أقرت في القراءة التمهيدية على مشروع قانون تطبيق السيادة الإسرائيلية على أراضٍ في الضفة الغربية، قدمه النائب آفي ماعوز، بعد تصويت 25 نائبا لصالحه مقابل 24 معارضً.
ورغم توجيهات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لأعضاء الائتلاف الحاكم بالتصويت ضد المشروع، صوت عضو الكنيست يولي إدلشتاين من حزب "الليكود" لصالحه. وسيحال المشروع إلى لجنة الشؤون الخارجية والدفاع لمزيد من النقاش.
في المقابل، رحّب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بالمصادقة الأولية، وقال: "أفتخر بتصويت حزب (العظمة اليهودية) لصالح السيادة. أتفهم وجود ضغوط دولية، لكن الحكومة اليمينية تفعل ما هو صائب لسكان دولة إسرائيل، وما هو صائب الآن هو السيادة".
وفي موازاة ذلك، عبر جي دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، عن استيائه الشديد من تصويت الكنيست، قائلا إنه "شعر بالخداع" بعد أن قيل له إن الخطوة "رمزية فقط".
وأضاف فانس في تصريحات صحفية: "كان الأمر غريبا جدا، وشعرت بالحيرة الشديدة. أخبرت مرارا أن التصويت رمزي ولا يقصد به سوى كسب نقاط سياسية داخلية. إذا كان ذلك صحيحا، فهو تصرف غبي حقا، وأنا مستاء منه".