أريانا جراندي تكشف كيف أعاد فيلم Wicked شغفها بالموسيقى
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
أعربت المغنية الأمريكية أريانا جراندي عن امتنانها العميق لتجربتها في فيلم Wicked، مؤكدة أن العمل على هذا المشروع السينمائي كان الدافع الأساسي وراء عودتها إلى عالم الموسيقى بعد فترة من الهدوء الفني.
وجاء تصريحها خلال مقابلة في بودكاست Shut Up Evan الذي يقدمه الصحفي إيفان روس كاتز، حيث كشفت غراندي، البالغة من العمر 32 عامًا، أن المشاركة في الفيلم أشعلت بداخلها “شرارة حقيقية” وشعورًا بالإلهام افتقدته منذ فترة طويلة.
تحدثت جراندي عن تجربتها في تصوير الفيلم قائلة: “شعرت وكأن شيئًا في داخلي عاد للحياة، كأنني وجدت الإلهام الذي كنت أبحث عنه. ربما كنت أفتقد تلك الشرارة، وربما كان عليّ أن أغيب قليلًا لأتعلم كيف أعود أقوى.” وأضافت أن العمل على شخصية غاليندا في الفيلم جعلها تستعيد حبها للموسيقى، مشيرة إلى أن التجربة أعادتها إلى كتابة الأغاني بشغف جديد ورغبة في الإبداع.
تلعب جراندي دور جاليندا أبلاند في النسخة السينمائية المنتظرة من Wicked، إلى جانب الممثلة سينثيا إيريفو التي تجسد شخصية إلفابا.
ومن المقرر عرض الجزء الأول من الفيلم تحت عنوان Wicked: For Good في 21 نوفمبر المقبل، وسط توقعات جماهيرية كبيرة لما يحمله العمل من موسيقى وأداء مبهر.
إلهام فني يثمر عن ألبوم جديد
أشارت جراندي إلى أن الطاقة الإبداعية التي اكتسبتها من العمل على الفيلم انعكست على ألبومها السابع Eternal Sunshine، الذي صدر العام الماضي ولاقى إشادة واسعة من النقاد والمعجبين على حد سواء.
وقالت: “كان لابد أن أكتب ألبومًا بعد هذه التجربة، لم أستطع تجاهل هذا الإلهام.”
العودة إلى المسرح والاحتفال مع الجمهور
تستعد أريانا غراندي للعودة إلى المسرح في مارس المقبل ضمن جولة موسيقية جديدة احتفالًا بألبومها الأخير.
وتؤكد أن المرحلة القادمة من مسيرتها ستكون مزيجًا من التمثيل والموسيقى، لكنها تعتبر الغناء “البيت الأول” الذي لا يمكن أن تغادره.
بهذه التصريحات الصادقة، تثبت غراندي أن الفن قادر على إعادة إشعال الشغف حتى بعد فترات الصمت، وأن العمل الإبداعي قد يتحول إلى وقودٍ جديدٍ يحرّك الفنان نحو مرحلة أكثر نضجًا وتألقًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فيلم أريانا جراندي جراندي السينما المشروع السينمائي
إقرأ أيضاً:
أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية
أحمد زيور باشا، هذا الاسم الذي يلمع في صفحات التاريخ المصري، ليس مجرد شخصية سياسية عابرة، بل هو رمز للإصرار والعطاء والتفاني في خدمة وطنه.
ولد زيور باشا في الإسكندرية عام 1864 في أسرة شركسية تركية الأصل، كانت قد هاجرت من اليونان، لكنه بالرغم من جذوره الأجنبية، حمل قلبه وروحه على مصر، وجعل منها مسرحا لحياته المليئة بالعطاء والمسؤولية.
منذ نعومة أظافره، أظهر أحمد زيور براعة وحسا عميقا بالواجب؛ فقد التحق بمدرسة العازاريين، ثم واصل دراسته في كلية الجزويت ببيروت، قبل أن يتخرج من كلية الحقوق في فرنسا، حاملا معه العلم والخبرة ليخدم وطنه الغالي.
طفولته لم تكن سهلة، فقد كان صبيا بدينا يواجه العقوبات بحساسية شديدة، وكان العقاب الأصعب بالنسبة له مجرد “العيش الحاف”، لكنه تعلم من هذه التجارب الأولى معنى الصبر والمثابرة، وكان لذلك أثر واضح على شخصيته فيما بعد، إذ شكلت بداياته الصعبة حجر أساس لصقل إرادته القوية وعزيمته التي لا تلين.
عندما عاد إلى مصر بعد دراسته، بدأ أحمد زيور مسيرته في القضاء، ثم تقلد مناصب إدارية هامة حتى وصل إلى منصب محافظ الإسكندرية، وبدأت خطواته السياسية تتصاعد بسرعة.
لم يكن الرجل مجرد سياسي يحكم، بل كان عقلا مفكرا يقرأ الواقع ويفكر في مصلحة الوطن قبل أي اعتبار شخصي، تولى عدة حقائب وزارية هامة، منها الأوقاف والمعارف العمومية والمواصلات، وكان يتنقل بين الوزارات بخبرة وإخلاص، ما جعله شخصية محورية في إدارة شؤون الدولة، وخصوصا خلال الفترة الحرجة بعد الثورة المصرية عام 1919.
لكن ما يميز أحمد زيور باشا ليس فقط المناصب التي شغلها، بل شخصيته الإنسانية التي امتزجت بالحكمة والكرم وحب الدعابة، إلى جانب ثقافته الواسعة التي جعلته يجيد العربية والتركية والفرنسية، ويفهم الإنجليزية والإيطالية.
كان الرجل يفتح صدره للآخرين، ويمتلك القدرة على إدارة الصراعات السياسية بحنكة وهدوء، وهو ما جعله محل احترام الجميع، سواء من زملائه السياسيين أو من عامة الشعب.
عين رئيسا لمجلس الشيوخ المصري، ثم شكل وزارته الأولى في نوفمبر 1924، حيث جمع بين منصب رئاسة الوزراء ووزارتي الداخلية والخارجية، مؤكدا قدرته على إدارة الأمور بيد حازمة وعقل متفتح.
واستمر في خدمة وطنه من خلال تشكيل وزارته الثانية، حتى يونيو 1926، حريصا على استقرار الدولة وإدارة شؤونها بحنكة، بعيدا عن أي مصالح شخصية أو ضغوط خارجية.
زيور باشا لم يكن مجرد سياسي تقليدي، بل كان رمزا للفكر المصري العصري الذي يحترم القانون ويؤمن بالعلم والثقافة، ويجمع بين الوطنية العميقة والتواضع الجم.
محبا لوالديه، كريم النفس، لطيف الخلق، جسوره ضخم وقلوبه أوسع، كان يمزج بين السلطة والرقة، بين الحزم والمرونة، وبين العمل الجاد وروح الدعابة.
هذا المزيج الفريد جعله نموذجا للقيادة الرشيدة في وقت كان فيه الوطن بحاجة لمثل هذه الشخصيات التي تجمع بين القوة والإنسانية في آن واحد.
توفي أحمد زيور باشا في مسقط رأسه بالإسكندرية عام 1945، لكنه ترك إرثا خالدا من الخدمة الوطنية والقيادة الحكيمة، وأصبح اسمه محفورا في وجدان المصريين، ليس فقط كوزير أو رئيس وزراء، بل كرجل حمل قلبه على وطنه، وبذل كل ما في وسعه ليبني مصر الحديثة ويؤسس لمستقبل أفضل.
إن تاريخ زيور باشا يعلمنا درسا خالدا، أن القيادة الحقيقية ليست في المناصب ولا في السلطة، بل في حب الوطن، والعمل الدؤوب، والوفاء للعهود التي قطعناها على أنفسنا تجاه بلدنا وشعبنا.
أحمد زيور باشا كان نموذجا مصريا أصيلا، يحكي عن قدرة الإنسان على التميز رغم الصعاب، ويذكرنا جميعا بأن مصر تحتاج دائما لأمثاله، رجالا يحملون العلم والقلب معا، ويعملون بلا كلل من أجل رفعة وطنهم وشموخه.
ومن يقرأ سيرته، يدرك أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تصنع التاريخ، وأن من يحب وطنه حقا، يظل اسمه حيا في ذاكرة شعبه، مهما رحل عن الدنيا، ومهما تبدلت الظروف.