ما الجديد في كتب التربيه الاسلاميه المطورة؟!
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
ما الجديد في #كتب #التربيه_الاسلاميه #المطورة؟!
أ.د. #خالد_عطية_السعودي
أستاذ المناهج والتدريس في جامعة الطفيلة التقنية.
حقا، سؤال مشروع، وربما يكون من الأجدى طرح أسئلة فرعية أخرى، من مثل:
ماذا تختلف كتب التربية الإسلامية المطورة عما سبقها من كتب؟
هل تنسجم الكتب المطورة مع مواصفات إعداد الكتاب المدرسي الجيد؟
الجواب، أن الكتب الصادرة عن المركز الوطني لتطوير المناهج، جاءت مختلفة، وربما يمكن القول أنها تجربة متميزة على مستوى الوطن العربي، حيث إن كثيرا الدراسات التي أجريت على هذه الكتب أظهرت نتائجها أنها حققت معايير الجودة في صناعة المنهاج التعليمي.
لقد وضع القائمون على إعداد هذه الكتب أمام أعينهم خلاصة الإطار الخاص بمناهج الإسلامية، المتمثلة في إعداد جيل مؤمن بالله تعالى، ذي شخصية إيجابية متوازنة، معتز بانتمائه الوطني، ملتزم بالتصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة، متمثل الأخلاق الكريمة والقيم الأصيلة، ملم بمهارات الحياة..
يجد الدارس لهذه الكتب والمحلل لمحتواها أنه أمام مجموعة من المبادئ والمرتكزات التي تمثل علامة فارقة في هذه الكتب، ومن ذلك:
أولا- استناد تصميم المحتوى على دورة التعلم الرباعية المنبثقة من النظرية البنائية، التي تمنح الطلبة الدور الأكبر في عمليتي التعلم والتعليم، وتتمثل مراحلها في: التهيئة والاستكشاف، والشرح والتفسير، والتوسع والإثراء، والتقييم والمراجعة..
ثانيا-إبراز المنحى التكاملي بين التربية الإسلامية وباقي المباحث الدراسية الأخرى؛ كاللغة العربية، والتربية الاجتماعية، والعلوم، والرياضيات، والفنون..
ثالثا – تعزيز المهارات، كمهارات البحث، وعمليات العلم، من مثل: الملاحظة، والتصنيف، والترتيب والتسلسل، والمقارنة، والتواصل..
رابعا- ربط المعرفة الدينية بحياة الطالب وواقعه ومشكلات المجتمع وتحدياته.. من خلال تقديم أنشطة متنوعة وامثلة متعددة، وأسئلة سابرة.
خامسا- التمحور حول الطالب، ومراعاة المرحلة النمائية التي يمر بها، سواء من الناحية الجسمية أو العقلية أو النفسية أو الاجتماعية.. ومخاطبة الذكاءات المتعددة للطلبة… واستخدام لغة سهلة وواضحة، خالية من الأخطاء تنسجم مع الرصيد اللغوي للطلبة.
سادسا- تنمية إستراتيجيات التفكير، كالتفكير الناقد، والإبداعي، وحل المشكلات، والتفكير فوق المعرفي.. بأسلوب تفاعلي يحرك الطالب ويستمطر أفكاره، بحيث يصل إلى المعلومة بنفسه ومن خلال استنتاجاته..
سابعا- التركيز على القيم، وترسيخ الأخلاق الحميدة التي تصون سلوك الفرد، وتبين حدود علاقاته مع ربه ومع مجتمعه، ومع بيئته… وهي ضرورة اجتماعية تمس جميع العلاقات الإنسانية، من خلال نشر قيم التعاون والمحبة والتسامح…
ثامنا- توظيف التكنولوجيا، من خلال الإحالة إلى مواقع الإنترنت، والكتب الإلكترونية، ومقاطع الفيديو.. وهذا من شأنه أن يثري مواقف التعليم والتعلم المختلفة بالعديد من مصادر التعلم المتنوعة، ويضفي متعة وتشويقا على تعلم الطالب من جهة ويفتح أمامه العديد من طرائق التعليم المفضلة، فضلا عن تنويع مثيرات التعلم…!
تاسعا- التركيز على القضايا المعاصرة، والمستجدات الحديثة، وهذا يؤكد على مرونة كتب التربية الإسلامية واستيعابها لحاجات الإنسان الملحة والضروية، فلم تغب في جوف التراث والتاريخ، وإنما انسجمت مع الحديث الدائر عن حقوق الإنسان، وقضايا المرأة، والقضايا الوطنية، والتربية البيئية، والتربية الإعلامية والمعلوماتية، وما يتصل بذلك من مواقع التواصل الاجتماعي…
عاشرا- إثراء المحتوى بمعينات أخرى إلى جانب الكلمات المكتوبة فيه كالصور والرسوم الجداول والأشكال وغيرها مما يسهل عملية الفهم والاستيعاب.
وبعد،
فقد بقي أن نقول أن الجهد المبذول في إخراج كتب التربية الإسلامية المطورة بهذه الحلة الجميلة والثوب الجديد، لا يدين فقط بالفضل لفريق التأليف وعلى رأسه معالي أ. د. هايل داود وهو بلا شك عالم قدير وباحث جدير، بل يتعدى ذلك إلى المصممين ولجان التحكيم التربوية والشرعية، ومجموعات التركيز من المعلمين والمشرفين، والمجلس التنفيذي والمجلس الأعلى ومجلس التربية والتعليم ودائرة الإفتاء ووزارة الأوقاف.. إضافة لعمليات المتابعة الحثيثة من قبل إدارة المركز الحصيفة ورئاسة المجلس الأعلى الجليلة
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: كتب المطورة التربیة الإسلامیة من خلال
إقرأ أيضاً:
وزارة التربية والتعليم تنظم برنامج «الصيف بالخارج» لعام 2025
أعلنت وزارة التربية والتعليم، بدء تنفيذ برنامج "الصيف بالخارج" لعام 2025، لإيفاد 270 طالبا وطالبة من الصفين العاشر والحادي عشر في المدارس الحكومية، يمثلون نخبة من الطلبة المتفوقين والمشاركين في البرامج الوطنية والمسابقات النوعية، إلى مجموعة من أبرز الجامعات والمعاهد والمؤسسات البحثية والعلمية حول العالم، وذلك خلال شهري يوليو وأغسطس من العام الحالي.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الرؤية الاستراتيجية للوزارة لبناء جيل وطني متمكن معرفيا ومهاريا.
ويهدف البرنامج إلى تمكين الطلبة من خوض تجارب تدريبية وتثقيفية عالمية عالية المستوى، بما يسهم في توسيع مداركهم، وتنمية مهاراتهم الشخصية والأكاديمية، وتزويدهم بفهم أعمق للممارسات المبتكرة في مجالات متنوعة تشمل الذكاء الاصطناعي والقيادة وريادة الأعمال.
وأكدت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم، أن برنامج "الصيف بالخارج" يمنح الطلبة فرصة لاكتساب مهارات جديدة، من خلال تدريبهم في نخبة من أبرز الجامعات والمعاهد والمؤسسات العلمية العالمية، ما يسهم في صقل قدراتهم الأكاديمية وتطوير مهاراتهم الشخصية.
وأضافت أن هذه التجربة تتيح لهم التعرف إلى بيئات تعليمية متنوعة، وتوسع مداركهم الثقافية والعلمية بما يعزز من تطلعاتهم وطموحاتهم المستقبلية.
ويشمل برنامج "الصيف بالخارج" زيارات ميدانية ودورات تدريبية متخصصة في عدد من الدول الرائدة في مجالات التعليم والابتكار، وهي سنغافورة، والصين، واليابان، وجمهورية كوريا، وروسيا الاتحادية، وماليزيا.
ويرافق الطلبة خلال البرنامج 29 مشرفًا تربويًا تم إعدادهم لتقديم الإرشاد الأكاديمي والدعم التربوي اللازم.
كما يتميز البرنامج هذا العام بمشاركة مجموعة من الطلبة من أصحاب الهمم، وذلك في كل من اليابان وجمهورية كوريا.
ويأتي تنفيذ البرنامج ضمن إطار رؤية شاملة تتبناها الوزارة لتعزيز تجربة الطلبة العلمية، وذلك عبر إيفادهم إلى مؤسسات أكاديمية مرموقة تُمكنهم من بناء شبكة معرفية، وترفدهم بمهارات تؤهلهم للتميز والمنافسة في مجالات التعليم والابتكار على المدى البعيد.