قادة المدن العربية يناقشون رؤية لمستقبل حضري مستدام
تاريخ النشر: 29th, October 2025 GMT
دبي (الاتحاد)
عقد قادة مدن ورؤساء بلديات أكثر من 30 مدينة من أنحاء العالم العربي اجتماعاً موسعاً في مدينة إكسبو دبي، ناقش وضع رؤية مشتركة لمستقبل حضري عربي مستدام ومزدهر.
وأكد المشاركون في الحدث على المسؤولية الجماعية لقادة المدن عبر التعاون والعمل المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية، بما في ذلك تحديات النمو السريع، وتوظيف الشباب والمرونة الحضرية في مواجهة تغير المناخ.
حضر الاجتماع، الذي عقد ضمن فعاليات القمة العالمية للمدن، كل من معالي ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، الرئيس التنفيذي لسلطة مدينة إكسبو دبي، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة، ومعالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة.
تعد الجهود العربية المشتركة، المرتكزة إلى الروابط الثقافية والتاريخية العميقة، حجر الزاوية في استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء شراكات استراتيجية مع الدول والمدن العربية. وناقش رؤساء البلديات وقادة المدن العرب كيف تقدم مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي اتسمت بقيادة ذات رؤية ثاقبة وحوكمة مركزة على النتائج، نموذجاً يحتذى به للتحول الحضري والتنمية، وهو نموذج يمكن تطبيقه في المنطقة بأكملها.
وأكد المشاركون في الاجتماع أهمية مواجهة التحديات بشكل جماعي عبر تبادل المعارف والخبرات، حيث تمتلك كل مدينة عربية، بغض النظر عن مرحلتها التنموية الحالية، رؤى فريدة يمكن أن تسهم في مسيرة التنمية المشتركة للعالم العربي.
وتقوم المدن العربية بدور أساسي في المشهد الحضري العالمي، وتوفر لها القمة منصة للعمل المشترك والتواصل مع المدن من جميع أنحاء العالم لتعزيز حضورها الدولي. ويشارك قادة المدن العرب إلى جانب مئات من قادة المدن من مختلف أنحاء العالم في قمة المدن العالمية التي تستمر ثلاثة أيام، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي.
تعد هذه القمة واحدة من أكبر وأكثر التجمعات تنوعاً في العالم لرؤساء البلديات وقادة المدن وقطاع الأعمال. وهي منصة عالمية لمناقشة التحديات الحضرية، وكيف يمكن للمدن أن تواكب التوسع الحضري السريع، وأن تبني مستقبلاً أكثر ملاءمة للعيش وكفاءة ومرونة.
تعزيز الابتكار
أكد المشاركون في قمة مدن آسيا والمحيط الهادئ 2025 لرؤساء البلديات، التي تُقام من 27 إلى 29 أكتوبر الجاري في مدينة إكسبو دبي، أهمية الحدث العالمي منصة لتبادل الخبرات والرؤى حول مستقبل المدن والتنمية المستدامة، مشيدين بالتطور الحضري والاقتصادي الذي تشهده دبي ودورها في تعزيز الابتكار والاستدامة على المستوى العالمي.
وقال بيونغ مان كيم، نائب العمدة لشؤون السياسة في حكومة سيول العاصمة، إنه يشعر بالفخر والامتنان لتمثيل بلاده والمشاركة في منتدى قادة المدن العالمية، مؤكداً أن «العالم يشهد تغيّرات سريعة تشمل التحول الرقمي وتغير المناخ، ومن هذا المنطلق يجمع هذا المنتدى قادة المدن لمناقشة الاتجاهات الجديدة، وهو أمر ذو أهمية كبيرة». وأعرب عن ثقته بأن المنتدى سينتج حلولاً عملية ورؤى مستقبلية للمدن العالمية، معتبراً أن «تكاتف جهود سيول ودبي سيحقق مزيداً من التقدم والنمو المشترك».
من جانبه، أكد سام أتول، رئيس بلدية مدينة ليرا في أوغندا، أن القمة شكّلت منصة متميزة للتواصل وتبادل الخبرات مع قادة المدن من مختلف أنحاء العالم، مشيداً بالتطور المتسارع الذي تشهده دبي في مجالات الابتكار والاستدامة الحضرية.
وأكد إدوارد ويلسون، أحد المشاركين من مدينة بريسبان الأسترالية، أن مشاركته في القمة تمثل فرصة ثمينة للتعبير عن تطلعات الشباب والمساهمة في صياغة حلول تسهم في بناء مستقبل أفضل للمجتمعات محلياً ودولياً.
رقمنة الحياة
نظمت «دبي الرقمية» سلسلة ورش عمل متخصصة بعنوان «رقمنة الحياة»؛ وذلك ضمن فعاليات قمة مدن آسيا والمحيط الهادئ. واستعرضت الورشة الأولى بعنوان «وكلاء المستقبل»، التي افتتحتها الدكتورة موزة سويدان، المدير التنفيذي لقطاع التطبيقات والمنصات الرقمية في مؤسسة حكومة دبي الرقمية، مفهوم وكلاء الذكاء الاصطناعي، ودورهم في إعادة تعريف الخدمات الرقمية، بما يتناسب مع متطلبات المدن الذكية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: ريم الهاشمي المدن العربية نورة الكعبي خليفة شاهين المرر الإمارات دبي القمة العالمية للمدن مدينة إكسبو دبي إكسبو دبي أنحاء العالم قادة المدن
إقرأ أيضاً:
ديسكورد العالم السري للمراهقين.. منصة تواصل أم بوابة للمخاطر الخفية؟
في سبتمبر من العام الحالي برز اسم ديسكورد بقوة في الساحة العربية، ليس بوصفه منصة ترفيهية متعلقة بالألعاب الإلكترونية كما يعرف عالميا، بل مساحة تنظيمية استخدمها شباب ومراهقون في المغرب لتنسيق مظاهراتهم ومناقشة قضايا تتعلق بالحريات والإعلام والفساد.
ولم تكن التجربة المغربية معزولة، إذ سبقتها إلى استخدام هذه الآلية حركات الاحتجاج في نيبال، وهو ما يعكس انتقال المنصة من نطاق الاستخدام الترفيهي إلى دور أكثر تأثيرا في الحراك الشبابي.
وبحسب موقع "ريسور" المتخصص في البيانات والإحصائيات، يتجاوز عدد مستخدمي المنصة شهريا 259 مليون مستخدم، أغلبهم من الشباب والمراهقين، وهو ما يعني أن أبناءك قد يكونون جزءا من هذا الجمهور.
وقد تحولت المنصة -التي بدأت أداة للتواصل الصوتي بين اللاعبين- إلى فضاء رقمي واسع للتفاعل أثناء اللعب، وأداء الواجبات المدرسية، وتنظيم اجتماعات الأندية والغناء والتسكع افتراضيا.
هذا الانتشار السريع جعلها واحدة من أكثر المنصات جذبا، لكنه أثار أيضا جدلا متزايدا بشأن مستوى الأمان الذي توفره للمراهقين، وما إذا كانت فوائدها تفوق مخاطرها المتنامية.
ما الذي يميز ديسكورد عن غيره من التطبيقات؟
يختلف ديسكورد عن تطبيقات التواصل التقليدية مثل واتساب وفيسبوك، فبينما تركز تلك التطبيقات على التواصل بين الأصدقاء والمعارف، يقوم ديسكورد على مفهوم "السيرفرات" أو الخوادم، وهي مساحات افتراضية يمكن لأي شخص إنشاؤها أو الانضمام إليها وفق اهتماماته، دون معرفة مسبقة بالأعضاء.
ويوفر التطبيق محادثات نصية، وقنوات صوتية مباشرة، ومكالمات فيديو، مع إمكانية تبادل الملفات والصور والروابط بحرية.
هذه المرونة تجعله أداة قوية للتفاعل الاجتماعي، لكنها تفتح المجال لاستخدامات غير آمنة، خصوصا للأطفال والمراهقين، كما تسمح القنوات المفتوحة لأي عضو بالدخول والمشاركة في أي وقت، مما يتيح تواصلا فرديا قد يكون خارج نطاق إشراف الأهل.
كيف يعمل ديسكورد؟عند التسجيل في ديسكورد ينشئ المستخدم حسابه الشخصي ثم يبدأ في استكشاف خوادم تتوافق مع اهتماماته أو الانضمام إليها عبر روابط الدعوة، وتتفاوت هذه الخوادم بين مجتمعات ضخمة تضم آلاف الأعضاء ومجموعات صغيرة مغلقة.
إعلانورغم أن المنصة تشترط أن يكون عمر المستخدم 13 عاما على الأقل، فإنها تعتمد على تاريخ الميلاد الذي يدخله المستخدم نفسه، وهو ما يجعل تجاوز هذا الشرط سهلا على الأطفال الأصغر سنا.
ورغم أن ديسكورد يعمل على حذف حسابات القاصرين عند اكتشافها ويقيد الوصول إلى الخوادم المخصصة للبالغين لمن هم فوق 18 عاما، إلا أن خبراء السلامة الرقمية يشيرون إلى أن هذه الإجراءات لا توفر حماية كاملة.
على الرغم من أن ديسكورد قد يوفر مساحة ممتعة ومحفزة للإبداع لدى المراهقين، فإن بنيته وطبيعة خصائصه الأمنية المحدودة تجعله بيئة تحمل مخاطر واضحة للمستخدمين الأصغر سنا. وفيما يلي أبرز التحديات والمخاطر المرتبطة باستخدامه:
التواصل مع الغرباء واستدراج الأطفالمن أبرز المخاطر التي يواجهها الأطفال على ديسكورد سهولة التواصل مع أشخاص مجهولين. فعند الانضمام إلى خوادم عامة، يصبح الطفل مكشوفا أمام آلاف المستخدمين الذين قد يدعي بعضهم أنهم في نفس عمره لكسب ثقته، وتكثر حالات تلقي رسائل خاصة من حسابات مشبوهة تحتوي على روابط خطيرة أو محاولات لاستدراج الطفل إلى محادثات غير مناسبة خارج المنصة.
التنمر الإلكتروني والمحتوى الضارفي عام 2024 رفعت والدة المراهق إيثان دالاس، 15 عاما، دعوى قضائية تتهم فيها ديسكورد بالإهمال بعد أن تمكن شخص بالغ من استدراج ابنها ثم ابتزازه جنسيا، في واقعة انتهت بانتحاره.
وليست هذه حالة فردية، إذ تسجل الولايات المتحدة عشرات القضايا المشابهة المرتبطة بالاستغلال أو التنمر داخل غرف الدردشة.
ويواجه ديسكورد انتقادات متزايدة بسبب صعوبة ضبط محتواه، خصوصا وأن المحادثات النصية والصوتية تجري بشكل لحظي يجعل مراقبة الانتهاكات أمرا معقدا. ويتعرض كثير من المستخدمين صغار السن للإساءات اللفظية أو التنمر الجماعي داخل القنوات الصوتية، إضافة إلى انتشار خوادم تحتوي على مواد غير مناسبة، من محتوى عنيف إلى لغة جنسية بذيئة.
وطبقا لتقرير الشفافية الخاص بديسكورد عام 2024 فإن 18.97% من المستخدمين أبلغوا عن تحرش وتنمر، كما تعلق ما يقرب من 4% من البلاغات ضد المنصة بسلامة الأطفال.
التلاعب والاستغلالكما أشرنا سابقا، فإن أحد أبرز خصائص ديسكورد هو كونه منصة مفتوحة تتيح تواصلا سريعا وسهلا، إلا أن هذه الميزة قد تأتي بنتائج عكسية في بعض الأحيان. فقد سجلت حالات استغلت فيها المنصة من قبل جماعات متطرفة أو أفراد ذوي نوايا سيئة لنشر أفكار خطيرة، سواء عبر التحريض على العنف أو التشجيع على إيذاء النفس، أو حتى محاولة استقطاب المراهقين للانخراط في أنشطة غير قانونية. وتزيد طبيعة الخوادم المغلقة من صعوبة مراقبة هذه الممارسات والحد منها.
الإدمان والتأثير على الحياة الواقعيةكثرة الإشعارات والمحادثات المستمرة عبر خوادم متعددة تدفع الأطفال لقضاء ساعات طويلة على التطبيق، ما قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم وتراجع في الأداء الدراسي وضعف في المهارات الاجتماعية الحقيقية، ويصبح العالم الافتراضي أكثر جاذبية لهم من الواقع، مما يعزلهم عن أسرهم وأصدقائهم الحقيقيين.
لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت، يجب بناء علاقة قائمة على الثقة والحوار المفتوح، يظهر فيها الأهل اهتماما حقيقيا دون فرض رقابة صارمة. يشعر الطفل بالأمان لمشاركة تجاربه والإبلاغ عن أي موقف مزعج.
ويؤكد الخبراء أن المنزل يجب أن يكون "منطقة بلا أخطاء" تسمح للأطفال باللجوء إلى والديهم دون خوف، مما يجعل دور الأهل ملاذا آمنا، خصوصا مع تردد كثير من الشباب في الإفصاح عن مشاكلهم.
إعدادات الخصوصية والأمانيوفر ديسكورد مجموعة من إعدادات الخصوصية التي يجب تفعيلها، مثل:
تقييد استقبال الرسائل، والسماح بتلك الواردة من الأصدقاء فقط. تعطيل طلبات الصداقة العشوائية. إخفاء البريد الإلكتروني ورقم الهاتف. استخدام خاصية "مركز العائلة"، التي تتيح للأهل الاطلاع على قائمة الأصدقاء والخوادم دون التطفل على تفاصيل المحادثات.من الضروري توعية الأطفال بعدم مشاركة أي معلومات شخصية مثل العنوان أو المدرسة أو الصور مع الغرباء، وتعليمهم كيفية التعرف على المحتوى أو المحاولات المشبوهة للتواصل، مع تشجيعهم على الإبلاغ فورا عن أي سلوك مريب.
وينطبق ذلك على جميع منصات التواصل والألعاب المشابهة، بما فيها روبلوكس وغيرها. وإذا واجه الطفل إساءة أو محتوى غير لائق، ينبغي على الأهل التحلي بالهدوء وعدم توبيخه، بل الاحتفاظ بالأدلة مثل لقطات الشاشة، واستخدام أدوات الإبلاغ داخل المنصة، واللجوء للجهات المختصة إذا استدعى الأمر.
سلامة الأطفال على الإنترنت تتطلب نهجا متكاملا، فديسكورد يمثل أداة يمكن أن تكون نافعة أو ضارة بحسب الاستخدام. وتوفر المنصة فرصا للتعلم وبناء الصداقات ومشاركة الاهتمامات، لكنها تحمل مخاطر المحتوى غير اللائق، لذا فالتوازن بين الحرية الرقمية والحماية يتحقق بالتوعية والحوار المفتوح والمتابعة الحكيمة.