أدان الأزهر الشريف بأشدِّ العبارات الانتهاكات البشعة والجرائم التي تُرتكبُ ضد المدنيين الأبرياء في مدينة الفاشر بالسودان، وما يتعرَّضون له من قتلٍ وقصفٍ وتجويعٍ وحرمانٍ من الخدمات الطِّبيَّة والإغاثيَّة، في انتهاكٍ صارخٍ لكل القيم الإنسانية والمبادئ الدينيَّة والمواثيق الدوليَّة.

ودعا الأزهر حكماء السودان وعقلاء العالم إلى التدخل الفوري والعاجل والتوسط لوقف هذه المجازر والجرائم والانتهاكات التي تُرتكب في حقِّ الشعب السوداني، مؤكدًا ضرورة تغليب صوت العقل والحكمة، وإعلاء مصلحة السودان العليا والحفاظ على وحدته، والعمل على وقفِ نزيف دماء الأبرياء، وإنهاء العنف الذي يحصد أرواح الأبرياء ويمزِّق وحدة الوطن.

دعاء جوف الليل للفرج القريب.. كلمات مستجابة تبدّل حالك وترفعك الدرجاتهل تأخر قبول دعائك؟.. عجائب الصلاة على النبي في استجابة الدعاء

ويُذكِّر الأزهر هؤلاء المعتدين بأنَّ من يقتلونهم هم إخوتهم من السودانيين الذين يشاركونهم الدين والوطن والعرق، وأنَّ الانجرار خلف الصراعات التي تغذيها المصالح السياسية الخبيثة لن يجلب للسودان إلا مزيدًا من القتل وشلالات الدماء التي لا تتوقف، والتخلُّف والفقر، والكراهية والتعصُّب، وتحقيق أجندات خارجية لا تسعى إلا لإضعاف هذا البلد العزيز، والسيطرة على موارده وسرقة خيراته، ووضعه في قائمة الدول التي تعاني من أزمات لا نهاية لها.

ويؤكد الأزهر استعداده لتسيير قوافل إغاثية عاجلة إلى السودان للمساهمة في إنقاذ الوضع الإنساني المتدهور، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمُّل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، والتدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات، وحماية المدنيين الأبرياء، وتيسير دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، والعمل على وقف كامل ودائم للاقتتال والعنف، وعودة الأمن والاستقرار إلى ربوع السودان.

وتضرع الأزهر إلى المولى عزَّ وجلَّ، أن يحفظ السودان، وأن يجنِّب هذا البلد المسلم ويلات الشقاق والفرقة، وأن ينزل سكينته على الشعب الـسوداني وأن يحفظهم بحفظه، وأن يبدلهم بعد خوفهم أمنًا وراحةً وسكينةً.

طباعة شارك الأزهر السودان الأزهر الشريف اعتداءات دولة السودان الدعم السريع

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر السودان الأزهر الشريف اعتداءات دولة السودان الدعم السريع

إقرأ أيضاً:

الجرائم تكشف خطل الشعارات  المرفوعة على أسنة بنادق أبريل

ياسر عرمان

كان اليوم يوماً حزيناً من أيام حرب أبريل اعاد ماضي الانتهاكات وجرائم الحرب التي أُهل بها بأسم حرب الكرامة ودولة ٥٦ والسودان الجديد.

انقلاب ٢٥ أكتوبر وحرب أبريل رجس من رجس الاسلاميين لن تبني بنادقه منفردة او مجتمعة سودان جديد أو تُبقي كرامة لشعبنا فقد شرّدته وأزلته ايما إزلال، حرب أبريل نسخة جديدة ونوعية من جرائم الإنقاذ.

وضعت البشرية للحرب قوانين، وفديوهات اليوم وقبلها فديوهات الدواعش والكنابي وغيرهم خصم على كل قانون، وأفسدت الفديوهات التباهي بنصر الفاشر واعادت جراحات قديمة جديدة، فان الموت لا يجني سوى مزيداً من الموت ولا يستحق الاحتفاء بل يجلب المرارة والحزن والسودانيين أهل وأخوة على ضفتي الحرب فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله.

لماذا يوثقون الجرائم في فديوهات حتى ان احدهم وهو يهين أسير يقول له “هذا الديناري من الولاية الفلانية هدية لعمسيب” ان عمسيب هذا وأخته في الرضاعة حياة عبدالملك عاطلين من كل إنسانية ووظيفة ووظيفتهم الوحيدة نشر العنصرية ووضع العصي لافساد مستقبل السودان ولا يعجب بعمسيب إلا من هو عمسيب وعلى العقلاء لجم انفلات الغرائز قبل فوات الاوان.

النصر في معركة لا يعني النصر في الحرب والانتصار في الحرب لا يعني بناء مجتمع جديد. حينما استولى الدعم السريع على ولاية الجزيرة قلنا صادقين انها مكيدة لا تخدم مصلحة الدعم السريع في السياسة او العسكرية وما حدث بعد ذلك معلوم ومؤلم.

بعد يوم الفاشر هذا نقول مجدداً انه من الضروري التعامل بعقل وحكمة مع المدنيين وخاصة النازحين، وللنازحين في دارفور تاريخ طويل وطريق مليء بالانتهاكات والأشواك، كذلك يجب التعامل بحكمة مع امبرو وكروني والطينة فهي ليست حاميات عسكرية مجردة بل ايضاً مجتمعات، ان الحديث المستمر عن ولايتي الشمالية ونهر النيل وكأنها ولايات شهادات بحثها مملوكة للمؤتمر الوطني حديث غير صحيح ويمكن ان يفسد كامل الحرب على فسادها ويعمق الجراحات المجتمعية ويقلب الاجندة من سياسية إلى إثنية مميتة لا تجلب انتصار وهذا لا يخدم اهلنا وشعبنا في كل السودان فالحرب تنتهي والجراح تبقى وعلينا ان نمضي في طريق المصالحة والأخوة الشريفة لا طريق الدماء، وان تنحصر الحرب بين العسكريين لا بين المجتمعات.

نطالب الطرفين بوقف الاعتداءات على المدنيين والبنية التحتية المدنية فإنها جرائم حرب لا تسقط بالتقادم، وعلينا داخل السودان وخصوصاً خارجه ان نجتهد في حملات واسعة لوقف الحرب وجميعنا ندرك ان بلادنا على شفا التمزق والانهيار، واذا فقدنا شعبنا وارضنا فبأي انجازات شخصية او عامة نحتفي.

أخيراً اننا ندعو المجتمع الدولي للضغط على الطرفين لفتح المسارات الانسانية وحماية المدنيين وخروج كل المسلحين من المدن والقرى الخاضعة لسيطرتهم وتركها لشرطة مدني، وتوسيع الفضاء المدني على حساب الفضاء العسكري والسماح لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية بتقديم المساعدات وان يشرف الصليب الأحمر الدولي على الاسرى والمحتجزين، ولكي يتم ذلك فإننا نناشد بلدان الرباعية بقيادة الولايات المتحدة بالدعوة فوراً لاجتماع عالي المستوى في جدة بالمملكة العربية السعودية لوقف اطلاق نار إنساني لأن الحرب متجهة للتمدد، ونناشد الرباعية الأخرى التي يقودها الاتحاد الأفريقي لعقد اجتماع عالي المستوى والتنسيق مع الرباعية بقيادة الولايات المتحدة لوقف انهيار السودان الذي سيولد اثار عميقة اقليمية ودولية لا تخطئها العين وكل ذلك يحتاج لتشاور مع اهل السودان وقواهم المدنية الديمقراطية وطرفي الحرب.

٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥

الوسومياسر عرمان

مقالات مشابهة

  • رئيس برلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي يدعو الغرب لوقف ازدواجية المعايير تجاه جرائم إسرائيل
  • الأزهر يُدين الانتهاكات المجرمة بالفاشر بالسودان ويدعو لوقفٍ فوريٍّ للعنف
  • السودان.. النزيف مستمر و"الحل الوحيد يعرفه الجميع"
  • غوتيريش يدعو لوقف القتال في السودان بعد مجزرة مستشفى الفاشر
  • السودان.. حكومة «إقليم دارفور» تناشد بالتدخل العاجل لإنقاذ الفاشر
  • لتدهور الأوضاع.. رئيس حكومة دارفور يدعو المنظمات الإنسانية للتدخل العاجل بالفاشر
  • رئيس حكومة دارفور يدعو المنظمات الإنسانية للتدخل العاجل في الفاشر
  • جثث وبقع دماء.. صور الأقمار الصناعية تكشف مشاهد مروّعة في الفاشر وتساؤلات حول مستقبل السودان
  • الجرائم تكشف خطل الشعارات  المرفوعة على أسنة بنادق أبريل