المدبر البطريركي للكلدان بمصر: نسعى للحفاظ على هويتنا وإحياء روح الانتماء
تاريخ النشر: 30th, October 2025 GMT
أكد سيادة الخورأسقف بولس ساتي، المدبر البطريركي للكلدان، ورئيس الطائفة بمصر، أن الكنيسة الكلدانية مصر تبذل جهودًا متواصلة، للحفاظ على هويتها الروحية، والثقافية، وتعزيز حضورها الفاعل في المجتمع المصري، مشيرًا إلى أن أبناء الطائفة يجمعون بين جذورهم المشرقية العريقة، وانتمائهم الوطني العميق.
وأوضح الخورأسقف ساتي أن الوجود الكلداني بمصر يعود إلى منتصف القرن الثامن عشر، حين قصد عدد من الكلدان البلاد بغية العمل، والتجارة، لتبدأ مرحلة الحضور المؤثر مع عهد محمد علي باشا الذي شهد انفتاحًا، ونهضةً شجعت استقرار الجاليات المسيحية.
وتزايد عدد الكلدان بمصر بشكل لافت، خلال الحرب العالمية الأولى، مع نزوح العائلات من العراق، وسوريا، وتركيا، هربًا من الاضطهادات، ومجازر "سيفو".
وأضاف المدبر البطريركي للكلدان بمصر: إن هذا الحضور المتنامي استدعى تأسيس أول كنيسة كلدانية بمصر عام 1890، بحي الفجالة، بالقاهرة، حملت اسم مار أنطونيوس الكبير، بفضل تبرع سخي من هيلانة موصلي، لراحة نفس زوجها أنطوان بغدادي، وقد تم تكريسها رسميًا عام 1893، لتصبح مركزًا رعويًا وخدميًا للطائفة.
وأشار المدبر البطريركي إلى أن الكنيسة الكلدانية بمصر واجهت في بداياتها تحديات إدارية كبرى، خاصة خلال عهد غبطة البطريرك إيليا عبو اليونان (1879–1894)، الذي واجه اعتراضًا من الكرسي الرسولي على تأسيس النيابة البطريركية الكلدانية بمصر، وتعيين الخورأسقف بطرس عابد كأول مدبر بطريركي، كون الإيبارشية كانت خارج نطاق السلطة البطريركية المباشرة آنذاك.
وبين سيادة الخورأسقف أن أبناء الطائفة اليوم هم أحفاد الكلدان الأوائل الذين استقروا في مصر، لكنهم في الوقت ذاته مصريون بالكامل يساهمون بفعالية في الحياة الاجتماعية والوطنية. وقال:
رغم أن أعدادنا اليوم لا تتجاوز المئة عائلة تقريبًا، إلا أن الروح الكلدانية حاضرة بقوة. كثيرون من أبنائنا يراجعوننا باستمرار، لإتمام الأسرار الكنسية من معمودية، وزواج، وجنازات، ما يعكس ارتباطهم العميق بكنيستهم، وهويتهم.
وأوضح أن تراجع العدد يعود إلى الانفتاح على الزواج من خارج الطائفة، واندماج الكلدان في المجتمع، لكنه شدد على أن أبواب الكنيسة تبقى مفتوحة لكل من يرغب في الانتماء، مؤكدًا أن الانتماء الكلداني هو انتماء روحي أكثر منه عرقي، أو عددي.
وفي إطار جهود الحفاظ على الهوية، أشار الخورأسقف ساتي إلى تنظيم فعالية سنوية بعنوان "يوم كلدان مصر"، التي تقام منذ أربعة أعوام ،وتشكل مساحة للقاء العائلات، والشبيبة، وتجديد الاعتزاز بالتراث الكلداني.
وتضم الإيبارشية اليوم عددًا من الكنائس أبرزها:
- كنيسة مار أنطونيوس الكبير في الفجالة (الأقدم تاريخًا).
- بازيليك سيدة فاطيما بالقاهرة، مقر الكرسي الأسقفي منذ عام 1980.
- كابيلا العائلة المقدسة بمدافن الطائفة.
- كنيستان بالإسكندرية تخدمان المؤمنين في الساحل الشمالي.
بجانب دورها الروحي، تنشط الكنيسة الكلدانية بمصر في مجالات الخدمة الاجتماعية، والتربوية، إذ تمتلك دار رعاية للمسنات، وتعمل على استعادة مدرستين تابعتين لأوقافها، كما أسست فريق كشافة العذراء سيدة فاطيما، وتشارك بفعالية في هيئة أوقاف الكنيسة الكاثوليكية، فضلًا عن مساهمتها في صياغة قانون الأحوال الشخصية للكاثوليك.
وختم الخورأسقف بولس ساتي بالتأكيد على أن الكنيسة الكلدانية بمصر ستظل جسرًا بين المشرق، والغرب، تجمع أبناءها حول تراثهم العريق، وإيمانهم الحي، وتقدم شهادة مميزة للتنوع الثقافي، والديني الذي يُثري المجتمع المصري.
نحن أبناء أرضين وروحين: جذورنا في بلاد الرافدين، لكن قلوبنا تخفق بحب مصر، وهويتنا الكلدانية هي هبة نحملها بفخر ومسؤولية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكنيسة الكنيسة الكلدانية العائلة المقدسة الکنیسة الکلدانیة الکلدانیة بمصر
إقرأ أيضاً:
السنباطي: نسعى إلى مجتمع لا يرى في الإعاقة حاجزاً بل جزءاً من التنوع الجميل
أكدت الدكتورة سحر السنباطى رئيسة المجلس القومى للطفولة والأمومة، أن "ذوي الهمم هم ذوى قدرات خاصة وإمكانيات فريدة تضيء مجتمعنا كل واحد منهم يمثل قصة نجاح يومية وتحدٍ يتغلبون عليه هو خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
وقالت إن المجلس القومي للطفولة والأمومة وجميع مؤسسات الدولة يعمل على تحسين إدماج أطفالنا من ذوي الإعاقة وحماية حقوقهم وأنه هو حق دستوري وإنساني وجزء لا يتجزأ من الإستراتيجية الوطنية للطفولة والأمومة ورؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.
جاء ذلك خلال مشاركتها في اللقاء التوعوى لمبادرة " أسرتى قوتى " بالتعاون مع الدكتورة إيمان كريم المشرف العام علي المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة ، والاستاذة سهام الجوهري – رئيس مجلس إدارة جمعية مصر الجديدة وبحضور عدد من أعضاء المجلس القومى للطفولة والأمومة وممثلي من وزارات التضامن الاجتماعي، التربية والتعليم، الصحة والسكان.
وأكدت "السنباطي"، أن المجلس ملتزم بتعزيز آليات الحماية من خلال خط نجدة الطفل (16000)وتكثيف حملات التوعية مثل حملة "اختلافنا مش بيفرقنا"، لدعم الإدماج والقضاء على التمييز، مؤكدة على العمل جنباً إلى جنب مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة وكل الجهات المعنية لتوحيد الجهود وتذليل كافة العقبات.
وناشدت الدكتورة سحر السنباطى الأطفال وأسرهم بأن يتخطوا أى تحدٍ يقف أمام أحلامهم، وأن قوة الأسرة هي المحرك الرئيسي لمسيرة الدمج والتمكين لاطفالنا ، قائلة "علينا أن نعمل معاً يداً بيد لإنشاء مجتمع لا يرى في الإعاقة حاجزاً، بل يراها جزءاً من التنوع الجميل الذي يثري حياتنا جميعاً مجتمع تكون فيه كل الفرص متاحة، وكل الأحلام ممكنة".