من مجد الحضارة إلى حيرة الجماهير.. إنجازات تُرفع لها القبعة وأداء كروى يثير التساؤلات، شهدت الأيام الأخيرة فى مصر مشهداً متبايناً بين قمة الفخر الوطنى ومرارة القلق الرياضى.
ففى الوقت الذى أبهر فيه افتتاح المتحف المصرى الكبير العالم بعظمة التاريخ والحضارة، جاء إنجاز منتخب ناشئى كرة اليد ليمنح المصريين جرعة فخر جديدة بعد حصوله على فضية كأس العالم، وإن كنا نتمنى أن تكون ذهبية، إلا أن الأداء البطولى للناشئين كان كفيلاً بإسعاد كل مصرى.
حضارة تتحدث.. وحدث يليق باسم مصر
الافتتاح المهيب للمتحف المصرى الكبير لم يكن مجرد فعالية ثقافية، بل حدث عالمى يليق بتاريخ مصر العريق.
التنظيم المبهر، الحضور الدولى الواسع، والعروض التى جمعت بين الأصالة والتطور، أكدت أن مصر قادرة على الجمع بين الماضى المجيد والحاضر الطموح.
لقد أثبتت الدولة مرة أخرى قدرتها على تقديم صورة حضارية تبهر العالم وتعيد الثقة فى إمكانياتها التنظيمية والثقافية.
ورغم روعة الحدث، إلا أن النقل التلفزيونى كان بحاجة إلى بعض التطوير، خاصة فى عرض أسماء المدعوين والشخصيات البارزة، ليتمكن الجمهور من التعرف على من شاركوا فى هذا المشهد التاريخى، ونشارك جميعاً فخر تمثيلهم لمصر فى حدث بهذا الحجم.
كرة اليد المصرية ترفع الرأس
على الجانب الرياضى، جاءت ملحمة ناشئى كرة اليد لتؤكد أن مصر تمتلك جيلاً واعداً من الأبطال القادرين على رفع راية الوطن عالياً.
هؤلاء الشباب جسّدوا قيم الإصرار والانضباط والعمل الجماعى، فبروح قتالية وانتماء حقيقى لقميص المنتخب، تمكنوا من الوصول إلى نهائى كأس العالم وحصدوا المركز الثانى بجدارة، مضيفين صفحة جديدة إلى تاريخ الرياضة المصرية المشرق.
بين من يصنع الفخر ومن يثير القلق
لكن وسط كل هذا الزخم الإيجابى، تبقى كرة القدم — اللعبة الشعبية الأولى — عنواناً للحيرة.
فالأخطاء تتكرر، والمدربون يتبدلون دون رؤية واضحة، والنتائج لا تعكس حجم الإمكانيات ولا طموحات الجماهير.
مدربون أجانب يأتون ويرحلون دون بصمة، ومدربون مصريون ناجحون لا تُمنح لهم الفرصة رغم إنقاذهم للموقف أكثر من مرة.
المشهد فى الأهلى مثال واضح: تعيينات متكررة دون استقرار، وتجارب تُعاد رغم فشلها، فى وقت كان فيه مدرب مصرى أثبت نجاحه وانسجامه مع اللاعبين متاحاً، لكنه رُحل بلا مبرر مقنع.
ولا يختلف الوضع كثيراً فى الأندية الأخرى، فغياب الرؤية والإصرار على التجريب دون تخطيط جعل الكرة المصرية تعيش حالة من الدوار الفنى.
أما الزمالك، فبدأ مؤخراً خطوة على الطريق الصحيح بإعادة الثقة فى المدرسة المصرية، وهى بداية تحتاج إلى صبر ودعم أن أراد النادى استعادة هيبته.
الدرس الأهم
النجاح، سواء فى الحضارة أو الرياضة، لا يأتى صدفة.
إنه ثمرة تخطيط، انضباط، وإدارة واعية.
الفخر الوطنى لا يُصنع بالشعارات، بل بالعمل الدؤوب فى كل تفصيلة — تماماً كما حدث فى المتحف المصرى الكبير، وكما جسّده ناشئو اليد داخل الملعب.
وأخيراً.. فى أسبوع واحد، جمعت مصر بين الفخر العالمى فى افتتاح المتحف المصرى الكبير، والأمل المتجدد فى إنجاز ناشئى اليد، والقلق المتزايد فى كرة القدم، وبين تلك المشاهد، تبقى الحقيقة واضحة: مصر لا ينقصها المجد ولا الموهبة، بل تحتاج فقط إلى روح الالتزام والتطوير التى تجعل من كل مجال قصة نجاح جديدة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د محمد دياب مجد الحضارة افتتاح المتحف المصري الكبير كرة اليد المصريين المصرى الکبیر
إقرأ أيضاً:
وزراء السياحة والاتصالات والمالية: تعاون مستمر للترويج للحضارة المصرية بالتزامن مع افتتاح المتحف المصرى الكبير
أكد كل من السيد شريف فتحى وزير السياحة والآثار، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسيد أحمد كجوك وزير المالية استمرار التنسيق والعمل المشترك بين الجهات المعنية للترويج للحضارة المصرية بالتزامن مع هذا الحدث التاريخى وهو افتتاح المتحف المصرى الكبير؛ من خلال إصدار عملات ذهبية وفضية وطوابع بريد تذكارية تُجسّد روعة هذا الصرح الثقافى الفريد الذى يُعد أحد أهم المتاحف العالمية.
وأكد الوزراء أن هذه الإصدارات التذكارية تأتى فى إطار حرص الدولة المصرية على ترسيخ الهوية الوطنية وتخليد اللحظات التاريخية الكبرى، وإبراز جماليات التراث المصرى وحضارته المتفردة أمام العالم.
وأوضح السيد شريف فتحى، أن هذه الإصدارات التذكارية تعكس حرص الدولة المصرية على توثيق اللحظات الوطنية الكبرى، وتعزيز حضور الثقافة والفنون والتراث المصرى فى الوجدان العام. كما تُسهم فى إبراز قيمة المتحف المصرى الكبير كرمز حضارى عالمى يروى تاريخ مصر الخالد.
وأشار الدكتور عمرو طلعت الى حرص الوزارة على توثيق هذا الحدث التاريخى عبر إصدار طوابع تذكارية تُخلّد افتتاح المتحف، باعتباره لحظة فارقة فى تاريخ الدولة المصرية، حيث أن طوابع البريد ليست مجرد أعمال فنية، بل رسائل ثقافية تُبرز عظمة حضارتنا وتؤكد دور مصر الريادى فى حماية إرثها وتوظيف التكنولوجيا الحديثة فى عرضه وتوثيقه.
ومن جانبه أعرب السيد أحمد كجوك عن فخره الشديد ببراعة أبناء مصر فى تصميم وإنتاج العملات التذكارية الخاصة بالمتحف المصرى الكبير، والتى تمثل عملًا فنيًا راقيًا يجسد روح المكان وعظمة ما يحتويه من كنوز وآثار استثنائية.
وقد قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بإصدار مجموعة من الطوابع التذكارية من خلال الهيئة القومية للبريد تجسّد روعة المتحف وثراء مقتنياته وطُبعت بدقة عالية لتُبرز جمال التصميم المعمارى للمتحف وما يضمه من كنوز أثرية، حيث شملت شيت تذكارى (14 × 23 سم) يضم خمسة طوابع تحمل صور تماثيل أثرية من مقتنيات المتحف، ومجموعة من ثلاثة طوابع (5 × 9 سم) تُبرز الواجهة المعمارية للمتحف يتصدرها شعار "المتحف المصرى الكبير".
وتتميز جميع الطوابع بأنها مؤمّنة ضد التزييف ومتعددة الألوان، ومزودة بتقنية QR Code التى تتيح للمهتمين والباحثين خوض تجربة تفاعلية معرفية تمكنهم من التعرف على قصة الإصدار والمناسبة التى يوثقها، بأسلوب يجمع بين الأصالة والتكنولوجيا الحديثة.
كما قامت مصلحة الخزانة العامة وسك العملة بإنتاج كميات إضافية من هذه العملات التذكارية، فى ضوء الإقبال الكبير محليًا ودوليًا، بما يعكس مكانة المتحف وقيمة مقتنياته الفريدة.
وسيتم إعداد مجموعة جديدة من الإصدارات التذكارية المستوحاة من قطع المتحف الفريدة، ضمن خطة شاملة تهدف لإحياء الرموز الأثرية المصرية وتعزيز الوعى الثقافى لدى الجمهور.
وتضم مجموعة العملات التذكارية ست فئات هي: جنيهاً، 5 جنيهات، 10 جنيهات، 25 جنيهًا، 50 جنيهًا، 100 جنيهاً، وجميعها تحمل تصميمات فنية تعكس العناصر الهندسية والمعمارية والأثرية البارزة فى المتحف المصرى الكبير، ومن أبرزها المسلة المعلقة، الواجهة والمدخل الرئيسى للمتحف، مراكب الملك خوفو، تمثال الملك رمسيس الثانى، قناع الملك توت عنخ آمون الذهبى.
وقد تم إنتاج هذه المجموعة وفق أعلى معايير الجودة والدقة الفنية، بمشاركة مصممين ومهندسين وحرفيين متخصصين، لتنطلق العملات كقطع فنية تُجسّد تاريخًا وحضارة فى آن واحد.