العامري لـ"الرؤية": تأسيس شراكة استراتيجية قوية بين عُمان وإسبانيا يحمل فرصًا مستقبلية واعدة
تاريخ النشر: 4th, November 2025 GMT
الرؤية- ريم الحامدية
قال الدكتور خالد بن سعيد العامري رئيس مجلس إدارة الجمعية الاقتصادية العُمانية إن التبادل التجاري بين سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا شهدت قفزة غير مسبوقة بعد عام 2020، واتخذت منحى تصاعديًا قويًا بنسبة نمو سنوي بلغ في المتوسط 20%.
وأضاف العامري- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- أن إجمالي التبادل التجاري ارتفع من نحو 65 مليون ريال في 2020 إلى حوالي 191.
                
      
				
وأشار العامري إلى أن العلاقات الاقتصادية بين سلطنة عُمان ومملكة إسبانيا تمتد منذ بداية العلاقات الدبلوماسية بينهما في سبعينيات القرن الماضي، وقد شهدت هذه العلاقات تقدمًا واضحًا وملموسًا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها، مدفوعة بالاحترام المتبادل والرغبة في بناء تعاونٍ فعّال ومستدام؛ الأمر الذي مهّد الطريق أمام تأسيس شراكة استراتيجية قوية تحمل فرصًا مستقبلية واعدة. وأوضح أنه في السنوات الأخيرة، استمر زخم التعاون بين عُمان وإسبانيا عبر تكثيف اللقاءات والاجتماعات الاقتصادية، والذي كان من أهم ثمارها إنشاء الصندوق العُماني الإسباني المشترك للاستثمار عام 2018 بين جهاز الاستثمار العُماني وشركة كوفيديس الإسبانية الحكومية؛ حيث تركزت استثمارات هذا الصندوق في الصناعات الغذائية والتكنولوجيا والطاقة والصناعة والرعاية الصحية.
وقال العامري إن الفترة بين عامي 2024 و2025 (حتى نهاية أغسطس) سجلت ارتفاعًا في الصادرات العُمانية بمقدار 29%، موضحًا أن الصادرات العُمانية (ذات المنشأ العُماني) إلى السوق الإسبانية تتألف من سلع متنوعة، جاءت منتجات اللدائن والمطاط في الصدارة بنسبة 40% (حوالي 11.4 مليون ريال عُماني)، يليها المعادن العادية ومصنوعاتها بنسبة تقارب 27% (حوالي 7.7 مليون ريال عُماني)، ثم الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية بحصة تبلغ نحو 14% من إجمالي الصادرات (قرابة 4 ملايين ريال عُماني).
وأضاف العامري أن واردات سلطنة عُمان من إسبانيا، تركزت في بضائع رأسمالية واستهلاكية متنوعة؛ حيث جاءت المعادن العادية ومصنوعاتها بنسبة تقارب 21% من الواردات (7.8 مليون ريال عُماني)، يليها الآلات والمعدات الميكانيكية والكهربائية (بما فيها الأجهزة الكهربائية وقطع غيارها) بحوالي 20% من إجمالي الواردات من إسبانيا (حوالى 7.1 مليون ريال عُماني)، وجاءت في المرتبة الثالثة كل من منتجات الصناعات الكيماوية ومنتجات صناعة الأغذية والمشروبات والتبغ بنسبة مساهمة لكل منهما 12% من إجمالي قيمة الواردات (نحو 4 ملايين ريال عُماني).
وأشار العامري إلى أن الميزان التجاري بين البلدين يعكس الفارق بين الصادرات والواردات، لافتًا إلى أن الميزان التجاري يميل تاريخيًا لصالح إسبانيا في أغلب السنوات، بسبب طبيعة الواردات الإسبانية للسوق العُمانية التي تتميز بكونها منتجات رأسمالية وصناعية وغالبًا ما تكون هذه المنتجات ذات قيمة عالية، باستثناء عام 2022، والذي حققت فيه سلطنة عُمان فائضًا تجاريًا بقيمة تُناهز 16.9 مليون ريال عُماني نتيجة الارتفاع الكبير في الصادرات العُمانية إلى إسبانيا خلال ذلك العام، خاصةً صادرات النفط ومنتجات الألمنيوم والبلاستيك، مقابل استقرار الواردات عند مستوى قريب من العام السابق.
وأضاف العامري أنه في ضوء التطورات الإيجابية في العلاقات العُمانية الإسبانية، يملك البلدان فرصًا واعدة لتعزيز التكامل الاقتصادي والتجاري، ومن المتوقع أن يستفيد الجانبان من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم القائمة وتلك المرتقبة لتسهيل زيادة التبادل التجاري وتدفق الاستثمارات الثنائية.
وذكر في هذا السياق، أن هناك عدة مجالات رئيسية تحمل إمكانات كبيرة للتعاون المستقبلي بينها قطاع الطاقة (التقليدية والمتجددة)؛ إذ يشكل مجال الطاقة أحد أهم محاور التعاون المحتملة، حيث يمكن لسلطنة عُمان وإسبانيا البناء على خبراتهما المشتركة، ولدى سلطنة عُمان خطط طموحة للتوسع في مشاريع الطاقة المتجددة (كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر)، وتمتلك الشركات الإسبانية خبرات عالمية في هذه المجال، مما يمهد الطريق لمزيد من الاستثمارات الإسبانية في قطاع الطاقة النظيفة بسلطنة عُمان.
وأوضح أنه في مجال الطاقة التقليدية، يمكن لسلطنة عُمان- كمُصدِّر للنفط والغاز- أن تُعزِّز وجودها في السوق الإسبانية لتوريد الخام ومشتقاته، أو الشراكة مع شركات الطاقة الإسبانية في مشاريع المصبّ والتكرير. وبيّن أن التعاون في مجال الغاز المسال وارد؛ سواء بتصدير الغاز العُماني إلى إسبانيا أو تبادل الخبرات التقنية في تشغيل منشآت الغاز. وأشار إلى أن من بين القطاعات الواعدة قطاع السياحة والثقافة؛ حيث إنَّ كلًا من سلطنة عُمان وإسبانيا تتمتعان بمقومات سياحية غنية ومتميزة، ويمكن للبلدين تحقيق تكامل في هذا القطاع عبر الترويج المتبادل وتشجيع الاستثمار السياحي. وأكد أن إسبانيا تعد وجهة سياحية عالمية، وسلطنة عُمان بدورها وجهة صاعدة في سياحة الطبيعة والثقافة والتراث، ويمكن تنظيم برامج سياحية مشتركة تستقطب السياح من كلا البلدين. وتحدث العامري عن قطاع التصنيع والصناعات التحويلية الذي يمثل قطاعًا رحبًا للتعاون؛ حيث تسعى سلطنة عُمان إلى توطين صناعات جديدة ضمن خطط التنويع الاقتصادي وفق رؤية "عُمان 2040"، ويمكن أن تكون الشركات الإسبانية شريكًا تقنيًا واستثماريًا مهمًا في هذا المجال. وقال إن إسبانيا تمتلك قواعد صناعية متقدمة في مجالات مثل الصناعات المعدنية والكيميائية وتصنيع المعدات وصناعة السيارات وقطع الغيار وغيرها. ولفت إلى أن تحقيق الأمن الغذائي يُعد أولوية لكلا البلدين، ويمكن للتعاون الثنائي أن يلعب دورًا مهمًا في هذا المجال، خاصة وأن إسبانيا تمتلك خبرات رائدة في الزراعة الحديثة وإدارة الموارد المائية، وهي مجالات ذات أهمية بالغة للسلطنة التي تعمل على تطوير قطاعها الزراعي وتعزيز إنتاجها الغذائي محليًا.
وأبرز العامري مجالات أخرى تحمل فرصًا للتعاون المستقبلي مثل قطاع التكنولوجيا والابتكار؛ حيث تستطيع الشركات الناشئة في كلا البلدين الاستفادة من الخبرات المتبادلة في مجالات تقنية المعلومات والرقمنة، ويمكن إقامة حاضنات أعمال مشتركة أو برامج تدريب تقنية، إضافة إلى قطاع الخدمات اللوجستية والنقل. وشدد على أن سلطنة عُمان بذلت جهودًا كبيرة وحثيثة في بنيتها الأساسية في الموانئ والمطارات والخدمات اللوجستية بهدف أن تصبح مركزًا إقليميًا، ما يمكن أن يكون قطاعًا للشراكة الواعدة والراسخة بين البلدين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الصادرات الع مانیة ملایین ریال ع مانی ملیون ریال ع مانی التبادل التجاری التجاری بین إلى أن فی هذا قطاع ا
إقرأ أيضاً:
الأردن وإيطاليا يطلقان شراكة استراتيجية لتأهيل وتشغيل العمالة الماهرة
صراحة نيوز-وقعت مؤسسة التدريب المهني مع مركز CESF بيروجيا / المركز الأردني الإيطالي للتدريب وإعادة التأهيل، اتفاقية تعاون استراتيجي تهدف إلى تأهيل وتشغيل العمالة الأردنية الماهرة في القطاعات المتخصصة والمستقبلية.
وجرى توقيع الاتفاقية برعاية رئيس مجلس إدارة مؤسسة التدريب المهني ووزير العمل خالد البكار، وبحضور مدير عام المؤسسة أحمد مفلح الغرايبة، ومدير عام مركز CESF عدنان السواعير والسفير الإيطالي في عمّان لوتشيانو بيتزوتّي.
وبحسب بيان صادر عن المؤسسة فإن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز الشراكة الأردنية–الإيطالية في مجالات التدريب والتأهيل الفني، وتوفير فرص عمل نوعية للشباب الأردني في القطاعات المهنية المتخصصة، حيث سيبدأ هذا العام بتجربة العمالة الماهرة لقطاع الإنشاءات،
وأوضح البيان أنه في عام 2026 سيتم الانتقال لعدة قطاعات حيوية في سوق العمل الإيطالي (قطاع السياحة والفندقة، وقطاع الطاقة المتجددة، والقطاع الزراعي، وقطاع الميكانيك …إلخ).
وقال البكار، إن هذه الاتفاقية ترجمة عملية لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني في رؤية التحديث الاقتصادي، والتي تؤكد أهمية تطوير رأس المال البشري وتمكين الشباب الأردني من اكتساب مهارات نوعية تفتح أمامهم آفاق العمل داخل الأردن وخارجه.
وأضاف: “إننا نعمل على بناء منظومة تدريب مهني متكاملة تعزز التشغيل المنتج، وتدعم تنافسية الكفاءات الأردنية في الأسواق الإقليمية والعالمية”.
وقال السفير الإيطالي في الأردن: “نحن فخورون بهذه الشراكة مع الأردن، فالكفاءات الأردنية معروفة بانضباطها وكفاءتها العالية. وإن هذه الاتفاقية تمثل نموذجًا للتعاون المثمر في مجالات التدريب والتوظيف، وستسهم في سد احتياجات سوق العمل الإيطالي من العمالة الماهرة، كما ستفتح آفاقًا جديدة للتعاون الثنائي في التدريب المهني والتقني”.
من جانبه، أكد مدير عام مؤسسة التدريب المهني أحمد مفلح الغرايبة أن “هذه الاتفاقية تعد خطوة استراتيجية في مسار تطوير التدريب المهني في الأردن، وامتدادا لجهود المؤسسة لتصبح مؤسسة التدريب المهني الخيار الأول للعمالة المؤهلة للعمل حسب متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي” مشددا على أنه سيتم العمل على تنفيذ برامج تدريبية متقدمة تشمل اللغة الإيطالية التطبيقية، والتدريب العملي في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والتقنيات الخضراء، بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل الأوروبي.
واستعرض خطة المؤسسة وآليات التنفيذ، التي تعكس روح الابتكار والتحديث في مؤسسة التدريب المهني الأردنية.
وبحسب البيان تندرج هذه الاتفاقية ضمن رؤية التحديث الاقتصادي التي تركز على التشغيل المنتج، والتحول نحو اقتصاد المعرفة والمهارات، من خلال شراكات دولية تفتح أسواقًا جديدة أمام الكفاءات الأردنية في أوروبا والعالم.
وأوضح أن الاتفاقية تتضمن إيفاد نحو 300 عامل ماهر سنويا من الأردن إلى إيطاليا ضمن برنامج تشغيل معتمد، إلى جانب تطوير برامج تدريبية متخصصة تُنفذ في الأردن وفقًا لمعايير الاتحاد الأوروبي، بما يضمن مواءمة المهارات الأردنية مع احتياجات سوق العمل الإيطالي والأوروبي.
وبين أن بنود التعاون بين الطرفين تشمل “تحديد معايير اختيار المتدربين بما يتوافق مع المعايير الإيطالية، وتصميم برامج تدريب مهنية تشمل التدريب التطبيقي ومهارات اللغة الإيطالية المعتمدة من جهات إيطالية رسمية، وتنفيذ برامج رفع كفاءة (Upskilling) في المهن المطلوبة، وتوفير التدريب العملي في بيئات محاكاة حقيقية، وتبادل الخبرات الفنية بين الخبراء الأردنيين والإيطاليين”.
وتعمل مؤسسة التدريب المهني ضمن هذه الرؤية على تحويل مراكزها إلى منصات تشغيل إقليمية، وتطوير برامج قائمة على الكفاءة والمهارة، وربط التدريب بفرص التوظيف محليًا ودوليًا، بما يضمن الاستدامة والتنافسية، ويعزز مكانة الأردن كمصدر للعمالة المؤهلة والمبدعة.