كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، المقربة من حزب الله، أن الإدارة الأمريكية أبلغت بيروت بأن القرار الدولي رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن عام 2006، والذي أنهى حرب تموز ونصّ على وقف الأعمال العدائية بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي ونشر الجيش اللبناني جنوب الليطاني، بات في حكم "الساقط عملياً: بعد الحرب الأخيرة.



وبحسب الصحيفة، ترى واشنطن أن لبنان فشل في تنفيذ أحد أبرز بنود القرار، والمتمثل في نزع سلاح حزب الله، وهو ما عزّز السردية الإسرائيلية القائلة بعدم جدوى التمسك بالقرار أو بموجباته. ونقلت "الأخبار" عن مصادر سياسية لبنانية أن الموقف الأمريكي جاء في سياق ضغوط متصاعدة لدفع بيروت نحو مفاوضات مباشرة مع إسرائيل تشمل بحث مستقبل سلاح المقاومة.

وأضافت الصحيفة أن واشنطن ترفض أي مقاربة خارج إطار التفاوض السياسي المباشر، وتصرّ على أن الطريق الوحيد لتجنّب ما تصفه بـ"العقاب الإسرائيلي" هو الانخراط في مسار تفاوضي يُنهي حالة الحرب بين البلدين، مشيرة إلى أن الأمريكيين يوضحون في اتصالاتهم أنهم "ليسوا في وارد ممارسة أي ضغط على إسرائيل".


وأشارت "الأخبار" إلى أن الرد الأمريكي على اقتراح بيروت تشكيل لجنة "الميكانيزم" كإطار بديل للحوار كان سلبياً، إذ اعتبر المبعوث الأمريكي توم برّاك أن على رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون "أن يتّصل مباشرة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمعالجة كل الملفات العالقة".

كما نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن واشنطن وتل أبيب تسعيان للوصول إلى اتفاقين متوازيين مع كل من لبنان وسوريا لإنهاء أزمة الحدود الجنوبية في البلدين، بحيث تكون المفاوضات مع بيروت "نسخة مطابقة" لتلك التي تُجرى مع دمشق.

وتشير "الأخبار" إلى أن تل أبيب سرّبت مؤخراً معلومات عن خطط عسكرية محتملة ضد لبنان، فيما طلبت واشنطن منح الحكومة اللبنانية مهلة شهر إضافي قبل أي تصعيد ميداني، في وقت حذّر فيه وزير المخابرات المصري اللواء حسن رشاد خلال زيارته الأخيرة لبيروت من احتمال لجوء الاحتلال الإسرائيلي إلى عمليات واسعة داخل الأراضي اللبنانية إذا فشل مسار التهدئة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية اللبنانية الاحتلال لبنان فلسطين الاحتلال المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

القول ما قاله المبعوث الأمريكي بولس

القول ما قاله المبعوث الأمريكي بولس

أحمد عثمان جبريل

منذ أن تسربت أنباء اللقاءات غير المباشرة بين وفدي الجيش والدعم السريع في واشنطن، عاد السؤال الكبير إلى الواجهة: ماذا يريد البرهان، وماذا يخشى؟.. وها نحن اليوم أمام مشهد جديد يفيض بالإشارات، حيث كشف المبعوث الأمريكي مسعد بولس أن الهدنة الطويلة دخلت مرحلة التفاصيل، تلك التي قال عنها بذكاءٍ بالغ: «هناك، في التفاصيل، يكمن الشيطان» وكأنّ صوت المبعوث الأمريكي جاء ليقول ما لم يقله أحد من قبل: أن الهدنة الطويلة لم تعد احتمالًا، بل واقعًا في طور الاكتمال.

يقول الفيلسوف أبو حيان التوحيدي:

«القول نصف الفعل، فمن أحسن قوله قرّب وقوعه».

1

ليس في حديث بولس ما يُدهش سوى صراحته غير المعتادة في دبلوماسيةٍ طالما احترفت التلميح.. قال الرجل بوضوح: «لقد اكتملت الموافقة المبدئية، وما تبقى هو النظر في التفاصيل، حيث يسكن الشيطان»..وهنا، في هذه الجملة البسيطة، تختبئ حقيقة ما يجري في واشنطن؛ أن الاتفاق لم يعد فكرة مطروحة، بل أصبح مسودة تنتظر التوقيع بعد أن جرى تمحيص تفاصيلها بندا بندا.

2

ولأن الشيطان، كما يقال، يسكن التفاصيل، فإن كثيرين في الخرطوم يخشون أن تتكشف في تلك التفاصيل التزامات لا يريدون مواجهتها، أو تنازلاتٍ لا يقوون على تبريرها.. ولذلك نسمع الإنكار في العلن والقبول في السر، ونرى الرفض في الخطاب والقبول في الفعل.. لعبة لغوية محنكة تدار من داخل أروقة الدولة العميقة التي لا تزال تمسك بخيوط السرد، حتى وإن تظاهر اللاعبون بأنهم في صراع مكشوف.

3

من القاهرة إلى واشنطن، ومن مقار الرباعية إلى غرف الفنادق المغلقة، يسير المسار التفاوضي بخطى ثابتة، محروسا بإرادة دولية لا تخطئ هدفها.. وما كل ما يقال في الإعلام سوى ضبابٍ متعمّد لتأخير إعلان الحقيقة الكبرى:” أن الأطراف، طوعا أو اضطرارا (قبلت هدنة طويلة المدى) تشكل بداية لتفاهم أوسع سيغير موازين الصراع.

4

الذين يهاجمون الوساطة الأمريكية اليوم هم أنفسهم الذين ينسقون معها ليلا عبر قنوات مغلقة، يرسلون الوفود ويدفعون المذكرات ويستقبلون المسودات، ثم يخرجون في الصباح ليهتفوا ضد “الإملاءات الخارجية”.. تلك الازدواجية لم تعد تخفى على أحد. فحديث بولس لم يكن كشفا لموقف أمريكي جديد، بل “تعريّة لموقف سوداني مزدوج”.

5

إنّ كل الأراجيف التي تنثر في الفضاء الإعلامي حول “عدم وجود مفاوضات” ما هي إلا محاولةٌ لإبقاء الشارع في حالة شكٍّ وريبة، بينما الحقيقة أن “المفاوضات قطعت شوطها الأكبر” وأنّ ما يجري الآن هو ضبط الإيقاع الأخير قبل الإعلان الرسمي.. وما يقال عن “إجراءات فنية” ليس إلا الاسم الدبلوماسي للاتفاق نفسه.

6

المسهّلون – أولئك الذين يقفون عند تخوم كل اتفاق – يدركون أن لحظة السلام قد تفتح ملفات الحرب القديمة، لذلك تراهم يسعون بكل دهاءٍ لإغلاق كل المنافذ التي يمكن أن يدخل منها “شيطان الفتنة”حتى لا تتسرب إلى الاتفاق روح المحاسبة أو شبح العدالة.. فهم لا يخافون الهدنة بحد ذاتها، بل يخافون ما بعدها.

7

وفي قلب هذا المشهد، يقف البرهان أمام مفترق حاسم: :فإما أن يعلن بوضوح أنه وافق على الهدنة الطويلة ويمضي بإجراءات تتناسب مع حجم القرار، أو يترك الآخرين يتحدثون باسمه في لغة غامضة تستهلك الزمن والدم.. إن القيادة في هذه اللحظة ليست في حمل السلاح، بل في امتلاك الشجاعة للاعتراف بأن الحرب بلغت مداها.

8

إن ما قاله بولس ليس خبرا عابرا، بل إشارة صريحة إلى أن المجتمع الدولي تجاوز مرحلة الإقناع إلى مرحلة التنفيذ.. فالاتفاق قادم لا محالة، وسيُعلن في لحظة قد تباغت الجميع، حين يكتمل نصه ويرفع القلم عن التفاصيل.. وما بين اليوم وتلك اللحظة، ستستمر الدولة العميقة في بث الشكوك، لكنها لن تغير مسار الأحداث.

9

القول ما قاله بولس، لأنه قال ما لم يقله غيره: أن الهدنة ليست احتمالا، بل اتفاق ينتظر ساعته.

وأن على كل من في قلبه مثقال ذرة من شك أن يدرك أن الزمن لم يعد حليف الوهم، وأن السودان، رغم كل العتمة، يسير بخطى مترددة نحو ضوء قد يطول انتظاره، لكنه قادم.

فالكلمة التي تقال في لحظة صدق، قد تكون أقوى من ألف معركة، وقد قالها بولس بوضوح فهل يسمع من بيده القرار؟. ما يعني أن ما يجري الآن ليس عبثًا ولا خديعة؛ بل إعادة تشكيلٍ عميقة لملامح الدولة السودانية، وأن الصراع الحقيقي لم يعد بين جيش ومليشيا، بل بين وطنٍ يريد أن ينجو، ودولة عميقة لا تريد أن تموت.. إنا لله ياخ.. الله غالب.

الوسومأبو حيان التوحيدي أحمد عثمان جبريل الجيش الدعم السريع السودان القاهرة المجتمع الدولي الهدنة كبير مستشاري الولايات المتحدة لشؤون أفريقيا مسعد بولس واشنطن

مقالات مشابهة

  • واشنطن تعتبر أزمة أنفاق رفح نموذجاً يمكن البناء عليه لنزع سلاح حماس
  • براك يمنح بيروت مهلة قصيرة.. تل أبيب تلوح بالحرب على لبنان
  • أمريكا تطلب من الأمم المتحدة رفع العقوبات عن أحمد الشرع قبل زيارته لواشنطن
  • القول ما قاله المبعوث الأمريكي بولس
  • ارتفاع نفقات الاحتلال العسكرية في حروبه الأخيرة
  • رجي: حق المرأة اللبنانية في منح الجنسية لأطفالها قضية عدالة وكرامة
  • بعد مسيرة حافلة في قلب القرار الأمريكي... وفاة ديك تشيني عن 84 عاماً
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يفجر منزلًا في مدينة ميس الجبل اللبنانية
  • الصحة اللبنانية: استشهاد مواطن وإصابة 7 آخرين إثر غارة للعدو الإسرائيلي في النبطية