في خطوة تُعدّ مرحلة مفصلية نحو إنهاء واحدة من أطول الصراعات في الشرق الأوسط، أعلنت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، أن واشنطن ماضية في طرح مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي من شأنه أن يؤسس لـ«عقود من الاستقرار» في قطاع غزة، متعهدة «بإنهاء عقود من إراقة الدماء» وجعل رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط «حقيقة وواقعاً».

وبحسب مسودة القرار التي اطلعت عليها وكالات الأنباء، تطالب الولايات المتحدة بمنح تفويض أممي لتشكيل قوة استقرار دولية مؤقتة تعمل في غزة لمدة عامين، تُخوّلها اتخاذ «كلّ التدابير الضرورية» لحفظ الأمن، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، والإشراف على تدريب قوة شرطية فلسطينية جديدة، تمهيداً لإنهاء سيطرة حركة «حماس» وتدمير بنيتها العسكرية، وفق ما نقلته رويترز.

معركة قضائية.. المحكمة العليا الأمريكية تُشكك في قانونية رسوم ترامب الجمركيةترامب يُشترط اتّصال “ممداني” به ليُقرّ فوزه في نيويورك

كما يتضمن النص إنشاء «مجلس سلام مؤقت» لإدارة شؤون القطاع خلال المرحلة الانتقالية، إلى جانب تعاون ثلاثي بين القوة الدولية ومصر وإسرائيل، لضمان تأمين الحدود وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية، بحسب ما أوردته العربية.

 ويشدد القرار على «استمرار كامل للمساعدات الإنسانية» و«الإفراج عن جميع الرهائن»، تمهيداً لتهيئة أجواء تعزز الأمن والازدهار في غزة.

وترى واشنطن أن المشروع الجديد يشكل «فرصة نادرة» لإعادة إعمار القطاع، ولبدء مرحلة من الاستقرار الدائم تحت قيادة دولية واضحة، في إطار ما تصفه إدارة ترمب بـ«رؤية الشرق الأوسط المزدهر».

 ويرى محللون أن الخطة، إذا ما طُبقت فعلياً، قد تفضي إلى انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، وتأسيس إدارة فلسطينية جديدة، وعودة الحياة المدنية تدريجياً إلى القطاع، بحسب تحليل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.

غير أن المشروع الأمريكي يواجه تحديات كبيرة داخل أروقة مجلس الأمن، إذ تطالب عدة دول عربية وأعضاء بالمجلس بأن تكون القوة الدولية تحت إشراف الأمم المتحدة بشكل مباشر، لا أن تدار بغطاء أمريكي منفرد. 

كما لا تزال قضية نزع سلاح «حماس» مثار خلاف بين الأطراف المعنية، ما يجعل التنفيذ رهناً بتوافق سياسي أوسع قبل طرح القرار للتصويت.

وبينما تتحدث واشنطن بثقة عن بداية «حقبة جديدة في غزة»، يرى مراقبون أن نجاح المشروع سيتوقف على مدى قدرة المجتمع الدولي على توحيد مواقفه، وضمان حياد القوة المنتظرة، وتحقيق توازن دقيق بين الأمن والإغاثة والسيادة الفلسطينية.

وبذلك، يبدو أن الولايات المتحدة تسعى لتحويل رؤيتها إلى واقع ملموس، فإما أن تفتح هذه المبادرة باب سلام جديد في الشرق الأوسط، أو تُضاف إلى سلسلة المبادرات التي اصطدمت بواقع السياسة والدماء.

طباعة شارك غزة قطاع غزة اسرائيل واشنطن حماس مجلس الأمن المشروع الأمريكي إدارة فلسطينية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة اسرائيل واشنطن حماس مجلس الأمن المشروع الأمريكي إدارة فلسطينية

إقرأ أيضاً:

مجلس الأمن والدفاع السوداني يبحث مقترح هدنة أميركي لإنهاء النزاع الدامي

صراحة نيوز-يبحث مجلس الأمن والدفاع السوداني برئاسة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الثلاثاء، مقترح الهدنة الذي تقدّمت به الولايات المتحدة لوضع حد للنزاع الدامي في السودان منذ أكثر من عامين، بحسب مصدر حكومي في بورت سودان.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرا إلى أنه غير مخوّل التحدّث إلى الإعلام إن “مجلس الأمن والدفاع سيعقد اجتماعا اليوم لبحث مقترح الهدنة الأميركي”.

وتستعد قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش منذ نيسان 2023، لشن هجوم على ما يبدو على منطقة كردفان (وسط) بعد أن استولت على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، قبل أكثر بقليل من أسبوع.

وأجرى الموفد الأميركي الخاص لإفريقيا مسعد بولس سلسلة اجتماعات في القاهرة خلال الأيام الأخيرة، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على مقترح الهدنة الإنسانية الذي قُدّم منتصف أيلول الماضي، برعاية عدد من الوسطاء، من بينهم مصر والسعودية والإمارات، بحسب بيانات رسمية مختلفة صدرت في القاهرة.

ومن أبرز اللقاءات التي عقدها بولس اجتماع مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وخلال المحادثات شدد عبد العاطي “على أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان بما يمهد الطريق لإطلاق عملية سياسية شاملة في البلاد، وفق بيان للخارجية.

الاثنين، التقى بولس أبو الغيط وقدم له “شرحا مفصلا (…) حول الجهود الأخيرة في السودان لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات بشكل سريع والبدء في عملية سياسية سودانية-سودانية”، وفقا لبيان صادر عن جامعة الدول العربية مساء الاثنين.

وانخرطت “المجموعة الرباعية”، التي تضم الولايات المتحدة ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، منذ أشهر في جهود دبلوماسية بهدف التوصل لهدنة في الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من 30 شهرا.

أ ف ب

مقالات مشابهة

  • ترامب يتحدث عن انضمام السعودية المحتمل لاتفاقيات أبراهام.. ويؤكد استمرار وقف إطلاق النار بغزة
  • تقرير: "إسرائيل" تسعى لتقليص التفويض الأممي بغزة
  • مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن الشرع ووزير داخليته
  • لقاء خاص- غوتيريش يصف الوضع بغزة بالهش ويدعو لوقف الحرب بالسودان
  • "واشنطن" تتوقع تفويضًا أمميًا واسعًا لحكم غزة
  • مجلس الأمن والدفاع السوداني يبحث مقترح هدنة أميركي لإنهاء النزاع الدامي
  • خلفاء بلفور .. عود على بدء!
  • وزير الدولة البريطاني للشرق الأوسط: مصر شريك محوري للمملكة المتحدة في الشرق الأوسط
  • مؤرخ فرنسي: سلام الشرق الأوسط رهن بالإفراج عن مروان البرغوثي