وزير الدفاع السوداني: الجيش سيواصل القتال بعد مقترح الهدنة الأميركي
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
الخرطوم- أعلن وزير الدفاع السوداني حسن كبرون الثلاثاء 4 نوفمبر 2025، أن الجيش سيواصل القتال في مواجهة قوات الدعم السريع، بعدما ناقش مجلس الأمن والدفاع مقترحا أميركيا لوقف إطلاق النار.
وقال في خطاب بثه التلفزيون الرسمي إن"التجهيزات لمعركة الشعب السوداني متواصلة".
وأضاف عقب اجتماع المجلس في الخرطوم "نشكر إدارة ترامب على جهودها ومقترحاتها لتحقيق السلام"، متابعا: "تجهيزاتنا للحرب حق وطني مشروع".
ولم تُعلن أي تفاصيل عن المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الثلاثاء أن الحكومة الأميركية "ملتزمة تماما" بإيجاد حل سلمي للصراع الدائر في السودان، لكنّها أقرّت بأن "الوضع الميداني معقد جدا في الوقت الراهن".
امتدت رقعة الحرب التي أودت بعشرات الآلاف وهجّرت الملايين في السنتين الماضيتين، إلى أماكن جديدة في السودان في الأيام القليلة الماضية مثيرة المخاوف من اشتداد الكارثة الإنسانية بشكل أكبر.
وبعد وساطة في نزاعات أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، تسعى الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في السودان.
ورفضت السلطات الموالية للجيش مقترح هدنة في وقت سابق كان ينص على استبعادها واستبعاد قوات الدعم السريع المتقاتلتين، من عملية الانتقال السياسي بعد إنهاء النزاع.
وتأتي المحادثات الأخيرة عقب تصعيد ميداني إذ تستعد قوات الدعم السريع لشن هجوم على ما يبدو على منطقة كردفان (وسط) بعد أن استولت على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور في الغرب.
وروى عدد من الناس الذين فروا من الفاشر لوكالة فرانس برس مشاهد الخوف والعنف الذي مارسته قوات الدعم السريع.
وقال محمد عبدالله (56 عاما) لفرانس برس إن مقاتلي الدعم السريع أوقفوه أثناء فراره من الفاشر السبت، بعد ساعات على سقوطها.
وأكد أن عناصر الدعم السريع "طلبوا منا هواتفنا وأموالنا وكل شيء. قاموا بتفتيشنا بشكل دقيق".
وأثناء توجهه إلى طويلة، على مسافة 70 كيلومتر غربا شاهد "جثة في الطريق يبدو وكأن كلبا نهشها".
- خارج السيطرة -
أجرى الموفد الأميركي الخاص لإفريقيا مسعد بولس اجتماعات في القاهرة الأحد مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والإثنين مع جامعة الدول العربية.
وخلال المحادثات شدد عبد العاطي "على أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان بما يمهد الطريق لإطلاق عملية سياسية شاملة في البلاد" وفق بيان للخارجية.
والتقى بولس الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وقدم له "شرحا مفصلا (...) حول الجهود الأخيرة في السودان لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات بشكل سريع والبدء في عملية سياسية سودانية داخلية"، وفقا لبيان صادر عن جامعة الدول العربية مساء الاثنين.
وانخرطت "المجموعة الرباعية"، التي تضم الولايات المتحدة ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، منذ أشهر في جهود دبلوماسية بهدف التوصل لهدنة في الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من 30 شهرا.
وفي أيلول/سبتمبر اقترحت "الرباعية" هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، يليها وقف دائم لإطلاق النار وفترة انتقالية مدتها تسعة أشهر بعد إنهاء النزاع، لكن السلطات المتحالفة مع الجيش رفضت الخطة فورا آنذاك.
وعقب هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر الاستراتيجية، برزت تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف جنسي واعتداءات على عمال الإغاثة ونهب واختطاف خلال الهجوم.
وعبرت المحكمة الجنائية الدولية الاثنين عن "قلقها البالغ وانزعاجها الشديد" إزاء هذه التقارير، محذرة من أن هذه الأعمال "قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وفي كلمة ألقاها في منتدى في قطر الثلاثاء دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء الأطراف المتحاربة إلى "الجلوس إلى طاولة المفاوضات ووضع حد لكابوس العنف هذا - الآن".
وأضاف أن "الأزمة المروعة في السودان... تخرج عن السيطرة".
- لا لقتل الأطفال -
في تظاهرة في الخرطوم الخاضعة لسيطرة الجيش، شارك أطفال الاثنين في احتجاج مناهض لقوات الدعم السريع.
ورفع أحد التلاميذ لافتة كُتب عليها بخط اليد "لا لقتل الأطفال، لا لقتل النساء".
وكتب على لافتة أخرى "الميليشيا تقتل نساء الفاشر دون رحمة".
ورغم نداءات دولية متكررة، تجاهل طرفا النزاع، وكلاهما متهم بارتكاب فظائع، الدعوات لوقف إطلاق النار حتى الآن.
وتتهم الأمم المتحدة الإمارات العربية المتحدة بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهي اتهامات لطالما نفتها الإمارات.
في المقابل، يتلقى الجيش السوداني دعماً من مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا وإيران، وفقا لمراقبين.
ومن شأن سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر أن تمنحها تحكما كاملا في العواصم الخمس لإقليم دارفور، ما يعني تقسيم السودان فعليا، إذ يسيطر الجيش على شمال البلاد وشرقها ووسطها على امتداد نهر النيل والبحر الأحمر، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على الغرب وأجزاء من الجنوب.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
وزير سوداني: الشعب سيدعم الجيش في حربه على الدعم السريع
قال وزير الثقافة والإعلام والسياحة السوداني خالد علي الإعيسر إن الشعب السوداني سيدعم القوات المسلحة لمواجهة قوات الدعم السريع التي وصفها بـ"المرتزقة والقتلة والإرهابيين"، بالتزامن مع حث وزير الدفاع حسن داؤود كبرون الشعب لمساعدة الجيش من أجل تحقيق ذلك.
وأشار الإعيسر -في منشور له على منصة "إكس"- إلى أن الزحف الجديد سيكون وصلا للزحف السابق الذي فكك الأجندات وهزم المؤامرات، وفقا لتعبيره.
وكتب "السودانيون يعولون على تماسك وحدتهم وإرادتهم الوطنية، لا على أي جهة أخرى صمتت عن الحق وتخاذلت في إنصاف الضحايا، ولم تجرِّم المليشيات وداعميها، وتجردت من القيم الإنسانية والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، ومارست المراوغة غير آبهة بوحدة البلاد ومصالحها وعدالة قضيتها".
وشدد الإعيسر على أن الاستنفار سيكون تحت إطار قومي ووطني موحد، بعيدا عن العصبية القبلية والمناطقية.
السودانيون يعولون على تماسك وحدتهم وإرادتهم الوطنية، لا على أي جهة أخرى صمتت عن الحق وتخاذلت في إنصاف الضحايا، ولم تجرِّم الميليشيات وداعميها، وتجردت من القيم الإنسانية والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، ومارست المراوغة غير آبهة بوحدة البلاد ومصالحها وعدالة قضيتها.
سيواصل الشعب…
— Khalid Ali خالد علي (الإعيسر) (@Aleisir) November 4, 2025
تجهيز الجيشوجاءت هذه التصريحات على خلفية ما أعلنه وزير الدفاع السوداني حسن داؤود كبرون كيان من أن مجلس الأمن والدفاع قرر الاستمرار فيما سماه استنهاض الشعب لمساعدة القوات المسلحة بالقضاء على قوات الدعم السريع.
وأضاف وزير الدفاع السوداني أن المجلس ناقش ما وصفها بجرائم الدعم السريع في الفاشر، وأكد أن استعداد وتجهيز الجيش للحرب "حق وطني مشروع"، حسب وصفه.
من جهته، قال عضو بمجلس الأمن والدفاع السوداني للجزيرة إنه لا توجد هدنة مع قوات الدعم السريع إذا لم تخرج من المدن وتتجمع في معسكرات محددة.
إعلانوأضاف المصدر أن المجلس شكر في اجتماعه كل مبادرة قُدمت لإحلال السلام بالسودان، خصوصا مبادرة الولايات المتحدة.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قالت إن واشنطن تتعاون مع دول أخرى لإنهاء الصراع في السودان، مؤكدة التزام واشنطن بتحقيق السلام هناك.
وأوضحت ليفيت أن الولايات المتحدة تشارك بنشاط في الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للصراع المروع في السودان.
كما أكدت أن واشنطن على تواصل دائم مع شركاء عرب، وترغب أن ينتهي الصراع في السودان سلميا، لكن الوضع الميداني معقد جدا، على حد تعبيرها.
إسقاط طائرة للجيشميدانيا، أعلنت قوات الدعم السريع في السودان أمس الثلاثاء أنها أسقطت في ولاية غرب كردفان طائرة حربية من طراز "إليوشين" تابعة للجيش السوداني في مدينة بابنوسة، متوعدة بمواصلة القتال ضد الجيش.
ومع تواصل المعارك، قال مفوض العون الإنساني بشمال كردفان محمد إسماعيل للجزيرة إن أكثر من 4 آلاف أسرة وصلت من مدينة بارا في ولاية شمال كردفان وضواحيها إلى مدينة الأُبيّض بسبب تدهور الوضع الأمني، عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها الأسبوع الماضي.
وأشار إسماعيل إلى وجود عشرات الجرحى بين الذين وصلوا إلى الأبيض، فضلا عن فقدان الاتصال بعدد من العائلات التي تقطعت بها السبل أثناء فرارها من مدينة بارا.
وتشهد ولايات كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، منذ أيام، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وفي أبريل/نيسان 2023، اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، مما تسبب بمجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، ومقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.