كازاخستان تفتح صفحة جديدة بانضمامها المرتقب إلى الاتفاقات الإبراهيمية
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
في خطوة تحمل دلالات سياسية عميقة ورسائل دبلوماسية متعددة الاتجاهات، أعلنت كازاخستان نيتها الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي امتدادا لنهجها القائم على الحوار والاستقرار والتعاون الإقليمي، في وقت تسعى فيه واشنطن لإحياء زخم تلك الاتفاقات التي شهدت انطلاقها الأولى قبل أعوام، وسط ترقب دولي لما قد تفرزه التحركات الجديدة من توازنات في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
حيث أكدت الحكومة الكازاخستانية في بيان رسمي أن انضمامها يمثل امتدادا طبيعيا لسياساتها الخارجية التي تضع أسسها على الحوار المتبادل واحترام السيادة وتوطيد الاستقرار في محيطها الإقليمي.
وأوضحت أن القرار يأتي انسجاما مع توجهات الدولة نحو تعزيز شراكاتها الدولية والانخراط في مبادرات تدعم الأمن والتعاون بين الشعوب.
ترتبط كازاخستان منذ أكثر من ثلاثين عاما بعلاقات دبلوماسية واقتصادية مع إسرائيل، ما يجعل انضمامها إلى الاتفاقات الإبراهيمية خطوة رمزية من الناحية العملية، لكنها تحمل في طياتها إشارات سياسية لا تخطئها العين، خصوصا في ظل تحركات أمريكية تهدف إلى توسيع دائرة هذه الاتفاقات لتشمل مزيدا من الدول الإسلامية والآسيوية.
دور أمريكي نشط لإحياء المبادرة
أكد مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض يستعد لإعلان رسمي بشأن انضمام كازاخستان إلى الاتفاقات الإبراهيمية، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية لإعادة الزخم إلى الاتفاقات التي اعتبرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أبرز إنجازاته الدبلوماسية.
وأضاف المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أن واشنطن ترى في الخطوة الكازاخستانية مؤشرا على اتساع دائرة القبول الدولي بفكرة السلام الإقليمي القائم على المصالح المشتركة.
ويأتي التحرك في وقت يعقد فيه ترامب لقاءات مع قادة خمس دول من آسيا الوسطى، من بينها كازاخستان وأذربيجان، لبحث آفاق التعاون السياسي والاقتصادي في المنطقة، بما في ذلك سبل توسيع الاتفاقات الإبراهيمية لتشمل أطرافا جديدة.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن واشنطن تسعى لاستخدام هذه الاتفاقات كإطار جامع يربط بين إسرائيل والدول الإسلامية المعتدلة في قضايا التنمية والطاقة والأمن.
رمزية الانضمام وأبعاده الإقليميةيرى محللون أن انضمام كازاخستان إلى الاتفاقات الإبراهيمية يحمل بعدا رمزيا يتجاوز مسألة العلاقات الثنائية مع إسرائيل، إذ يعكس رغبة الدولة الآسيوية في تنويع تحالفاتها والاقتراب أكثر من الولايات المتحدة، في وقت تتزايد فيه المنافسة بين واشنطن وموسكو وبكين على النفوذ في آسيا الوسطى، كما يعزز الخطوة موقع كازاخستان كدولة تتبنى سياسة خارجية متوازنة لا تصطف مع أي محور على حساب آخر.
ومن ناحية أخرى، تسعى الإدارة الأمريكية لاستثمار هذا الانضمام في دعم مساعيها لتوسيع الاتفاقات نحو دول عربية وإسلامية إضافية، خصوصا مع استمرار الجهود لإقناع السعودية بالالتحاق بالمبادرة.
ويعتبر ترامب أن انضمام كازاخستان يمثل بداية مرحلة جديدة يمكن أن تدفع نحو مزيد من الاستقرار السياسي في المنطقة بعد فترات من التوتر.
عقد رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف لقاءات مع مسؤولين أمريكيين، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، لمناقشة تعزيز فرص الاستثمار والتجارة الثنائية، إلى جانب بحث ملفات التعاون في مجالات الطاقة والأمن.
وأشار بيان رسمي صادر عن الرئاسة الكازاخستانية إلى أن البلاد مستعدة للدخول في حوار بناء لتوسيع آفاق التعاون المتعدد الأوجه مع جميع الشركاء.
وتأتي هذه التحركات بينما تواصل واشنطن جهودها لإعادة تفعيل الاتفاقات الإبراهيمية التي كانت قد انطلقت بتطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، فيما تواصل دول أخرى دراسة الانضمام وفق ظروفها السياسية الداخلية وحساباتها الإقليمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاتفاقات الإبراهيمية كازاخستان إسرائيل ترامب واشنطن إلى الاتفاقات الإبراهیمیة
إقرأ أيضاً:
كازاخستان تقرر الانضمام لاتفاقات أبراهام
أعلنت كازاخستان أنها ستنضم إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، المعروفة باسم اتفاقات أبراهام، في خطوة وصفت بالرمزية نظرا إلى العلاقات القائمة بينها وبين تل أبيب.
وقالت حكومة كازاخستان في بيان إن "انضمامنا المرتقب إلى اتفاقات أبراهام يمثل استمرارا طبيعيا ومنطقيا لمسار السياسة الخارجية الكازاخستانية القائم على الحوار والاحترام المتبادل والاستقرار الإقليمي".
وكان المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف قد صرح -الخميس- بأنه بصدد الإعلان عن انضمام إحدى الدول إلى اتفاقات أبراهام، لكنه امتنع عن ذكر اسمها.
بيد أن موقع أكسيوس الأميركي ذكر أن الدولة هي كازاخستان التي تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ عقود، وأضاف أنها ستنضم إلى الاتفاقات للمساعدة في "إعادة تنشيطها".
ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف هو واحد من 5 زعماء من آسيا الوسطى سيعقدون اجتماع قمة في البيت الأبيض، مساء الخميس بالتوقيت المحلي، مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يرى في تعزيز اتفاقات التطبيع مع إسرائيل أولوية دبلوماسية.