الحقيقة في جبل الفأس.. هل سُحقت فعلا قدرة إيران النووية؟
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
يصرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أن الضربات الأميركية في الصيف الماضي "سحقت" برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، لكن مسؤولين إقليميين ومحللين باتوا أقل اقتناعاً بهذه الرواية مع مرور الأشهر، ويحذّرون من أن اندلاع جولة جديدة من الحرب بين إسرائيل وإيران "مسألة وقت فقط".
الاتفاق النووي الموقّع عام 2015 انتهت صلاحيته الشهر الماضي، العقوبات المشددة على إيران أُعيد فرضها، مفاوضات البرنامج النووي تبدو متوقفة تماماً، أما مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، الكافي لصنع 11 سلاحاً نووياً، فهو إمّا مدفون تحت الأنقاض كما تقول طهران، أو نُقل إلى مكان آمن بحسب اعتقاد المسؤولين الإسرائيليين.
وتبدو إيران مستمرة في تطوير موقع تخصيب جديد يعرف باسم "جبل الفأس"، وترفض السماح للمفتشين الدوليين بدخوله أو دخول أي موقع مشبوه آخر غير المعلَن رسمياً.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، يرجّح علي فايز، مدير مشروع إيران في "مجموعة الأزمات الدولية"، أن ردّ طهران على أي هجوم إسرائيلي جديد سيكون أقل تقييداً بكثير مما كان عليه في يونيو.
ويقول إن مسؤولين إيرانيين أبلغوه بأن مصانع الصواريخ تعمل على مدار الساعة، وإنهم "يأملون في إطلاق ألفي صاروخ دفعة واحدة لإرباك الدفاعات الإسرائيلية، بدلاً من 500 صاروخ خلال 12 يوماً" كما حصل في يونيو.
لا مؤشرات على هجوم وشيك، لكن "إسرائيل تشعر أن المهمة لم تُنجز بالكامل، ولا ترى سبباً يمنعها من استئناف القتال، لذلك تضاعف إيران استعداداتها للجولة المقبلة"، بحسب قوله.
ومنذ يونيو، تحذّر إسرائيل من أنها ستهاجم إيران مجدداً إذا اقتربت من إنتاج سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران.
وتقول إسرائيل إنها أضعفت البرنامج النووي الإيراني لكنها لم تدمره، جزئياً لأن ترامب أوقف الحرب في وقت مبكر خلافاً لرغبتها.
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي الثلاثاء إن "العداء الأميركي لإيران عميق"، وإن "الطبيعة المتغطرسة لأميركا لا تقبل سوى الاستسلام"، وذلك في ذكرى اقتحام السفارة الأميركية في طهران في 4 نوفمبر 1979. وبدت تصريحاته كأنها خطوة لقطع الطريق على أي مفاوضات نووية جديدة.
وفي ظل الجمود الدبلوماسي، يدور نقاش داخل إيران حول الخطوة التالية، بحسب مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، مع قلّة من الخيارات الجيدة.
بعض المسؤولين يريدون التسوية مع ترامب، معتبرين أن البلاد عاجزة حتى عن إبقاء الكهرباء، وأن المواجهة المستمرة تخدم إسرائيل وقد تقوض الحكومة بفعل الضغوط الداخلية.
آخرون يفضلون المواجهة، مقتنعين باستحالة التعامل مع ترامب الذي انسحب من اتفاق 2015 ثم قصف إيران لمصلحة إسرائيل أثناء جولة جديدة من المفاوضات، لكن الطرفين يتفقان على أن جولة جديدة من المواجهة مع إسرائيل حتمية.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إيران إسرائيل إيران إيران النووي أميركا إيران إسرائيل إيران أخبار العالم
إقرأ أيضاً:
الجفاف مستمر.. إيران بلا مياه في المساء
أعلنت الحكومة فى إيران عن قطع إمدادات المياه مؤقتاً في ساعات المساء حتى الصباح ولا سيما في العاصمة طهران، وذلك في ظل أزمة المياه الحادة التي تشهدها إيران.
وقال وزير الطاقة الإيراني عباس علي آبادي: "نُجبر على قطع إمدادات المياه عن المواطنين في بعض الأمسيات حتى تتمكن الخزانات من الامتلاء مجدداً".
وأضاف الوزير أن انخفاضاً كبيراً في ضغط المياه متوقع أيضاً، داعياً السكان إلى تركيب خزانات مياه ومضخات لتعويض فترات انقطاع الإمدادات، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ".
وتم بالفعل قطع المياه من المساء حتى الصباح التالي في عدة مناطق من طهران، وأصبح تخزين المياه جزءاً من الحياة اليومية، خصوصاً لاستخدامها في دورات المياه.
ترشيد صارم للمياه
وأشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان هذا الأسبوع إلى احتمالات اتخاذ إجراءات ترشيد صارمة في إمدادات المياه إذا لم تهطل الأمطار بحلول الشهر المقبل.
وفي حال استمرار الجفاف، يفكر بزشكيان حتى في إجلاء سكان العاصمة طهران، التي يبلغ عدد سكانها نحو 15 مليون نسمة، بحسب الاسواق العربية.
إلا أن مراقبين يرون أن مثل هذا الإجراء لا يعدو كونه تصريحاً رمزياً دون إمكانية تنفيذ فعلية، إذ إن نقل العاصمة سيستغرق سنوات إن لم يكن عقوداً نظراً لتمركز جميع السلطات المركزية ومعظم أماكن عمل السكان في طهران.