مستشار وزير الصناعة: إطلاق السجل البيئي للمنشآت الصناعية في ديسمبر
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
أكدت الدكتورة نرمين أبو العطا، مستشار وزير الصناعة للتنمية المستدامة، أنه من المقرر إطلاق السجل البيئي للمنشآت الصناعية في ديسمبر 2025، إلى جانب سجل الطاقة الصناعي، وذلك تمهيدًا لبدء التطبيق الرسمي لآلية تعديل حدود الكربون الأوروبية (CBAM) في يناير 2026، ضمن خطوات الدولة للتحول نحو الصناعة الخضراء.
وأوضحت أبو العطا خلال معرض ومؤتمر "الصناعة والنقل معًا لتحقيق التنمية المستدامة" اليوم الإثنين، أن القياس هو الأساس لتحقيق أي خفض في الانبعاثات، مشيرة إلى أن المصنعين الذين يحققون نتائج ملموسة عبر القياسات المعتمدة سيكونون مؤهلين للحصول على أرصدة كربونية.
وأضافت أن الدولة المصرية لا تملك رفاهية الوقت في التحول الأخضر، موضحة أن الحكومة كانت من أوائل الدول التي تعاملت بجدية مع آلية تعديل حدود الكربون الأوروبية من خلال وضع خطة تنفيذية شاملة في نوفمبر 2024 استعدادًا للمرحلة المقبلة.
كما استعرضت المستجدات العالمية المرتبطة بـالصفقة الأوروبية الخضراء (European Green Deal)، التي تستهدف الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، مع تحديد عام 2030 كموعد فاصل رئيسي للالتزامات البيئية.
وشددت مستشار الوزير على أن المواصفات تمثل اللغة العالمية الموحدة في حركة التجارة والصناعة، مشيرة إلى أن المواصفات الخضراء التي كانت توجيهية لعقود بدأت تتحول إلى إلزامية يقودها الاتحاد الأوروبي ضمن ما وصفته بـ"تسونامي التشريعات البيئية".
وأوضحت أن آلية "سبام" تُعد الأشد تأثيرًا بين 14 آلية ضمن الصفقة الأوروبية الخضراء، مؤكدة أن الفترة الانتقالية المتبقية لتطبيقها لا تتجاوز سبعة أسابيع حتى نهاية ديسمبر المقبل، وأنها ستؤثر مباشرة على قطاعات الحديد والصلب، الأسمنت، الألومنيوم، الأسمدة، والهيدروجين.
كما كشفت أبو العطا أن مصر حصلت في يونيو 2024 على عضوية لجنة الخبراء الدولية بالاتحاد الأوروبي، لتصبح واحدة من دولتين فقط من خارج الاتحاد تشاركان في اللجنة، إلى جانب المغرب. وأشارت إلى أن المجلس الوطني للاعتماد حصل على الاعتراف الأوروبي الرسمي ليصبح أول جهة مصرية وعربية وأفريقية تنال هذا الاعتماد، ما يتيح للمصنعين سداد رسوم شهادات التحقق بالعملة المحلية وبمبالغ أقل من التكلفة الحالية باليورو.
وأكدت أن التمويل المخصص لخفض الانبعاثات الكربونية يأتي ضمن الشراكة المصرية الأوروبية التي أُعلنت خلال القمة المصرية الأوروبية في أكتوبر الماضي، موضحة أن وزارات التعاون الدولي والبيئة والصناعة تعمل بالتنسيق لضمان توجيه هذا التمويل إلى المشروعات ذات الأولوية البيئية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التنمية المستدامة الصناعة الخضراء المشروعات المجلس الوطني تسونامي إلى أن
إقرأ أيضاً:
اعتراف إسرائيلي: اتفاق وقف إطلاق النار لصالح حماس رغم الضربات التي تلقتها
رغم عودة جميع الأسرى الإسرائيليين، واقتراب طي صفحة جثامين القتلى، فمع مرور الوقت تتبدّد نشوة الاحتلال، ويستيقظ على الواقع القائم، كما يصفه هو، ومفاده أن حماس لا تزال تسيطر على غزة، والتدخل الأمريكي يمنع دولة الاحتلال من انهيارها، مما يجعلهم في وضعٍ يُذكّرهم بلبنان، مع وجودٍ ثابتٍ للجيش الإسرائيلي في غزة الذي قد يتحوّل إلى حرب استنزاف.
وأكد مناحيم هوروفيتس الكاتب في القناة 12، أكد أنه "بعد شهرٍ من توقيع الاتفاق مع حماس لإنهاء الحرب وصفقة الرهائن، يبدو أننا أصبحنا أكثر ذكاءً، ونفهم إلى أين يتجه هذا الأمر برمّته، إنه يُشبه إلى حدٍّ ما الوضع مع حزب الله في الشمال، فالجيش يُعزّز قبضته على الأرض، ويُحافظ في الغالب على وقف إطلاق النار، ويتصرف أحيانًا على أساس كلّ حالة على حدة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "النشوة العابرة التي سادت يوم إعادة الرهائن، وزيارة ترامب للكنيست، واحتمالية زيارة رئيس الوزراء لحضور قمة شرم الشيخ، ووصول الرئيس الإندونيسي لإسرائيل، وكلاهما لم يحدث في النهاية، حلّت محلها إدراكٌ بأننا، على ما يبدو، لا نندفع نحو شرق أوسط جديد، وأن السلام الإقليمي ليس على الأبواب".
وأوضح أن "القاعدة العسكرية التي اشتهرت بها إسرائيل خلال الشهر الماضي ليست تابعة للجيش إطلاقًا، بل تقع في كريات جات، وتستضيف جنودًا أمريكيين، وقريبًا أيضًا جنود القوة متعددة الجنسيات التي ستصل إلى غزة، مع أنه بعد ترامب، وصل نائب الرئيس ووزير الخارجية، ثم رئيس الأركان الأمريكي لمتابعة المشروع المهم للولايات المتحدة في سياستها الخارجية الجديدة عن كثب، حيث يشعر ترامب بضرورة نجاحه، وقد وقع الاختيار على إسرائيل لتكون نموذجاً في تحقيق التطلعات الأمريكية".
وأشار هوروفيتس إلى أن "الأمر يبدو غريبًا، وليس دائمًا سارًا، ولكن إذا تذكرنا أن ترامب ساعد إسرائيل كثيرًا في الهجوم على إيران، سواءً بالهجوم المباشر، أو كمظلة دفاعية، وبفضله عاد عشرون رهينة إلى ديارهم أحياء، ويحرص على تزويدنا بالأسلحة الضرورية، فقد يكون هذا ثمنًا يستحق الدفع، والمعنى الحالي للتدخل الأمريكي العميق غير المسبوق، أننا لا نملك حاليًا القدرة على شن هجوم واسع النطاق على حماس في غزة، ولكي يحدث ذلك، علينا تغيير رأي الأمريكيين، أو خرق القواعد والعمل بما يخالف اتفاقنا معهم، وكلا الأمرين مستبعد جدًا".
وأكد أن "حماس تحرص على مصافحة الأمريكيين في كل حادثة يُهاجم فيها جنود الجيش، لكن من الواضح أن كل ما تم الاتفاق عليه معها مُعلّق، وإن لم يكن واضحًا حتى الآن، فقد أدركنا بعد شهر من توقيع الاتفاق أن حماس لا تزال على قيد الحياة، وتُسيطر على قطاع غزة، حتى مع وجود عدة عصابات محلية تُعارض حكمها، فهل يظن أحد أنه بعد انتهاء مرحلة إعادة الرهائن القتلى ستمضي الحركة ببساطة، وتترك الآخرين يُديرون الأمور في غزة".
وبين الكاتب، أن "تهديدات ترامب بتدمير الولايات المتحدة لحماس تبدو فارغة بعض الشيء، إذ يتجنب ترامب إرسال قوات أمريكية لمناطق الصراع قدر الإمكان، ولن يكون سعيدًا بالتأكيد بدخول جبهة أخرى، ولنتذكر أن هذا هو ترامب نفسه الذي تفاوض مبعوثوه مُباشرةً مع قادة حماس، التي تنجو بعد عامين من الحرب، وقد أسفرت عن تدمير غزة بالكامل تقريبًا، ووصل عدد الضحايا الفلسطينيين لأرقام فلكية، وتم القضاء على جميع كبار قادة الحركة تقريبًا، لكنها لا تزال موجودة".
وأوضح أنه "من الناحية الموضوعية، قد يعتبر هذا نجاح إسرائيلي غير مسبوق، يشبه الضربة القاتلة التي تلقاها حزب الله وإيران، ورغم أنه قيل لنا منذ شهور عديدة أن حماس تفقد قبضتها، وفي طريقها للتفكك، وأن القليل من الضغط، وستنهار، لكننا نكتشف أن الصورة مختلفة تمامًا، مما يذكرنا إلى حد ما بصور الجياع في قطاع غزة في ذروة الأزمة الإنسانية، واختفت تمامًا من الصور القادمة من القطاع فور توقيع الاتفاقية، واليوم يمكننا بالفعل رؤية سكان غزة يحتفلون في محلات بيع السكاكر بهواتف آيفون الجديدة".
واعترف بالقول إننا "نواجه مشكلةً تتشكل أمام أعيننا، وسيكون صعبا خروجنا منها، فنحن الآن في وضعٍ يُذكرنا بالثمانينيات والتسعينيات في لبنان: الجيش موجودٌ هناك، ولكن ليس بشكلٍ كامل، والجنود في حالة ركودٍ معظم الوقت، لذا، ربما يكون وصفهم للأمر بـ"البط في ميدان الرماية" مبالغةً بعض الشيء، ولكن بالنظر لقدرات حماس، ونفاد صبر واشنطن، قد نواجه حرب استنزاف طويلة، بل ربما بدأناها بالفعل".
وتابع" "خلال العامين الماضيين، تخيلنا المستقبل بشكلٍ مختلف، من حيث العودة لبناء المستوطنات في غزة، ومغادرة مليوني غزاوي للقطاع إلى دولٍ عربيةٍ أخرى، لكن بعد عامين من الاستخدام غير المسبوق للقوة، حدثت تغييرات بعيدة المدى في الشرق الأوسط، بما في ذلك الوجود الأمريكي على المستويين السياسي والعسكري، وقد تعلمنا من التاريخ أن جيش لا يمكنه القضاء على المنظمات المسلحة تمامًا، لا في الضفة الغربية، ولا في جنوب لبنان، ولا في اليمن، ولا في أي مكان آخر، وبالطبع في غزة أيضاً".
يمكن الخروج باستنتاج واضح من هذه القراءة الإسرائيلية مفاده أن البقاء العسكري في غزة ليس له فائدة الذي سيكلف الاحتلال في المستقبل المنظور قتلى وجرحى، مع أنه في النهاية، سيغادرها، رغم أن الشيء الوحيد الذي يقلق بشأنه هو وجود عدد كافٍ من الجنود على عمق كيلومتر واحد على الأقل وراء حدود غزة لمنع أي احتمال للعودة إلى سيناريو السابع من أكتوبر، حتى هذا التصور ليس مضمونا تحققه أيضاً.