قماطي من جبيل: متمسكون بالسلاح
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
أكد عضو المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي أنه "من حقنا الوطني واللبناني أن نرفض أن يقول الأميركي للحكومة اللبنانية افعلوا كذا وكذا خدمةً للإسرائيلي، هذا أقل حقوقنا".
خلال كلمة ألقها في الاحتفال التأبيني الذي أقامه "حزب الله"، في جبيل، في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد محمد علي رشيد في حضور عضو المجلس السياسي في الحزب محمد صالح ، معاون مفتي جبيل وكسروان الشيخ محمد حيدر، قال قماطي:"إنّ أجمل ما ميّز لبنان هو صيغة العيش المشترك، وأجمل ما ميّز منطقة جبيل وكسروان هو العيش الواحد بين مختلف الطوائف، حتى أضحت المنطقة رمزاً جميلاً ورائعاً لصيغة لبنان الفريدة.
وتابع: " إنّ هذه التضحيات التي تُبذل في سبيل لبنان هي لأن الوطن لا يتجزأ. ولا يجوز أن تعيش منطقةٌ ما آلامها وأوجاعها بسبب الاعتداءات الإسرائيلية وتبقى بقية أجزاء الوطن وكأن الأمر لا يعنيها. فالشعور بالألم الوطني هو أرقى الواجبات الوطنية، وهو التعايش الحقيقي. فما نفع أن تخبرني عن التعايش وأنت لا تعيشه بكل تفاصيله مع بقية أبناء وطنك؟ وللأسف الشديد، هناك اليوم من يحاول أن يدمر هذه الصيغة والوحدة، وأن ينسف هذه الرسالة بطروحات طائفية، في زمن مفصلي يعيشه الوطن ألماً ودمارا وتهديدا وجوديا حقيقيا".
ولفت إلى أن " زوال لبنان ليس مبالغات أو نظريات سياسية، فقد قالها نتنياهو عندما تحدث عن إسرائيل الكبرى، وقالها المبعوث الأميركي توم باراك إن لبنان يواجه تهديدا وجوديا، وإذا لم يتحرك فقد يعود إلى بلاد الشام. وحتى الكثير من الأوروبيين نسمعهم يتحدثون عن توصيات تخيّر الوطن بين الوصاية السورية والوصاية الإسرائيلية برداء أميركي. عندما تكون كل مطالب إسرائيل هي مطالب أميركية، فماذا تكون الغاية وما هو الهدف؟".
وقال:"أمام هذا الخطر الحقيقي الوجودي، لا يجوز لأي فريق سياسي أن يتماهى مع العدو، بل أن يتجاوز في تماهيه حتى يصل إلى الحقد والعداء لمكون لبناني من أجل طلب أميركي أو إسرائيلي".
وشدد على " أننا نحن اليوم بحاجة إلى الاستقرار الوطني. وما يقوم به البعض من أجل حسابات سياسية ضيقة، يتعلق للأسف بجزء جغرافي صغير يعتقدون أنه هو الوطن، وهذه ليست مشكلة سياسية عابرة بل مشكلة تكوينية لا تشبه الشعب اللبناني نفسه الذي يريد كل هذا الوطن".
ولفت الى ان الشعب اللبناني اظهر أعظم التجليات الوطنية أثناء العدوان الإسرائيلي، فقال بصوتٍ عالٍ:نريد أن نعيش مع بعضنا. وعاشت هذه المنطقة تحديداً، إلى جانب مناطق أخرى استقبلت المهجرين اللبنانيين بسبب العدوان الإسرائيلي، أجمل اللحظات الوطنية المشرقة، وما زال أهالي البقاع والجنوب يتواصلون مع الذين استقبلوهم، وهذه هي صورة الشعب اللبناني الحقيقية".
أضاف : " السياسة هي لصون الوطن والوحدة الوطنية. والاستراتيجية كي يبقى لبنان فاعلاً في محيطه وفي صناعة القرار العالمي، هي أن يكون لبنان قادراً على أن يقول نعم عندما نكون جميعاً مستفيدين من قرار يدعم هذه الصيغة الوطنية ومكانة لبنان العالمية، وأن يقول لا عندما تكون هذه القرارات لضرب لبنان في وحدته. إن وطنيتنا اللبنانية وسيادتنا تفرضان علينا، ومن حقنا الوطني، أن نرفض أن يقول الأمريكي للحكومة اللبنانية افعلوا كذا وكذا خدمةً للإسرائيلي، فهذا أقل حقوقنا".
وقال :"هذه التجربة السورية ماثلة أمامنا، فهي تقوم دون اعتراض بتطبيق كل ما يُطلب منها أميركياً، ومع ذلك، لم يمنع كل هذا الاستسلام أمام الطلبات الأميركية إسرائيل من الاعتداءات اليومية على سوريا، ودخول المناطق السورية يومياً حيث تريد وكيفما تريد، لأنه لا توجد في سوريا مقاومة، أو من يعترض ليجعل الإسرائيلي على الأقل يخشى أن يستسهل دخول هذه المناطق بحرية كاملة. في الختام، يظهر أن سوريا التي تقدم كل شيء، لا تريدها إسرائيل، ولا حتى تراعي هيبة حكومتها أمام شعبها".
تابع:"المشكلة التي لا يريد البعض أن يفهمها أو حتى يصدقها هي أن حدود إسرائيل وصلت إلى حدود العراق. هناك تغيرات كبيرة في المنطقة تُفرض علينا، وأقلّه أن نتمسك بقوتنا مهما كانت لرفض هذه الخيارات الكبرى التي تهدد ليس فقط لبنان بل كل الأوطان العربية. وقد بدأنا نسمع في العالم العربي لماذا يجب تسليم السلاح؟، بخاصة بعد قصف قطر، حيث ظهر للجميع أن الأهم أميركياً هي إسرائيل على حساب كل الأوطان العربية بما فيها لبنان. لذلك، نحن عندما ندافع عن لبنان، ندافع عن كل الأوطان العربية ونكون خط الدفاع الأول. لذلك، الاستراتيجية الدفاعية ضرورة في السياسة والحرب، لأنها ورقة ضغط حقيقية وقوية يمكن للجميع الاستفادة منها".
واشار الى أنه " عندما نقول لن نسلم السلاح، فإنّ هذه العبارة بالأعراف السياسية والوطنية هي أقل عبارة يمكن قولها أمام هذا التهديد الوجودي لكل لبنان. ماذا يُطلب منا أن نقول لقوى تعتدي علينا يومياً؟ أن نقول سنسلم السلاح؟ أو أن ندعو جميع الفصائل اللبنانية التي تحمل السلاح وتجمعه في المخازن الى ان نتوحد، وتصبح هذه القوى هي الاستراتيجية الدفاعية للبنان ورفع سقف الشروط اللبنانية؟".
وقال :"أنتم تعلمون أننا نتحدث عن ثقة وانطلاقاً من تجربة، لا كما يحاول البعض أن يتحدث بأن المقاومة لم تحمِ أو تحرر، في تزييف للتاريخ والحقيقة وهي أمامنا. عندما لم تكن المقاومة موجودة وصل الإسرائيلي إلى العاصمة اللبنانية، نحن نتحدث عن احتلال أكثر من نصف لبنان بأيام قليلة ودون خسائر للعدو تُذكر، ولولا الوجود السوري لربما وصل الاجتياح الإسرائيلي إلى الحدود السورية".
وتابع:" لا يجوز وصف المقاومة بالميليشيا وهي التي منعت إسرائيل من احتلال كل جنوب لبنان. إذا كانت إسرائيل تعاني ما تعانيه من وجود المقاومة التي التزمت بوقف إطلاق النار، ومع ذلك تفرض شروطاً تعجيزية، فكيف لو لم تكن المقاومة موجودة وإسرائيل تحتل نصف لبنان؟ومن المعيب والكذب الواضح والفاضح، أن تجعلوا من المقاومة سبب الانهيار الاقتصادي للبنان وما وصل إليه الشعب اللبناني، لأن السبب هو الفساد وسرقة أموال المودعين. وأنتم اليوم الذين تسعون لاستهداف المقاومة، حتى لو وصل الأمر إلى حرب أهلية، لا لحماية لبنان بل لحماية الفاسدين الذين هم سبب ما حلّ في لبنان".
وأضاف: " كما أن المقاومة ليست شيعية كما يُشاع، وهذا أمر نرفضه لأنه ارتقى بيننا شهداء من مختلف الطوائف من السنّة والمسيحيين، ومن أحزاب مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي والجماعة الإسلامية. العداء لإسرائيل ليس فقط شيعياً، بل هو في صميم كل مواطن لبناني شريف، ومن لا يستطيع أن يقدم الدم والتضحيات لا يحق له أن يصنف المقاومين كما يشتهي وهل تصدقون أن الحصار والعقوبات المفروضة على لبنان وعدم الإعمار هي بسبب سلاح حزب الله؟ بالأمس، عندما كان مجلس الوزراء مجتمعاً بوجود وزراء الثنائي الوطني، وبينما كان التقييم والبحث عن كم قطعة سلاح وكم مخزن أسلحة استلمته الدولة اللبنانية، كانت إسرائيل تقصف الجنوب وتقتل المواطنين الأبرياء. ألا تستحق هذه الوحشية أن نوقف عدّ الأسلحة التي صودرت وأن نخرج لنعترض على هذا العدوان والانتهاك الفاضح للسيادة اللبنانية؟".
وقال :" نحن منذ اللحظة الأولى كنا بنّاءين ومتعاونين إلى أقصى الحدود، من انتخاب رئيس للجمهورية إلى رئيس للحكومة، إلى الالتزام الكلي بوقف إطلاق النار من جانبنا. لكن، هل قامت إسرائيل بعمل واحد مما تعهدت به؟ هل احترمت إسرائيل على الأقل من يكررون مطالبها؟ إن إسرائيل لا تحترم أحداً ولن تقبل بأحد حتى لو ارتمى هؤلاء الذين يداهنون أمريكا عند أقدام إسرائيل.ثم هناك مشروع معلن لإدخال الوطن في عصر الوصاية الأمريكية والإسرائيلية، وهناك من يقبل بهذه الوصاية ويسميها سيادة، بينما يرفض الدعم الإيراني ويسميه احتلالاً. هل يعقل أن نصل إلى هذا المستوى؟ إيران التي تدعم ومستعدة لتقديم كل إمكانياتها للدولة اللبنانية ليست كأمريكا التي قالتها صراحةً إنها غير مستعدة حتى للطلب من إسرائيل أن توقف قتل الأبرياء، وتعلن صراحةً أن كل أشكال الدعم متوقفة عن لبنان حتى تسليم السلاح. إن أمريكا تقول بصورة أخرى إنها ستضغط على لبنان حتى الانهيار. فقضية السلاح ليس لها علاقة بما تقوم به أمريكا؛ أمريكا تريد أن يصبح لبنان دون أي قوة دفاعية أو اقتصادية أو حتى معيشية لأنها تسعى إلى تفتيت لبنان.أميركا تراهن على تعبنا لأننا وحدنا ومن معنا نقدم الدماء والتضحيات. لكن في الختام، هل يجوز فقط أن ندفع نحن دائماً ثمن تمسكنا بوطننا لبنان الذي لا نملك غيره ومتشبثون به أكثر من أرواحنا التي نقدمها في سبيله؟".
وختم:"في ذكرى الشهيد وبعد غدٍ في يوم الشهيد: لن نترك السلاح لأنه ليس سلاحاً موجهاً إلى الداخل، بينما بعض الداخل افتعل الحروب لعقود. بل نتمسك بالسلاح لأنه ضمان بقاء لبنان وورقة قوة للبنان، ومن أجل لبنان نقدم كل هذه الكوكبة من الشهداء". مواضيع ذات صلة قماطي: نتمسك بالسلاح لأنه ضمان بقاء لبنان Lebanon 24 قماطي: نتمسك بالسلاح لأنه ضمان بقاء لبنان 10/11/2025 11:02:39 10/11/2025 11:02:39 Lebanon 24 Lebanon 24 حيدر: متمسّكون بكلّ شبر من أرضنا Lebanon 24 حيدر: متمسّكون بكلّ شبر من أرضنا 10/11/2025 11:02:39 10/11/2025 11:02:39 Lebanon 24 Lebanon 24 قماطي: على الدولة تقديم الخدمات للمواطن كي يحترمها Lebanon 24 قماطي: على الدولة تقديم الخدمات للمواطن كي يحترمها 10/11/2025 11:02:39 10/11/2025 11:02:39 Lebanon 24 Lebanon 24 قماطي: نستنكر الافتراءات التي طالت النائب أسامة سعد Lebanon 24 قماطي: نستنكر الافتراءات التي طالت النائب أسامة سعد 10/11/2025 11:02:39 10/11/2025 11:02:39 Lebanon 24 Lebanon 24 مجلس الوزراء الإسرائيلية الإسرائيلي اللبنانية حزب الله الإيراني إسرائيل السورية قد يعجبك أيضاً "بازار" الحرب والتصعيد.. المبادرات لا تزال قائمة Lebanon 24 "بازار" الحرب والتصعيد.. المبادرات لا تزال قائمة 11:00 | 2025-11-10 10/11/2025 11:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 اعتباراً من الغد.. طقس متقلب يسيطر على لبنان مع انخفاض ملموس بدرجات الحرارة Lebanon 24 اعتباراً من الغد.. طقس متقلب يسيطر على لبنان مع انخفاض ملموس بدرجات الحرارة 10:43 | 2025-11-10 10/11/2025 10:43:51 Lebanon 24 Lebanon 24 لا اقامة دائمة لسلام في السرايا Lebanon 24 لا اقامة دائمة لسلام في السرايا 10:40 | 2025-11-10 10/11/2025 10:40:32 Lebanon 24 Lebanon 24 وفد الخزانة الأميركية عند سلام Lebanon 24 وفد الخزانة الأميركية عند سلام 10:38 | 2025-11-10 10/11/2025 10:38:36 Lebanon 24 Lebanon 24 البعريني حذّر من "مخاطر الكباش الحاصل حول اقتراع المغتربين" Lebanon 24 البعريني حذّر من "مخاطر الكباش الحاصل حول اقتراع المغتربين" 10:26 | 2025-11-10 10/11/2025 10:26:51 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة تساقط أمطار وخلايا رعديّة... درجات الحرارة ستنخفض بدءاً من هذا اليوم Lebanon 24 تساقط أمطار وخلايا رعديّة... درجات الحرارة ستنخفض بدءاً من هذا اليوم 12:18 | 2025-11-09 09/11/2025 12:18:33 Lebanon 24 Lebanon 24 ممداني يسقط حجّة "الثنائي الشيعي" Lebanon 24 ممداني يسقط حجّة "الثنائي الشيعي" 16:01 | 2025-11-09 09/11/2025 04:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وأخيراً أول منخفض جوي سيضرب لبنان.. أمطار طوفانية وثلوج كثيفة في هذا الموعد Lebanon 24 وأخيراً أول منخفض جوي سيضرب لبنان.. أمطار طوفانية وثلوج كثيفة في هذا الموعد 07:30 | 2025-11-10 10/11/2025 07:30:51 Lebanon 24 Lebanon 24 من مختبرات بكين إلى خزائن بيروت والعالم: هل يهدد "الذهب الصيني" احتياطي لبنان؟ Lebanon 24 من مختبرات بكين إلى خزائن بيروت والعالم: هل يهدد "الذهب الصيني" احتياطي لبنان؟ 18:00 | 2025-11-09 09/11/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مكانٌ لاحتجاز مقاتلي "حزب الله".. تقريرٌ يكشف فظائع سجون إسرائيل! Lebanon 24 مكانٌ لاحتجاز مقاتلي "حزب الله".. تقريرٌ يكشف فظائع سجون إسرائيل! 19:00 | 2025-11-09 09/11/2025 07:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 11:00 | 2025-11-10 "بازار" الحرب والتصعيد.. المبادرات لا تزال قائمة 10:43 | 2025-11-10 اعتباراً من الغد.. طقس متقلب يسيطر على لبنان مع انخفاض ملموس بدرجات الحرارة 10:40 | 2025-11-10 لا اقامة دائمة لسلام في السرايا 10:38 | 2025-11-10 وفد الخزانة الأميركية عند سلام 10:26 | 2025-11-10 البعريني حذّر من "مخاطر الكباش الحاصل حول اقتراع المغتربين" 10:25 | 2025-11-10 بعد 10 سنوات على التوقيف.. هنيبعل القذافي خارج السجن فيديو يشبه الانسان.. روبوت يرعب الصينيين! (فيديو) Lebanon 24 يشبه الانسان.. روبوت يرعب الصينيين! (فيديو) 11:00 | 2025-11-08 10/11/2025 11:02:39 Lebanon 24 Lebanon 24 انهار وفقد السيطرة على نفسه.. فنان يكشف خيانة حبيبته له مع مطرب شهير! (فيديو) Lebanon 24 انهار وفقد السيطرة على نفسه.. فنان يكشف خيانة حبيبته له مع مطرب شهير! (فيديو) 10:42 | 2025-11-05 10/11/2025 11:02:39 Lebanon 24 Lebanon 24 مباشرة على الهواء.. إعلامي شهير يُعلن اعتزاله المهنة قريباً (فيديو) Lebanon 24 مباشرة على الهواء.. إعلامي شهير يُعلن اعتزاله المهنة قريباً (فيديو) 10:58 | 2025-11-03 10/11/2025 11:02:39 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الشعب اللبنانی على لبنان حزب الله أن یقول
إقرأ أيضاً:
الفوعاني: متى وأين وكيف التزمت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار؟
نظمت جمعية "كشافة الرسالة الإسلامية" – مفوضية بيروت مسيرة حسينية في ذكرى استشهاد السيدة فاطة الزهراء وتخليدا لشهداء أفواج المقاومة اللبنانية "أمل" وشهداء جمعية "كشافة الرسالة الإسلامية" والدفاع المدني خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، جابت شوارع الضاحية الجنوبية في بيروت، انطلاقا من أوتوستراد السيد هادي نصرالله وصولا إلى باحة عاشوراء في معوض.
وكانت كلمة لرئيس الهيئة التنفيذية في حركة "أمل" مصطفى فوعاني قال فيها: "نلتقي في ذكرى تجسد أسمى معاني الطهر والإيمان والتضحية، في سيرة سيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة الزهراء التي كانت صوت الحق بعد رحيل الرسول، والقدوة في الصبر والثبات على المبدأ رغم الظلم والجراح.
الزهراء هي التي علمتنا أن السكوت على الظلم جريمة،وأن الدفاع عن الحق عبادة، وأن النور لا يخاف العتمة.من ظل بيتها خرجت الحروف الأولى للمقاومة،ومن صبرها ودمعتها ووصاياها، ولد جيل من الرجال، يقاتلون لأنهم يحبون،
ويستشهدون لأنهم يؤمنون أن الله لا يخذل من أحب الأرض بصدق". أضاف:" الزهراء لم تكن ابنة نبي فحسب، بل كانت الامتداد الحي لرسالته، كانت أول المدافعين عن خط العدالة والحق، وهي التي علمت الإنسانية أن مقاومة الظلم واجب، وأن حفظ الرسالة يحتاج إلى تضحية وإيمان لا يتزعزع. ومن بين أولئك الذين حملوا وصيتها، خرج أحمد قصير فتى من صور، حمل في عينيه انعكاس دمعة الزهراء، وفي صدره يقين محمد سعد، ومضى نحو مقر الحاكم العسكري في العام 1982، كمن يمشي نحو ميعاده مع الخلود. لم يكن الانفجار مجرد فعل عسكري، بل تجل فاطمي في جسد جنوبي، حيث تحول الجسد إلى صلاة من نار، وحيث التقت صرخة الزهراء القديمة بصرخة الجنوب الحديثة: "لن يكسر الحق ما دام فينا من ينهض له بالدم."
وأكد الفوعاني أن "ذكرى شهادة الزهراء تلتقي اليوم مع ذكرى شهداء حركة أمل، الذين استمدوا من نهجها روح العطاء والفداء، فكانوا أوفياء لنهج الإمام القائد السيد موسى الصدر، حاملين راية الإيمان والمقاومة، مدافعين عن الأرض والإنسان والوطن.
هكذا صار الشهيد رمزا لا ينتهي، وصارت صوره المدماة مشهدا من الطهر، وصار الجنوب كل الجنوب امتدادا لمحراب فاطمي يضيء بالدماء الزكية".
ولفت إلى أن "الشهداء الذين ارتقوا دفاعا عن الجنوب وعن كرامة لبنان هم الامتداد الطبيعي لتلك المدرسة المحمدية – العلوية – الفاطمية، التي علمتنا أن الوطن لا يصان إلا بالدماء الزكية، وأن الكرامة لا تحفظ إلا بالموقف الصادق والمقاومة الصلبة.وفي هذه الذكرى،يقف أبناء حركة أمل،حيث أرادهم الإمام موسى الصدر:مؤمنين بالله، عاملين للناس، مقاومين للباطل.يستذكرون الشهداء لا كأسماء من الماضي،بل كنجوم تحرس لبنان، وتذكرنا بأن هذا الوطن وجد ليصان، ولن يصان إلا بوحدة الدم والإيمان".
تابع:"في لحظات الحرب، حين تتهاوى الأبنية كما تتهاوى الثقة، وحين يصبح الليل أثقل من الحديد، ويمتد الخوف في الأزقة مثل دخان بلا لون، ينهض شباب كشافة الرسالة الإسلامية كأنهم طليعة الضوء وسط الخراب. لا ينتظرون الأوامر، لأن قلوبهم تعلمت لغة الواجب قبل أن يتعلموا النشيد. هم جيل يخرج من رحم الأزمات كما يخرج القمر من بين الغيوم، صامدين، متوهجين، لا يحملون السلاح بل يحملون معنى البقاء.
دورهم في الإيواء: من الفوضى إلى النظام. حين امتلأت الشوارع بالنازحين، والمنازل بالدمار، كان الكشاف هو أول من يصل، وآخر من يغادر. يتقدمون نحو الملاجئ، ينظمون الفوضى بخطى من حديد. بأيديهم تنصب الفرش، تفرش البطانيات، وتوزع المؤن. في كل مأوى، ترى فتى من الكشافة يحول القبو إلى بيت موقت، يعلق ابتسامة على وجه طفل فقد لعبته، ويعيد الحياة إلى أم تبحث عن الأمان. وجوههم مبللة بالعرق والغبار، لكنها تشع طمأنينة، كأن الله أوكل إليهم مهمة أن يذكروا الناس بأن الإنسانية لم تمت بعد. بين النار والرحمة لم يكونوا مجرد مسعفين، بل كانوا جسرا بين الخطر والأمل. حين يسقط صاروخ، يكونون أول من يركض، لا ليهرب، بل لينقذ. يحملون الجرحى كما لو أنهم يحملون إخوتهم. في عيونهم لهب من الجرأة، وفي أيديهم حنان يطفئ الخوف. بين الأنقاض، يتحول الكشاف إلى راهب في معبد من الدمار، يقيم طقوس الإنقاذ بشجاعة لا تعرف التراجع. كل صرخة يسمعونها تتحول إلى نداء مقدس، وكل دمعة يرونها تصبح وعدا جديدا بأنهم سيواصلون حتى آخر نفس. في المراكز والملاجئ هناك، حيث يتكدس الناس كالأفكار في قلب ضاق، يعملون بصمت يشبه الدعاء. ينظمون التوزيع، يكتبون الأسماء، يخففون التوتر بنظام دقيق كأنه موسيقى وسط الضجيج. ينسقون بين العائلات، يفصلون الأطفال عن الخطر، يبتكرون الألعاب من لا شيء ليعيدوا للطفولة أنفاسها. الملجأ يتحول على أيديهم إلى مساحة للكرامة، لا مجرد مأوى. وفي الليل، حين ينام الجميع، يبقون ساهرين يحرسون الأبواب والقلوب معا. بين الروح والرمز إن ما فعلوه لم يكن مجرد عمل إنساني، بل فعل رمزي عميق إعلان بأن الانتماء ليس شعارا، بل مسؤولية. لقد جسدوا معنى الكشافة في أبهى تجلياته: الخدمة، النظام، التضحية. في زمن كانت فيه المدن تقصف، كانوا يبنون بالحب حصونا من الأمل.وفي كل ملجأ أقاموه، ولد وطن صغير من الرحمة والانضباط". اضاف:"هؤلاء الشباب لم يحملوا فقط شارة الكشاف على صدورهم، بل حملوا ضمير الوطن.كانوا شهودا على أن البطولة لا تحتاج بندقية، بل قلبا يعرف أن يمد اليد بدل أن يرفعها. ومن رماد الحرب خرجوا أكثر إشراقا، كأنهم خلقوا من العزم والإنسانية معا.وحين يعود السلام، يبقى أثرهم محفورا في ذاكرة الناس: أن في كل محنة، هناك كشاف يقف، يرفع الراية، ويعيد للإنسان معنى النور". وقال:" إن الرئيس نبيه بري، جدد تأكيد الثوابت الوطنية، مشددا على أن المقاومة التزمت كاملا بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وأن الجيش اللبناني انتشر في منطقة جنوب الليطاني بأكثر من تسعة آلاف عنصر وضابط، وقادر على الانتشار على الحدود المعترف بها دوليا، لكن ما يعيق ذلك هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء واسعة من الأراضي اللبنانية الجنوبية، باعتراف قوات "اليونيفيل" وتقاريرها الدورية". وأكد الفوعاني أن الرئيس بري تساءل محقا: "متى وأين وكيف التزمت إسرائيل ببند واحد من بنود اتفاق وقف إطلاق النار؟"، مشيرا إلى أن" هذا السؤال يجب أن يوجه إلى المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين، ويتجاهل الاحتلال وعدوانه المستمر، في حين يطالب لبنان والمقاومة بما لم يلتزم به العدو يوما".
ولفت إلى أن "الرئيس بري عبر أيضا عن استغرابه لمواقف بعض الأطراف في الداخل اللبناني"، قائلا: "هل هناك بلد في الكون ينكر أنقى صفحة من تاريخه؟"، في إشارة إلى صفحة المقاومة والشهداء الذين سطروا بدمائهم الطاهرة ملحمة الصمود والعزة". وقال الفوعاني إن "هذه الصفحة النقية التي كتبها المقاومون ببطولاتهم هي جوهر تاريخنا الوطني، وهي التي حمت لبنان وصانت حدوده ووحدته، ولا يجوز لأحد أن يتنكر لها أو يشكك في شرفها ونبلها". وأكد أن "الرئيس بري شدد كذلك على أن ما تزعمه إسرائيل بشأن استمرار تدفق السلاح من سوريا هو محض كذب وافتراء، لأن أميركا التي تسيطر على الأجواء بأقمارها الصناعية تعرف الحقيقة، لكنها تختار الصمت عن خروقات الاحتلال وعدوانه". كما لفت إلى ما قاله الرئيس بري حول المفاوضات، حيث أوضح أن "هناك آلية تسمى "الميكانيزم" يجب أن تجتمع بشكل دوري، ويمكن الاستعانة بخبراء من مدنيين أو عسكريين عند الحاجة، كما حصل في ترسيم الحدود البحرية والخط الأزرق، تأكيدا على أن لبنان يفاوض من موقع الحق لا من موقع الضعف". وأشار الفوعاني إلى "تأكيد الرئيس بري أن قانون الانتخابات نافذ، ويجب أن تجرى الانتخابات على أساسه وفي موعدها، محذرا من أي محاولة للمس بالاستحقاقات الدستورية التي تعبر عن إرادة اللبنانيين، ومؤكدا أن أي تأخير أو تعطيل سيكون بمثابة معركة سياسية مفتوحة لحماية الدستور والدولة". وقال :" إن ما يجمعنا اليوم بين شهادة الزهراء وشهداء حركة أمل هو الإيمان بأن الحق لا يصان إلا بالتضحية، وأن المقاومة ليست خيارا بل قدر من يريد العيش بحرية وكرامة.إن حركة أمل ستبقى على نهج الإمام موسى الصدر والرئيس نبيه بري، صوت الوطن الموحد، والمدافع الأول عن وحدة لبنان، وعن القضية الفلسطينية، وعن كل مستضعف في هذا العالم. سلام على الزهراء حين وقفت وحيدة في وجه الظلم، وسلام على الشهداء حين جعلوا من أجسادهم جسورا لعبور الوطن إلى النور". وختم :"فلنجدد العهد في هذه الذكرى المباركة أن نبقى أوفياء لدماء الشهداء، ولسيرة الزهراء، وأن نحفظ هذا الوطن بوعينا ووحدتنا ومقاومتنا، وأن نبقى كما أرادنا الإمام الصدر: مؤمنين بالله، عاملين للناس، مقاومين للباطل، ساعين إلى بناء الإنسان والوطن". مواضيع ذات صلة المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل للميادين: من يعتقد أن "إسرائيل" التزمت وقف إطلاق النار هو مخطئ Lebanon 24 المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل للميادين: من يعتقد أن "إسرائيل" التزمت وقف إطلاق النار هو مخطئ 10/11/2025 09:16:33 10/11/2025 09:16:33 Lebanon 24 Lebanon 24 طالبان أفغانستان: تعليمات بالحفاظ على وقف النار طالما التزمت باكستان به Lebanon 24 طالبان أفغانستان: تعليمات بالحفاظ على وقف النار طالما التزمت باكستان به
10/11/2025 09:16:33 10/11/2025 09:16:33 Lebanon 24 Lebanon 24 بلدية ميس الجبل: لبنان وحده يلتزم بقرار وقف إطلاق النار Lebanon 24 بلدية ميس الجبل: لبنان وحده يلتزم بقرار وقف إطلاق النار
10/11/2025 09:16:33 10/11/2025 09:16:33 Lebanon 24 Lebanon 24 الخارجية الروسية: نعرب عن قلقنا إزاء انتهاك إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان Lebanon 24 الخارجية الروسية: نعرب عن قلقنا إزاء انتهاك إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
10/11/2025 09:16:33 10/11/2025 09:16:33 Lebanon 24 Lebanon 24 الفلسطينية الإسرائيلي اللبنانية نبيه بري إسرائيل بات على بيروت الجراح قد يعجبك أيضاً
التأجيل وارد
Lebanon 24 التأجيل وارد
09:15 | 2025-11-10 10/11/2025 09:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 العلامة الخطيب من البقاع : للحفاظ على الجامعة اللبنانية
Lebanon 24 العلامة الخطيب من البقاع : للحفاظ على الجامعة اللبنانية
09:14 | 2025-11-10 10/11/2025 09:14:52 Lebanon 24 Lebanon 24 ما هي انعكاسات زيارة الشرع لواشنطن على الداخل اللبناني؟
Lebanon 24 ما هي انعكاسات زيارة الشرع لواشنطن على الداخل اللبناني؟
09:00 | 2025-11-10 10/11/2025 09:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وزارة الأشغال تطلق أعمال استكمال طريق المتن السريع بين العطشانة وعين علق
Lebanon 24 وزارة الأشغال تطلق أعمال استكمال طريق المتن السريع بين العطشانة وعين علق
08:59 | 2025-11-10 10/11/2025 08:59:08 Lebanon 24 Lebanon 24 أسئلة فاتيكانية عن شخصيات محددة
Lebanon 24 أسئلة فاتيكانية عن شخصيات محددة
08:45 | 2025-11-10 10/11/2025 08:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
تساقط أمطار وخلايا رعديّة... درجات الحرارة ستنخفض بدءاً من هذا اليوم
Lebanon 24 تساقط أمطار وخلايا رعديّة... درجات الحرارة ستنخفض بدءاً من هذا اليوم
12:18 | 2025-11-09 09/11/2025 12:18:33 Lebanon 24 Lebanon 24 ممداني يسقط حجّة "الثنائي الشيعي"
Lebanon 24 ممداني يسقط حجّة "الثنائي الشيعي"
16:01 | 2025-11-09 09/11/2025 04:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وأخيراً أول منخفض جوي سيضرب لبنان.. أمطار طوفانية وثلوج كثيفة في هذا الموعد
Lebanon 24 وأخيراً أول منخفض جوي سيضرب لبنان.. أمطار طوفانية وثلوج كثيفة في هذا الموعد
07:30 | 2025-11-10 10/11/2025 07:30:51 Lebanon 24 Lebanon 24 من مختبرات بكين إلى خزائن بيروت والعالم: هل يهدد "الذهب الصيني" احتياطي لبنان؟
Lebanon 24 من مختبرات بكين إلى خزائن بيروت والعالم: هل يهدد "الذهب الصيني" احتياطي لبنان؟
18:00 | 2025-11-09 09/11/2025 06:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مكانٌ لاحتجاز مقاتلي "حزب الله".. تقريرٌ يكشف فظائع سجون إسرائيل!
Lebanon 24 مكانٌ لاحتجاز مقاتلي "حزب الله".. تقريرٌ يكشف فظائع سجون إسرائيل!
19:00 | 2025-11-09 09/11/2025 07:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
09:15 | 2025-11-10 التأجيل وارد 09:14 | 2025-11-10 العلامة الخطيب من البقاع : للحفاظ على الجامعة اللبنانية 09:00 | 2025-11-10 ما هي انعكاسات زيارة الشرع لواشنطن على الداخل اللبناني؟ 08:59 | 2025-11-10 وزارة الأشغال تطلق أعمال استكمال طريق المتن السريع بين العطشانة وعين علق 08:45 | 2025-11-10 أسئلة فاتيكانية عن شخصيات محددة 08:44 | 2025-11-10 قبيسي: مكان كل غارة سنفتتح مؤسسة ومشروعًا فيديو يشبه الانسان.. روبوت يرعب الصينيين! (فيديو)
Lebanon 24 يشبه الانسان.. روبوت يرعب الصينيين! (فيديو)
11:00 | 2025-11-08 10/11/2025 09:16:33 Lebanon 24 Lebanon 24 انهار وفقد السيطرة على نفسه.. فنان يكشف خيانة حبيبته له مع مطرب شهير! (فيديو)
Lebanon 24 انهار وفقد السيطرة على نفسه.. فنان يكشف خيانة حبيبته له مع مطرب شهير! (فيديو)
10:42 | 2025-11-05 10/11/2025 09:16:33 Lebanon 24 Lebanon 24 مباشرة على الهواء.. إعلامي شهير يُعلن اعتزاله المهنة قريباً (فيديو)
Lebanon 24 مباشرة على الهواء.. إعلامي شهير يُعلن اعتزاله المهنة قريباً (فيديو)
10:58 | 2025-11-03 10/11/2025 09:16:33 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24