البيت الأبيض يشهد أول زيارة لرئيس سوري في تاريخه
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
واشنطن - رويترز
يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض اليوم الاثنين في نهاية عام مفصلي للشرع بذل فيه جهودا سعيا لإنهاء عزلة سوريا الدولية.
وشهد هذا العام تحولا محوريا للرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، إذ كان الشرع حتى فترة قريبة قائدا لمجموعة من المعارضة المسلحة لكنها قادتفي نهاية العام الماضي الإطاحة ببشار الأسد الذي حكم البلاد لفترة طويلة.
ومن المقرر أن يستقبل ترامب الشرعَ في أول زيارة على الإطلاق يقوم بها رئيس سوري إلى البيت الأبيض، بعد ستة أشهر من أول لقاء بينهما في السعودية، وبعد أيام فقط من إعلان واشنطن أن القيادي السابق بتنظيم تابع للقاعدة لم يعد "إرهابيا عالميا مصنفا بشكل خاص".
وتولى الشرع (42 عاما) مقاليد الأمور في سوريا نهاية العام الماضي بعد أن شنت جماعات من المعارضة المسلحة بقيادته هجوما خاطفا انطلاقا من جيب كانوا يسيطرون عليه في شمال غرب سوريا وتمكنوا في غضون أيام فقط من الإطاحة بالأسد في الثامن من ديسمبر كانون الأول.
ومنذ ذلك الحين، تتطور تحالفات سوريا بوتيرة مذهلة بعيدا عن حليفي الأسد الرئيسيين إيران وروسيا وباتجاه تركيا والخليج وواشنطن.
ومن المرجح أن يكون الأمن على رأس أولويات الاجتماع المرتقب اليوم الاثنين.
وتتوسط الولايات المتحدة في محادثات بين سوريا وإسرائيل بشأن اتفاق أمني محتمل. وذكرت رويترز أن الولايات المتحدة تخطط لإقامة وجود عسكري في قاعدة جوية في دمشق.
ومن المقرر أيضا أن تنضم سوريا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ومن الممكن أن يتم الإعلان عن ذلك رسميا في اجتماع البيت الأبيض اليوم الاثنين.
* قانون قيصر
قبل أيام من الاجتماع، قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض إن "تقدما كبيرا" تحقق في الملف السوري.
وأضاف "أعتقد أنه (الشرع) يبلي بلاء حسنا. إنها منطقة معقدة وهو رجل قوي، لكنني توافقت معه بشكل جيد جدا".
وبعد لقاء ترامب بالشرع في الرياض في مايو أيار، أعلن الرئيس الأمريكي أنه سيرفع كل العقوبات المفروضة على سوريا.
لكن أكثر تلك العقوبات قسوة والمعروفة بقانون قيصر لا يمكن رفعها إلا بقرار من الكونجرس. وأعلن البيت الأبيض ووزارة الخارجية دعمهما صراحة لإلغاء القانون قبل نهاية 2025، إلا أن خبراء يقولون إن إغلاق الحكومة الأمريكية الحالي يمكن أن يؤثر على توقيت الخطوة.
ومن المتوقع أن يناشد الشرع بكل قوة بإلغاء القانون في خطوة ستسهم في تنشيط الاستثمارات العالمية في بلد أنهكته الحرب على مدى 14 عاما. ويقدر البنك الدولي أن إعادة الإعمار ستتطلب أكثر من 200 مليار دولار.
وخضع تماسك النسيج الاجتماعي السوري لاختبارات صعبة في الآونة الأخيرة، إذ أدى نشوب أعمال عنف طائفية إلى مقتل أكثر من 2500 منذ الإطاحة بالأسد، مما عمق جراح الحرب الأهلية وأثار تساؤلات حول قدرة من تولوا السلطة على حكم كل السوريين.
* تحولات جذرية
لا يقل التحول الذي شهده الشرع نفسه جذرية عن التحول الذي تمر به سوريا. فقد انضم إلى تنظيم القاعدة في العراق في ذات توقيت الغزو الأمريكي في 2003 تقريبا وقضى سنوات في أحد السجون الأمريكية هناك قبل أن يعود إلى سوريا لينضم لجماعة من المعارضة المسلحة المناهضة للأسد.
وفي 2013، أدرجت الولايات المتحدة الشرع، الذي اشتهر وقتها باسم أبو محمد الجولاني، في قائمة الإرهابيين بسبب علاقاته بتنظيم القاعدة. لكن الشرع أعلن قطع صلاته بالتنظيم في 2016 وبدأ بترسيخ نفوذه في شمال غرب سوريا.
وفي ديسمبر كانون الأول، ألغت واشنطن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار للقبض على الشرع أو قتله. وفي الأسبوع الماضي فحسب، رفع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات متعلقة بالإرهاب مفروضة عليه وعلى وزير الداخلية أنس خطاب.
وبعد قرار الأمم المتحدة، رفعت بريطانيا والولايات المتحدة العقوبات المفروضة على الرجلين. وفي واشنطن، شمل ذلك شطبهما من قائمة "الإرهابيين العالميين المحددين بشكل خاص".
وقال فراس مقصد مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أوراسيا جروب ومقرها نيويورك "تجسد زيارة الشرع إلى واشنطن التحول الجذري الجاري، إذ انتقلت سوريا من الدوران في فلك إيران إلى الانضمام إلى معسكر بقيادة أمريكية، وتحول الشرع نفسه من إرهابي مطلوب إلى شريك في الحرب على الإرهاب".
وأضاف "لكن الكثير من الأمور قد تسوء بالنسبة لهذه التجربة الوليدة ولا تزال هناك مخاوف حقيقية تتعلق بحقوق الأقليات والأفراد... لكن أول زيارة لرئيس سوري إلى واشنطن تمثل لحظة أمل في أن سوريا تسير أخيرا على الطريق الصحيح".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
من لوائح الإرهاب إلى البيت الأبيض.. لقاء تاريخي يجمع اليوم بين الشرع وترامب
يُتوقّع أن تُعلن سوريا رسميًا انضمامها إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمحاربة تنظيم "داعش"، خلال لقاء البيت الأبيض.
يستحوذ لقاء الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض اليوم الاثنين على اهتمام بالغ، باعتباره اليوم الذي سيتوّج عامًا استثنائيًا للرجلالذي استطاع الخروج من عزلة دولية ووصمة 'الإرهاب'، ويصبح أول رئيس سوري يزور واشنطن منذ استقلال البلاد عام 1946، ليمشي على السجادة الحمراء في أهم مراكز اتخاذ القرار في العالم، جنبًا إلى جنب مع ترامب، صانع الصفقات و'منهي الحروب' كما يصف نفسه.
ويأتي لقاء الزعيمين بعد ستة أشهر من اجتماعهما الأول في السعودية، حين وصف الرئيس الجمهوري الشرع، البالغ من العمر 42 عامًا، بـ"الوسيم"، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان واشنطن أن الشرع، العضو السابق في تنظيم القاعدة، لم يعد مصنّفًا كـ"إرهابي عالمي محدّد بشكل خاص".
كما تأتي هذه الزيارة بعد أن ألقى الشرع في أيلول/سبتمبر الماضي خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ليكون أول رئيس سوري منذ عقود يعتلي منبر المنظمة الدولية.
ولدى وصوله إلى واشنطن، التقى الشرع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، لبحث سبل دعم سوريا، كما اجتمع بممثلين عن منظمات سورية.
أبعاد الزيارةيرى مدير برنامج الولايات المتحدة في "مجموعة الأزمات الدولية"، مايكل حنا، أن زيارة الشرع إلى البيت الأبيض "تحمل رمزية كبيرة للزعيم الجديد، الذي يخطو خطوة جديدة في تحوّله المذهل من قائدٍ متشدّد إلى رجل دولة عالمي".
ويعتبر حنا، في حديث لفرانس برس، أن استقباله في واشنطن لا يقتصر على كونه انفتاحًا سياسيًا، بل يهدف أيضًا إلى الحدّ من احتمال استعادة إيران وروسيا نفوذهما الاستراتيجي داخل سوريا. وهكذا، فإن الرجل الذي كان يومًا ما عدوًا للولايات المتحدة، يُحتفى به اليوم كحليفٍ محتمل.
Related الشرع يستعرض لياقته قبل لقاء ترامب.. الرئيس السوري يلعب كرة السلة مع قائد المنطقة المركزية الوسطىمن كوب 30 إلى البيت الأبيض.. هل ستمهد رحلة الشرع الدولية لحقبة جديدة في سوريا؟بعد رفع العقوبات عنه.. "رحلة" أحمد الشرع من إدلب إلى البيت الأبيض ماذا يُنتظر من اللقاء؟الملف الأمني: من المرجّح أن يتصدر الملف الأمني جدول المحادثات، إذ تتوسط واشنطن لمباحثات بين سوريا وإسرائيل حول اتفاق أمني محتمل، فيما ذكرت وكالة "رويترز" أن الولايات المتحدة تخطط لإنشاء وجودٍ عسكري في قاعدة جوية قرب دمشق.
كما يُتوقّع أن تُعلن سوريا رسميًا انضمامها إلى التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمحاربة تنظيم "داعش"، خلال لقاء البيت الأبيض.
العقوبات: قبل أيام من اللقاء، قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض إن "الكثير من التقدّم أُحرز بشأن سوريا"، مضيفًا: "أعتقد أن الشرع يقوم بعملٍ جيد جدًا. إنها منطقة صعبة، وهو رجل قوي، وقد انسجمت معه جيدًا".
وكان سيد البيت الأبيض قد أعلن، بعد لقائه الشرع في الرياض، بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه سيرفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا.
لكنّ العقوبات المفروضة على نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، والمعروفة باسم "قانون قيصر"، لا يمكن رفعها إلا بقرار من الكونغرس، في حين قد يشكّل الإغلاق الحكومي المستمر عقبة أمام ذلك.
وفي المقابل، يدور في الكونغرس نقاش حول الإلغاء الكامل للعقوبات، حيث عبّر النائب الجمهوري برايان ماست، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، عن تحفظه على الإلغاء الكامل، بينما دعا السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام – المقرّب من ترامب – إلى ربطه بجملة من الشروط، منها ضمان أمن وحقوق الأقليات الدينية والإثنية، والحفاظ على علاقات سلمية مع دول المنطقة، بما فيها إسرائيل، وإخراج المقاتلين الأجانب من مؤسسات الدولة والأمن.
وتأتي هذه النقاشات بعد موجاتٍ من العنف الطائفي شهدتها سوريا، قُتل خلالها مئات المدنيين من طائفتي العلويين والدروز على أيدي مسلحين سُنّة موالين للحكومة. وقد وعد الشرع بمحاسبة المسؤولين، إلا أن الأقليات ما زالت متوجسة.
وفي هذا السياق، أرسلت منظمة "أنقذوا المسيحيين المضطهدين" رسالة موقّعة من مئة زعيم ديني أميركي إلى ترامب، طالبته فيها بالتصدي لما وصفته بـ"مجازر الأقليات" في سوريا، وبالضغط على الشرع لفتح ممرّ إنساني من مرتفعات الجولان الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية إلى منطقة السويداء ذات الغالبية الدرزية في الجنوب.
ويُعتقد أن رفع العقوبات بالكامل قد يشجّع الدول المقربة من سوريا على المساهمة في عملية إعمارها. وقد قدّر البنك الدولي أن هذه العملية ستتطلب أكثر من 200 مليار دولار. إلا أن دولًا خليجية، وعلى رأسها قطر، ما تزال مترددة بسبب العقوبات.
تحوّل دراماتيكي في شخصية الجولانيبعيدًا عن أبعاد اللقاء السياسية، يركّز كثير من المحللين والصحافة العالمية على شخصية الشرع نفسه، الذي خاض مسارًا دراماتيكيًا يشبه تحوّل بلاده.
فالرجل الذي يلتقي ترامب اليوم في البيت الأبيض، كان قد انضم إلى تنظيم القاعدة في العراق إبّان الغزو الأميركي عام 2003، وقضى سنواتٍ في سجنٍ أميركي هناك قبل أن يعود إلى سوريا لينخرط في التمرّد ضد نظام الأسد.
وفي عام 2013، صنّفته الولايات المتحدة إرهابيًا بسبب صلاته بالقاعدة. لكنه أعلن عام 2016 قطع علاقته بالتنظيم، وكرّس نفوذه في شمال غرب البلاد مؤسسًا النصرة.
واليوم، تستقبله واشنطن بحفاوة، بعد أن رفعت المكافأة التي بلغت 10 ملايين دولار عن رأسه أو رأس "أبو محمد الجولاني". وفي الأسبوع الماضي، أزال مجلس الأمن الدولي العقوبات المفروضة عليه وعلى وزير داخليته أنس خطاب.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة سوريا أبو محمد الجولاني سقوط الأسد دونالد ترامب لقاءات ثنائية أحمد الشرع
Loader Search
ابحث مفاتيح اليوم