قصيدة مؤثرة للراحل كريم العراقي على سرير المرض
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
نقلنا لكم – بتجــرد: بعد رحيله أمس الجمعة عن عمر ناهز 68 عاماً، تداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” قصيدة ألقاها الشاعر العراقي كريم العراقي على سرير المرض.
فقد صوّر الفيديو لكريم العراقي داخل مستشفى كليفلاند في أبوظبي، في يوم 31 أغسطس/آب 2022، حيث كان يتعالج من مرض السرطان، وألقى خلاله أبياتاً من قصيدة “الأرض حبلى”.
وقال فيها “ضاقت علي كأنها تابوت.. لكنما يأبى الرجاء يموت (…) والصبر يعرف من أنا منذ الصبا.. وشم له في أضلعي منحتو”.
وكانت نقابة الفنانين العراقيين أعلنت أمس، وفاة أشهر كتّاب القصيدة الشعبية الغنائية العراقية، خارج البلاد عن عمر ناهز 68 عاما متأثرا بإصابته بمرض عضال، فيما نعته باقة كبيرة من الكتاب والفنانين والمثقفين العراقيين والعرب عامة.
واشتهر العراقي بتأليف كلمات المئات من الأغاني، حيث تعاون مع كبار المطربين، أمثال حسين نعمة وسعدون جابر ورضا الخياط.
كما شكل ثنائيا ناجحا مع كاظم الساهر الذي ألف له نحو 70 أغنية.
إلى ذلك، كتب الراحل الذي عُرف بقربه من الطبقة الفقيرة، قصائد وطنية عديدة انتشرت خصوصاً في فترة الحصار الاقتصادي على العراق في تسعينات القرن الماضي. ومن أبرز تلك الأغنيات الوطنية التي ألّفها إلى جانب “الشمس شمسي” بصوت الملحن الغنائي العراقي جعفر الخفاف، “عراق الكرامة” بصوت المغنية المغربية سميرة سعيد.
كذلك اشتُهر بقصائده الحماسية الموجهة إلى المقاتلين العراقيين إبان الحرب العراقية – الإيرانية، كما يُعد العراقي الذي بدأ مسيرته الفنية بكتابة أغاني الأطفال مطلع السبعينات، واحداً من أهم كتّاب أدب الأطفال في العراق في مجال السيناريو والقصص والمسرحيات المخصصة للأطفال. وفي رصيده أيضاً عدد من الدواوين والألبومات الصوتية.
ولد في بغداد عام 1955، وحصل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد، ثم عمل معلما في مدارس العاصمة لعدة سنوات.
أما أشهر قصائده فلا تزال دون منازع “الشمس شمسي والعراق عراقي/ ما غير الدخلاء من أخلاقي/ داس الطغاة على جميع سنابلي زمان فتفجر الإبداع من أعماقي/ أجريت في الصخر العقيم جداولا وحملت نور الله في أحداقي/ ألأنا منذ فجر الأرض ألبس خوذتي ووصيتي الفقراء فوق نطاقي”.
main 2023-09-02 Bitajarodالمصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
عربة مهترئة
تتناول رواية «الحب عربة مهترئة»، الصادرة أخيراً عن دار «الشروق» بالقاهرة للكاتب الجزائري أحمد طيباوي، تجربة رجل استقر على سرير المرض في إحدى مصحات العلاج. ينطلق السرد من تلك المنطقة المفعمة بالهشاشة الإنسانية ليطرح تأملات إنسانية في الماضي والحاضر، المرض والصحة، الحياة والموت، من خلال قيام الراوي بما يمكن تسميته «كشف حسابه» للعديد من الجوانب التي لم ينتبه لها سابقاً في حياته، فضلاً عن الشخصيات التي عاش معها، في لحظة أقرب إلى جلسة محاكمة شاملة.
عبر «لعبة التذكر» يستعيد الراوي علاقة شائكة مع الوالد ومع الزوجة التي هجرته، ويرسم تفاصيل علاقته بالفتاة الوحيدة التي أحبها أملاً في استردادها، كما يتأمل علاقته مع صديقه الوحيد. على هذه الخلفية، يرسم الراوي ثلاثة سيناريوهات متخيلاً الحياة بعد المرض حيث يتلاعب فيها بمصيره ومصير الشخصيات كافة تحت ضغط اللحظة الهشة التي يعيشها.
«الحب عربة مهترئة» رواية عن جيل يسميه الكاتب «جيل الاختيارات المحدودة» الذي تسير حياته دائماً وفق الاختيار الوحيد المتاح وضمن «الحتمية» المفروضة عليه.
يذكر أن أحمد طيباوي أكاديمي يحاضر في إدارة الأعمال، حصلت روايته «اختفاء السيد لا أحد» على جائزة «نجيب محفوظ» التي تقدمها الجامعة الأميركية، كما فازت روايته «موت ناعم» بجائزة «الطيب صالح» للإبداع الكتابي.
ومن أجواء الرواية نقرأ:
«كان مستواي لا بأس به في الرياضيات ولم أجد أي صعوبة في سبيل التخرج، رغم أنني أحببت الانتساب لكلية الآداب لولا حكمة الرجل الذي وُلدت ووجدته والدي، حكمة علوية لم أدركها أبداً. تخرجت وعملت أستاذاً في ثانوية بضاحية بائسة من ضواحي العاصمة، بيوت قصديرية وأطفال مشردون… يا له من مجد أراده لي!
بدأت حياتي المهنية في حي ابن طلحة، الذي بالكاد تعافى أهله من ذكرى مجزرة فظيعة حدثت في التسعينات، وسمع بها العالم كله وكانت وقتها أقوى إثبات على أن الإنسان هو العدو الأكبر للإنسانية. في البداية حاولت أن أبقي على حماسي في التدريس، وحققت الرضا عن نفسي، وكان بعض تلاميذي نجباء وأسعدوني بنتائجهم ثم سنة بعد سنة انطفأ الحماس وأصابني فتور كبير. الروتين والتكرار واستغراق الأيام في عمل نسخ كربونية عن بعضها البعض، التلقين بدل الفهم وبناء العقول، الشهادة المضمونة للجميع بأوامر عليا والنجاح المزيف، الغش في الامتحانات وسلوك التلاميذ، زملائي الأساتذة وهم يتحدثون عن تأخر راتبهم الشهري، الناس في الشوارع والمقاهي، الحرارة والرطوبة، الذباب الذي يترك آثاره على الأشياء أو يحط على أنفي ليستريح، الاهتمام الغبي للجماهير بكرة القدم، كل شيء أصبح مصدر قلق ويصيبني بالضيق والكآبة.
أنا من جيل الاختيارات المحدودة، بل إني حالة خاصة من بين أبناء ذلك الجيل حيث كانت حياتي تسير دائماً وفق الاختيار الوحيد المتاح وهو «الحتمية». لم يكن لتاريخي بدائل ضائعة. كل الآخرين الذين أعرفهم وحتى أولئك الذين لم ألتقِ بهم يوماً وحركوا حياتي من خلف الستار والمدعون أساتذتي وأصحابي، كلهم كانوا أنا، إلا أنا لم أكن نفسي يوماً. الآخرون هم جحيمنا الأبدي».