قال مركز الدراسات البحرية الاستراتيجية إن العبور الآمن لسفن الشحن عبر البحر الأحمر غير مضمون في المستقبل القريب، رغم الاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقد تتذبذب الهجمات الحوثية في الأشهر المقبلة.

 

وأضاف المركز في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن حملة الحوثيين البحرية مرتبطة بالصراع اليمني الداخلي وأطماعهم السياسية، وليس بشكل جوهري بصراع غزة.

 

وأكد التقرير أن تهديدات الحوثيين للتجارة البحرية لن يتوقف إلا بحل النزاع الطويل الأمد في اليمن، مشيرا إلى أن تصريحات قيادات الجماعة التي فسرت أن حملتها ضد إسرائيل مؤجلة، على أنها علامة لدى البعض بأن الحوثيين يحوّلون تركيزهم بعيدًا عن البحر الأحمر.

 

وذكر أن هدنة غزة لا تبشر بعودة التجارة البحرية الآمنة والمستقرة في البحر الأحمر، فالهدنة ما تزال هشة في أعقاب محاولة حماس إعادة فرض السيطرة على مناطق في مدينة غزة، وقد اتهم الطرفان بعضهما بالفعل بخرق الاتفاق.

 

وأشار إلى أن العديد من العقبات المحتملة قد تبقى على طريق السلام الدائم، والتي يمكن أن تدفع بسهولة إلى استئناف الأعمال العدائية.

 

الحوثيون والأزمة العميقة في الشرعية

 

وحسب التقرير فإن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تهدف في المقام الأول إلى معالجة أزمات الشرعية التي تواجهها الجماعة محليًا وخارجيًا.

 

وقال "فبينما نجح الحوثيون في السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء وإجبار الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي على الاستقالة، لا تزال الجماعة تواجه معارضة من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا ومن جماعات مسلحة أخرى مثل المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية اليمنية، التي تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد".

 

وتابع التقرير "بداخل مناطق سيطرة الحوثيين، تواجه الجماعة فقدان الشعبية بين السكان بسبب تدابير الرقابة الصارمة، سوء الأوضاع الاقتصادية، الفساد الحكومي، وصعوبة دفع رواتب القطاع العام".

 

وزاد "على الصعيد الدولي، تُعد إيران الدولة الوحيدة التي تعترف بالحوثيين كحكومة شرعية، بينما الجماعة معزولة دبلوماسيًا واقتصاديًا عن معظم دول العالم".

 

من هذا المنظور، يمكن النظر إلى حملة الحوثيين في البحر الأحمر -وفق التقرير- على أنها محاولة لتعزيز صورتهم ككيان حاكم كامل الوظائف وقوة جيوسياسية قادرة على خوض حرب ضد قوى إقليمية وعالمية وتعطيل التجارة العالمية بمفردها.

 

وقال مركز الدراسات البحرية الاستراتيجية "بينما كانت محاولات الحوثيين لضرب الأراضي الإسرائيلية غير ناجحة إلى حد كبير، فإن الهجمات البحرية وسّعت نفوذهم الدولي وأكسبتهم مكاسب دعائية مهمة".

 

واستدرك "رغم أن تبني الحوثيين لقضية حرب غزة يتماشى مع معتقداتهم المؤيدة لفلسطين والمعادية لإسرائيل، فإن لديهم عدة دوافع استراتيجية لربط حملتهم في البحر الأحمر بهذا الصراع".

 

ومن هذه الدوافع أن التدخل الحوثي في حرب غزة حظي بشعبية واسعة جزئيًا بسبب المعارضة اليمنية لإسرائيل. وقد أظهرت استطلاعات مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية لعام 2024 أن الهجمات البحرية ساهمت في تعزيز مصداقية الحوثيين لدى السكان في مناطق سيطرتهم والمناطق المتنازع عليها، كما أسهمت في زيادة التجنيد، إذ ارتفع عدد مقاتلي الجماعة من 220 ألفًا في 2022 إلى 350 ألفًا في 2024. كما ورد في التقرير.

 

وأوضح أن تبني الحوثيين للقضية الفلسطينية ساعد على تعميق شراكتهم مع إيران، التي ما تزال المورد الرئيسي للذخائر والدعم للجماعة، لتعزيز قدراتهم العسكرية في مواجهة التحالف العربي.

 

ولفت إلى أن الحوثيين استغلوا حرب غزة أيضًا كغطاء لهجماتهم البحرية لتقويض تصورات الرأي العام تجاه بعض القوى العربية الإقليمية، مبرزين عدم استعدادها للتحرك عسكريًا رغم دعمها المعلن للقضية الفلسطينية، وبذلك يظهَر الحوثيون في موقع القوة والفاعلية مقارنة بها".

 

وعلى الرغم من المكاسب الدعائية، يُرجَّح مركز الدراسات البحرية الاستراتيجية أن يواصل الحوثيون استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر حتى لو بقي الصراع في غزة مجمّدًا، إذ يمكنهم توظيف أي عقبة في مسار السلام كمبرر لاستئناف الهجمات. كما قد يحوّل الحوثيون تركيزهم نحو الولايات المتحدة، مستغلين عدم شعبيتها في اليمن، وقد لا يكون الاتفاق الحالي كافيًا لردعهم، كما يُظهر الهجوم على سفينة صينية في مارس 2024 رغم وعود الحوثيين بعدم استهدافها.

 

وأشار إلى ان الجماعة عززت تنسيقها مؤخرًا مع القوات المسلحة السودانية وجماعة الشباب الصومالية، ما يتيح لها توسيع نطاق أهدافها البحرية، واستخدام تكتيكات أكثر تنوعًا، بما في ذلك السفن المسيرة والسفن المزودة بمتفجرات.

 

وخلص مركز الدراسات البحرية الاستراتيجية في تقريره إلى القول "في حين قد تتذبذب الهجمات الحوثية في الأشهر المقبلة، فإن العبور الآمن عبر البحر الأحمر غير مضمون في المستقبل القريب. فحملة الحوثيين البحرية مرتبطة بالصراع اليمني الداخلي وأطماعهم السياسية، وليس بشكل جوهري بصراع غزة، ولن يتوقف تهديدهم للتجارة البحرية إلا بحل النزاع الطويل الأمد في اليمن".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن اسرائيل البحر الأحمر الحوثي الملاحة البحرية فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

تعرف على قدرات F-35 الأكثر تطوراً وفتكاً في العالم.. المقاتلات التي تثير رعب الحوثيين في اليمن

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، عزمه الموافقة على بيع مقاتلات من طراز F-35، إلى السعودية، بالتزامن مع زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن.

وتُعتبر طائرة F-35، المُصممة بتقنية التخفي التي تُمكنها من التهرب من الرادارات، أكثر الطائرات المقاتلة تطوراً في العالم.

وتعد إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك طائرات F-35، تحت مسمى F-35I.

وتصف شركة Lockheed Martin المصنعة، الطائرة المقاتلة F-35 بأنها "الأكثر فتكاً وبقاء واتصالاً" في العالم، مما يمنح الطيارين ميزة ضد أي خصم، ويُمكنهم من تنفيذ مهامهم والعودة سالمين.

وتُعد طائرة F-35 بالغة الأهمية للحفاظ على الهيمنة الجوية لعقود مقبلة. ويُقدم فريق المقاتلة قدرات دعم متكاملة لضمان جاهزية الطائرة للمهام، في أي وقت وفي أي مكان. 

وتوجد 3 فئات من طائرة الجيل الخامس الأميركية الصنع: F-35A وF-35B، وF-35C.

 

وجرى تصميم طائرة F-35A للعمل من المدرجات التقليدية، وهي الطراز الأكثر شيوعاً الذي تستخدمه القوات الجوية الأميركية ومعظم العملاء من حلفاء واشنطن الدوليين.

فيما تهبط طائرة F-35B عمودياً كطائرة مروحية، ويمكنها الإقلاع لمسافات قصيرة جداً، مما يسمح لها بالعمل من قواعد ميدانية قصيرة وصعبة، ومن مجموعة من السفن القادرة على الإقلاع والهبوط.

وتُشغل طائرة F-35B كل من مشاة البحرية الأميركية، وبريطانيا، والقوات الجوية الإيطالية.

بينما صُمم طراز F-35C، للعمليات من على متن حاملات الطائرات، وتشغلها البحرية الأميركية، وتعتبر أول مقاتلة شبحية في العالم بعيدة المدى من الجيل الخامس.

مميزات F-35

بفضل أدائها الديناميكي الهوائي وإلكترونيات الطيران المتكاملة المتقدمة، ستوفر طائرة F-35A للولايات المتحدة والدول الحليفة، الجيل التالي من التخفي والوعي الميداني المُعزز وتقليل مستوى التعرض للخطر، حسبما أشار موقع القوات الجوية الأميركية AF.

وتمنح طائرة F-35A ذات الإقلاع والهبوط التقليدي، القوات الجوية الأميركية وحلفائها، القدرة على الهيمنة على السماء، في أي وقت وفي أي مكان. 

وتُعد طائرة F-35A مقاتلة متعددة الأدوار، رشيقة ومتعددة الاستخدامات وعالية الأداء، وتجمع بين التخفي ودمج أجهزة الاستشعار والوعي الظرفي غير المسبوق.

وصُممت حزمة الاستشعار المتقدمة في طائرة F-35A لجمع ودمج وتوزيع معلومات أكثر من أي مقاتلة سابقة، مما يمنح المشغلين ميزة حاسمة على جميع الخصوم. 

وتجعل قوة المعالجة، والبنية المفتوحة، وأجهزة الاستشعار المتطورة، ودمج المعلومات، وروابط الاتصال المرنة، من طائرة F-35 أداة لا غنى عنها للدفاع، والحرب غير النظامية المشتركة والتحالفية، والعمليات القتالية الرئيسية.

المقاتلة الأميركية F-35 تجمع التخفي والسرعة وقدرات الاستهداف المتقدمة، مع منظومة استشعار قوية وحمولة كبيرة، ما يجعلها من أبرز طائرات الجيل الخامس.

ولأن الدعم اللوجستي يُمثل ثلثي تكلفة دورة حياة الطائرة، صُممت F-35 لتحقيق مستويات غير مسبوقة من الموثوقية وسهولة الصيانة، إلى جانب نظام دعم وتدريب عالي الاستجابة، مُرتبط بأحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا المعلومات. 

ويدمج نظام المعلومات اللوجستية المستقل ALIS، الأداء الحالي، والمعايير التشغيلية، والتكوين الحالي، والترقيات والصيانة المجدولة، وسجل المكونات، والتشخيصات التنبؤية، وإدارة الحالة، وجدولة العمليات، والتدريب، وتخطيط المهام، ودعم الخدمات لطائرة F-35. 

وبشكل أساسي، يُجري ALIS عمليات المراقبة والصيانة والتنبؤات لدعم الطائرة وضمان استمرارية حالتها، وتحسين التخطيط والتنفيذ التشغيلي.

وتشمل أجهزة الاستشعار الإلكترونية في طائرة F-35، نظام الفتحة الموزعة الكهروضوئية DAS. 

ويوفر هذا النظام للطيارين، وعياً ظرفياً في نطاق محيط بالطائرة، مما يُحسن من الإنذارات الصاروخية والطائرات، ويزيد من رؤية الطيار ليلاً ونهاراً. 

كما جُهزت الطائرة بنظام الاستهداف الكهروضوئي. ويوفر نظام الفتحة الموزعة الكهروضوئية المُثبت داخلياً كشفاً واسع المدى واستهدافاً دقيقاً للأهداف الأرضية، بالإضافة إلى كشف التهديدات الجوية بعيدة المدى.

ويُعد نظام العرض المُثبت على خوذة قائد طائرة F-35، النظام الأكثر تطوراً من نوعه، حيث تُعرض جميع المعلومات الاستخباراتية ومعلومات الاستهداف التي يحتاجها طيار المقاتلة، على حاجب الخوذة.

وتحتوي طائرة F-35 على روابط بيانات تكتيكية متطورة تُتيح تبادلاً آمنا للبيانات بين أفراد طاقمها، بالإضافة إلى منصات جوية وسطحية وأرضية أخرى مطلوبة لأداء المهام المُوكلة إليها. 

وينتج محرك F-35 نحو 43000 رطل من الدفع ويتكون من مروحة ثلاثية المراحل وضاغط سداسي المراحل ومحرق حلقي وتوربينة عالية الضغط أحادية المرحلة وتوربين منخفض الضغط ثنائي المرحلة.

 

وجرى تصميم F-35 لتزويد الطيار بوعي ظرفي لا مثيل له، وتحديد إيجابي للهدف وضربة دقيقة في جميع الظروف الجوية. 

وتعمل طائرة F-35 بمحرك توربوفان واحد من طراز Pratt & Whitney F135-PW-100. 

ويبلغ باع جناحيها 10.7 متر، وطولها 15.7 متر، وارتفاعها عن الأرض 4.38 متر، وأقصى وزن للإقلاع 70 ألف رطل، وسعة وقود داخلية تبلغ 18498 رطلاً.

ويمكن للطائرة الأميركية من الجيل الخامس، حمل 8160 كيلوجراماً من الأسلحة. وتبلغ السرعة القصوى نحو 1.6 ماخ، بمدى أكثر من 1350 ميلاً بالوقود الداخلي.

وتستطيع الطائرة الأميركية الصنع الارتفاع حتى 15 كيلومتراً، ويتم تسليحها بحجرات داخلية وخارجية. وتختلف الذخائر المحمولة بناءً على متطلبات المهمة.

وسيمنح الإصدار التالي من Block 4 لطائرة F-35A دوراً جديداً في الضربات البحرية، ويضيف أسلحة تشمل القنبلة النووية B61-12، وسلاح الهجوم الاحتياطي المتطور (SiAW)، وSDB II، بالإضافة إلى مستشعر الرادار APG-185، وتحسينات في أنظمة الحرب الإلكترونية.

ويتم تسليح طائرة F-35A بمدفع واحد GAU-22/A عيار 25 ملم؛ والحمولة الداخلية القياسية: صاروخان AIM-120 AMRAAM وصاروخان JDAM GBU-31.

   

مقالات مشابهة

  • صنعاء.. الحوثيون يوسعون نفوذهم العقاري بقوة السلاح والقضاء
  • تعرف على قدرات F-35 الأكثر تطوراً وفتكاً في العالم.. المقاتلات التي تثير رعب الحوثيين في اليمن
  • بلومبيرغ: ''هجمات الحوثيين تربك مشاريع غوغل وميتا للكابلات بالبحر الأحمر''
  • ق12: هجمات المستوطنين انتقلت من العمل السري إلى العمل الممنهج
  • صوت الوعي يكسر ضجيج التحريض.. الحوثيون يصرخون بعد سقوط أدواتهم الرقمية
  • إعادة التموضع وترتيب النفوذ.. خبيرة أوروبية تحذر من استراحة الحوثيين في البحر الأحمر
  • الحوثيون يهاجمون السعودية ويعتبرونها طرف أساسي وليس وسيط
  • صحيفة أمريكية ترجح استمرار إسرائيل حربها على الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • إيران تُعيد قيادي بارز في الحرس الثوري إلى صنعاء في مهمة لإنقاذ الحوثيين وسد الفراغ ''تفاصيل''