غزة- في كل مرة تخترق فيها حكومة الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتُجدّد غاراتها على القطاع، يعلن الجيش الإسرائيلي أنه أبلغ مركز التنسيق المدني والعسكري الأميركي بالهجمات قبل تنفيذها، مما يثير الشكوك حول تحول المركز من مراقب للالتزام بوقف إطلاق النار إلى مشارك في تحديد أهداف الاحتلال بغزة.

وافتتحت الولايات المتحدة المركز يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بهدف مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار ودعم الاستقرار في غزة، واتخذت من مدينة كريات غات، داخل إسرائيل وتبعد عن قطاع غزة 20 كيلومترا، مقرا له.

منظومة استخبارات

وقال قيادي في أمن المقاومة، إن السلوك الميداني والعملياتي لمركز التنسيق الأميركي يعطي مؤشرات واضحة على مشاركته الفعلية في العدوان الجاري على أهالي غزة، سواء بالتنسيق المعلوماتي المباشر مع الاحتلال أو بصمته الكامل على الجرائم المرتكبة بما لا يمكن فصله عن الشراكة السياسية والعسكرية في إدارة الحرب على غزة.

وأضاف القيادي للجزيرة نت: بدلا من التزام المركز بدور إنساني أو رقابي محايد، بات جزءا من منظومة تُشرعن العدوان من خلال:

البيانات المشتركة. التحركات العملياتية. تبادل المعلومات الاستخبارية المستخدمة باستهداف المدنيين والبنى التحتية.

وأكد أن مشاركة طيران الاستطلاع الأميركي والبريطاني -سواء منذ الأيام الأولى لحرب الإبادة أو خلال المرحلة الحالية- يدل على اتساع هذا الدور؛ إذ نفّذت الطائرات عشرات الجولات الاستطلاعية في أجواء القطاع، وجمعت معطيات حساسة تُسهم في دعم بنك أهداف الاحتلال الإسرائيلي.

من مجمّع صناعي مهجور إلى قاعدة دولية تدير غزة عن بُعد.. مركز التنسيق المدني - العسكري بمهام معلنة وأخرى خفية يعيد تشكيل القطاع وفق رؤية أمريكية#الجزيرة_ألبوم pic.twitter.com/wIal7ZjRAQ

— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 21, 2025

وبحسب القيادي في أمن المقاومة فإن الجهد الجوي والاستخباري للطائرات لا يزال قائما بكثافة حتى هذه الأيام، في صورة منظومة مراقبة متواصلة توفّر للاحتلال ما يشبه "الخدمات العملياتية الجاهزة" التي تُسهِم في استمرار الاعتداءات.

إعلان

وشدد على أن وجود هذا الزخم العسكري والاستخباري غير المنقطع يُعدّ انحيازا صريحا لطرف الاعتداء، ويتعارض كليا مع الالتزامات الدولية للدول التي تزعم لعب دور الوسيط أو الضامن.

وتابع القيادي الأمني مؤكدا أنه وأمام ما سبق، يجب أن يخضع دور المركز الأميركي للمساءلة الدولية، وأن تتوقف فورا كل أشكال الدعم العسكري والاستخباري التي تؤدي عمليا إلى توسيع رقعة الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

وتشير المعلومات الميدانية التي حصلت عليها الجزيرة نت إلى أن طلعات الاستطلاع الجوية تتركز في منطقة المواصي الواقعة جنوب غرب مدينة خان يونس، وخطوط مرور شاحنات المساعدات من المعابر التي يسيطر عليها الاحتلال حتى وصولها لمراكز التوزيع، إضافة إلى الخط الأصفر الذي يفصل بين وجود جيش الاحتلال داخل محافظات غزة وسكان القطاع.

مركز التنسيق الأميركي وعبر طائرات استطلاعه يزود جيش الاحتلال بالمعلومات لا سيما بمدينة خان يونس (غيتي)مشارك وداعم

وسمح مركز التنسيق المدني والعسكري الأميركي مؤخرا لوسائل إعلام غربية للاطلاع على سير عمله، حيث كشفت تقارير إعلامية وجود 200 عنصر يراقبون ما يجري داخل غزة عبر طائرات استطلاع تحلق في سماء القطاع على مدار الساعة.

وبحسب التقارير، فإن المركز يتولى تنسيق دخول المساعدات الإنسانية إلى السكان، ويراقب الطرق المخصصة لمرورها.

وفي هذا الإطار، يرى رئيس معهد فلسطين للدراسات الإستراتيجية رامي الشقرة، أن المركز الأميركي يدير العمليات الميدانية، ومن ضمن مهامه تبادل المعلومات الأمنية مع العدو الإسرائيلي وجهات أخرى تتبع شبكة حلفاء في المنطقة العربية.

وقال الشقرة للجزيرة نت: إن مهام الاستطلاع أحد أهم روافد المعلومات، غير أن القرار الأميركي اليوم يتجاوز الدور التنسيقي إلى دور الوصاية العسكرية والأمنية على الاحتلال، حيث إنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أمسى القرار الإداري لما يدور في الأراضي الفلسطينية المحتلة أميركيا بامتياز.

ويعتقد الباحث أن التنسيق الأميركي ليس بريئا من موجات التصعيد، بل إنه منغمس في مجريات الأحداث، وهو ما عبّر عنه المبعوثان الأميركيان جاريد كوشنير وستيف ويتكوف في إحدى المقابلات التلفزيونية عندما قالا "حكومة إسرائيل لا تعرف مصلحتها ولن نتركها تديرها منفردة، فنحن الأحرص على المصلحة الإسرائيلية من الحكومة نفسها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات التنسیق الأمیرکی مرکز التنسیق

إقرأ أيضاً:

مركز “المستقبل” يشارك للمرة الأولى في مهرجان العين للكتاب

 

 

 

أبوظبي – الوطن:

يشارك “مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة” للمرة الأولى في الدورة الـ16 من مهرجان العين للكتاب 2025، الذي يُقام تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، وبتنظيم من مركز أبوظبي للغة العربية، خلال الفترة من 24 إلى 30 نوفمبر الجاري، في “العين سكوير – استاد هزاع بن زايد”.

ويحمل مهرجان العين للكتاب هوية ثقافية متفردة تعكس عمق مدينة العين وتاريخها العريق وطبيعتها الاستثنائية ضمن المشهد الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويقدم المهرجان تجربة ثرية تُجسد التوازن بين التراث والحداثة؛ إذ تمنح الفعالية المدينة طابعاً خاصاً يجعل من الكتاب نافذة على الذاكرة الوطنية، ومن الفعاليات الثقافية جسوراً للتواصل بين الأجيال. وتشهد دورة هذا العام مشاركة واسعة لأكثر من 220 ناشراً وعارضاً يقدمون ما يزيد على 100 ألف عنوان، إلى جانب برنامج ثقافي متكامل يضم أكثر من 200 فعالية تشمل جلسات معرفية وأدبية، وندوات حوارية، وأنشطة تراثية وفنية متنوعة، وغيرها.

ويضم جناح مركز “المستقبل” في المهرجان مجموعة من أحدث إصداراته ومنتجاته البحثية، وتشمل “كتب المستقبل”، ودورية “اتجاهات الأحداث”، ومجلة “اتجاهات آسيوية”، و”دراسات المستقبل”، و”الدراسات الخاصة”، و”التقرير الاستراتيجي السنوي”، و”تقديرات المستقبل”، و”مؤشرات المستقبل”، و”رؤى عالمية”.. وغيرها من الإصدارات التي تتوافق مع أهداف المهرجان في تعزيز قيم الانتماء والإبداع والابتكار وإتاحة فرص استثنائية لاقتناء الكتب.

كما يسلط المركز الضوء خلال المهرجان على موقعه ومتجره الإلكتروني ومنصاته الرقمية كافة، التي تتيح للزوار والباحثين الوصول إلى طيف واسع من التحليلات ومقالات الرأي والدراسات والتقديرات والتقارير والمؤشرات، وغيرها من منتجات المركز وأنشطته الفكرية.

ومن خلال هذه المشاركة؛ يهدف مركز “المستقبل” إلى الإسهام في إثراء الحوار الفكري وتقديم محتوى معرفي يعزز تجربة زوار المهرجان، ويدعم جهود دولة الإمارات في بناء مجتمع واعٍ وقادر على مواكبة التحولات المستقبلية. كما تؤكد المشاركة التزام المركز بدعم الحراك الثقافي الوطني وتعزيز دوره كمؤسسة بحثية رائدة تسهم في تطوير الفكر والمعرفة في دولة الإمارات والمنطقة.

 


مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعبث بغزة.. نعم لهواتف مذهبة ولا لأدوية وأساسيات للحياة / صور وفيديو
  • العفو الدولية: الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" بغزة لم تتوقف
  • ضغوط أمريكية على الاحتلال لإطلاق المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بغزة
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يُقيم مخيمًا جديدًا لإيواء الأسر التي فقدت مُعيلها في قطاع غزة
  • مركز: "إسرائيل" قتلت 350 فلسطينيًا منذ وقف إطلاق النار بغزة
  • 6 شهداء والاحتلال يسلم 15 جثمانا في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • المركز الإفريقي لدعم صحة المرأة يشارك في فعاليات مناهضة العنف بالإسكندرية
  • الوزير الأول: التنسيق والتشاور مع مصر لمجابهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية
  • آيفون 17 مطلي بالذهب.. الاحتلال يهندس المشهد المعيشي بغزة
  • مركز “المستقبل” يشارك للمرة الأولى في مهرجان العين للكتاب