ماذا بعد رفض طرفي الأزمة السودانية ورقة ترامب؟
تاريخ النشر: 25th, November 2025 GMT
يكتنف الأزمة السودانية الكثير من الغموض في ظل استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ورفضهما للمبادرة التي طرحتها واشنطن لإنهاء الصراع في السودان، كما أعلن عن ذلك مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية والعربية.
وكان بولس قد طالب الفرقاء في السودان بالقبول دون شروط مسبقة بخطة واشنطن المدعومة من قبل دول الرباعية، وتؤسس لفرض هدنة إنسانية طيلة 3 أشهر كتمهيد لوقف دائم لإطلاق النار يمهد بدوره لفترة انتقالية من 9 أشهر، لكنها اصطدمت بحسب المبعوث الأميركي برفض الطرفين لها.
وكان الرئيس دونالد ترامب قال إنه سيبدأ العمل على إنهاء الحرب في السودان بعد توصية قدمها له ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالمساعدة في وقف النزاع، وهو الموقف الذي رحبت به الحكومة السودانية.
وتقول الحكومة السودانية إن رفضها للورقة الأميركية له مبرراته، فهذه الورقة هي نفسها التي طرحتها دول الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، ورفضتها الخرطوم، احتجاجا على عضوية واحدة من هذه الدول، ولعبها دور الوساطة في حل الأزمة، كما يقول لبرنامج "ما وراء الخبر" الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية والعسكرية، عامر حسن عباس.
والمبرر الثاني هو مطالبة الخرطوم بأن يكون التفاوض على أساس وحدة وسيادة الدولة السودانية، باعتبار أن الطرف الآخر (قوات الدعم السريع) هو قوة "متمردة"، كما يوضح حسن عباس، والذي قال إن هذه المبادرة يمكن أن تنخرط فيها الحكومة السودانية إذا كانت نهايتها إنهاء الحرب وليس وقف إطلاق نار مؤقتا.
أما قوات الدعم السريع فتنفي رفضها للخطة الأميركية، وتقول إنها رحبت بها دون تحفظ، كما يؤكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، الغالي شقيفات، والذي تساءل في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر": "لا أدري من أين أتى مسعد بولس بهذا الكلام"، في إشارة منه إلى تصريح بولس بأن طرفي النزاع رفضا الخطة الأميركية.
إعلانوحسب شقيفات، فقد وافقت قوات الدعم السريع على كل بنود الخطة الأميركية عدا مشاركة "الحركة الإسلامية" في عملية التفاوض بشأن حل الأزمة السودانية، ورأى أن "تصنيف الولايات المتحدة جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية سوف يساعد في الوصول إلى السلام في السودان".
لجم التدخل الخارجيوبينما رفض طرفا الصراع الورقة الأميركية، كما أكد كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية والعربية، أعلنت قوات الدعم السريع عن هدنة إنسانية لـ3 أشهر من جانب واحد، اعتبرتها قيادة الجيش السوداني "مناورة سياسية وعملية تضليل وخداع".
ومن جهته، فسّر الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي إعلان قوات الدعم السريع عن الهدنة بأنه يعكس رغبتها في مجرد هدنة لتحسين سمعتها بعد الاتهامات التي طالتها بسبب الجرائم التي ارتكبتها في مدينة الفاشر في إقليم دارفور غربي السودان، كما أكدت ذلك منظمات حقوقية وإنسانية دولية. أما رفضها للورقة الأميركية، فلأنها تتضمن إطارا سياسيا، يضيف مكي.
ورغم رفض فرقاء الأزمة السودانية للورقة الأميركية، فإن واشطن مصممة هذه المرة على إنهائها في ظل هوس الرئيس الأميركي ترامب بزيادة قائمة الحروب التي يقول إنه أنهاها، كما يقول مكي، والذي يرى أن الإدارة الأميركية عليها أن تلجم الدول التي تتدخل في الشأن السوداني وتؤجج الأزمة بدعم أحد طرفي النزاع بالأسلحة وغيرها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات قوات الدعم السریع الأزمة السودانیة فی السودان
إقرأ أيضاً:
العفو الدولية: قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب في السودان
اتهمت منظمة العفو الدولية الثلاثاء قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في السودان ولا سيما في الفاشر، معتبرة أن دعم دولة الإمارات لقوات الدعم السريع “يؤجج العنف المتواصل” في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
التغيير _ وكالات
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وحليفه السابق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع في أبريل 2023، متسببة في “أسوأ أزمة إنسانية” مع نزوح أكثر من 12 مليون شخص ومقتل عشرات الآلاف.
وأعلنت قوات الدعم السريع نهاية الشهر الماضي سيطرتها على الفاشر في شمال دارفور ما نتج عنه نزوح أكثر من 100 ألف مدني مع توالي شهادات تحدثت عن إعدامات جماعية ميدانية وعنف جنسي ونهب.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار “ينبغي على العالم ألا يغض الطرف بينما تتزايد المعلومات عن هجوم الدعم السريع على الفاشر” مشيرة إلى أن شهادات الناجين تفيد ب”أهوال لا يمكن تخيلها”.
وأضافت أن “هذا العنف المستمر والواسع النطاق ضد المدنيين يشكّل جرائم حرب وقد يشكل جرائم أخرى بموجب القانون الدولي” متّهمة الإمارات ب”تسهيل” هذه الأعمال.
وأشارت إلى أن “دعم الإمارات المستمر لقوات الدعم السريع يؤجج دوامة العنف المتواصلة ضد المدنيين في السودان”، وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على أبوظبي لوقف دعمها قوات الدعم السريع.
“يقتلون الناس مثل الذباب”ونقلت المنظمة شهادات 28 ناجيا من العنف في الفاشر تحدثت إليهم في مخيمات النازحين في تشاد على الحدود الغربية مع السودان، وفي مدن طويلة والطينة داخل السودان.
وأفادت ابتسام التي تستخدم اسما مستعارا حفاظا على أمنها، بأنها غادرت مع أبنائها الخمسة حي أبو شوك في الفاشر غداة سيطرة الدعم السريع عليها. وفي منطقة غولو غرب الفاشر، أوقفهم ثلاثة من مقاتلي الدعم السريع.
وروت ابتسام “أرغمني أحدهم على الذهاب معه وقام بتمزيق ملابسي واغتصبني. وحين تركونا رأيت ابنتي ذات الـ14 عاما وملابسها ممزقة وملطخة بالدماء وكانت الأتربة ظاهرة على شعرها من الخلف”.
وأضافت أن ابنتها التزمت الصمت لساعات قبل أن تقول لها “+لقد اغتصبوني أنا أيضا. لكن لا تخبري أحدا+. وبعدها أصابها إعياء شديد وتدهورت صحتها حين وصلنا طويلة وماتت في العيادة”.
وفي اليوم ذاته، كان خليل يحاول أيضا الفرار من الفاشر غير أن مقاتلي الدعم السريع أوقفوه و20 آخرين فور عبورهم الساتر الترابي الذي كانت أقامته الدعم السريع حول المدينة لحصارها منذ منتصف 2024.
وقال خليل الذي قام كذلك بتغيير اسمه “طلبوا منا الاستلقاء على الأرض… وفتحوا النار علينا… قتلوا 17 من بين العشرين الذين كنت أحاول الهرب معهم”.
لم ينجُ خليل إلا لأنه تظاهر بالموت “كان (مقاتلو) الدعم السريع يقتلون الناس كالذباب. كانت مجزرة. لم يكن أي من القتلى الذين رأيتهم مسلحا”.
ودعت منظمة العفو الدولية الأطراف الدولية والإقليمية المؤثرة إلى “اتخاذ التدابير اللازمة لوقف بيع أو توريد الأسلحة والمواد ذات الصلة إلى جميع أطراف النزاع” وممارسة ضغط دبلوماسي عاجل على قيادة قوات الدعم السريع لوقف هجماتها على المدنيين، بما في ذلك العنف الجنسي ضد النساء والفتيات.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فرّ منذ نهاية الشهر الماضي أكثر من 100 ألف مدني من الفاشر إلى مدن مجاورة، إضافة إلى حوالى 40 ألف نازح من شمال كردفان.
ومنذ سقوط الفاشر تتوالى تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف عرقي وخطف واعتداءات جنسية، فيما أشارت منظمات حقوقية إلى وقوع عمليات قتل على أساس عرقي في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.
نقلاً عن _ مونت كارلو الدولية
الوسومالعفو الدولية الفاشر جرائم حرب في السودان دعم الإمارات عنف واسع النطاق قوات الدعم السريع