بين تركيا وبنغازي.. تفاصيل رحلة مثيرة للجدل لسفينة المواشي سبيريدون 2
تاريخ النشر: 27th, November 2025 GMT
أفاد موقع مارين لينك المتخصص في الشؤون البحرية بأن سفينة نقل المواشي “سبيريدون 2” وصلت إلى ميناء بنغازي وهي تحمل نحو 2,901 رأس من الأبقار، يقارب نصفها من الأبقار الحوامل، إضافة إلى عدد من الحيوانات المريضة والنافقة.
وبحسب موقع “مارين لينك”، الذي رصدته واطّلعت عليه “عين ليبيا”، فقد وصلت السفينة إلى بنغازي يوم السبت بعد أن أمضت أكثر من شهر راسية قبالة السواحل التركية، حيث رفضت السلطات هناك السماح لها بتفريغ شحنتها بسبب مشكلات تتعلق بالمستندات.
وأشار التقرير إلى أن هذا التأخير الطويل فاقم من معاناة المواشي على متن السفينة، وأدى إلى نفوق عدد من العجول حديثة الولادة.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي استعرضها الموقع شاحنات نقل وهي تقوم بتفريغ الأبقار فور وصول السفينة إلى ميناء بنغازي في 22 نوفمبر، قبل أن تغادر في اليوم التالي متوجهة إلى الإسكندرية.
كما أورد التقرير صورًا ومقاطع فيديو تُظهر أكياسًا بيضاء مكدّسة على سطح السفينة، يُرجَّح أنها تحتوي على جثث الأبقار النافقة. ولاحظ الموقع اختفاء هذه الأكياس تمامًا بعد مغادرة السفينة للميناء، ما أثار تساؤلات بشأن طريقة التخلص منها.
وبحسب البيانات المنشورة، فقد نفقت ما لا يقل عن 58 بقرة خلال الرحلة، بينما وضعت الأبقار الحوامل نحو 140 عجلًا. إلا أن عدد العجول التي جرى توثيقها لم يتجاوز 50 عجلًا، فيما لا يزال مصير بقية المواليد مجهولًا.
وأعربت منظمات الرفق بالحيوان عن قلق بالغ إزاء ما قالت إنه ظروف قاسية على متن السفينة، مشيرة إلى وجود شبهات حول احتمال التخلص غير القانوني من جثث المواشي والمخلّفات، خصوصًا بعد تسجيل إيقاف نظام التعريف الآلي للسفن عدة مرات خلال الرحلة، واختفاء الأكياس البيضاء التي ظهرت في صور سابقة.
وطالبت تلك المنظمات بفتح تحقيق دولي عاجل تشرف عليه المنظمة العالمية لصحة الحيوان والمنظمة البحرية الدولية، إضافة إلى إجراء فحوصات بيطرية شاملة لجميع المواشي الناجية، سواء تلك التي لا تزال على متن السفينة أو التي جرى إنزالها في ليبيا.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أبقار بنغازي تركيا سفينة مواشي مواشي ميناء بنغازي
إقرأ أيضاً:
أكبر مشروع لإنتاج الألبان والحليب المجفف بشراكة قطرية جزائرية
الجزائر– تتجه الأنظار نحو أكبر مشروع زراعي صناعي لإنتاج الألبان والحليب المجفف في العالم، بشراكة بين قطر والجزائر يُتوقع أن يحقق فوائد إستراتيجية مشتركة، عبر تعزيز الأمن الغذائي وفتح آفاق أوسع للتعاون الاستثماري بين البلدين.
ويأتي ذلك بعد أشهر قليلة فقط من انطلاق مرحلته الأولى التي ستتوج ببداية الإنتاج سنة 2026، وتبلغ القيمة الاستثمارية للمشروع نحو 3.5 مليارات دولار، ليكون بذلك أكبر مشروع من نوعه عالميًا، والأول بهذا الحجم في الجزائر، وذلك عبر شراكة تجمع بين شركة "بلدنا" القطرية التي تستحوذ على 51% من الأسهم، والجزائر ممثلة في الصندوق الوطني للاستثمار بنسبة 49%.
وفي سبتمبر/أيلول 2024 بدأت الأعمال الأولية للمرحلة الأولى من المشروع، بعد أن وقّعت "بلدنا" والدولة الجزائرية نهاية أبريل/نيسان السابق عليه اتفاقية إطار لإنجاز منظومة زراعية صناعية متكاملة تشمل تربية الأبقار الحلوب وإنتاج الحليب المجفف ومشتقاته.
ويمتد المشروع على مساحة إجمالية تُقدَّر بـ117 ألف هكتار بولاية أدرار (جنوب غرب الجزائر) موزعة على 3 أجزاء رئيسية، يضم كل منها:
مزرعة لإنتاج الحبوب والأعلاف. مزرعة لتربية الأبقار وإنتاج الحليب واللحوم. مصنع لإنتاج الحليب المجفف ومشتقاته.سيتم تنفيذ الإنتاج بمشروع "بلدنا" على 4 مراحل:
أُولاها ستكون في آفاق 2026، وآخرها بعد 9 أعوام من انطلاق المشروع. يسمح المشروع بإنتاج قرابة 194 ألف طن من الحليب المجفف سنويًا. تشمل المرحلة الأولى استصلاح حوالي 100 ألف هكتار، وإنشاء 700 وحدة ري محوري مخصصة لزراعة الأعلاف، إلى جانب إنشاء مزرعتين لتربية الأبقار، وبناء مصنع واحد من أصل اثنين لإنتاج الحليب المجفف. ومن المقرر إطلاق عملية إنتاج الحليب مع بداية تكوين قطيع الأبقار ابتداءً من سنة 2026، من خلال استيراد سلالات أبقار منتقاة بعناية وفق أعلى المعايير العالمية من حيث كفاءة الإنتاج والقدرة على التأقلم مع المناخ المحلي. وحسب الخطة سيصل إجمالي عدد الأبقار في السنة التاسعة من انطلاق المشروع إلى 270 ألف رأس، مع إنتاج حوالي 1.7 مليار لتر من الحليب سنويًا. إعلانكما ستستثمر الشركة في إنشاء مجمعات بمختلف أرجاء البلاد، يحتوي كل منها على مزرعة للأعلاف، ومزرعة لتربية الأبقار، ومصنع للحليب المجفف، حيث ستعتمد الشركة على مزارع حديثة لتوفير العلف والذرة والقمح، وكذا نظام متقدم لإدارة صحة الأبقار.
شراكات واستثماراتانضمت إلى المشروع، في يوليو/تموز الماضي، شركات دولية متخصصة للمساهمة في مراحله الفنية والتقنية ودعم قدرته الإنتاجية. إذ تم بالعاصمة الجزائر توقيع حزمة أولية لعقود تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع "بلدنا الجزائر" بقيمة تفوق 500 مليون دولار بين شركة "بلدنا الجزائر" ومجموعة من الموردين والاستشاريين، في إطار تطورات تنفيذ مشروعها المتكامل لإنتاج الحليب المجفف في الجزائر.
ووقعت "بلدنا الجزائر" على 14 اتفاقية مع شركات عالمية وجزائرية، وتضم أسماء بارزة في قطاعاتها، منها "جي إي إيه" (GEA) الألمانية الرائدة في مجال تصنيع وتوريد خطوط إنتاج الحليب وتجهيزات الحليب الآلي والتي ستتولى تصميم مصنع الحليب المجفف ومزارع الأبقار، بمواصفات تشمل وحدة تجفيف بارتفاع 40 متراً.
وضمت الاتفاقات شركة "فالمونت" (Valmont) الأميركية المتخصصة في تصميم وتنفيذ شبكات الري التي تستهدف ترشيد استهلاك المياه، و"أورباكون" للتجارة والمقاولات و"يو سي سي" (UCC) الرائدة عالميًا، و"إي إتش إيه إف" (EHAF) القطرية للاستشارات الهندسية.
وإلى جانب مجموعة من كبرى الشركات الجزائرية مثل "كوندور ترافوكوفيا" (CondorTravocovia) و"ريد ميد" (RedMed) للمقاولات، و"إفورهايد" (EFORHYD) لحفر الآبار.
يستهدف مشروع "بلدنا الجزائر":
تلبية 50% من احتياجات الجزائر من مسحوق الحليب محليا توفير اللحوم الحمراء للسوق الجزائري. توفير نحو 5 آلاف فرصة عمل.ويرى الخبير الاقتصادي هواري تيغرسي أن المشروع يهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي من خلال مجال الحليب ومشتقاته، وحتى بالنسبة للمتغيرات، تربية الأبقار وإنتاج مسحوق الحليب والمشتقات المحلي.
وأشار تيغرسي -في حديث مع الجزيرة نت- إلى أن المشروع سيسهم في تقليص فاتورة استيراد مسحوق الحليب الذي كلف مبالغ كبيرة والحفاظ على الاحتياطي النقدي، كما يسهم في استحداث فرص عمل واسعة، ويولد آلاف الوظائف في الزراعة والصناعة واللوجستيك والنقل والتغليف والتسويق وصناعة الأعلاف، وأخرى تتعلق بنقل التكنولوجيا والخبرة.
وبالنسبة لقطر، يتوقع الخبير الاقتصادي أن يساهم المشروع في توسعة الاستثمارات القطرية لا سيما في أفريقيا، وتوفير أرباح مستقرة من السوق الجزائري مع إمكانية التصدير إلى القارة الأفريقية، وتعزيز الأمن الغذائي القطري بطريقة غير مباشرة.
وأشار تيغرسي إلى أن المشروع يرسخ دور قطر كمستثمر إستراتيجي، ويعزز ثقة الدول الأخرى في الشراكة معها.
من جانبه يؤكد فارس هباش أستاذ الاقتصاد في جامعة صطيف الجزائرية أن الجزائر اليوم واحدة من الوجهات الواعدة للاستثمارات الخارجية، معتبرًا أن مشروع الشراكة مع "بلدنا" القطرية نموذج متميز للتعاون الاقتصادي بين الجزائر وقطر.
إعلانويبرز هباش -في حديث مع الجزيرة نت- الميزة الجغرافية للجزائر كمركز إقليمي للتجارة وبوابة نحو أسواق شمال أفريقيا وأوروبا، إضافة إلى حجم سوق يفوق 47 مليون نسمة مما يجعلها سوقا ضخمة يمكن أن تستفيد منها الشركات القطرية.
ويشير أستاذ الاقتصاد إلى أن الجزائر تمتلك قاعدة اقتصادية قوية تعتمد بشكل رئيسي على صادرات النفط والغاز، لكنها تعمل على تقليل هذا الاعتماد عبر إستراتيجيات لتنويع الاقتصاد وجذب الاستثمارات الأجنبية، معتبرًا أن الشراكة مع "بلدنا" فرصة هامة لتحقيق هذا الهدف.
وفيما يخص مستقبل العلاقات، يشير هباش إلى النمو الكبير في حجم التبادل التجاري بين الجزائر وقطر، موضحًا أن عام 2023 سجل 297 مليون ريال قطري (81.5 مليون دولار) بزيادة ملحوظة عن سنة 2020، مع توقعات بأن تتجاوز الاستثمارات القطرية 7 مليارات دولار، مما يجعل قطر أحد أكبر الشركاء الاستثماريين مما يشير لنجاح الشراكة التي ستتعمق بنجاح المشروع ويفتح المجال لتوسيع التعاون في مختلف القطاعات مستقبلًا.
ويرى هباش أن التعاون مع شركات مثل "بلدنا" يفتح الباب لفرص اقتصادية كبيرة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والسياحة والخدمات، مما يجعله نموذجا للتعاون.