إنها ليست مجرد مسألة القرب الجغرافى حيث ظهرت إحدى العلامات الأولى للعلاقة الخاصة التى تنضج بسرعة بين إيطاليا ودول البحر المتوسط والشرق الأوسط تحديدا فى ٢٣ يوليو فى روما، عندما افتتحت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلونى ما أسمته بـ"الحوار بين جهتين فى نفس المستوى ومتساويتين وبينهما احترام متبادل»..

أوضحت المسئولة الأولى فى الحكومة الإيطالية أنه بين أوروبا والبحر المتوسط «لا يمكن أن تكون هناك علاقة تنافسية أو حتى متضاربة، لأن المصالح أكثر تقاربا بكثير مما نعتقد».. إنها كلمات منطقية، ولكنها مع ذلك ترسم مسارًا لم تتبعه دائمًا الحكومات الأوروبية الأخرى حتى الآن.
شاركت أكثر من عشرين دولة فى روما، فى مقر وزارة الخارجية فى ٢٣ يوليو، فى المؤتمر الدولى الأول حول التنمية والهجرة الذى تروج له الحكومة الإيطالية. وخلال هذه القمة، تحدثت رئيسة الوزراء عن حق عن الفرص المشتركة التى يتعين استكشافها بين أوروبا وأفريقيا، وقد فعلت ذلك باعتراف: لقد ذكرت ميلونى بصراحة شديدة أن أوروبا، فى الماضى، لم تنظر دائمًا إلى مشاكل بقية دول العالم وأن الغرب أعطى فى بعض الأحيان الانطباع بأنه يهتم بإعطاء الدروس بدلا من مساعدة البلدان الأفريقية. ولعل انعدام الثقة هذا أدى أيضًا إلى صعوبة حل القضايا الاستراتيجية، بدءًا بقضية الهجرة. وقالت رئيسة الوزراء: «لقد تعاملنا دائما مع ملف الهجرة غير الشرعية كموضوع يخلق المعارضة والخلاف فى وجهات النظر بين دول المغادرة والعبور من جهة ودول المقصد من جهة أخرى، وعلينا أن نتغير».
منذ بداية العام، وصل أكثر من ١٠٠ ألف مهاجر إلى إيطاليا، فى ثمانية أشهر فقط، عبر البحر المتوسط: وهذا هو أعلى رقم منذ عام ٢٠١٧. لكننا نتحدث عن الأشخاص وليس الأرقام. وأوروبا، التى لم تراقب حتى الآن إلا، أدركت، بفضل الإجراءات الإيطالية قبل كل شيء، أنه من الضرورى تغيير النهج من أجل محاولة معالجة هذه الظاهرة بطريقة مشتركة، سواء بين الشركاء الأوروبيين السبعة والعشرين أو مع بلدان الاتحاد الأوروبي وفي ديسمبر الماضى، جرت بالفعل حوارات متوسطية فى روما، بمشاركة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلونى وبالفعل، بهذه المناسبة، أصبح من الواضح أن حكومتها تريد المساهمة فى تعزيز آليات التعاون الإقليمى، من خلال إضافة مفاهيم كانت متخلفة حتى السنوات الأخيرة: الاعتماد المتبادل، والمرونة، والتعاون. منذ ذلك اليوم، التزمت إيطاليا التزامًا راسخًا تجاه هذه الحكومة بتعزيز دورها فى منطقة البحر المتوسط، مدركة أن منطقة الاستقرار والرخاء المشترك - التى سيتم إنشاؤها معًا - هى الطريقة الوحيدة للتغلب بشكل فعال على تحديات الغذاء. الأمن والصحة وتغير المناخ.
نهج حكومة ميلونى فى العلاقات مع أفريقيا
دائما ما تدافع إيطاليا عن اتباع نهج شامل وبناء فى مواجهة هذه التحديات، وقد رحبت الحكومة الجديدة باعتماد الاتحاد الأوروبى «الأجندة الجديدة للبحر المتوسط» والتى، إلى جانب الالتزامات المالية المناسبة، قادرة على إعادة إطلاق الشراكة من خلال تحفيز الشراكة. وهذا بالفعل نهج أكثر عدالة، وانتعاش أكثر استدامة وأكثر اهتماما باحتياجات السكان. وكانت إيطاليا رائدة فى هذه الاستراتيجية، والعنصر الثانى لاستراتيجية أكثر تعقيدًا، ويتمثل ذلك فى مجموعة من الإجراءات الإيطالية التى تهدف إلى تعزيز أجندة إيجابية فى منطقة البحر المتوسط الأوسع، تم تقديم ذلك فى روما، فى ٢٣ يوليو، خلال هذا المؤتمر الذى ووصفته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بـ «الخطوة الأولى».. ما الذى تم التوصل إليه خلال هذا المؤتمر الذى شاركت فيه، من بين دول أخرى، الجزائر ومصر وليبيا والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية؟


استراتيجية مشتركة وخطة ماتى
من خلال مؤتمر روما، لم يحاول ميلونى بناء تحالف شامل لمحاربة الهجرة غير الشرعية أو إبطاء تدفقات الهجرة غير الشرعية فحسب، بل حاول أيضًا خلق ظروف تنمية فى بلدان المنشأ والعبور للاتجار بالبشر، بحيث يمكن وقف عمليات المغادرة فى بلدان أخرى وجمع المؤتمر ٢٠ زعيما من جميع دول الشاطئ الجنوبى للبحر المتوسط «الموسع» والشرق الأوسط والخليج تقريبا، والدول الساحلية الأولى للاتحاد الأوروبى وبعض الشركاء فى منطقة الساحل والقرن الأفريقى، فضلا عن ذلك المؤسسات الأوروبية ممثلة برئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين دون أن ننسى المؤسسات المالية الدولية. وذلك للتعامل مع حالات الطوارئ وإطلاق استراتيجية تنمية مشتركة.
واتفق المشاركون على إطلاق أموال لدعم مشاريع التنمية فيما أسمته رئيسة الوزراء جيورجيا ميلونى «عملية روما»، والتى ستستمر عدة سنوات.. ومن ثم رحبت ميلونى بالتزام دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة فى الرئيس محمد بن زايد آل نهيان بتقديم ١٠٠ مليون دولار، وقالت إن الخطوة التالية ستكون تنظيم مؤتمر للمانحين. وفى ١٦ يوليو، وقع الاتحاد الأوروبى وتونس أيضا مذكرة تفاهم لإطلاق «شراكة استراتيجية وعالمية» حول الهجرة غير الشرعية والتنمية الاقتصادية والطاقات المتجددة. وفى المؤتمر، خففت ميلونى من لهجة الماضى (اليمينية)، قائلة إن الحكومة الإيطالية مستعدة لاستقبال المزيد من الأشخاص عبر القنوات القانونية، مشددة على أن «أوروبا وإيطاليا بحاجة إلى الهجرة».
وقالت ميلونى إنه يتعين بذل المزيد من الجهود لمنع المهاجرين من محاولة عبور البحر المتوسط بشكل محفوف بالمخاطر بوسائل غير مصرح بها. وقالت ميلونى: «تحاول إيطاليا إدارة ظاهرة الهجرة بطريقة تناسب جميع الدول الأوروبية».
المقاربة الجديدة للهجرة الجماعية
وأسفرت قمة روما عن إطلاق «عملية روما»: «منصة عمل جماعية» تهدف إلى تنسيق نهج مشترك لسياسات الهجرة. سيتم الانتهاء من التفاصيل فى إطار «خطة العمل» المقررة خلال مواعيد مختلفة خلال الفصل الدراسى الثانى، مثل المؤتمر الإيطالى الأفريقى فى نوفمبر (المؤتمر الذى سيقدم خطة ماتى التى طال انتظارها)، واجتماع مجموعة العشرين فى نوفمبر. ومن المتوقع عقد الهند وCOP٢٨ فى دولة الإمارات العربية المتحدة بين نوفمبر وديسمبر.
وقالت ميلونى «على مر السنين مررنا المشكلة إلى جيراننا، وفى رأيى، هذا ليس النموذج الذى نريده؛ فنحن نعمل على البعد الخارجى وعلى شراكات استراتيجية مع الدول الأفريقية، لتكون قادرة على التعامل مع ظاهرة تدفق الهجرة ولكن عبر القنوات القانونية». وبحسب رئيسة الوزراء الإيطالية، فإن مفهوم التضامن لا يمكن أن يتمثل فى «السماح لجميع المهاجرين بالدخول» ومن ثم «عدم الاعتناء بهم». متاح ؛ هناك مبادئ توجيهية ذات أولوية، وعلينا أن نركز على الاستثمارات الاستراتيجية والبنى التحتية، لأن هذه هى الطريقة الأكثر استدامة للتعاون. وقالت «إننا نبحث عن تقارب مصالحنا لأنها الطريقة الوحيدة التى لدينا لربط مصائرنا»، كما تطرقت إلى مدى تأثير دول الخليج الحاضرة فى المؤتمر وعلاقات صداقتها القوية مع الدول الأفريقية.
فرنسا أصبحت أقل شعبية فى أفريقيا 
قد يتولد لدى المرء فى بعض الأحيان انطباع بأن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أصبح حذرًا على نحو متزايد إزاء النهج الإيطالى الجديد وخطة ماتى التى أعلنتها ميلونى (المرحلة الثانية بعد تنظيم مؤتمر روما). لأنه إذا تقدمت إيطاليا فى أفريقيا بروح «غير مستغلة»، فإن فرنسا تبدو مضطرة إلى التراجع وليس فقط بسبب نشاط روما، التى قدمت نموذجا جديدا لفهم الشراكة: «الحياة والآمال والمخاوف والمعاناة». ولكن أيضًا بسبب سلسلة من العوامل الأخرى، التى يكافح الإليزيه للتعامل معها. على سبيل المثال، تفشل باريس فى تطبيع علاقاتها مع المغرب والجزائر، رغم المحاولات المختلفة؛ لقد تم طردها فجأة من مالى فى الصيف الماضى، بعد ٩ سنوات من الانتشار العسكرى ضد الإرهاب، واليوم أصبحت البلاد فى فلك روسيا (مع وجود لواء فاجنر على الأرض). وقد حدث نفس النمط مؤخرًا فى النيجر والجابون؛ لذلك، يبدو أن هناك تراجعًا فى الهيمنة الفرنسية.. نهاية فرانسا-أفريقيا.
للحصول على فكرة واضحة، ما عليك سوى إعادة الشريط إلى شهر مارس الماضى: المظاهرات فى الجابون وأنجولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ضد زيارة ماكرون. فى الواقع، هناك استياء عام فى أفريقيا تجاه «أبناء العمومة»، لدرجة أن السلطات فى مالى، فى نوفمبر ٢٠٢٢، قررت حظر أنشطة المنظمات غير الحكومية الفرنسية.. فشل عسكرى، وسياسى ودبلوماسى، وهذا صحيح حتى فى ليبيا، حيث اشتهرت باريس باغتيال القذافى.. وبالتالى فإن احتياجات النفط والغاز تتعارض مع الوعى الذى توفره الحداثة لأفريقيا: لقد طور الشباب ضميرًا نقديًا. وكان التأثير المرتد للاستعمار (كما هى الحال فى الضواحى الباريسية) سببًا فى تفاقم مسألة الطاقة.
على سبيل الاستنتاج
اضطرت فرنسا إلى الركض واللحاق بدبلوماسييها فى مهمة مستحيلة: على سبيل المثال، تقويم محور باريس-الرباط، الذى يعانى من مشاكل واضحة لدرجة أن السلطات الفرنسية تضطر إلى الدفاع عن تأثير اللغة الفرنسية ودعمها أمام اللغة الإنجليزية التى تنافسها بقوة فى الفترة الأخيرة فى المغرب حيث يتضح جليا أن الشباب المغربى بدا يفضل الإنجليزية لأنها تثير لديه المزيد من الحماس والطموح.. «المغرب لم يعد يقبل النظرة الأبوية لفرنسا»، هذا ما لخصه أحد الدبلوماسيين يوم ١٤ يوليو خلال العيد الوطنى الفرنسى فى الرباط. أما مع الجزائر فالوضع أسوأ.. وقد بلغت التوترات ذروتها مع طرد الصحفيين الفرنسيين، بينما تسعى إيطاليا، أكبر مستورد للغاز فى الاتحاد الأوروبى، إلى إنشاء ممرات جديدة للطاقة. ولذلك فإن قدرة روما على الاستماع مفضلة. ويُنظر إلى «عملية روما» باعتبارها نوعًا من الاختبار. وفى الأشهر المقبلة، سيكون من المهم مراقبة وتفسير نشاط الحكومة الإيطالية، التى منذ الإعلان عن خطة ماتى، التى سيتم تقديمها فى أكتوبر أو نوفمبر، تعيد رسم التوازنات الأوروبية فى جنوب البلاد وتحديدا منطقة البحر المتوسط والاتحاد الأوروبى.

معلومات عن الكاتب
فرانشيسكو دى ريميجيس.. صحفى إيطالى  فى صحيفة «الجورنال» الإيطالية» متخصص فى القضايا الدولية والسياسة الفرنسية والهجرة والعالم العربى، يكتب عن المؤتمر الذى شهدته روما لمناقشة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وما نتج عنه من نتائج مهمة.

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشرق الأوسط الهجرة غیر الشرعیة الحکومة الإیطالیة الاتحاد الأوروبى رئیسة الوزراء البحر المتوسط فى روما

إقرأ أيضاً:

"ريكسوس المنتزه".. تحفة معمارية وأيقونة سياحية في عروس البحر المتوسط بطابع مصري أصيل

 

 

 

الإسكندرية (مصر)- أحمد الجهوري

ما إن تصل مطار برج العرب في الإسكندرية بمصر، حتى تدرك أن تجربة استثنائية بانتظارك، نسيم البحر يلفح وجهك برقة، وكأن المدينة العريقة تهمس في أذنك مرحبة بك على طريقتها الخاصة. وعلى بعد خطوات من زحام الرحلة، يبدأ مشوار من الرفاهية والدهشة باتجاه واحدة من أجمل وجهات الضيافة في الشرق الأوسط، حيث يقع فندق "ريكسوس منتزه الإسكندرية"، أحدث درر سلسلة ريكسوس العالمية الفاخرة.

بموقعه الفريد داخل حدائق المنتزه التاريخية، يمتد الفندق وسط مساحة خضراء خلابة تتجاوز 370 فدانًا، وتُطل مباشرة على مياه البحر الأبيض المتوسط، وما بين عبق الماضي وسحر الطبيعة، تتناغم رفاهية الإقامة مع عراقة المكان. هنا، تتجول بين أروقة القصور الملكية القديمة مثل قصر السلامليك والحراملك، وتتنفس هواءً حمل عبر تاريخه أنفاس ملوك وأسرة محمد علي، وذكريات الملك فاروق.

فندق "ريكسوس المنتزه" لا يقدم مجرد إقامة فندقية، بل يصوغ لحظات لا تُنسى في قالب من الفخامة العصرية ممزوجة بحفاوة الضيافة الشرقية الأصيلة، ومنذ لحظة تسجيل الدخول، يستقبلك طاقم الفندق بابتسامة راقية وخدمة مصممة لتجعلك تشعر وكأنك ضيف في قصر ملكي، أما الغرف، فهي عالم من الأناقة المترفة، تطل على البحر أو على الحدائق الملكية، وتحتوي على كافة سبل الراحة الحديثة.

ومع دخول موسم الصيف، تتحول الإسكندرية إلى عروس تتزين لزوارها، في حين يتحول "ريكسوس المنتزه" إلى وجهة مفضلة للعائلات الخليجية والعربية الباحثة عن الهدوء والرقي، دون التخلي عن الترفيه، فالفندق يقدم مجموعة برامج ثقافية وترفيهية متميزة، مستوحاة من روح المدينة وتاريخها الغني، إلى جانب مطاعم فاخرة، وشاطئ خاص، ومرافق سبا عالمية.

وتحت مظلة "ريكسوس"، تتوزع الوحدات الفندقية ما بين قصور لها مكانتها في ذاكرة مصر، وبين مبانٍ حديثة شُيدت بأعلى معايير العمارة العصرية، دون أن تُفقد الحنين لبهاء الماضي. "السلاملك" ذلك القصر الذي بُني للحب، بات الآن يستقبل العائلات والنزلاء الباحثين عن لحظة رومانسية تشبه الأساطير، بينما يفتح فندق "ناريمان 1" و"ناريمان 2" أبوابهما في تناغم معماري مع روح المنتزه، استعدادًا لاستقبال المزيد من الفنادق الفاخرة التي ستكتمل بها ملحمة "ريكسوس المنتزه".

وقدم وائل الشاذلي مدير عام مجموعة فنادق ريكسوس المنتزه الإسكندرية دعوة للضيوف من مختلف الدول العربية للاستمتاع بتجربة إقامة استثنائية في فندق ريكسوس المنتزه والذي يتميز بالمعالم التاريخية والفريدة منذ زمن الملك فاروق بمختلف مكوناته وتفاصيله، ويعد الفندق مزيج من رفاهية مجموعة فنادق ريكسوس والمعالم التاريخية الشاهدة على حضارة وإبداع الفن.

ومنذ لحظة دخولك إلى بهو الفندق، تشعر وكأنك ضيف على عرشٍ مهيب.. الاستقبال حافل، التفاصيل مدروسة، والابتسامات لا تنقطع.. طاقم ريكسوس، المدرب على أعلى مستويات الخدمة، يُشعرك أنك لست نزيلاً، بل جزءا من أسرة ملكية عائدة إلى قصرها بعد غياب.

وإن كنت من محبي الذوق الرفيع، فالمطاعم داخل المنتجع تقدم توليفة استثنائية من المأكولات العالمية والمحلية، أُعدت خصيصًا لتُرضي أرقى الأذواق، ومن قلب تلك التجربة، تخرج البرامج الترفيهية والثقافية المصممة بعناية، لاجتذاب السياح من مصر، والخليج، والعالم العربي، ضمن رؤية واضحة لجعل "ريكسوس المنتزه" عنوانًا للفخامة على ساحل المتوسط.

في هذه المدينة التي عشقها الإسكندر الأكبر، وسكنها الشعراء والمفكرون، لا تكون الفخامة مجرد رفاهية، بل امتداد لروح لا تموت، و"ريكسوس المنتزه" أعاد رسم هذه الروح على هيئة تجربة فندقية نادرة، لا تشبه غيرها.

 

وفي ممرات الفندق، المرايا تحتفظ بذكريات من مرّوا. الأثاث يروي حكايات، والستائر الثقيلة لا تحجب الضوء، بل تحكي كيف كانت الصباحات حين كانت الموسيقى تُعزف حيّة في الصالونات. وبين كل جناح وآخر، قصة لا تنتهي من التوازن بين الرقي والتاريخ، بين الخدمة الحديثة والذوق الكلاسيكي.

ولم ينسَ ريكسوس المنتزه أن العائلات لا تُسافر وحدها، بل تأخذ أحلام أطفالها معها، فهناك، في ركن مخصص بعناية، يجد الصغار مساحتهم الخاصة للّعب والتعلّم، بين برامج ترفيهية تدمج الثقافة بالمرح، وورش تفاعلية تحاكي روح الإسكندرية القديمة بأسلوب معاصر ومحبب.

وبين رائحة الزيوت العطرية وصوت الماء المنساب بهدوء، يتحوّل السبا في ريكسوس المنتزه إلى طقس استشفائي عميق.. جلسات تدليك مستوحاة من الطقوس الشرقية، وعلاجات تعتمد على أسرار الجمال الطبيعي، في أجواء تُشعرك أنك في حضرة رفاهية لا تُشبه إلا القصور.

وحين يغيب الشمس خلف البحر، لا تنام الإسكندرية، بل تتأنق أكثر، إذ يقدم فندق ريكسوس المنتزه كل ليلة حفلات موسيقية حية، عروضًا فنية، وأمسيات شعرية أو ثقافية في الهواء الطلق، كأن الليل يصبح موعدًا للبوح، للحب، وللحياة كما يجب أن تُعاش.

وفي مطاعم ريكسوس، تتلاقى الثقافات على المائدة. من النكهات البحرية الطازجة التي يحضرها طهاة عالميون بإلهام من مطبخ البحر الأبيض، إلى أطباق شرقية تُقدَّم كما كانت تُطهى في القصور، حتى الخبز يُقدَّم لك دافئًا، كأن يداً أمّ مصرية خرجت للتو من التنور لتقدّمه لك بمحبة.

وحين تهمّ بالمغادرة، لا تشعر أنك تُغادر فندقًا، بل كأنك تُودّع حكاية، توقّع على نهايتها ببطء، وتُخفي في حقيبتك أكثر من ذكرى. يرافقك صوت البحر، ودفء الخدمة، وابتسامات الطاقم، وحتى عبق المنتزه.. كأنك تأخذ قطعة من الإسكندرية معك.

مقالات مشابهة

  • البحوث الفلكية تكشف لـ«الأسبوع» حقيقة دخول مصر في نطاق حزام الزلازل
  • روما.. ماكرون وميلوني يبحثان تهدئة التوترات الفرنسية الإيطالية
  • الشلف.. إدانة شخص بثلاث سنوات حبسا نافذا بتهمة تسريب أجوبة  “البيام “
  • محافظ أسوان: لا تهاون في الحفاظ على أراضي الدولة والتصدى بحزم لكافة التعديات
  • زلزال قوي يهز مرمريس التركية ويصيب 7 أشخاص
  • أفزع سكان تركيا.. خريطة تكشف موقع زلزال البحر المتوسط
  • زلزال قوي يضرب شرق البحر المتوسط.. وتشعر به 9 دول منها مصر والسعودية
  • «ديل تورو» يضع «بصمته» على تاريخ «الإمارات للدراجات» بوصافة جيرو دي إيطاليا
  • "ريكسوس المنتزه".. تحفة معمارية وأيقونة سياحية في عروس البحر المتوسط بطابع مصري أصيل
  • رئيس إيطاليا: من اللاإنسانية تجويع إسرائيل غزة بصغارها ومسنيها