بابا الفاتيكان: مستقبل البشرية في خطر بسبب الصراعات الدموية حول العالم| صور
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
وجه بابا الفاتيكان نداء لمختلف الطوائف اللبنانية للتوحد لحل مشاكل لبنان وذلك خلال قداس للبابا في ختام أول جولة خارجية له كقائد روحي للكاثوليك بالعالم.
وقال البابا ليو، وهو أول أمريكي يصبح بابا للفاتيكان، أمام الحشد الذي تجمع عند الواجهة البحرية التاريخية لبيروت.
ودعا البابا ليو الشعب اللبناني إلى أن “يتخلص من الانقسامات العرقية والسياسية” وأن يعالج مشكلات الصراع والشلل السياسي والبؤس الاقتصادي المستمرة منذ سنوات.
وذكرت مصادر من الفاتيكان أن البابا ليو تحدث أمام حشد من 150 ألف شخص قائلاً “يجب أن نوحد جهودنا حتى تعود هذه الأرض إلى مجدها”.
وتحدث البابا بعدما صلى قبل ساعات قرب أكوام الأنقاض المتراكمة في موقع انفجار مواد كيماوية دمر أجزاء من بيروت في عام 2020.
ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة نتيجة الإنفاق المفرط لعقود، مما أدى إلى انهيار الاقتصاد في أواخر عام 2019، إضافة إلى استضافته مليون لاجئ سوري وفلسطيني.
واستمرت زيارة البابا إلى لبنان ثلاثة أيام دعا خلالها إلى السلام في الشرق الأوسط وحذر من أن مستقبل البشرية في خطر بسبب الصراعات الدموية في العالم. وهذه هي المحطة الثانية في جولته الخارجية التي بدأت بتركيا.
ويعود البابا والوفد المرافق له إلى روما اليوم.
دعوة الباباودعا البابا، الذي قال إنه في مهمة سلام، قادة عدد من الطوائف الدينية المتنوعة في لبنان إلى الاتحاد حتى تلتئم جراح البلاد.
وحث الزعماء السياسيين على مواصلة جهود السلام بعد الحرب المدمرة التي اندلعت العام الماضي بين إسرائيل وجماعة حزب الله وفي ظل استمرار الضربات الإسرائيلية.
وتجمع الحشد عند الواجهة البحرية لبيروت قبل ساعات من بدء القداس اليوم الثلاثاء ولوحوا بعلمي الفاتيكان ولبنان بينما تجول البابا ليو في سيارة بابوية مغلقة.
انفجار عام 2020 في مرفأ بيروتأودى انفجار عام 2020 في مرفأ بيروت بحياة 200 شخص وتسبب في أضرار بمليارات الدولارات، لكن التحقيق في أسبابه ما زال متعثرا ولم يحاسَب أحد حتى الآن.
وصلى البابا ليو في الموقع ووضع إكليلا من الزهور عند نصب تذكاري، والتقى بنحو 60 من الناجين من الانفجار وأقارب الضحايا من ديانات مختلفة الذين حملوا صور ذويهم الراحلين.
وبكت إحدى النساء وهي تحيي البابا وسألته ما إذا كان من الممكن أن تعانقه، فأومأ لها برأسه وتعانقا.
ويعيش في لبنان أكبر نسبة من المسيحيين في الشرق الأوسط، وعانى من تداعيات الصراع في غزة مع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحزب الله، والتي بلغت ذروتها بهجمات إسرائيلية مدمرة.
استقبال حافلكان البابا قد استهلّ يومه الثالث في لبنان بزيارةٍ إلى العاملين والمرضى في مستشفى الصليب في جلّ الديب، حيث حظي باستقبال حافل من الكهنة والراهبات وجمعٍ من الشخصيات الدينية الذين رفعوا علمَي لبنان والفاتيكان، وسط تصفيقٍ وتراتيل عبّرت عن الترحيب بالضيف الفاتيكاني.
وشكرت رئيسة الدير الأم ماري مخلوف التي غلبتها الدموع مراراً، البابا على زيارته ولكونه "أباً للمنسيين والمتروكين والمهمشين"، مشيرة إلى الظروف الصعبة التي تواصل المؤسسة العمل فيها رغم انهيار مؤسسات الدولة وبغياب الدعم.
وناشد الحبر الأعظم الراهبات "ألا يفقدن فرح الرسالة" التي يؤدونها "بسبب الظروف الصعبة" لعملهن. وقال "ما نشهده في هذا المكان هو عبرة للجميع.. لا يمكن أن ننسى الضعفاء".
إجراءات أمنية مشدّدة منعت الوصول إلى وسط بيروتومنذ مساء الاثنين، فرضت السلطات إجراءات أمنية مشدّدة ومنعت الوصول إلى وسط بيروت حيث أحيا البابا القداس.
ودعا البابا لاوون الرابع عشر، الاثنين، من وسط بيروت قادة الطوائف الروحيين إلى أن يكونوا "بناة سلام" وأن "تواجهوا عدم التسامح، وتتغلبوا على العنف وترفضوا الإقصاء وتُنيروا الطريق نحو العدل والوئام للجميع بشهادة إيمانكم".
وأضاف "في زمن يبدو فيه العيش معاً حلماً بعيد المنال، يبقى شعب لبنان، بدياناته المختلفة، مذكراً بقوة بأن الخوف، وانعدام الثقة والأحكام المسبقة ليست لها الكلمة الأخيرة، وأن الوحدة والشّركة، والمصالحة والسلام أمر ممكن".
والتقى البابا آلاف الشباب في مقر البطريركية المارونية شمال بيروت. وتوجه إليهم البابا بالقول "أنتم الحاضر، بأيديكم المستقبل يتكوّن، وفيكم اندفاع لتغيير مجرى التاريخ".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بابا الفاتيكان الطوائف اللبنانية الشعب اللبناني الفاتيكان البابا لیو
إقرأ أيضاً:
عون يُثمن زيارة بابا الفاتيكان إلى لبنان: حملتم إلى بلادنا كلمات رجاء و أمل
ثمن الرئيس اللبناني جوزيف عون، زيارة بابا الفاتيكان إلى بلاده، مشددا على أن لبنان ما زال نموذجا للعيش المشترك والقيم الإنسانية، معبرا عن تقديره لمحبة البابا للبنان وشعبه.
وقال عون خلال مغادرة البابا ليوم الرابع عشر من مطار رفيق الحريري الدولي: "صاحبَ القداسة نلتقي اليوم في ختام زيارة ستبقى محفورة في ذاكرة لبنان وشعبه. فخلال الأيام الماضية، حملتم إلى لبنان كلمات رجاء و أمل، وجلتم بين مناطقه، والتقيتم بشعبه الذي استقبلكم بكافة طوائفه وإنتماءته بمحبةٍ كبيرة تعكس توقه الدائم للسلام والاستقرار".
وتوجه إلى البابا قائلا: "لقد جئتم إلى لبنان حاملين رسالة سلام، وداعين إلى المصالحة، ومؤكّدين أن هذا الوطن الصغير في مساحته، الكبير برسالته، ما زال يشكّل نموذجًا للعيش المشترك وللقيم الإنسانية التي تجمع ولا تفرّق. وفي كلماتكم، وفي لقاءاتكم مع أبناء هذا البلد، لمسنا عمق محبتكم للبنان وشعبه، وصدق رغبتكم في أن يبقى وطن الرسالة، وطن الحوار، وطن الانفتاح، وطن الحرية لكل انسان والكرامة لكل إنسان فشكرا لكم يا صاحبَ القداسة، لأنكم استمعتم إلينا".
وتوجه بالشكر إلى البابا قائلا: "شكرا لأنكم استودعتم لبنانَ رسالةَ السلام. وأنا بدوري أقولُ لكم بأننا سمعنا رسالتكم. وأننا سنستمر في تجسيدها، ومع شكرنا، تظل لنا أمنية يا صاحب القداسة وهي أن نكون دائما في صلواتِكم، وأن تتضمن عظاتكم لكل مؤمن ومسؤول في هذا العالم التأكيد على أن شعبَنا شعب مؤمن يرفض الموت والرحيل، شعب مؤمن قرر الصمود بالمحبة والسلام والحق. شعب مؤمن يستحق الحياة وتليق به.
وأضاف: "وإذ نودّعكم، لا نودع ضيفا كريما فحسب، بل نودع أبا حمل إلينا طمأنينة وذكرنا بأن العالم لم ينسَ لبنان، وأن هناك من يصلّي لأجله ويعمل من أجل السلام عشتم يا صاحبَ القداسة عاش السلام وعاشَ لبنان".