مغلي: اليمن حققت إنجازات مهمة على المستويين التشريعي والخدمي لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
الثورة نت/ زكريا حسان
أكد المدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين، الدكتور علي ناصر مغلي أن اليمن استطاعت خلال السنوات الماضية تحقيق خطوات مهمة على المستويين التشريعي والخدمي لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة وساهم وجود المؤسسات المتخصصة على رأسها صندوق رعاية وتأهيل المعاقين والاتحادات والجمعيات والمراكز النوعية في بناء منظومة متكاملة لخدمة هذه الشريحة.
وأشار المدير التنفيذي، في تهنئته للاشخاص ذوي الاعاقة بمناسبة يومهم العالمي الموافق الثالث من ديسمبر، واليوم الوطني التاسع من ديسمبر، واليوم العربي الثالث عشر من ديسمبر، أن هذه المناسبات تعكس أهمية تعزيز حضورها في المجتمع تحت شعار: “بناء مجتمعات دامجة للأشخاص ذوي الإعاقة من أجل تعزيز التقدم الاجتماعي”.
وأوضح الدكتور مغلي أن القيادة السياسية والثورية تولي الأشخاص ذوي الإعاقة اهتماماً بالغاً، وتعتبر رعايتهم وتمكينهم جزءاً أصيلاً من مسؤولياتها الوطنية والإنسانية، وتعمل جاهدة من خلال الحكومة ولاسيما وزارة الشؤون الاجتماعية وصندوق رعاية وتأهيل المعاقين، على دعم الأشخاص ذوي الإعاقة وجرحى الحرب وتمكينهم اقتصادياً وتأهيلهم للانخراط في سوق العمل.
وتطرق مغلي إلى أن الصندوق تمكن رغم الظروف الاقتصادية الصعبة والتحديات الكبيرة التي مرت بها البلاد، من الوقوف على قدميه ومنح الأشخاص ذوي الإعاقة شعوراً بوجود جهة كالأب الحاني يلجأون إليها كلما احتاجوا إلى خدمة أو دعم، منوها أن الإجراءات الإدارية والمؤسسية التي أُنجزت في الصندوق خلال السنوات الماضية أسهمت في تبسيط الإجراءات وتسهيل حصول المستفيدين على الخدمات بكل يسر وسهولة. وأن النظام الآلي الحديث ( ERP) الذي تم تشغيله في الصندوق، وأُنجز وفق معايير تقنية دقيقة، ساهم بشكل كبير في تجاوز العديد من الصعوبات، وتحسين جودة الخدمات، وتسريع إجراءات تقديمها للمستفيدين بكفاءة عالية.
وأكد الرئيس التنفيذي أن الصندوق يواصل دعم الجمعيات والمراكز النوعية العاملة مع الأشخاص ذوي الإعاقة، والتي يتجاوز عددها 56 جمعية ومركزاً، من خلال تغطية نفقاتها التشغيلية ورواتب العاملين وتوفير وسائل المواصلات والوسائل المساعدة التي تمكّنها من تقديم خدماتها للمعاقين على أكمل وجه، كما يواصل تقديم الرعاية الصحية والتعليمية، ومساندة الطلاب من ذوي الإعاقة منذ المراحل الأساسية وحتى الثانوية والجامعة والدراسات العليا، رغم زيادة أعداد المستفيدين وتنوع احتياجاتهم وضعف إيرادات الصندوق.
وشدد الدكتور مغلي على أن المسؤولية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة مسؤولية مجتمعية شاملة، وعلى الجميع العمل وفق الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة بما يضمن تكامل الجهود الحكومية والمجتمعية والخاصة، منوها بأهمية مساهمة الأسر في دمج أبنائها من ذوي الإعاقة في المجتمع، وكسر عزلتهم، والاهتمام بتعليمهم وتأهيلهم وعدم عزلهم في المنازل، حيث أن الانطلاقة الحقيقية لتمكينهم تبدأ من البيت.
وطالب مغلي الجمعيات التعاونية والتساهمية إلى استيعاب الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن مشاريعها وبرامجها، وحثّ الشركات الخاصة على توظيفهم، باعتبارهم أشخاص مبدعون وقادرون على الإضافة وتحقيق إنجازات متميزة، كما دعا القطاعات الصحية والمؤسسات التعليمية والجامعات الحكومية والخاصة إلى التعاون معهم وتهيئة المرافق والممرات الملائمة لاحتياجاتهم، بما يضمن لهم حقهم في الرعاية الصحية والوصول إلى التعليم دون عوائق.
وشدد على أهمية أن تلتزم مكاتب الأشغال في عموم البلاد بعدم قبول أي بناء أو منشأة جديدة ما لم تكن مرافقها مجهزة بطرق تتيح سهولة الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة، داعياً الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تخصيص مساحة لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعريف المجتمع بإمكاناتهم وقدراتهم ودورهم الحقيقي في البناء والتنمية.
وأشاد الدكتور مغلي في ختام التهنئة بالداعمين للصندوق من المؤسسات الحكومية والخاصة والوطنية، مؤكداً أن صمود الصندوق واستمراريته في تقديم خدماته يعود الفضل فيه لصمود ودعم هذه الجهات الوطنية المخلصة.
وحث مغلي ذوي الاعاقة إلى الاعتزاز بذواتهم والتمسك بطموحاتهم، إذ أن الإعاقة ليست عائقاً أمام النجاح، لاسيما أنهم قادرون على الإنجاز وتحقيق أحلامهم مهما كانت التحديات، متمنيا أن يأتي الاحتفال العام القادم وقد تحققت نقلة كبيرة في مستوى الخدمات والأدوار المجتمعية والتنموية المخصصة لهم، وبما يحقق آمالهم وتطلعاتهم في حياة كريمة ومستقبل أفضل.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الأشخاص ذوی الإعاقة
إقرأ أيضاً:
سلطنة عُمان تحتفل باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة
"عمان": تشارك سلطنة عُمان غدًا دول العالم باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2025 الذي يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام تحت شعار (بناء مجتمعات دامجة للأشخاص ذوي الإعاقة من أجل تعزيز التقدم الاجتماعي) ويمثل هذا اليوم مناسبة عالمية تهدف إلى تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف الجوانب الاجتماعية، إلى جانب رفع مستوى الوعي بقضاياهم والتحديات التي تواجههم، والتأكيد على أهمية مشاركتهم الفاعلة في المجتمع.
وقد حظي قطاع الأشخاص ذوي الإعاقة في سلطنة عُمان برعاية سامية كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه -، حيث أصدر جلالته في سبتمبر الماضي توجيهاته السامية بإنشاء قطاع جديد بمستوى وكيل وزارة ضمن هيكل وزارة التنمية الاجتماعية، يُعنى بمتابعة وتطوير الخدمات المقدمة لهم، ومعالجة التحديات، وضمان دمجهم الفاعل في المجتمع وسهولة وصولهم إلى التعليم في جميع مراحله.
وفي إطار هذا التوجه، صدر المرسوم السلطاني رقم (92/2025) حول قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يُعد نقلة نوعية تشريعية تتضمن 77 مادة موزعة على خمسة أبواب، وتغطي الحقوق المدنية، والتعليمية، والصحية، والاجتماعية، والثقافية والرياضية، والاقتصادية وحق العمل، إضافة إلى أحكام خاصة بالتأهيل واللجنة الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة والعقوبات.
وتأكيدًا على الاهتمام السامي بالأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، أسدى جلالته - حفظه الله ورعاه - أوامره في أبريل الماضي باعتماد 7 ملايين ريال عُماني لإنشاء مركز اضطراب طيف التوحد للرعاية والتأهيل، إلى جانب دراسة احتياجات المحافظات لمراكز مماثلة، في خطوة تعكس تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وإيجاد بيئة ملائمة وداعمة تسهم في تحسين جودة حياتهم.
وتولي وزارة التنمية الاجتماعية اهتماما بالغا بدعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث شهد العام الجاري تدشين أربع ورش محمية إنتاجية في كل من ولايات نزوى والمضيبي والرستاق وصلالة، تستهدف 236 مستفيدًا من ذوي الإعاقات البسيطة والمتوسطة المنتسبين لمراكز الوفاء، بهدف تأهيلهم مهنيًا وتمكينهم اقتصاديًا وتعزيز دمجهم في المجتمع وسوق العمل.
وبهدف تعزيز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل، احتفلت الوزارة بالشراكة مع مركز البناء البشري التخصصي بتخريج الدفعة الثانية من مبادرة "كن معنا لأجلهم" بواقع 60 خريجًا وخريجة، تم توظيف 30 منهم، وذلك ضمن جهود تطوير مهارات الأشخاص ذوي الإعاقة وتهيئتهم للانخراط في سوق العمل. كما أطلقت مجموعة عُمران بالتعاون مع الوزارة النسخة الثانية من برنامج "موهوب" لتدريب 13 مشاركًا من الأشخاص ذوي الإعاقة للعمل في القطاع السياحي، بما يعزز استقلاليتهم ويتيح لهم فرصًا وظيفية جديدة.
وفي إطار الدمج المجتمعي، أطلقت وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع مكتب محافظ جنوب الباطنة مبادرة "جنوب الباطنة صديقة للأشخاص ذوي الإعاقة"، الهادفة إلى تحسين البنية الأساسية والمرافق العامة والخدمات الرقمية لتلائم احتياجات هذه الفئة.
كما أطلقت وزارة التنمية الاجتماعية برنامج الدبلوم المهني في اضطراب طيف التوحد، الذي يستهدف تدريب 47 من خريجي التربية الخاصة الباحثين عن عمل، لرفد سوق العمل بكفاءات مؤهلة وقادرة على تقديم خدمات نوعية.
وتولي وزارة التنمية الاجتماعية اهتمامًا خاصًا ببرامج الرعاية والتأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال مراكز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة، التي تُعنى بتقديم خدمات شاملة في العلاج الطبيعي والوظيفي والنطق، والتأهيل المهني، والإرشاد النفسي والسلوكي، والتربية الخاصة. وتستقبل هذه المراكز الأشخاص ذوي الإعاقة من مختلف أنواع الإعاقات، وقد بلغ عدد الملتحقين في المراكز الحكومية والخاصة والأهلية حتى نهاية النصف الأول من عام 2025م نحو 4020 مستفيدًا ملتحقًا موزعين على 41 مركزًا حكوميًّا في مختلف محافظات سلطنة عُمان. فيما بلغ عدد المستفيدين الملتحقين بمراكز التأهيل الخاصة 4478 مستفيدًا ملتحقًا، موزعين في 72 مركزًا تأهيليًّا خاصًا، و662 مستفيدًا ملتحقًا، موزعين في 11 مركزًا تأهيليًّا أهليًا، تقدم جميعها خدمات الرعاية والتأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة، وتسهم في دعم جهود الوزارة نحو تمكينهم ودمجهم في المجتمع.
وبلغ عدد المستفيدين من الأجهزة التعويضية والخدمات المساندة خلال النصف الأول من عام 2025م نحو 4282 مستفيدًا، في حين بلغ عدد الأشخاص الذين صدرت لهم بطاقة شخص ذي إعاقة خلال الفترة نفسها 2633 فردًا، ليصل إجمالي الحاصلين على البطاقة إلى 68071 شخصًا، بما يعكس اتساع نطاق الخدمات وتطور منظومة الدعم.
وعلى الصعيد الدولي، حقق المركز الوطني للتوحد إنجازًا مهمًّا بانضمامه إلى الهيئة الدولية لاعتماد تحليل السلوك التطبيقي (QABA) كأول عضو كامل العضوية في المنطقة العربية ضمن الشبكة، إلى جانب حصوله على تجديد اعتماده كـ "مركز التوحد المعتمد"، من قِبل المؤسسة الدولية لاعتماد ومعايير التعليم المستمرIBCCES بالولايات المتحدة الأمريكية، في خطوة تعكس التزام سلطنة عُمان بالارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد.
ويُعد اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة فرصة للتأكيد على أهمية تقديم التأهيل والتمكين لهم، وتحقيق دمجهم في مختلف مجالات الحياة، حيث تواصل سلطنة عُمان من خلال برامج التمكين والرعاية الصحية والتأهيلية، جهودها لتعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، بما يضمن لهم حياة كريمة مستقلة، ويسهم في بناء مستقبل شامل ومستدام.