آخر تحديث: 3 دجنبر 2025 - 11:44 ص بقلم: عماد الناصري ما عاد العراقي بحاجة إلى محلّل سياسي ولا إلى وثائق مسرّبة كي يعرف الحقيقة؛ فالنفاق صار فجّاً إلى حدّ الوقاحة، والكذب صار مكشوفاً لدرجة أنّ السياسيين لم يعودوا يكترثون حتى بترتيبه. إنهم يمارسونه ببرود، وكأنّ الشعب قطيعٌ فقد ذاكرته، لا شعب دفع أغلى الأثمان ليبقى واقفاً.

يخرج السياسي في الصباح ليشتم المحاصصة، وفي المساء يوزّع المناصب بين أبناء حزبه كما لو كانت مزرعة خاصة. يقف على المنبر ليتشدّق بـ“دولة الكفاءات”، بينما هو أوّل من يملأ المناصب بعناصر حزبه، مهما كانت خبرتهم ضحلة أو معرفتهم صفرية. هذه ليست سياسة؛ هذه عملية تدوير نفايات سياسية تُعاد تغليفها بعبارات وطنية مضروبة. لا مهزلة أكبر من ادّعاء الاهتمام بالعقول العراقية المهاجرة. يصفّق السياسي أمام الكاميرات ليعلن عن مبادرة لعودة الخبرات والكفاءات من الخارج، ثم يمشها ويطردها من الباب الخلفي إن لم تكن تحمل الشعار الحزبي المناسب ويعلن ولا تعلن ولائها لهم. كل شيء عندهم يُقاس بالولاء، لا بالعلم. يريدون عقولاً تعمل تحت وصاية الجهل، وإلا يتم وأدها كما أُعيد وأُعدم كل مشروعٍ وطني منذ سنوات. رئيس الحكومة يحذّر السفراء من الحزبية… وهو من سمح لقائمة سفراء حزبية ميليشياوية بحتة ان تمر ، أي كوميديا سوداء هذه؟ يوجّه السفراء الجدد إلى الابتعاد عن الاصطفاف السياسي، بينما قائمته مليئة حتى الاختناق بأسماء فُرضت من الكتل والأحزاب. هذا ليس تناقضاً فحسب، بل إهانة صريحة لذكاء العراقيين. وكأنّ الرسالة للشعب هي: “نحن نكذب… ونعرف أنك تعرف أننا نكذب… ومع ذلك سنستمر.” السياسيون في العراق لا يعيشون مع الشعب؛ يعيشون فوقه، خارجه، ضده أحياناً. لا يسمعون إلا صدى أصواتهم، ولا يرون إلا ما يعكسه محيطهم الحزبي الضيّق. ولذلك يعتقدون أن الأكاذيب يمكن أن تُعاد وتسوق كل يوم، كأنّ الناس آلات بلا ذاكرة. لكن الحقيقة أن العراقيين يعرفون جيداً من الذي دمّر الدولة، ومن الذي لوّث المناصب، ومن الذي جعل المصلحة الوطنية آخر بند في قائمة المصالح. لن يبقى هذا النفاق أبدياً. الشعب الذي خرج من الحروب والدمار أقوى من أن يخدعه سياسي لا يحسن حتى حبك كذبة محترمة. العراق اليوم يقف فوق بحر من الوعي، والسياسيون ما زالوا يظنون أنهم قادرون على العوم فوقه بجيوب ممتلئة وخطابات فارغة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

أكاذيب إخوانية.. مصدر أمنى ينفي تدهور الأوضاع الصحية للنزلاء بأحد مراكز الإصلاح

نفى مصدر أمنى جملةً وتفصيلاً صحة ما تم تداوله بإحدى الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بمواقع التواصل الإجتماعى تضمن الزعم بوجود إنتهاكات وتدهور الأوضاع الصحية للنزلاء بأحد مراكز الإصلاح والتأهيل الجغرافية بالبحيرة.

مادورو يرد على أمريكا: عشنا 22 أسبوعاً من الإرهاب النفسي ونرفض سلام العبيدكييف رفضت التنازل عن أراضي.. هل فشلت محادثات فلوريدا بين أمريكا وأوكرانيا؟

وأكد المصدر أن كافة مراكز الإصلاح والتأهيل على مستوى الجمهورية يتوافر بها جميع الإمكانيات المعيشية والصحية ويتم تقديم الرعاية الكاملة للنزلاء وفقاً لأعلى معايير حقوق الإنسان الدولية.

كما أنها تخضع للإشراف القضائى الكامل وكذا مرور مفتشى الصحة عليها بصفة يومية، وأن ذلك يأتى فى إطار ما دأبت عليه الجماعة الإرهابية من إختلاق الأكاذيب وترويج الشائعات لمحاولة إثارة البلبة بعد أن فقدت مصدقيتها، وسيتم إتخاذ الإجراءات القانونية حيال مروجى تلك المزاعم.

طباعة شارك جماعة الإخوان مصدر أمنى إنتهاكات مراكز الإصلاح والتأهيل حقوق الإنسان

مقالات مشابهة

  • مادورو يحذر الشعب الأمريكي: أنتم تكرهون الحروب لا تكرروا تجربة العراق وفيتنام
  • مصر ترد على أكاذيب إسرائيل وتنفى التنسيق مع حكومة الاحتلال
  • «مادورو» يحمى أسرته وهواتفه وسط تهديد «ترامب» بالتدخل العسكرى
  • الأمم المتحدة تنهى وجود بعثتها في العراق بعد أكثر من عقدين
  • الكذب الاشر..الفيلي:الشعب العراقي اليوم “ينعم بالحرية”
  • مسئولة أممية تدعو إلى اتخاذ إجراء حاسم لإنهاء الجمود السياسي الإسرائيلي الفلسطيني
  • السوداني:الشعب العراقي ” لايستغني عن الحكومة نتيجة حبه العميق لها”!!!
  • أكاذيب إخوانية.. مصدر أمنى ينفي تدهور الأوضاع الصحية للنزلاء بأحد مراكز الإصلاح
  • تكالة يبحث مع تيته خارطة الحل السياسي في ليبيا