الكهنوت نعمة ورسالة.. ختام المؤتمر السنوي للكهنة | صور
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
برعاية غبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، وإشراف نيافة الأنبا بشارة جودة، مطران إيبارشية أبوقرقاص وملوي وديرمواس للأقباط الكاثوليك، ومسؤول اللجنة الأسقفية لتكوين الكهنة، بالكنيسة الكاثوليكية بمصر، وتحت شعار "الكهنوت نعمة ورسالة"، اختتمت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر السنوي للكهنة الأكثر من عشر سنوات كهنوتًا.
وأقيمت فعاليات المؤتمر في الفترة من الأول، وحتى الثالث من ديسمبر الجاري، وذلك بمقر المطرانية، بالأقصر، في ضيافة نيافة عمانوئيل عياد، مطران إيبارشية طيبة للأقباط الكاثوليك، بمشاركة كهنة مختلف الإيبارشيات.
صلاة القداس الإلهيبدأ اليوم بالقداس الإلهيّ الذي ترأسه نيافة الأنبا بشارة، بمشاركة نيافة الأنبا عِمّانُوئِيل، وجميع الآباء الكهنة المشاركين في المؤتمر.
وقدّم الأب ميلاد صدقي اللعازري خلال القداس تأمّلًا روحيًّا بعنوان "كونوا قديسين"، شدّد فيه على صيغة الأمر الواضحة في الدعوة إلى القداسة، متناولًا خمسة أنواع من الضمائر البشريّة:
1. الضمير المزدوج.
2. الضمير الانتقائي.
3. الضمير الأناني.
4. الضمير بعد فوات الأوان.
5. الضمير المُخدَّر.
وعقب القداس الإلهيّ، ألقى نيافة الأنبا دانيال لطفي، مطران إيبارشيّة أسيوط للأقباط الكاثوليك، محاضرته الصباحيّة بعنوان "الكهنوت نعمة"، انطلاقًا من قول القديس الرسول بولس (رو 1: 5).
وأكد الأب المطران أنّه لا نعمة بلا رسالة، ولا رسالة بلا نعمة، موضحًا أن النعمة — وفق القواميس والمعاجم — هي إحسان، ونفع بلا غرض ولا عوض.
وعرض صاحب النيافة نوعين رئيسيين من النعمة: أولًا: نعمة بلا استحقاق منّا مثل: نعمة الخلق على صورة الله ومثاله، نعمة الفداء، نعمة الروح القدس في الأسرار المقدسة، ونعمة شركة الحياة الأبديّة.
ثانيًا: نعمة بمعنى القوّة: وهي الموهبة التي يمنحها الروح القدس، لإتمام الرسالة، ومن أبرزها: نعمة الكهنوت التي تُعدّ "نعمة فوق نعمة"، وتُشرك الكاهن في حياة الثالوث القدوس: فالآب يهب نعمة الأبوّة، والابن يقدّم مثال الراعي الصالح، والروح القدس يمنح قوّة أن يكون الكاهن مصدر حياة روحيّة لشعبه.
واختتم الأنبا دانيال اللقاء بالتوقف عند ثلاث قناعات أساسيّة ترتكز عليها حياة الكاهن:
1. الصلاة اليومية الشخصية:
وهي مصدر الطاقة والفاعليّة والرجاء والأمانة، ولا سيّما من خلال الذبيحة الإلهيّة اليومية. فسرّ القربان المقدس هو محور الحياة الكهنوتيّة، والكاهن هو أوّل مَن يتّحد بالمسيح، ويتغذّى من ذبيحته.
2. الألم وقبوله قبولًا رسوليًّا:
الألم قد يأتي من الناس، أو الخدّام، أو الانقسامات، أو ضعف الثمار رغم الجهود، كما قد ينتج عن الوحدة، أو صعوبات الخدمة أو النقد الجارح. وقد يتساءل الكاهن أحيانًا: "هل صرت كاهنًا لأُهان؟"، إلّا أن قيمة الكهنوت المرتكزة على مثال المسيح الكاهن الأعظم تعطي القدرة على الاحتمال، فنحن نحمل في أجسادنا سمات الربّ يسوع.
3. الثقة المطلقة والرجاء اللامحدود:
الكاهن يتذوق الإفخارستيّا أوّلًا، وعليه أيضًا أن يتذوق رحمة الله أوّلًا. فالكهنة هم وكلاء أسرار الله، والاتكال على رحمة الله يُشدّد القلب، ويُجدّد المسيرة.
وفي الفترة المسائيّة، قام المشاركون في المؤتمر برحلة نيليّة، تلاها، زيارة إلى معبد الأقصر، ثم تم ختام المؤتمر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق الكاثوليك الكهنة الكنيسة الكاثوليكية الكنيسة الكاثوليكية بمصر إيبارشية طيبة للأقباط الكاثوليك للأقباط الکاثولیک نیافة الأنبا
إقرأ أيضاً:
البابا لاون يحجّ إلى ضريح القديس شربل: تكريسٌ للبنان ورسالة رجاء من قلب عنّايا
توجّه صباح اليوم، قداسة البابا لاون الرابع عشر، إلى دير مار مارون، بعنّايا، حيث ضريح القديس شربل مخلوف، في زيارة حجٍّ شكّلت إحدى أبرز محطات زيارته التاريخية إلى لبنان.
وأراد الأب الأقدس من هذه الزيارة أن تحمل بُعدًا وطنيًا، وروحيًا عميقًا، باعتبار القديس شربل رمزًا يجمع اللبنانيين على اختلاف طوائفهم، ويجسّد رسالة الصمود والإيمان.
شفاعة القديس شربلولدى وصوله إلى عنّايا وسط حضور واسع من المؤمنين، توقّف الحبر الأعظم عند الإرث الروحي للقديس شربل، ملخّصًا رسالته في أربع ركائز أساسية وصفها بأنها "سلوكيات مناهضة للتيار": الصلاة، الصمت، التواضع، والفقر، مؤكدًا أنها تشكّل دعوة متجددة في عالم، يرزح تحت ضجيج الماديات، وفوضى العولمة الروحية.
واعتبر بابا الكنيسة الكاثوليكية أن شفاعة القديس شربل "نهر رحمة لا ينضب"، أوكل إليها احتياجات الكنيسة، والعالم أجمع، طالبًا السلام والوحدة، موجهًا صلاة خاصة للبنان، والمشرق.
ومن جهته، رحّب الأب هادي محفوظ، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية، بالحبر الأعظم في ما وصفه بملجأ الصمت والنور، مؤكدًا أن هذه الزيارة التي تتزامن مع مرور مئة عام على تقديم دعوى تطويب، وتقديس القديس شربل إلى الكرسي الرسولي، تُعدّ نعمة جديدة تطبع تاريخ الدير، والرهبانية.
وشكر الأب محفوظ عظيم الأحبار، لحضوره، وتعليماته الروحية، التي دعا فيها إلى توسيع أفق الصلاة، والانفتاح على الأحد الذي لا يغيب.
وتحمل زيارة عنّايا، وفق ما أكده قداسة البابا، بُعدًا يتجاوز الطقوس إلى رسالة تضرّع من أجل شفاء لبنان أخلاقيًا، ومؤسساتيًا قبل أي بعد اقتصادي.
وشدد الأب الأقدس على أن المسيحية اللبنانية تشكّل قوة حيّة وركنًا أساسيًا في توازن المنطقة، داعيًا اللبنانيين إلى استعادة جذورهم الروحية، والتمسّك بالإيمان كطريق للصمود، والوحدة، والشراكة الوطنية.
وبهذا المشهد المفعم بالخشوع، رسّخت عنّايا مرة جديدة مكانتها منارةً للرجاء، تؤكد أن الإيمان يبقى أحد أبرز مصادر قوة اللبنانيين في مواجهة أزماتهم.