قمة لـيسرائيل هيوم بحضور قادة بارزين أميركيين وإسرائيليين
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
واشنطن- احتضنت مدينة نيويورك أول أمس الثلاثاء أعمال أول نسخة تعقد في الولايات المتحدة من قمة "يسرائيل هيوم"، التي تجمع بين قادة سياسيين واقتصاديين وشخصيات بارزة من الجالية اليهودية في أميركا والعالم.
وتأتي القمة في لحظة سياسية شديدة الحساسية لإسرائيل، حيث تتزايد المؤشرات على تراجع التأييد الشعبي الأميركي لها، خصوصا بين فئات الشباب واليمين المتغير في البلاد.
ووفقا للمنظمين، فإنها تسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف، أبرزها تعزيز العلاقات الأميركية الإسرائيلية، والتصدي لموجة معاداة السامية المتصاعدة، إضافة إلى توطيد الروابط بين تل أبيب ويهود الشتات في ظل ما يصفها المنظمون بـ"تحديات غير مسبوقة" تواجه العالم واليهود على حد سواء.
ومن بين المحاور الجوهرية التي طرحت خلال هذا الحدث، مشروع يحمل اسم "المليون الـ11″، وهو رؤية إستراتيجية تهدف إلى استقطاب مليون يهودي من أنحاء العالم للانتقال إلى إسرائيل خلال العقد المقبل.
وشهدت القمة مشاركة واسعة من شخصيات رسمية وصانعي قرار ونواب أميركيين، من بينهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، والسيناتور جون فيترمان، إلى جانب مايك والتز الذي يستعد لتولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. ويعكس حضورهم رغبة إسرائيل في الحفاظ على دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي معا، وعدم السماح بتحويل العلاقة التاريخية بين الطرفين إلى ورقة خلاف داخلي في واشنطن.
كما شارك عدد من أبرز قيادات الجاليات اليهودية، وفي مقدمتهم رئيس الكونغرس اليهودي العالمي رونالد لاودر، وشخصيات اقتصادية ودينية وقيادات من المجتمع المدني. ومن الجانب الإسرائيلي، حضر دبلوماسيون ومسؤولون سابقون مثل داني دانون وعميحاي شيكلي.
ويرى المنظمون أن الجمع بين أصحاب القرار السياسي وممثلي المجتمع اليهودي ومن تعرضوا لتجارب الحرب بشكل مباشر يعكس الثنائية الأساسية للقمة، وهو الدفاع عن إسرائيل على المستوى الدبلوماسي، وبناء تضامن شعبي عابر للحدود.
إعلانتقف ميريام أديلسون، ناشرة صحيفة "يسرائيل هيوم" وواحدة من أبرز الداعمين لتل أبيب في الساحة الأميركية، وراء تأسيس هذا الحدث. وتتميز أديلسون بثقل سياسي ومالي كبير في الولايات المتحدة، إذ تُعد من كبار الممولين للانتخابات الأميركية خلال السنوات الأخيرة، وسبق أن ساهم دعمها المالي في تعزيز مواقف سياسية مؤيدة لإسرائيل داخل الإدارة الأميركية.
وعادت أديلسون، المولودة في تل أبيب، للتأكيد في خطابها الافتتاحي على أن التحالف بين إسرائيل وواشنطن "مهيب" وتجب حمايته من محاولات "الأعداء" فصله عن الغرب. ودعت إلى تثبيت الشراكة الإستراتيجية بين الجانبين باعتبارها الضامن الأساسي لأمن إسرائيل واستمرار قوتها في إطار النظام الدولي.
موجة انتقاداتويأتي انعقاد القمة في ظل موجة انتقادات غير مسبوقة لسياسات إسرائيل، لا تقتصر على التيارات التقدمية فقط، بل تمتد إلى أوساط يمينية أيضا.
في هذا السياق، يرى حافظ الغويل الباحث في شؤون الشرق الأوسط بجامعة جونز هوبكنز أن تل أبيب تشهد تراجعا غير مسبوق في صورتها داخل المجتمع الأميركي، موضحا -في حديث للجزيرة نت- أن الأمر بات يشمل حتى الشباب الجمهوريين الذين كانوا تاريخيا من أكثر الداعمين للتقارب معها.
ويعزو الغويل ذلك إلى عوامل تراكمت خلال السنوات الماضية، في مقدمتها تفكك سردية إسرائيل كدولة ديمقراطية تشبه الغرب، وتنامي التساؤلات داخل الولايات المتحدة حول جدوى الدعم غير المشروط لها. وأضاف أن صدمة الرأي العام من حجم الدمار والضحايا في قطاع غزة لعبت دورا كبيرا في تغيير المزاج الشعبي.
وأشار إلى أن انتقاد إسرائيل أصبح أمرا عاديا في الجامعات والأوساط السياسية والإعلامية، مع تصاعد خطاب يطالب بإعادة توجيه المساعدات العسكرية الضخمة نحو الداخل الأميركي، خصوصا في ظل أزمات اقتصادية واجتماعية متزايدة.
كما تشهد الجالية اليهودية نفسها -وفق الغويل- انقساما واضحا، خاصة في نيويورك، حيث ارتفعت أصوات يهودية مناهضة للصهيونية تؤكد أن الصراع "ليس دينيا، بل سياسيا يتعلق بطبيعة المشروع الصهيوني".
من جانبه، يرى آرون ديفيد ميلر، المستشار الأميركي السابق وزميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن التحالف الأميركي الإسرائيلي تاريخيا بُني على 3 عناصر أساسية:
تقارب مصالح. تقارب قيم. وجود قاعدة دعم واسعة داخل الولايات المتحدة.ويؤكد في تصريح للجزيرة نت أن هذه العناصر جميعها تعيش اليوم أكبر حالة تآكل منذ عقود، لدرجة تجعل العلاقة تحت ضغط غير مسبوق.
في تصريح لافت لأحد أشهر داعمي إسرائيل.. قال الزعيم الإنجيلي البارز مايك إيفانز إن تل أبيب تخسر المعركة على الجبهة الإعلامية، وسط تصاعد الدعم العالمي لرواية الأعداء#حرب_غزة pic.twitter.com/OUSrM2oOU2
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 22, 2025
مسؤولية إسرائيلويحمّل ميلر المسؤولية بدرجة كبيرة إلى سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية، وإلى الانقسام الحزبي داخل واشنطن، لافتا إلى أن القضية الفلسطينية أصبحت خط التماس الأول في تآكل الإجماع الأميركي حول تل أبيب. ولاحظ أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو مفضّلا بشكل واضح للجمهوريين، مما عمق تسييس العلاقة داخل الولايات المتحدة.
إعلانوبرأيه، فإن تدهور صورة إسرائيل في واشنطن تفاقم بشكل كبير بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، رغم أن التراجع بدأ قبل ذلك بسنوات. ويعتقد أن استقرار العلاقة أو تدهورها في المستقبل سيعتمد كليا على تغير القيادات، سواء في تل أبيب أو في الولايات المتحدة، ويقول إنه لا يرى أي مؤشرات إيجابية على ذلك في الأفق القريب.
ويصف ميلر التغيرات في الرأي العام بأنها بنيوية وجيلية، خصوصا داخل صفوف الديمقراطيين والشباب الجمهوريين. لكنه يلفت إلى أن المواقف الجيلية قد تتغير إن تغيرت الظروف السياسية. ويستشهد بمواقف لسياسيين ديمقراطيين بارزين دعوا -ولأول مرة- علنا إلى تقييد المساعدات العسكرية لتل أبيب، وهو ما اعتبره سابقة سياسية.
ويخلص إلى أن المشهد الأميركي بات اليوم أكثر انقساما تجاه إسرائيل، مع توجهات متباينة داخل الحزبين:
جمهوريون يسعون لربط إسرائيل بقضاياهم الحزبية. ديمقراطيون تقدميون يطالبون بفرض تكلفة سياسية على تل أبيب، وديمقراطيون معتدلون يزدادون استياء من الحكومة الإسرائيلية رغم عدم استعدادهم بعد لتقييد الدعم.ورغم ذلك، يؤكد ميلر أنه لا يتوقع انهيار العلاقة بالكامل، لكنه يرى أنها لم تكن يوما في حالة توتر وضغط أشد مما هي عليه اليوم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات فی الولایات المتحدة تل أبیب إلى أن
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تعلّق جميع طلبات الهجرة لرعايا 19 دولة
#سوايلف
قالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد #ترامب، إنها علقت جميع #طلبات_الهجرة، بما في ذلك النظر في طلبات الحصول على #البطاقة_الخضراء (الإقامة الدائمة) و #الجنسية_الأميركية المقدمة من مهاجرين من 19 دولة غير أوروبية، وعزت ذلك إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي والسلامة العامة.
وينطبق التعليق على المواطنين من 19 دولة يخضع مواطنوها بالفعل لحظر دخول جزئي أعلن في حزيران، مما يفرض قيودا إضافية على الهجرة، وهي محور أساسي في برنامج الرئيس السياسي.
وتشمل قائمة الدول أفغانستان والصومال.
مقالات ذات صلةوتشير المذكرة الرسمية التي توضح السياسة الجديدة إلى هجوم وقع الأسبوع الماضي على فردين من الحرس الوطني في واشنطن، وقبضت السلطات على مشتبه به أفغاني. ولقيت امرأة منهما حتفها وأصيب الآخر بجروح خطيرة في إطلاق النار.
وصعّد ترامب من لهجته أيضا ضد الصوماليين في الأيام الماضية، وقال “لا نريدهم في بلدنا”.
ومنذ عودته إلى منصبه في كانون الماضي، أعطى ترامب الأولوية بشكل كبير لتطبيق قوانين الهجرة وأرسل عملاء اتحاديين إلى المدن الأميركية الكبرى لتعقب المهاجرين ورفض استقبال طالبي اللجوء عند الحدود مع المكسيك.
وتشمل قائمة الدول المستهدفة في المذكرة الصادرة الأربعاء أفغانستان وبورما وتشاد وجمهورية الكونغو وغينيا الاستوائية وإريتريا وهايتي وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن، وجميعها خاضعة للقيود الأكثر صرامة المعلنة في حزيران، بما في ذلك تعليق كامل لدخول مواطنيها مع بعض الاستثناءات.
أما الدول الأخرى في القائمة، والخاضعة لقيود جزئية منذ حزيران، فهي بوروندي وكوبا ولاوس وسيراليون وتوجو وتركمانستان وفنزويلا.
وتنص السياسة الجديدة على تعليق الطلبات المقدمة وإلزام جميع المهاجرين من الدول المدرجة في القائمة “بالخضوع لعملية إعادة مراجعة دقيقة، بما في ذلك مقابلة محتملة، وإذا لزم الأمر، إعادة المقابلة، لتقييم جميع التهديدات المتعلقة بالأمن القومي والسلامة العامة بشكل كامل”.
وأشارت المذكرة إلى عدة جرائم وقعت في الآونة الأخيرة يُشتبه في أن مهاجرين ارتكبوها، بما في ذلك الهجوم على الحرس الوطني.